الأيام والأحداث المتتالية، كلها عوامل تصقل التجارب مثلما يصقل النار المعادن النفيسة. على مر الأيام والأسابيع وتسارع الأحداث، منذ 22 فبراير 2019، شهدنا حركة سقوط ونهوض مستمرة، ولوج وخروج، إقبال وإدبار، وقلب الجلود، وكلها، أشياء عادية في تاريخ البشرية، لا يجب أن تفاجئنا أو تصدمنا، بل العكس، لا بد أن تزيدنا ثقة في مسارنا لأنها تؤكد لنا سنن الحياة في شكل امتحانات، منها الفائز وآخر ساقط. في هذا المسار رأينا صنفا ضمن الحراك، ناضل بقوة من أجل “التغيير”، الذي تلخص عندهم في إسقاط عصابة التوفيق واليناريين عموما، باعتبارهم أصل الداء ورمز الاستبداد والخراب (وهم بالفعل جزء كبير من هذا الوباء…
الكاتب: رشيد زياني شريف Rachid Ziani Cherif
عودة نزار على طائرة رئاسية واستقبال رسمي، رغم الأحكام الصادر ضده من محكمة عسكرية وأخرى مدنية، بعقوبة 20 سنة سجنا، ليس إلا مؤشر على المسار الذي نتجه إليه، وصورة مصغرة عن الشجرة العفنة التي تكشف وحشة الغابة القاتمة التي يناور داخلها عصابات الدم ونهب المال. هذه العودة الرمزية وثقيلة الدلالة، تعيد بذاكرتنا إلى بداية مارس 2019، عندما بدأت حملة الاعتقالات وسط عناصر من العصابات الحاكمة وفرار آخرين. وكان البعض حينذاك عاتبنا على تشكيكنا في العملية برمتها، بل وزعم آخرون أننا أصبحنا بحكم أمر الواقع حلفاء موضوعيون للمجرمين، وأننا انقلبنا على “القيادة البادسية” التي تجرأت على فعل وإنجاز ما لم يكن…
ربما عنوان مستفز للبعض أو حتى صادم، لكن أراه ضروري، كونه أثار تجاذب وكان ولا يزال محل شك بالنسبة للبعض لأساب وجيهة، وقميص عثمان للبعض الآخر، كما سأبينه.لا شك أن هذا الشعار أصبح رمزا مدويا ومنيرا للحراك بل وأحد أبرز الشعارات المرفوعة في التظاهرات، تصرخ به حناجر مئات الآلاف من المواطنين. وهو شعار مختصر ومعبر عن مطلب جوهري لفئات عريضة من الشعب، لأنه يشكل بالنسبة لهم بوابة المخرج والانعتاق من حكم عصابات من كبار جنرالات العسكر الذين أهلكوا الحرث والنسل، منهم المسجون ومنهم الهارب ومنهم من ينتظر دوره، ومنهم من لا يزال يتحكم في رقاب العباد، لكن مع ذلك، يظل…
كتبتُ قبل يومين منشورا حول استصدار دستور يعبد الطريق لبيع أولاد الجزائر مرتزقة في حروب الغير، ومقايضتهم بسكوت القوى العظمى على نظام غير شرعي وابتزازه والحصول منه على كل المزايا بالمجان، نظرا لهشاشة وضعه. يُستصدر هذه المرة دستور، إحدى مواده “الجوهرية” تعبد الطريق لتوريد جنود الجيش الوطني الشعبي، مثلما استعمِل أبناء الجزائر إبان الاستعمار وقودا في حروب فرنسا في فيتمنام والهند الصينية، كتبت التالي “فرنسا استعملت أبناء الجزائر المستعمرة في حروبها لقتل فقراء فيتنام والهند الصينية، واليوم تريد استخدام أبناء جزائر دستور “فاتح نوفمبر”، لطحن مستضعفي مالي والنيجر وبوركينا فاسو وكل مستضعف يقلق مشاريع فرنسا وغيرها من قوى النهب وسفك…
لدي أسئلة بسيطة أطرحها على كل من اجتهد بعد تقييمه للوضع واعتبر أن المشاركة في أجهزة ومجالس “النظام” هو قرار صائب وأمر إيجابي، وموقف بناء وعقلاني، لأنه كفيل بتحقيق أشياء، وتغيير تدريجي، بدل سياسة الكرسي الشاغر العقيمة، التي “تناضل” على الهامش والأوهام. أسأل من تبنى هذا الخيار، انطلاقا من حسن الظن فيه وافتراض صدق التوجه عموما في الناس، ما لم يثب العكس، إثباتات موّثقا لا تخمينا أو اختزالا، مع تجنب بطبيعة الحال كيل التهم والأحكام المسبقة، ناهيك عن طامة التخوين او “التكفير السياسي”، لان ذلك يظل اختلاف وجهات النظر والاجتهادات، طالما بقي في هذا الحيز، اختلاف مقبول ومشروع بل ومحبذ،…
كمْ كانوا يوّدون لو يسّر الشعب مهمتهم، وأمدهم بصورة نمطية، يبيعونها للعالم، تبرر كل ما سيفعلونه فيه، مثلما، فعلوا في التسعينات، عندما باعوا للعالم صورة الوحش البشري، الذي لم يجد بواكي لضحاياه ولا من يتعاطف معهم ولا من يدين ما تعرضوا له من قمع وتقتيل وتعذيب وتشريد، لكن، ذلك زمن ولى، نحن اليوم أمام جيل فريد، عقد العزم على تفجير خططهم، ونسف أحلامهم، في حراكه السلمي الحضاري. ليس جديدا ولا سرا لجوء الأنظمة اللا شرعية إلى خبراء “الإخراج” السينمائي وأخصائيي الدعاية والحروب النفسية، لتقديم الخصوم المقاومين لهم، في صورة “خطر” داهم وشر مطلق، في صورة شخص معتوه همجي تتطاير من…
الدولة المدنية التي ننشد لا هي دولة علمانية متطرفة من سلالة العلمانية الفرنسية المعادية للدين والمحاربة للإيمان والمضطهدة لأهله؛ولا هي دولة عسكرية متغلبة بالبندقية تسخر خيرات الوطن لخدمة مجموعة كبار الجيش والملتفين حولهم؛ولا دولة بوليسية مخابراتية تتجسس على مواطنيها وتحبس أنفاسهم، لإبقاء قبضتها على الشعب؛ولا هي دولة دينية “ثيوقراطية” تزعم التفويض الإلهي وتدعي النطق باسم السماء،لا هي جمهورية أفلاطون المثالية ولا دولة ملائكية معصومة؛ولا هي دولة مدينة الخطيئة والنزوات ومرتع الشياطين الإنس والجن؛بل هي دولة لكافة مواطنيها، يصيبون ويخطئون، يمارسون حقهم دون وصاية، ويتعلمون من تجاربهم ككل الأمم، يشتركون في تكافؤ الفرص ويتمايزون بالعمل والجهد؛المواطن فيها متحكمٌ في حاكمه، من…
يلاحَظ أن بعض المتلبسين بالواقعية، غالبا ما يمارسون هذه الواقعية، غير بعيد كثيرا عن المنطقة الخضراء التي توفر لهم الأمن والسلامة، وتمنحهم امتيازات تقدر بقدر قربهم منها وابتعادهم عن كل من يصفونه بالـ”العدمية” و”الرومانسية و”الغوغاء”. حجة هؤلاء الواقعيين، أنهم يقدرون ثقل الأمانة الملقاة على عاتقهم، عكس “المغامرين” الذين لا يبالون بمصير الشعب والوطن. ومن مميزات واقعيتهم، بدافع الحرص على استقرار البلد وأمنه، يبررون بسخاء حاتمي، تصرفات السلطة الحاكمة، والتهوين من حجم تعسفها وقهرها لمن يخالفها الرأي. وإذا استفسروا عن الحريات، يطمأنون بأنها مكفولة، وأنها تعم ربوع الوطن؛ وإذا سئلوا عن الاعتقالات، يجيبونك بأنها محدودة وليست بذلك الحجم المبالغ فيه من…
ما تطرقت إليه في منشورات سابقة وجديدة بشأن اللغة العربية وما يدور حولها من حديث وحروب، واعتبرتها فخا ومصيدة، لا يعني أبدا الانتقاص من قيمة المسألة ولا التشكيك في نوايا كل من يتطرق إليها، لكن أعتبر الموضوع، على حساسيته ومركزيته، في حالة استعمله خارج إطاره وفي غير الظروف المناسبة، يكون، مشتتا للجهود ويصد الأنظار، إن لم يكن مهلكا للجميع. أوضح:- هل هناك مغتربين وجدانيا من الأقدام السود المحليين، الحاقدين على العربية وعلى كل ما يتصل بها، ويعملون على ترسيخ لغة الكولون في البلاد ويقلقهم تبوأ العربية مكانتها اللائقة بها، بعد تهميشها عمليا طيلة نصف قرن، لصالح لغة المستعمر التي فرضوها…
نشهد سباق محمود ضد الساعة…خطوات متسارعة، متضاربة، لاهثة، متسترة وعلنية في آن.هل لانتشال البلاد من أزمتها الصحية؟ كلا؛ كل الإشارات لا توحي بذلك.هل لترميم النسيج الوطني الذي تعبث به أقلام وأصوات الحقد والكراهية، وتسعى إلى تمزيقه؟ كلا؛ العكس هو الحاصل.أو لإنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي المحدق، في ظل تعفن مستشري على كافة الأصعدة؟ كلا؛ بل غيوم داكنة ملبدة، تلوح في الأفق، في ظل تجاهل واستهتار والسير نحو سراب الوعود. لا ذا ولا ذاك ولا كل ما قد يتخيله إنسان سوي، إن ما نشهده مخالف تماما، إنه سباق مجنون وإجرامي، بوصلته وجهته واحدة متعنتة وشرسة. ما نشهده، هو أن السلطة الحاكمة…
عندما اطلعتُ على هذا المصطلح أول مرة، اعتقدتُ أنه يحيل إلى حكم العسكر، بإشارته إلى اللون الكاكي للبدلة العسكرية، لكن استقصاء للموضوع علمتُ أن المعنى الحقيقي للمصطلح (الإغريقي) يتكون من كلمتين، كاكيستو (الأسوأ) وكراسي (الحكم)، أي حكم الأسوأ، أي الذي يُثمِن الرداءة ويعيّن أصحابها الفاشلين في المناصب. وتساءلت ما سر انتقاء الفاشلين وتعيينهم في مناصب المسؤولية.ولا شك أن الكثير منا تساءل كيف تمكن بعض الفاشلين، من عديمي الكفاءة، من تسلق سلم الوظائف والوصول إلى مناصب لا تؤهلهم قدراتهم الذاتية على توليها، خاصة وأن تبوؤهم مثل تلك المناصب أمر خطير ويعرض المؤسسة او النظام أو الشركة التي يعملون بها للخطر. وكان الباحث…
لا زال النظام يبيع الأوهام، ولا تزال بضاعته رائجة، تجد من يشتريها ويجري وراء سرابها. هذه النفسيات هي نفسها التي كانت تعتقد في الرجل الفذ والزعيم الملهم، أي الرجل الصنم المُخَلّص، وعاشت دهرا في حضن عالم ثنائي، يشخص العظمة في الأفراد المتغلبين، والشيطنة في أكباش الفداء المتهاوين، فتوهموا من جهة ان بومدين فريد زمانه وصدام عظيم قومه وجمال عبد الناصر هرم الامة ومنقذها، وما إلى ذلك من أصنام هدهدت مخيلة وحياة الكثير من الخلق في الوطن العربي، كما وقعوا في فخ تشخيص الشر في أشخاص بعينهم، بما يسّر عملية التلاعب بمن رضي لنفسه شخصنة الخير\ الشر، فصرف نظرهم عن جوهر المعضلة.…
خاطبني أحدهم معاتبا، بل “آمرا” بالأحرى، أن أتوّقف عن “انتقاداتي العقيمة” لسياسات وتصرفات السلطة، والعمل، بدل من النقد المريح من وراء الشاشة، للمساهمة في رفع من معاناة مواطنينا جراء الجائحة التي تعصف بنا وبالخلق أجمع. لا شك أن ما تفضل به المعاتِب، فيه الكثير من الوجاهة، ويرقى ليكون نصيحة راقية في زمن وباء الكورونا، لكن، كان الأمر يكون كذلك فعلا لو تعلق الأمر ببلد يعيش ظروف طبيعية، تتمثل في رابطة الثقة بين الحاكم والمحكوم، في ظل نظام شرعي يضمن لجميع المواطنين الحد الأدنى من الحقوق، وسلطة تتمتع بصدقية وكفاءة، تعزز الطمأنينة في نفوس الخلق، أمّا ونحن نتحدث عن عصابة متحكمة…
نشهد منذ فترة، حربا شرسة ضد رشاد، والملفت أن الجهة أو الجهات التي تشن هذه الحرب القذرة، تسوق تهم جاهزة دون أي دليل بل وترقى إلى التشهير الذي يعاقب عليه القانون، وكأن مجرد نقل التهمة كافي لإثباتها، لاسيما بالنظر إلى ما تكنه هذه الأطراف من عداء لرشاد لأسباب معروفة، بالإضافة إلى سجل هذه الجهات الحافل بالجرائم في حق الشعب خاصة عقب انقلاب يناير 92 وطيلة الحرب القذرة. والجدير بالإشارة أن الأمر لا تقتصر على السلطة وتوابعها، بل يضم أيضا أحزاب وشخصيات وأقلام وصحف تدعي المعارضة وفي تصريحاتها وأدبياتها، في حين شاركتها في الواقع كافة الحكومات والمجالس والنوادي، على مر عقود.…
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (الآية 8 من سورة المائدة) بادئ ذي بدء، ثمة حقيقة لا ينكرها إلا جاحد، وهي أن جل منْ وقف في التسعينات وراء الانقلاب بل وحرض عليه، هم من العلمانيين المتطرفين، حتى أصبحوا يشكلون كتلة واحدة مع “اليناريين”، يشتركون في نفس المصير والمسار، عسكريين ومدنيين، ركبوا دبابة نزار، وضللوا الشعب في محافل وزير الاتصال، الاستئصالي أبو بكر بلقايد، وتآمروا مع توفيق في دهاليز بن عكنون، وسوّدوا آلاف الصفحات التي…
ونحن على بُعدِ أيام معدودة من الذكرى الأولى لحراك 22 فبراير المبارك، تستمر العصابة المتحكمة، في تكرار مناوراتها رغم عقم نتائجها، ولأدل على عبثية صنيعها، إجرائها “مشاورات” مع أشخاص، من صلب نظام الحكم، سواء كانوا في الحكومات المتتالية، أو من أقطاب المعارضة الرسمية التي شكلت ركنا ركينا من نواة النظام، تجري هذه السلطة مشاورات مع مَنْ لا يمثلون الحراك ولا يؤمنون به وبمطالبه وليس لديهم أدنى أثر عليه، ثم تتوهم أنها ستفلح في كل مرة، في تحقيق ما أخفقت فيه البارحة، بنفس الأدوات وذات الأساليب. إذا كانت السلطة الفعلية قد “ضحت” في أوائل أفريل 2019 بمن جعلت منه طيلة 20…
رفض البعض الدولة المدنية، بحجة أن العديد ممن يرفعون شعارها يريدون في واقع الأمر، فرض الدولة العلمانية بمفهومها اللا ديني، تحت ستار الدولة المدنية. صحيح ولا يمكننا إنكار أنه يوجد فعلا من يتستر بالدولة المدنية، للدفع نحو الدولة اللا دينية، بل هناك أشد تطرفا من يرمي صراحة إلى استغلال غطاء للدولة المدنية، لتكون حصان طرودة لمحاربة الإسلام تحديدا وليس للأديان عموما. لكن، هل التستر بغطاء الدولة المدنية، عذر مقبول لنرفض الدولة المدنية بمفهومها الأصلي؟ أليست العبر بالجوهر، لا بالقشور والدعاوى المزيفة؟ ثم، إذا وجد مثل هؤلاء المزيفين، هل ننفي وجود من يطالب بالدولة المدنية بمعناها الحقيقي، أي دولة المواطنين، دولة…
من طبيعة الإنسان الشعور بالراحة والاطمئنان عندما يكون على الصواب وغيره على خطأ، ومن هنا نجد تلك النشوة التي يطلقها في اتجاه مخالفه عندما “تعزِز” الوقائعُ وجهة نظره أو موقفه، أو هكذا يبدو له الأمر، فيطلق صرخات من قبيل “قولنا لكم”، و”حذرناكم” وما إلى ذلك. سبب إشارتي إلى هذه الظاهرة، ما نسمعه ونقرأه منذ فترة، وخاصة بعد تصريحات من فقاعة تطلق على نفسها اسم “الحزب من أجل اللائكية والديمقراطية”PLD ، أعقبتها بعض أصوات التقريع من إخواننا وأصدقائنا (وقدر من التشفي، لست أدري ما مبرر التشفي، وممن؟)، وراحوا يذكروننا بتحذيراتهم الاستشرافية المتبصرة، عن خطأ بل وجريمة اقترفناها عندما “تحالفنا” حسب قولهم…
رائحة نتنة تفوح في الأفق، وتنتشر عبر الوطن، ظاهرها إدانة عنصرية طرف، وحقيقتها إلهاب مشاعر المواطنين والدفع بهم في أتون حروب طاحنة، معروف المستفيد الأساسي والمزمن فيها، ولا يخفى على لبيب الهدف في إشعالها، وهي محاولة مستمرة، يسعى أصحابها إلى تحقيق من ورائها ما لم يتمكنوا تحقيقه طيلة 11 شهرا. حتى وإن كانت بعض الأطراف، أو جزء منها يعتقد (بصدق وإخلاص، ولا يحق لنا الشك في نواياه) انه يدافع عن قيم ومبادئ سامية، قد يفوته أنه يخدم من حيث لا يدري، مصالح الأطراف ذاتها التي تقف تارة إلى جانب هذا الطرف لمناصرته ظاهريا وتارة أخرى إلى جانب الطرف المقابل، في…
هناك من المواطنين من يرفض المشاركة في الحراك، وهذا حقهم، ولهم أن يمارسوا هذا الخيار ولا يحق لأحد أن ينازعهم فيه ولهم كامل السيادة والمسؤولية والاحترام، لكن، ما لا يمكني، أنا شخصيا، أن أتغاضى عنه، هو زعم من يقول، أنه كان مع الحراك، لكن، بعد أسابيع معدودة، عندما رأى “تغوّل” أوجه معروفة لدى الشعب الجزائري بسجلها المقيت ومشاركتها في جرائم العشرية وأفكارها الهدامة، سواء الانفصالية أو الاستئصالية، وسيطرتها على الحراك، وان هذه الوجوه تتشكل في معظمها من متطرفي الفرنكوبربريست، وأذناب فرنسا، هنا، أجد نفسي مضطرا، لأدحض هذا الزعم وأبين مغالطتاه. ما أدحضه ليس كون هذه الشخصيات متواجدة حقا، هذا أمر…
لست من الذين يشمتون بالأموات، وهذا يشمل حتى الذين نختلف معهم في كل شيء، الإنسان ميت وكلنا يفضي إلى ربه، وموت قائد الأركان قايد صالح ليس استثناء، مات الأنبياء والصالحون، ولم تنته معركة الحق والباطل، وكل له وعليه، ومهما قيل فيه، فلن يغير من حقيقته المحفوظة في سجله، كما لن يغير من حقيقة كل منا، عندما نمثل أمام الخالق المطلع على السرائر وما تخفي الصدور. كان لفئة عريضة من المواطنين خلافا مع منظومة الحكم التي مثلها قايد صالح طيلة عشرة أشهر ونطق باسمها، ولم يكن الخلاف مع شخص قايد صالح ولا مع غيره، كما لم تكن مع شخص بوتفليقة في…