الكاتب: رشيد زياني شريف Rachid Ziani Cherif

كثُر الحديث عن جهاز المخابرات (مديرية الأمن والاستعلام)، خاصة في السنوات الأخيرة، إلى حد الهوس في نظر البعض، وتم تحميل هذا الجهاز كل المسؤولية أو الجزء الأكبر منها، على ما آلت إليه الأوضاع في البلاد. رغم كون هذا الجهاز، مجرد مديرية داخل مؤسسة الجيش الوطني، إلا أنها أصبحت عنوانا لكل المفاسد ومسؤولة عن كل الويلات التي يتعرض لها البلد. هذه الهيمنة أو “تهمة الهيمنة والفساد المستشري” (في نظر البعض) جعل هذا البعض يعتبرها مجرد تصفية حسابات مع هذا الجهاز وانتقاما منه على ما يقوم به من “مهام جليلة” لحماية البلاد، بل واعتبر تلك التهمة، من نسج خيال أصحابها، أكثر منها…

المزيد

لحظة تعقل واتعاظ من المسلم به أن حراك 22 فبراير 2019 شكل حدثا مفصليا، سواء بالنسبة لعامة الشعب الذي علق عليه أملا واسعا، للتخلص من هيمنة عصابات السلطة، أو بالنسبة للعصابات الحاكمة، التي أفزعتها هبة الشعب، وشعرت بزعزعة عرشها من الأعماق، فراح كلٌ منها، يناور بطريقته لكسرها ولو اقتضى لأمر، التظاهر بالانخراط فيها إلى حين، ريثما تتاح الفرصة لإعادة الأمور إلى “نصابها”. كان الحراك حداثا هاما، أيا كانت القراءات لحيثياته، سواء اعتقد المرء بعفويته، بعد أن ضاق الشعب ذرعا بجرائم وفساد العصابات، أو اعتبر آخرون أن انطلاقته، جاءت بوحي أو إيعاز أو مساعدة أطراف في السلطة، حاولت ركب موجة الشعب…

المزيد

تواترت الشهادات، الصوتية منها والمرئية، تقدم بها عدد كبير من مختلف أجهزة الأمن والمخابرات، من صف ضباط وضباط وحتى ضباط سامون، أدلوا فيها بشهاداتهم الحية، حول جرائم مهولة اقترفتها هذه الأجهزة، بشكل منهجي وعلى نطاق واسع، وبمعرفة وأوامر القيادات العليا في هذه الأجهزة. إلى جانب هذه الشهادات الشفوية، هناك شهادات أخرى، تم توثيقها في مؤلفات عدة، اشتهرت خارج الوطن، لكن مُنِع تداولها داخله، نذكر منها على سبيل المثال، شهادة الملازم حبيب سوايدية في كتابه “الحرب القذرة” (La Sale guerre) التي زعزعت أركان قيادات الجيش والمخابرات، وكشفت الحقيقة المفجعة لمن ادعوا حماية الوطن من البربرية وزعموا إنقاذ الجمهورية من غول الأصلية،…

المزيد

شعبٌ متخلفٌ، جاهلٌ، “ماشي مربي”، “غاشي”، يحب ‘لاشين’، يعشق المشاكل و’المزيريا’، يرفض النظام والتمدن…أتوّقف هنا لكيلا استرسل في سلسلة النعوت والصفات الذميمة والظالمة التي أصبحت من نصيب هذا الشعب المقهور، صفات ازدراء تلصق به حتى وهو يئن تحت ركام الويلات التي يتجرعها بل ويُحمّل وزرها بلا حول منه ولا قوة، الضحية تُحَمَحل مسؤولية الجلاد! هل هذا الجلد المستدام لظهر الشعب عفوي؟ هل هو رد فعل غاضب ومستنكر للبعض على سلوكيات سلبية من بعض الناس؟ كلا هذه الحملة الشنعاء بحق الشعب نِتاج ألية مُمَنهجة، تعمل وفق خريطة طريق، بسرد مدروس، تريد أن ترسخ في أذهان الناس، صورة قدرية فاشلة للشعب، وجعله…

المزيد

ليس من الحكمة ولا المنطق الحكم وتجريم الوسيلة لذاتها، بل يكون الحكم على طريقة استعمالها، ومثلما لا يمكن تنزيه منصة فيسبوك (وسائر وسائط التواصل الاجتماعي)، لِما يعتريها من شوائب وتجاوزات وفساد، فلا يمكن بالمقابل شيطنتها واعتبارها مفسدة مطلقة وجب مقاطعتها، فلا يوجد خير مطلق أو شر مطلق، والفيسبوك، كأي وسيلة أخرى، يكون جيدا إن أحسِن استعماله ومُفسدا إن فسد استعماله، على غرار كل الوسائل، فحتى المال، فهو نِعم المال في الأيدي الصالحة، وبئسه في اليد المفسدة، أو السكين، قد بقتل بريئا أو يُسَخر في عملية جراحية تنقذ حياة إنسان. يُلاحَظ منذ انطلاقة منصات التواصل الاجتماعي، من فيسبوك وتويتر ويوتوب وتلغرام…

المزيد

Combien de fois n’avons-nous pas entendu ces cris qui interpellent, ces voix bienveillantes et tant soucieuses de l’avenir de la patrie, nous disserter au nom de la real politik, du pragmatisme et de l’abnégation, de cesse nous ‘conjurer’ de la nécessité de répondre favorablement et positivement aux invitations de la main tendue du Pouvoir, pour adhérer à ses entreprises nationalistes et salutaires, pour faire front commun, et sauver le pays des différents ennemis qui le guettent et du péril dévastateur de la main étrangère, tout cela pour un objectif ô combien noble : bâtir un état fort, de l’intérieur même…

المزيد

محمد مصطفى حابس: جنيف / سويسرا الحرب عموما شر لا خير فيه، يكتوي بلظاها البشر والشجر وحتى الحجر، لأنها تفسد الحرث والنسل وتأتي على الأخضر واليابس، سواء في صفوف المعتدين أو المعتدى عليهم مهما كانت نحلهم ودياناتهم ولون بشراتهم، ونحن كمسلمين في أوروبا الغربية وحتى في بلاد الإسلام، لا يَسَعُنا شعوريا تجاه الشعب الأوكرانيّ والروسي إلا أن نشفق عليهم ونتعاطف معهم؛ إذْ ليس على الشعوب ذنب فيما تقترفه الأنظمة المتهالكة والحكام من إجرام في حق الابرياء، فواقع الأوكرانيين أنّهم واقعون بين فكي سبع ضاري، الغَشَم الروسي والمكر الأمريكي، وإذا كانوا غير مسلمين فإنّهم – من وجهة نظر شرعية لها حظ…

المزيد

بادئ ذب بدء، لا أدعي اختراع العجلة، ما أذكِر به هنا، تحدث عنه الكثير، وقد اشرتُ إليه شخصيا في مناسبات عديدة، لكن، ارتأيت العودة إليه، نظرا لتطور الوضع، وتكاثر التساؤل “ما لحل، ما العمل، أين المخرج؟ ألم يحن بعدُ، الوقت لنتعلم الدرس من التاريخ وتجارب الأمم؟ ألم نتعب من تجريب المجرب وتكرار المكرر، والغرق في التراوح وحالة الاستئناف المستمر، أو ما يسميه البعض بالصفرية؟ أشير مرة أخرى، وأصر على أن الموضوع الذي يهمنا والمحنة التي تطحننا، لا تختصر في أشخاص، بعينهم، مهما كان فسادهم وجرائمهم، والدليل أن حتى مع ذهاب بعضهم أو جلهم، لا نزال في نفس الوضع، وحتى لو…

المزيد

نبدأ بطرح السؤال: المخابرات إرهابية أم مرتكبو الجرائم، مجرد أفراد ضالة؟ شهدنا كلنا، ارتفاع أصوات وديباجة التقارير ونشر المقالات، ودعوة “الضيوف” المتخصصين، على شاشات “الوسائل العمومية” والخاصة، للتعبير عن رفضها (في حملة منسقة ومدفوعة الأجر) واستنكارها بل إدانتها وتجريمها، للشعارات التي تصف جهاز المخابرات بأنه “منظمة إرهابية”، وحجتهم أن التجاوزات (إن وجدت حسبهم !!!) تقتصر على أفراد من هذا الجهاز، ولا يجب أن نحّمل الجهاز بكامله، باعتباره مؤسسة من مؤسسات الدولة، وما ينطوي، في نظرهم، على مثل هذه الأوصاف من مساس وتشويه لسمعة الدولة وأركانها ورموزها. وبصرف النظر عن نوايا وهوية هؤلاء المستنكرين، “الحريصين” فوق العادة، على سمعة الدولة ومؤسساتها، (مع…

المزيد

لا شك أن موضوع الدولة المدنية أثار لغطا كبيرا (غير بريء) ونقاشات حادة وأحيانا اتهامات وتجريم، مصدره في معظم الأحيان أطرافٌ مغرضة ذات مصلحة، تعلم حقيقة الدولة المدنية ويفزعها الحديث عن إقامة مثل هذه الدولة، إدراكا من هذه الأطراف (أشخاصا كانوا أو أحزابا في السلطة او خارجها أو حتى شخصيات سياسية أو ثقافية أو إعلامية)، معنى الدولة المدنية عمليا، باعتبار تحقيق هذا المطلب سيضع حدا لمنظومة الاستخبارات والبوليس السياسي، وينهي مصالح كل من يدين لهذه المنظومة بالوجود ويستفيد من امتيازاتها غير المشروعة، لكن إلى جانب هذا الطرف الأساسي، المتمثل في السلطة ومن يحيط بها، هناك أيضا جهات متنوعة، اختلط عليها…

المزيد

اختلفت القراءات منذ استقلال البلد حول منظومة الحكم في الجزائر، وتعددت التسميات لطبيعة السلطة الفعلية، بين من يعتبرها عسكرية شمولية، أو بوليسية مخابراتية، أو اشتراكية شعبوية، إلى غيرها من التسميات والأوصاف (طبعًا لا أحد يأخذ على محمل الجد التسمية الرسمية للجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبة). من جهة أخرى يسأل الكثير لماذا نراوح مكاننا ونكرر الفشل والإخفاقات على مرّ 60 سنة، وتعاقب 8 رؤساء وعشرات الحكومات، ولماذا لم نستطع الخروج من هذا النفق المظلم؟ ويسأل آخرون، كيف يمكننا تفسير استحكام طائفة مافياوية، تعمل في غرف مظلمة تنفرد بالقرارات في كل شيء دون تحملها تبعات أي منها؟ بينما يسأل طرف ثالث، لماذا تصطدم…

المزيد

مرة أخرة، ومن جديد، تتوّحد غالبية وسائل الإعلام، المكتوبة منها والمرئية، المعربة والمفرنسة، “العلمانيةّ و”الإسلامية”، الحداثية والمحافظة، في الدفاع عن الجلاد وتبييض صفحاته، والتطوع في الوقت نفسه، بتجريم من يفضح جرائمه، حتى ولو كان شابا عمره 15 سنة تعرض لمحاولة اغتصاب. لم تكتف هذه الماكينة الثقيلة بالسكوت عما تعرض له كافة ضحايا ممارسة المخابرات الإرهابية، مثل اغتصابها وليد نقيش من قبلُ وتحرشها بسعيد شتوان بعده، لم تكتف بالتستر عما تعرضوا له، بل راحت تنهش لحمهم، وتطعنهم مضاعفة، ومضايقة وابتزاز ذويهم، واتهامهم بالكذب تارة وافتعال التحرشات وعمليات الاغتصاب تارة أخرى، بل زعمت أن هناك أطراف تتربص بالبلاد، تقف وراءهم وتوظفهم، للمساس…

المزيد

أوردت مصادر (متحدث المحكمة الابتدائية في تونس) خبر فتح تحقيق يشمل “حركة النهضة” وحزب “قلب تونس” وجمعية “عيش تونسي” بتهمة “تلقي تمويل خارجي”، من جهة أخرى، ووّجه الرئيس التونسي قيس السعد تهمة “نهب الأموال” تقدر بـ 13 مليار دينار إلى 460 شخصية، وحذرهم بأن الخيار الوحيد أمامهم هو استرجاعها إلى الشعب أو السجن. إلى هنا الأمر جد طبيعي (ومحمود) وعادي لا غبار عليه، أن تتابع قضائيا أحزاب أو شخصيات سياسية ورجال أعمال، عند إقدامهم بأعمال تخالف قوانين البلاد، وإدانتهم في حالة ثبوت التهم، أمام محاكم مستقلة، وفق إجراءات قانونية بعيدة عن الأوامر الفوقية أو تصفية الحسابات مع الخصوم، لكن ما…

المزيد

نتذكر جميعا قبل 22 فبراير 2019، وطيلة أكثر من عقدين من الزمن، تلك الجريمة النكراء التي كان يتهم بها كل محتج على الوضع الراهن، مهما كانت طبيعة احتجاجه، فيحاصر بها، ويسلسل بها، وتلقى عليه سخنة ملتهبة “إنه يمارس السياسة”!! وكان يكفي أن تصدر التهمة “يمارس السياسة”، ليستحق صاحبها جزاءه المحتوم، بل ويعتبر محظوظا إذا نجا من غياهب السجن. كان ذلك أمرا شائعا، يجري على أوسع نطاق، حتى كان يصبح من المسلمات، التي لا تقبل أي جدال، او اعتراض من احد، بعد ان رسخوا في أذهان الناس، ان السياسة جريمة يُعَاقِب عليها القانون، ليلتحق جوقة فقهاء البلاط، ويفتي بأنها نجاسة لا…

المزيد

يعيب علينا بعض الأفاضل، “سذاجتنا”، فيما يعتبرونه تزلفا وانبطاحا أمام “أشخاص” لا يرضون بأقل من القضاء علينا، ومحقنا من شدة كرههم لنا ولكل ما ندعو إليه من قيم ومبادئ وتوّجه، ويقصدون بذلك، كراهية وعذاء متطرفي العلمانيين والبربريست لرشاد. يؤاخذنا هؤلاء الإخوة، على ما يرونه تمادينا على هذا الطريق، رغم ما يبوح به المتطرفون العلمانيون من عداء واستعداء شرس اتجاهنا، وعدم اتعاظنا بمرار التجربة، ويعاتبوننا على “عدم اغتنام الفرصة”، بعد الاطاحة ببوتفليقة وشقيقه وتوفيق وكل الشلة، واعتلاء قايد صالح الحكم، للقضاء على الأعداء في الدولة العميقة التوفيقية، باعتبار أن سُلم الأولويات، كان يقتضي “تأجيل” مناكفة دولة قايد صالح العسكرية إلى حين،…

المزيد

Nos organisations, qui pour certaines rassemblent en nombre des personnes de confession et de culture musulmanes, font l’amer constat qu’une fois de plus l’islamophobie est mobilisée au plus haut sommet de l’État avec le projet de loi « contre les séparatismes », loi qui dans les faits est précisément une loi séparatiste et raciste. ÇA SUFFIT ! Avec un cynisme démesuré, le gouvernement instrumentalise le terrorisme, ses victimes et nos émotions pour faire de chaque musulman.e un ennemi de l’intérieur. De la chasse à de prétendus « signaux faibles » à la focalisation sur le port du foulard, à travers…

المزيد

الأزمة التي نتخبط فيها منذ صائفة 62 هي أزمة سياسية، تكمن جذورها في فقدان الشرعية، وحلها لا يمكن أن يكون إلا حلال سياسيا، أولا وأخيرا، ولن ترسو سفينة الجزائر إلى شاطئ الأمان طالما استمرت المناورات وسياسات الهروب نحو تكرار المكرر، أو استنساخ الوصفات العبثية المدمرة، وما هبّة 22 فبراير، إلا إحدى المحاولات الشريفة والمدركة لهذا الوضع، لإصلاح ما أفسدته العصابات المتتالية. منذ انطلاقة ثورة الشعب في 22 فبراير، وجد الجزائريون أنفسهم مخيرين بين حلين أساسيين، أحدها “دستوري” يدفع باتجاه انتخابات رئاسية بعد انتهاء رئاسة بن صالح المؤقتة، وبعد تأجيلين بضغط من جماهير المواطنين المنتفضين، انتخابات يقودها قائد الأركان (الرئيس الفعلي…

المزيد

عودة نزار على طائرة رئاسية واستقبال رسمي، رغم الأحكام الصادر ضده من محكمة عسكرية وأخرى مدنية، بعقوبة 20 سنة سجنا، ليس إلا مؤشر على المسار الذي نتجه إليه، وصورة مصغرة عن الشجرة العفنة التي تكشف وحشة الغابة القاتمة التي يناور داخلها عصابات الدم ونهب المال. هذه العودة الرمزية وثقيلة الدلالة، تعيد بذاكرتنا إلى بداية مارس 2019، عندما بدأت حملة الاعتقالات وسط عناصر من العصابات الحاكمة وفرار آخرين، وكان البعض حينذاك يعاتبنا على تشكيكنا في العملية برمتها، بل وزعم آخرون أننا أصبحنا بحكم الأمر الواقع، حلفاء موضوعيون للمجرمين، وأننا انقلبنا على أعقابنا، وناصبنا العداء “للقيادة البادسية” التي تجرأت على فعل وإنجاز…

المزيد

في بداية الحرب القذرة التي شنها طلقاء الجيش الاستعماري Les D.A.F ضد الشعب الجزائري غداة انقلاب 11 يناير 1992، تدخلت بعض الشخصيات من الوطنيين الغيورين على بلدهم، دعوا الإنقلابيين إلى حل سياسي يجنب البلد الكارثة، وكانت آنذاك التكلفة البشرية رغم جسامتها، لا تزال في حدود بضعة ألاف، قبل أن تتفاقم عمليات القتل لجماعي والاختطاف، غداء التصريح المشؤوم الذي أطلقه رضا مالك، حرض فيه على “نقل الخوف إلى ما أسماه الطرف الآخر” La peur doit changer de camps، فتدخلت فيالق الموت لقتل الشعب تقتيلا والشروع في المجازر المروعة، وتجددت النداءات من جهات مختلفة تطالب بتحكيم العقل وحقن الدماء وتحصين البلاد من…

المزيد

الأيام والأحداث المتتالية، كلها عوامل تصقل التجارب مثلما يصقل النار المعادن النفيسة. على مر الأيام والأسابيع وتسارع الأحداث، منذ 22 فبراير 2019، شهدنا حركة سقوط ونهوض مستمرة، ولوج وخروج، إقبال وإدبار، وقلب الجلود، وكلها، أشياء عادية في تاريخ البشرية، لا يجب أن تفاجئنا أو تصدمنا، بل العكس، لا بد أن تزيدنا ثقة في مسارنا لأنها تؤكد لنا سنن الحياة في شكل امتحانات، منها الفائز وآخر ساقط. في هذا المسار رأينا صنفا ضمن الحراك، ناضل بقوة من أجل “التغيير”، الذي تلخص عندهم في إسقاط عصابة التوفيق واليناريين عموما، باعتبارهم أصل الداء ورمز الاستبداد والخراب (وهم بالفعل جزء كبير من هذا الوباء…

المزيد

عودة نزار على طائرة رئاسية واستقبال رسمي، رغم الأحكام الصادر ضده من محكمة عسكرية وأخرى مدنية، بعقوبة 20 سنة سجنا، ليس إلا مؤشر على المسار الذي نتجه إليه، وصورة مصغرة عن الشجرة العفنة التي تكشف وحشة الغابة القاتمة التي يناور داخلها عصابات الدم ونهب المال. هذه العودة الرمزية وثقيلة الدلالة، تعيد بذاكرتنا إلى بداية مارس 2019، عندما بدأت حملة الاعتقالات وسط عناصر من العصابات الحاكمة وفرار آخرين. وكان البعض حينذاك عاتبنا على تشكيكنا في العملية برمتها، بل وزعم آخرون أننا أصبحنا بحكم أمر الواقع حلفاء موضوعيون للمجرمين، وأننا انقلبنا على “القيادة البادسية” التي تجرأت على فعل وإنجاز ما لم يكن…

المزيد