في اعقاب انسحاب الاخ محمد العربي زيتوت أحد مؤسسي حركة رشاد من عضوية الحركة، سألني بعض الافاضل مستفسرين سبب هذا الانسحاب، وردا على هذا الاهتمام والاستفسار المشكور، اغتنم هذه الفرصة للتذكير بما يلي: حركة رشاد إطار سيساس نضالي اجتمع فيه مجموعة من الجزائريين والجزائريات الذين ضاقوا ذرعا بالحكم الفردي والتعسفي الذي يستمر العمل به منذ استقلال البلاد ورفضوا البقاء متفرجين على تهالك البلاد وتعريض مصيره للاندثار، تنظموا في إطار حركة للعمل والمساهمة مع غيرهم من المواطنين، على إحداث تغيير فعلي للنهوض بالبلد وجعل منه دولة مؤسسات مفتوحة لكافة أبنائها، رافضين الاستقالة الطوعية من المشاركة وترك سفينة البلد تجرفها رياح الاستبداد…
الكاتب: رشيد زياني شريف Rachid Ziani Cherif
فوز زوران مامدني في الانتخابات التمهيدية عن الحزب الديموقراطي في مواجهة مرشحين من الوزن الثقيل كالعمدة الحالي إريك أدماس وعضو الكونغرس أندرو كومو المدعوم من اللوبي الصهيوني بمبلغ خيالي قدره 25 مليون دولار، وعقابا لمامدني، على مواقفه “غير المعهودة” لدى المرشحين لمثل هذه المناصب”، مثل تضامنه مع القضية الفلسطينية وتنديده بالإبادة في غزة ودعم حركة BDS(المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات) فضلا عن كونه مساندا للطبقة العاملة وعدم خضوعه أو خذه أموال من أصحاب الملايير وكبريات الشركات التي تتحكم في مصير البلاد، هذا الانتصار، خاصة في نيويورك التي تعتبر قلعة اللوبي الصهيوني ورمز أنصار ترامب والمال والأعمال، مؤشر على التحوّلات الكبرى والسريعة…
توالت التصريحات الداعية للتعبئة والنداءات المطالبة برص الصفوف، في مواجهة المخاطر المحدقة بالبلد؛ هذا أمر طبيعي بل وواجب كل مواطن غيور على بلده، يفرض عليه الاستجابة والاستعداد، كوْن ذلك من صميم واجباته الوطنية والأخلاقية والشرعية، لكن، أجل لا بد من لكن، تكون مثل هذه الاستجابة طبيعية وتلقائية عندما يعيش المرء في بلد تسيّر شؤونه بشكل طبيعي، أي أن يكون المواطن، مواطنا فعلا، له واجبات يؤديها وحقوق يتمتع بها، لا أن يكون مجرد رقم لا يلتفت إليه إلا في المواعيد الانتخابية لجره نحو الصناديق ثم يتمّ نسيانه وتجاهله بل وإهانته واضطهاده طيلة الفترات بين هذه المواعيد. يكون أمر التعبئة طبيعيا والاستجابة…
قد يعتبر البعض ان ما يتضمنه عنوان هذه الورقة حكمٌ مسبق متسرع وتجني على المشاركين في اللقاءين المزمع عقدهما على التوالي في الرياض والقاهرة. لكن الأمر ليس كذلك بتاتا، ومجرد نظرة خاطفة إلى مسارات ومواقف هذه الدول، السعودية ومصر والأردن والإمارات وسلطة عباس، إزاء المقاومة الفلسطينية من جهة، وتحالف هذه الدول المعلن بالنسبة لبعضها ومن وراء الستار بالنسبة لأخرى مع الكيان، كفيل بتوضيح أن هذه الأطراف من غير الوارد أن تقدم أي عون أو سند لأهل فلسطين الآن، بعد وقف إطلاق النار، وهي التي لم تحرك ساكنا طيلة 15 شهرا من الإبادة، وقد انتظروا أشهر عدة بعد إبادة آلاف الشهداء…
قد يبدو هذا السؤال غريب أو مستهجن ومستفز من قبل البعض لكنه مُلِح ومشروع إلى حد ما. لا أعتقد أن هناك موضوع أثار جدلا وخلافات بل واتهامات متبادلة بين الفرقاء، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو حتى الدول، مثلما أثارته ثورة سوريا وهروب الطاغية وانهيار نظامه بتلك السرعة وسعة الانتشار. تباينت “المواقف” بين من جهة، طرف مهلل مهنئ للشعب السوري على استعادة حريته وكرامته وسيادته، ومبتهج للإفراج عن الآلاف من المعتقلين، خاصة النساء والأطفال، من غياهب سجون الموت، ومن جهة ثانية، طرف متشكك مرتاب، يعتبر أن الموضوع لا علاقة له بثورة ولا استعادة سيادة، وأن الأمر هو حبكة أجنبية،…
بعد الإفراج عن بعض معتقلي الرأي من شباب الحراك عشية الاحتفال بذكرى انطلاقة ثورة التحرير، رأى البعض في ذلك بصيص أمل لعله يكون بشارة، تفتح نافذة من الانفراج، تدل عل قدر من التعقل لدى أجهزة النظام الحاكم وإدراكهم أن المقاربة الأمنية الحصرية والتعسف في كتم أنفاس المواطنين من خلال الملاحقات القضائية والمضايقات والاعتقالات، لم ولن تخدم البلاد بل إنها تعمّق الأزمة وتجعلها عصية على الانفراج بما يعود بالخسارة على البلاد والعباد. كان الأمل معلقا على أن تنتهز السلطة الفرصة بهذه المناسبة الوطنية التاريخية، لاستكمال العملية بإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي، من مختلف التوجهات السياسية، على أن يشمل ذلك عشرات معتقلي…
توضيحان قبل طرح تساؤلين: أولا من المفيد تفكيك مخادعة الصهاينة المعهودة لتبرير جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية في غزة، فحرب الكيان الصهيوني، ليست ضد حماس كما تسوّق له، بل هي حرب هوجاء إجرامية ضد الشعب الفلسطيني قاطبة، تعليبها في قالب حرب ضد حماس يروم قتل الجميع تحت غطاء الدفاع عن النفس، ومحاربة الإرهابيين، مستندة في ذلك على تصنيف حماس من قِبل أمريكا وبريطانيا خاصة، أي القوى المهيمنة، على أنها منظمة إرهابية، ومن ثم مشروع إبادتها دون أن يرف لهم جفن أو تقديم أي دليل أو حساب. وبالمثل، تصنيف ما يحدث في لنان حاليا على أنه حرب ضد حزب الله، يروم…
لا نتحدث هنا عن جيوش، لا سمح الله، تُعدّ وتوجّه لنجدة شعب شقيق يُباد على المباشر، تلبية لنداء ومعتصماه! ولا حتى مساعدات بالسلاح لتمكين المحاصرين من الدفاع عن النفس، ولا حتى مؤن تسد رمقهم وتنقذهم من جوع مميت. كلا، لم ينتظر أهل غزة أي شيء من ذلك، علما منهم بحالة النظم العربية، لكن هذه “المساعدة” كانت بطعم الغدر والخسة، ما بعدها خسة، جاءت من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في شكل دعوة “لنشر قوة دولية في قطاع غزة”، لتكون “دعما للسلطة الفلسطينية”؛ لاحظوا أنه لم يتحدث عن دعم الشعب الفلسطيني، ناهيك عن المقاومة، بل عن دعم سلطة فيشي في…
هذا السؤال (بعيدًا عن التمنّي) تفرضه التطوّرات المتلاحقة، على مستوى العالم، خاصة بالنظر إلى حراك الجماهير في الدول الغربية وداخل جامعاتها المرموقة عبر عواصم العالم، ومواقف عدد لا يُستهان به من كبار المسؤولين في دول غربية، وجرأتهم على التعبير عن مواقف لم يكن يتصوّر أحد أنه يمكن الصدع بها علانية في تحدٍّ لقيود وترهيب آليات النظام الدولي، الأمريكي خصوصًا تحت هيمنة اللوبي الصهيوني، على غرار ما صرّحت به قبل يومين، نائبة رئيس الوزراء الإسباني، ورئيسة حزب سومار، يولاند دياز، في قولها “نحن نعيش لحظة يُعتبر فيها القيام بالحد الأدنى أمرًا بطوليًا، لكنه غير كافٍ في الوقت ذاته”، داعية إلى الضغط…
الفلسطينيون مسؤولون عن وضعهم الحالي لأنهم رفضوا كل العروض التي قُدمت لهم لإقامة دولتهم! تلك هي السردية التي قام على أساسها الكيان المُغتصِب ووّسع رقعته منذ تأسيسه بموجب قرار تقسيم 1947، وعبر مختلف مراحل الضم والاستيطان والتهجير، إلى غاية يومنا هذا، حيث أصبح يجاهر علانية بلا أدنى خجل او خشية، بمساعيه لتأسيس إسرائيل الكبرى، من النهر (الاردن) إلى البحر (الأبيض المتوسط)، حيث لا مكان لفلسطين ولو فيما تبقى منها، في حدود 20 في المائة. الكيان المغتصب لم يعد يقبل حتى بعمالة فيشي في رام الله، بقيادة المنسق الأمني مع الكيان، بل زاد نهمه وغطرسته، معبرا عن عزمه “إعمار غزة” …بمستوطنات…
أصبح من الخطورة (بل جريمة يعاقَب عليها) أن يُعَبر المرء عن رأي مخالف أو موقف يسير في الاتجاه المعاكس للسلطة القائمة، موقف يُعَرِض صاحبه لحرب هوجاء من كل الاتجاهات، وحتى التي لا يتخيلها. طبعا هذه الجهات لا تواجه صاحب هذا المواقف أو الرأي، ولا تتعامل معه باعتباره صاحب رأي وموقف مخالف أو معارض، وتتصرف معه من خلال دحض رأيه ومناقشة موقفه وتبيان مكمن الخلل في توّجهه، فهذه سبل وأخلاقيات لا تعمل بها الأنظمة الشمولية المستبدة، بل تفضل عليها الطرق التي ألفتها وتحسن إدارتها، من خلال تسخير وسائل الدولة، وماكيناتها المختلفة لاغتيال المعارض لها والمقاوم لاستبدادها وإفلاسها، ومحاربة كل من يعترض…
قد يكون لتقديم موعد الانتخابات أسبابه وتفسيراته، تخصّ أصحاب الشأن حصريًا، دون حتى تكليف أنفسهم، كالعادة، إبلاغ المواطن بهذه الأسباب إمعانًا في جعله خارج المعادلة؛ قد يرى البعض أنّ هذا القرار له علاقة بزيارة تبون المرتقبة إلى باريس، أو مناورة بين أطراف داخل السلطة، أو استباق من تبون لكل محاولة “العبث” بمصيره، كلّ ذلك ممكن ويدخل في إطار التخمينات التي لا يمكن للمواطن ولا حتى المتتبّع لشأن البلاد التأكد منها. لكن مع ذلك، تظل كل هذه الزوبعة مجرد لعب على الهامش، أو جعجعة من دون طحين، لا تعالج جوهر الأمر، لأن الانتخابات تتم أصلًا على هذا النحو منذ عقود، في…
ما يجري على أرض فلسطين، وغزة خصوصًا، منذ 7 أكتوبر 2023، أي على مدى 5 أشهر دامية، جعل العالم كله يُصدم أمام روع المشهد ويُصاب بالذهول أمام الجريمة التي تُقترف بحق شعب أعزل محاصَر، وما يزيد من فزع هذا المشهد السريالي، أن العالم أجمع يشاهد في وضح النهار وفي أوضح الصور المشاركة المنقطعة النظير من قبل أغلبية عواصم العالم الغربي في الإبادة الجماعية التي يتابع العالم فظاعاتها لحظة اقترافها، ويرى الأشلاء المتناثرة للأطفال والنساء والعزل دون أن يستطيع التأثير على الحكومات وساستها لوقف هذه الإبادة. لكن الملفت للنظر إلى جانب هذه الفظاعات والخيانات للضمير الإنساني وللقيم التي تتغنى بها هذه…
يبدو أن بعض الجهات في للسلطة تفطنوا أخيرا للدور الخطير والمدمر الذي أصبحت دولة الإمارات تقوم به، سواء خدمة لمصالحها أو نيابة عن القوى التي تنتدبها لهذه المهمة. لم تعد مناورات دولة الإمارات خافية، بحيث نرى يوم بعد آخر، على مدى سنوات طويلة كيف أنها أصبحت تبذل جهودا وأموالا طائلة لتفكيك دول بأكملها، في المشرق العربي والآن في مغربه، لمزيد من تشتيت صفوفها واستنزاف قدراتها، والإمساك بناصيتها، بعد أن وطدت نفسها ونفوذها بطرق تزكم الأنوف، وليس أقلها شراء ذمم (وتوريط) مسؤولين كبار ونافذين، في كافة المجالات، السياسية ولاقتصادية والإعلامية والجماعية، في كافة أنحاء العالم، حتى أصبحت تشكل لوبي يحسب له…
في ردّه على سؤال صحفية الجزيرة، عن سبب عدم خروج الجزائريين للتظاهر تضامنًا مع غزة وإدانة الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها أهلها، أسوة بغيرهم من الشعوب في دول العالم، قال وزير خارجية النظام، أحمد عطاف، أن ذلك يعود لغياب ثقافة التظاهرات في بلدنا وأن هذه الأساليب من التعبير غريبة عن شعبنا وثقافتنا، وأن هذا النوع من التعبير من مميزات النُظُم الديمقراطية! أوّلًا، فيما يخص زعمه بأن التظاهرات هي من ميزات النُظم الديموقراطية، فهو بذلك يؤكد أن الجزائر لا علاقة لها بالديمقراطية، وهو مُحِق في هذه النقطة بالذات التي يثبتها الواقع، وتجد تجسيدها في حرمان المواطن من ممارسة حقه في التعبير…
أصبح مشهد حالة العجز التي يبدو عليها وضع معظم الأنظمة العربية، مثيرًا للسخط ومستفزًا للشعوب. هذا العجز العربي الرسمي في واجب أضعف الإيمان، أي تقديم الدعم لأهل غزة، ولو الإنساني، يطرح أكثر من سؤال، ولا يكاد المواطن العربي يفهم سبب عدم تفاعل هذه الأنظمة مع مشاعر مواطنيها المتضامنة كليًا مع الشعب الفلسطيني. مشهدٌ يبدو غير مفهوم، لكنه في واقع الأمر، موقف “متجانس” يترجم حالة هذه الأنظمة الملتزمة بمسار مفروض عليها بحكم ميثاق غير مكتوب، يرهن استمرارها في الحكم أو حتى مجيئها إليه، بل هناك البعض منها من تجاوز عتبة العجز، وأثبتت أنها أكثر تحمسًا لاستمرار الحرب حتى القضاء المبرم على…
سأروي لكم حكاية ذات مغزى كبير – في الحقيقة أعيد التذكير بها لأنها معلومة لدى الكثير منكم –، وأهميتها مضاعفة في ضوء ما يجري في غزة والأراجيف المنتشرة بين مرضى القلوب، خاصة من بني جلدتنا، الذين يُحَمِّلون الضحية وزر ما يقترفه المجرم في غزة، ويؤرّخون لمأساة غزة بحدث طوفان الأقصى، ويكرّرون على مسامعنا رواية الصهاينة من كلّ الأجناس، مع تجاهل متعمّد لمأساة عمرها 75 سنة من الاحتلال الغاشم لفلسطين، ولحصار عنصري قاتل لغزة منذ 2006. القصة: في بدايات ثورة العبيد بأمريكا انقسم العبيد إلى صنفين: عبيد الحقول وعبيد المنازل. قرّر عبيد الحقل التحرّر من العبودية مهما كانت التضحيات، فتّم تجويعهم…
سبتمبر 25, 2023 في مثل هذا اليوم، قبل 26 سنة، عاشت الجزائر مسلسلًا فظيعًا من الأحداث الدامية غير القابلة للنسيان، بلغت أوجّها في مجازر مهولة مزّقت نسيج الشعب الجزائري، كانت مجزرة بن طلحة إحدى أكثرها دموية، وقعت على بعد كلومترات قليلة من العاصمة، في منطقة مسيّجة ومُحاطة بعدّة ثكنات للجيش، واستمرّت لساعات طويلة. هذه المجزرة الرهيبة قامت بها فيالق الموت، المثيرة للذعر وسط سكان القرى والمناطق الهامشية، بالنظر إلى الفظاعات المعروفة عنها، تحت رداء جماعات إسلامية، مصطنعة أو مخترقة، ترتكب جرائمها في جنح الليل تحت رداء أفغاني، محاولةً منها للتمويه وترهيب المواطنين. حصدت أيدي الإجرام في تلك الليلة المفزعة أكثر…
هل محاكمة بينوشي هي محاكمة لدولة تشيلي؟ وهل محاكمة طاغية الأرجنتين، الجنرال فيدلا هي محاكة للدولة الأرجنتينية؟ وهل محاكمة الرئيس الأسبق ساركوزي، هي محاكمة للدولة الفرنسية؟ وهل متابعة ترامب والتحضير لمحاكمته، هي محاكمة لدولة الولايات المتحدة الأمريكية هذا على سبيل المثال فقط. لماذا لم يقل أحدٌ في هذه الدول، أنّ مثول هؤلاء المسؤولين، للردّ على التهم الموجّهة إليهم، سواء بارتكاب جرائم حرب أو جرائم رشوة واستعمال النفود، هو محاكمة لبلدانهم وتوشيه لسمعتها ومساس بسيادتها؟ لماذا إذن محاكمة نزار (أو غيره ممّن سيلحقون به) هي محاكمة للجزائر كدولة؟ أليست كل هذه المحاكمات هي لأشخاص متّهمين بجرائم ارتكبوها وليس لدول حكموها؟ إنّ…
دار لغطٌ كبير حول استقبال تبون للصحفي درارني ممثلًا عن منظمة “مراسلون بلا حدود” (RSF)، في اليوم العالمي لحرية الصحافة، واحتدم الجدال بين طرف متفهِم باعتبار أن ما قام به درارني يدخل في صميم مهامه ومسؤوليته كممثل لهذه المنظمة، حاملًا رسالة نيابة عنها، ومدافعًا عن أحد الصحافيين المعتقلين (قاضي إحسان)، وبين من اعتبر هذه الخطوة غير موّفقة، وأنه كان يتعيّن على الصحفي تسليم الرسالة، ثم الانصراف دون حضور مائدة السلطة. لكن بالنظر إلى ما يحدث في البلاد من جسام الأمور، فمثل هذا الجدال هامشيٌ وبعيدٌ عن جوهر ما تدور رحاه خارج هذا اللقاء. فإن كان في هذا اللقاء وملابساته ما…
قرأنا وسمعنا الكثير من الأصوات، طيلة سنوات عديدة، ولا نزال نقرأ ونسمع مثلها، تحاول إقناعنا أنه أمرٌ طبيعيٌ، بل وحتميٌ، ومن منطق الأمور و”صلاحها” أن نرضى بحكم العسكر، وأنه من المشروع تمامًا تدَخّل العسكر في كل صغيرة وكبيرة من شؤون البلاد، بل وتحكّمهم المطلق في تسييره، بدءًا من تحديد سياساتها العامة، من تعيين الرؤساء والوزراء والسفراء وممثلي الشعب في مجالس الدولة من البلدية إلى البرلمان، إلى تحديد الميزانيات والظفر بالجزء الأكبر منها، على حساب القطاعات الأخرى كالتعليم والصحة، بل وتحديد السياسات الثقافية والتعليمة وحتى الرياضية، ومن ثمّ فلا حرج في ذلك بل هو عين الحكمة والواقعية التي أثبتها الواقع، ويُبرّرها…