في فرنسا عام 2002 تعرّضت إلى امتحان وابتلاء كبيرين، وكِدْت أن أرسب فيهما، لولا عناية إلَهية أمدّتني بالصّبر والاحتساب…التقيت شيخاً رثّ الثياب يحمل عصا… تعرّفت عليه من خلال الإقامة التي كانت تجمعنا. كان يراقب حركاتي وسكناتي بدقة المجرّب والخبير…وذات يوم دخلت المطبخ المشترك لأحضّر وجبة الغداء، وعند جلوسي لتناول الغداء في نفس القاعة، أي مطعم ومطبخ، جاءني شخص من مدينة بالغرب الجزائري يقطن في نفس المكان. فاجئني بحديث لم أسمعه في حياتي…ولم أكن أدري ما هو سبب مجيئه إلى قاعة المطعم ومخاطبتي بذلك المستوى المتدني… قال لي انهض، فاندهشت من تصرّفه، وحدّقت فيه، فكرّرها صارخا: قلت لك انهض… فقلت له…
الكاتب: نور الدين خبابة
تخرج في اللّيل، والاّ في النهار؟إمام أنت، والاّ شيكور في بار؟أسد أنت كما يقولو، والاّ حمار؟بطل أنت مع شعبك، والاّ حقّار؟يا سمهروش الطيّارالشعب كلّه مراقب في عهدكوأنت لا عليك أخبارعايش في ثكنة ومعك حرّاس؟والاّ متخبي كالثعلب في غار؟صورتك غير معروفة للعوامّوالشرفاء مضروب عليهم حِصاريا سمهروش الطيّارأنت جنس والاّ إنس؟في فيلّا والاّ في الحبس؟عايش بالغذاء والاّ بالنفس؟أنت جماد والاّ تشمّ وتحسّ؟يا سمهروش الطيّارتسكن في حيدرة والاّ في قمار؟حجّيت مع خليدة والزهوانية والاّ حاب تروح مع نائلة وبولنوار؟قل لي أنت غوّاص والاّ طيّار؟يا سمهروش الطيّارتعذّب في أولاد بلادك؟ بالشاليمو والّا بالنار؟تتجسّس عليهم؟بالعملاء وإلاّ بالأقمار؟تخطف غير في المسلمين؟والاّ معهم حتى الكفار؟وين رميتهم؟في البحر…
أرقص للقرد في دولته، والكلب تحّيلو الشيطان إمام يعظ، والذئب في السوق يقضيلو الدّاب راكب مولاه، وهو يشطح ويغنيلولاماء لاكهرباء، الغلاء والقهر، الزوّالي ياحليلوسيدي الرايس، ماخصّنا والوقطعوا الطريق من أجلك، ودمّروا المؤسسات صرخوا بأعلى صوت، وحرقوا الغاباتاللي مات فيهم، واللي راشي في المستشفياتواحد حكموا السكّر، والآخر يمشي بالكاشياتسيدي الرايس، ماخصّنا والواعندنا صحافة، تضلّل في الشعب كل يومعندنا أطباء، محتاجين هم للسيرومدرك وشرطة، كروشهم مليانة شحوم وعدالتنا وافقة مع الظالم، ضدّ المظلوم سيدي الرايس، ماخصّنا والوشبابنا مجهّل، وهو متخرّج من الجامعاتالبطالة والفقر، والأمراض هي الشهاداتيحكموا فينا البغال، والحمير والهجّالاتادهن السّير تسير، وتنقضى كلّ الحاجاتسيدي الرايس، ماخصّنا والوشهادات الجهاد مزَوْرةوملفّات الفساد مكَوْرةالغبرة…
الثعلب والدجاجاتفي إقامة الميثاق، دجاجات يبضن باللاسترزاقإحداهن حبلى سفاحا، وأخرى أنجبت مُعاقفي قصر الثعلب ذكرحسن، ومطلّقات يعقدن عليه الآفاقتاجر، وفاجر، وساحر، إلتقوا بمكرهم على مائدة النفاقالثعلب والدجاجات الخروف بمنطق الثعلب ذئب، والأمين خائن وسرّاق من والاه نجا من غدره، ومن عارضه أصبح ابنا عاقحرّش عليه كلابه، فأضربوا عليه الخناقسجنوه وعذّبوه أو نفوه، وتلك قمّة الأخلاقالثعلب والدجاجات لا طالت عمر الثعلب، لابدّ من ثقافة الشّقاقغذاؤها فرّق تسد، وعلاماتها البُصاقالحمار خبير وباحث ،والنّملة تسابق البُراقفي القبة البيضاء بني ويوي، وفي الإعلام بني مشتاقالثعلب والدجاجات جاهل يشرف على التربية، وفاسقة تزرع السّحاقفي شهر الاستقلال حرّية، يغوص عنها الشباب في الأعماقمنهم من اختار الموت…
راحوا ليه للمغرب وقنعوه واستقبلوه بالدّقلة واللبن الصّافيسي الطيب رمز من رموز الثورةأكثر من عشرين سنة غريب ومنفيجابوه لوطنه وكسروا عليه الباب وقالك جاء يحاسب ويغربل ويصفّي عاد للمغرب في طائرة ذات عشية وقلبوهقتلولو مرباح ومن بعدو عينوا علي كافيببطولات الشعب دارو تاريخ مزوّرفيهم الي كان خائن وبالشكارة متخفّيفعلوا المنكروالباطل بشعبهماحباس وباطوارات مفتوحة ماتكفيمن الشرق للغرب عاموا عليها بظلمهمشياطين وأشباح في صورة آدميمصّوا الدم وزادوا معه اللحم للمواطنيالطيف من أفعالهم الحجر تتكسر وتبكيآبار البترول في الصحراء نشفوهالسويسرا وباريس بطونهم تفكر وتصلّي يخموا في ارواحهم ومعهم المدّاحين يساندوا في التخريب ويحاربوا في الي يبنيمن تموشنت كانت بدايتهم للفاهمإختارولوا عنابة في المسرح…
مجنون، معتوهمُتخلّف، رويبضة، لا أوّاهالخائن هو الأمين في عصرناوالعميل شريف يا أبتاهالاحتلال والتحريرانتخابات شفّافة جرتوصناديق زُجاجية نطقتإذا أفرزت شريفا تكسّرتوإذا ما كان وضيعا أمنتالاحتلال والتحريرهو هكذا العدل، هو هكذا الميزانهي هكذا الحكمة هو هكذا العنفوانكلام الإله لا سحر الشيطانالاحتلال والتحريرمطرود أنا من عمليمطرود أنا من سكنيمطرود أنا من بلديالاحتلال والتحريرمُعتدى عليّ في ملكيمُعتدى عليّ في بدنيمُعتدى عليّ في دينيالاحتلال والتحريرمنفيٌّ، مشرّدٌ عندهم، مقبولكنّاسٌ، بطّالٌ، مذلولمريض، سجين أو مشلولالاحتلال والتحريرالعلم لهم والجهل ليالحضارة لهم والتخلّف ليالحوار لهم والعنف ليالاحتلال والتحريراحتلالهم تحريروقصفهم تنويرحصارهم تدبيروإعلامهم تغييرالاحتلال والتحريرنور الدين خبابة23 ماي 2011
السياسات هي جمع سياسة، والسياسة فنّ الممكن كما يقال وكفى. قد يسأل السائل من أين أتيت بهذه المعلومات بعد قليل؟ والجواب: أنني لم أدرسها لا في الجامعة ولا في المعهد ولا في الكتب… وإنما من خلال التجربة التي هي واقع يعيشه الناس.
“كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ “صدق الله العظيم أبتاه، فراقك آلمني وقطّع أحشائي، ولم يعد للساني أن ينطق، ولولا أنني موقن بأنني سألتحق بك عاجلا أو آجلا لما استطعت أن أسكت لحظة لفراقك وأنا أبكيك. أبتاه أيها اليتيم، لقد نشأت في اليتم فلا أب ولا خال ولا عمّ وجدته في صغرك، ولم تترعرع كما ترعرعنا نحن أبناؤك في حضنك وفي كنف حنانك وتحت غطاء برنوسك الناصع بالبياض الطاهر.
لن أملّ من البحث عنكم لن يُسكتوا صوتي، ولن يُكسروا قلمي أصرُخ وأبكي، أجري وأحبو وأمشي
الحمد لله أنني وُلدت على فطرة الإسلام، وأنعم الله عليّ بلغة القرآن، واختارني أن أولد في بلد الشهداء. الحمد لله أنّ والدي رحمه الله كان معلّما للقرآن الكريم طيلة 45 سنة، وقد بدأ تعليم القرآن وسنّه 12 سنة وكان وقتها أوّل معلّم للقرآن، فارق السن ّبينه وبين تلامذته لا يتجاوز الأربع سنوات… الحمد لله أنّ من عائلة خبابه من كان تلميذا عند عبد الحميد بن باديس، ومن كان قاضيا، ومن كان كاتبا عند محمد القيرواني أثناء الثورة، ومن كان جنديا مع وزير المجاهدين السابق يوسف يعلاوي، ومن كان مُفتيا على مستوى ولاية سطيف معتمَدا من جمعية العلماء المسلمين وقتذاك.
بعد أحداث أكتوبر 1988 وجد النظام الجزائري نفسه في مأزق، وفي مواجهة عارمة مع الشعب، نتيجة التسيّب والإهمال في التسيير، ونتيجة إسناد المسؤوليات لغير أهلها، ممّا جعله، يفتح مجال التعدّدية الحزبية على مصراعيها خشية من حرق الجزائر كلّها.
ينطبق ما نقوله في هذا المقال على كثير من الدول سيما منها التي تُلقّب بدول العالم الثالث، ولكن طالما قرّرت أن أخصّص جُلّ جهدي نحو بلدي الجزائر، فسأكتفي بضرب أمثلة واسمعي يا جارة. منذ أن فتحت عيناي وتعرّفت على معنى الاستثمار، أسمع الكثير من الناس يتحدّثون عن الاستثمار ودائما ما يقرنون الاستثمار في كلامهم بجانبه المادي، وإذا أردت مناقشتهم في هذا الموضوع “الهام والإستراتيجي” تجدهم يعنون الاستثمار الأجنبي.
بعدما اخترق النظام كلّ الأحزاب والجمعيات وما يحلو له، من خلال أجهزته الأمنية، وبعدما سيطر إعلاميا على كلّ الجبهات، فرض منافذَ على الشعب للتنفيس، وهي بمثابة ذلك الفلاّح الذي يأتي بالماء لسقي مزروعه وعندما يهيج الماء لكثرته ولا يقدر على تسييره، يفتح له منافذ لكي يستطيع التصرّف في باقي الماء وبذلك يصل إلى هدفه.
المعارضة ليست مهنة بالصياح ولا شهادة تُمنح في الفضائيات بالتبراح، والمعارضة ليست شارة تمنحها مدرسة بن عكنون عبر صحفها على بعض الضبّاط الذين لازالوا يعملون لمصالح استخباراتية وخرجوا للطعن في شهادات بعض الضباط الذين أنّبتهم ضمائرهم ووقفوا إلى جانب شعبهم لامع الجلاّدين، أو لضرب مصداقية بعض الإعلاميين الساطع نجمهم أو بعض المعارضين الذين يزعجون النظام بخرجاتهم، إنّما بديل مُتمثل في برنامج سياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي… يحلّ محلّ برنامج من بيدهم الحكم، فتجد المعارض، يعارض النظام ويسعى لتطبيق البرنامج الذي يناضل من أجله، فيستعمل الكياسة والفراسة والأخذ بالممكن.
الكثير من السذّج انطلت عليهم الحيل وأصبحوا يُخرّبون بيوتهم بأيديهم وينوبون على أعدائهم في الكثير من القضايا، بل منهم من يزعم أنه يقود المعارضة ويوهم الناس على أنه زعيم القوم وصاحب الكلمة الأخيرة، وما هو في حقيقة الأمر إلاّ بيدق يقوم كل مرّة بالتنفيس على النظام كلّما ضاق به الحال علما أو جهلا، ومنهم من يخدم أعداء الوطن ويعتقد بأنه حاميها مع أنه من حراميها.
كغيري من الجزائريين، طالعتُ الرسالة المفتوحة التي وجّهها إخواننا في أغريب الجزائرية المسلمة، إلى أعلى سلطة من المفترض في البلاد، يطلبون فيها النجدة والتدخل السريع. شعرتُ بالألم والحسرة وتساءلت كغيري من الجزائريين، أين هي الدولة؟
تجّار الإرهاب خبراء واختصاصيون بالاحتيال، شمعة يُصوّرونها صاروخاً أو شهاب يبيعون ويشترون بالأرواح، فلا يهمّهم وطن ولا يحزنهم خراب عن العثرات تراهم يبحثون، كما يلهثٌ عن النجاسة الذُّباب حبرهم دماء يكتبون بها، وأجرتهم جرائم مُغطّاة بالثياب
إتصل بي مواطن جزائري على أحد المواقع التفاعلية بعد متابعة حثيثة للنشاطات التي أقوم بها، وقبل أن يكلمني، كنت أتحادث معه لمدة بالكتابة، فسألته عن حالة المواطن في الجزائر فأجابني: لقد وصلت إلى درجة اليأس ولم أعد أثق حتى في أقاربي، ولم أكن أعبء في البداية بالإنترنت نظرا لضعف الخط، ناهيك عن غلائها في المقاهي، وكنت أحسبها مضيعة للوقت وتبذيرا أو هي باب من أبواب الفساد وهاأنذا اليوم أصبحت من المدمنين عليها بعدما يسر الله علي وأصبحت أنعم بالإنترنت في بيتي ولم أعد أطيق مشاهدة تلك القنوات الفضائية التي كنت مكرها عليها لمتابعة ما يجري من أحداث.
كنا صغارا نلعب في الوديان… وعند عودتنا نصادف في الطريق أحيانا بعض أشياخ المنطقة ببرانيسهم البيضاء الساطعة، ونحاول أن نتخفى عنهم استحياء، فيسأل بعضهم عنا والابتسامة تعلو محياهم، فيطرحون بعض الأسئلة عنا لمعرفة قدرة ذكائنا واستيعابنا للأشياء وشطارتنا، وعند الإجابات الصحيحة المتتالية، التي تكون عادة حول حفظ بعض سور القرآن الكريم، يقول لك الشيخ: زيد يا بوزيد، أي هات ما عندك من زاد.
من قال أنّ الجزائري غير أبيّ؟ من قال أنّ الجزائري أصبح غبيّ؟ من قال أنّ الجزائري إنسان أنانيّ؟
الحديث ليس عن اللاجئين الفلسطينيين الذين أرغمهم الاحتلال الصهيوني الغاشم على الهجرة، ولا الحديث عن الشيشان الذين طردهم الروس من ديارهم وأُخرجوا بغير حق، ولا عن الأفغان والعراقيين الذين اغتصبت أراضيهم من طرف الأمريكان الغزاة الذين نكّلوا بجثثهم…