أعلن سيادة الرئيس محمد حسني مبارك أطال الله في عمره عمر نوح، أنه خصّص أنبوبا جديدا للغاز تكريما لدولة إسرائيل الشقيقة، وقام ببناء جدار فولاذي لحمايتها من الاعتداءات الفلسطينية المتكررة الغادرة، واعترافا منه للمجهودات التي تقوم بها إسرائيل العظمى خدمة للسلام، وقام بتدشين العديد من الملاهي الليلية على شاطئ سيناء. وقال عمرو أديب، المسؤول الإعلامي بالإشارة، أنّ جمال مبارك طمأن شعب مصر بعد تحرشات جيش الاحتلال الجزائري وقال أنه سيضرب بيد من حديد كل من تُسوّل له نفسه بالتطاول على مبارك وعائلته، وأعطى أوامره بقطع العلاقات الدبلوماسية مع بلد المليون لقيط، ووصف الشعب بأنه همج وبلطجية ورعاع وأصحاب مطاوي. وقال…
الكاتب: نور الدين خبابة
ألا أيها الليل الطويل متى تنجلي ليطلع الفجر وتمضي تلك الأحلام المفزعات فتظهر الحقيقة كاملة وتنتهي
من عاش الثورة ليس كمن قرأ عنها في الكتب والمجلات، ومن عاش الأزمة ليس كمن سمع عنها، ومن تضرّر منها ليس كمن استفاد منها، ومن كان معارضا لسياسة النظام منذ الانقلاب على الإرادة الشعبية وقبلها، ليس كمن تواطأ على إرادة الشعب وأراد فيما بعد أن يلعب دور الضحية، ويُسوّق نفسه على أنه مُعارض، ومن دخل البرلمان على حساب جثث الأبرياء، ليس كمن أُقصِي، ومن دخل السجن ورُمي به في معتقلات الصحراء وضُيّق عليه، ليس كمن يقيم ندواته في فندق الأوراسي وعلى الشواطئ الذهبية، ومن يزور أوربا وأمريكا للفسحة، ليس كمن هو ممنوع من أبسط حقوقه المدنية، ومن يدفع الثمن كل…
في غياب كتابة التاريخ وتزوير الحقائق في رابعة النهار، والمُتاجرة بالثورة، يُطلّ علينا سعيد سعدي المُشقف والديموخراطي بخرجة جديدة قديمة، مفادها أنّ هواري بومدين ومعه عبد الحفيظ بوصوف، بطريقة سرّية، أعطيا معلومات مكان تواجد عميروش وسي الحواس رحمهم الله جميعا وكل شهداء الجزائر، وبهذه الطريقة تمّت محاصرتهما من طرف فرنسا الصديقة التي نشر فيها كتابه وتمّ استشهادهما.
لم أكن أحلم يوما أن أكون صحفيا في حياتي، وكان توجهي منذ الصغر أن أصبح قائدا في الجيش أو مهندسا. وضعت القبعة التي كانت لا تفارقني على رأسي، وعمري لا يتجاوز 10 سنوات، وأتذكر أنّه وقتذاك كانت مدرسة أشبال الثورة وكنت أودّ أن أكون ضمن صفوفها.
سأل التلميذ مُعلّمه يوماً وأردف قائلا: شيخنا الفاضل ما معنى العنعنة؟ فأجابه: أن تقول عن، عن
يعلم الله أنني كنت ضدّ تعيينك كرئيس للمجلس الأعلى للدولة السابق رفقة خالد نزار ومساعديه في وقتها، سواء الذين ظهروا في وسائل الإعلام أم الذين اختاروا العمل وراء الستار، وكنت من بين المواطنين غير المُعترفين بحكمك، وكنت على يقين أنك ستوضع في الأرشيف أو يكون مصيرك مثل بوضياف…
جزائر العزّة، جزائر الكرامة، جزائر الشهامة، جزائر الوطنيين جزائر تصدير البترول، واستيراد أشجار الصنوبر، والمفرقعات والكوكايين!
لو أجرى استفتاء شعبي في الجزائر، من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها حول وحدة الشعب ومقدساته، وحول تصالح الجزائريين فيما بينهم، بل لو أجرى الاستفتاء في الأماكن التي يزعم دعاة الانفصال أنهم يمثلونها، ما اختار الشعب طريقا غير طريق الوحدة. فوحدة الوطن والتعايش السلمي هما بمثابة عيش السمكة في الماء بالنسبة للشعب الجزائري.
كان هذا العنوان عبارة عن أغنية نتسلى بها ونحن صغار، ولم أكن أدري وقتها أنني سأكتب في المستقبل عن لويزة بعد الأربعين، وأية لويزة؟ لا أدري بالضبط سرّ الأغنية، ولغير العارفين باللهجة الجزائرية إليكم شرح مفردات العنوان. لويزة: هو إسم امرأة مشتق من اللويز وهو أنصع وأغلى أنواع الذهب واش بيك: بمعنى ما بك شينتي: بمعنى نقُص وزنك
استبشر السذّج من أبناء الشعب الجزائري عند سماعهم لخبر نشرته إحدى صحف المخابرات الجزائرية قبل عام 2010 مسيحية، يفيد أن يزيد زرهوني وزير الدفاع وقائد الأركان الحقيقي لحكم بوتفليقة… ذهب إلى آل سعود لآداء فريضة الحج، مثلما ذهب إليها بوش ورقص له بعض مفتيهم… وكان السذّج يعتقدون أن يزيد زرهوني سيلتحي ويضع طاقية الحاج، ويلبس قميص نصف الساق، ويصبح من المُرتّلين للقرآن ومن الذين يقومون الليل ويحيون السنة، ويصبح من الصائمين الزاهدين ومن الذين يعشقون العطر والكحل والسواك ويداومون على الصلاة في المساجد… فإذا بيزيد المولود بوجدة مثلما هو مولود رئيسه… يُخيب آمالهم ويساهم في رفع درجة السكري والانتحار بطرقه…
كان الرئيس الرّاحل هواري بومدين رحمه الله عندما يتحدث في خطاباته بلغته البسيطة التي يفهمها أغلب الشعب الجزائري بل شعوب مجاورة، يسبق فعله قوله، وعندما يريد الإعلان عن شيء، ينفذه ويعطيه بعد ذلك الصبغة الرسمية على مستوى الإعلام.
علي والجنرالات اعتقلوه وسجنوه، ضايقوه وعذّبوه أهانوه واحتقروه، شوّهوه وعزلوه اتهموه وحاكموه بقي هو، وماتوا هُمْ صواريخه كلمات، لا تستطيع أن تتصدّاها راجماتهم صوته كالرّعد المُزلزل، ونظرته كالبَرْق الخاطف نحيف الجسم لكنه قوي، سمان طوال لكنهم ضعاف ليله نهار، ونهارهم ليل
الحركى هو مصطلح جزائري بامتياز، أطلق أثناء الثورة الجزائرية كتعريف بالخونة الذين قاموا بتسريب معلومات للمستعمر، وقادت هذا الأخير أن يضر بمصالح العباد والبلاد، وها نحن إلى اليوم لا نزال نعيش تداعيات تلك الحرب القذرة. وأصبح مصطلح الحركى علامة مُسجّلة تُطلق فيما بعد على كل خائن، بل استعارته منّا دول أخرى وأصبح يتداول بعد التحقيق في كلّ الخيانات.
مات فرعون وأبو لهب، ومن بعدهما مُسيلمة أوصنا الإمام الأعظم أن نذكرهم بخير، ولو بكلمة فقام مُخاطباً وناصحاً، ترحّموا عليهم، لا تذكروهم بسوء همُ العشرة المبشرون، هم أنصارُ موسى أعلن الحداد على لسان جنوده وقال :
بفطرتي ودون تكوين سياسي، وجدت نفسي معارضا لهذا النظام القائم، لأنه ليس في مستوى تطلعات الشعب الجزائري، الذي قدّم تضحيات كبرى من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، ولأنّ الظلم ترفضه الطبيعة الإنسانية. أحببت أن أطلب منك أيها القارئ أن تظلم أيّ شيء تريد، حتى ولو كان جمادا، أمام طفل رضيع أو حتى حيوان، وسترى النتيجة ماثلة أمامك.
تعلّمنا من أساتذتنا “أنّه من لم يمت بالسيف مات بغيره، تعدّدت الأسباب والموت واحد”. هاهم بعض جنرالات الجزائر الذين كانوا يُصدّرون الرّعب، وكانوا أربابا فوق الأرض، ترتعد لهم الفرائس وينحني لهم الخدم، وهم الذين فعلوا بالشعب الجزائري ما فعله فرعون بشعب مصر، يغادرون القصور الفاخرة واحدا تلو الآخر مثل السلسلة التي تفكّكت، وينتقلون إلى القبور المظلمة واللّعنات تلاحقهم في كل مكان، ولسان حال الكثيرين مناّ يقول: أراحنا الله منكم ومن تبعكم وإلى اللقاء بعد حين أمام المحكمة التي لا تغادر كبيرة ولا صغيرة “وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ،ويقول يا ليتني…”
قد يبدو العنوان مستفزا لمن سُمّوا زورا بالديمقراطيين، وغريب لغير العارفين لما جرى في الجزائر منذ أحداث أكتوبر1988. ذلك المخاض العسير الذي أنجب التعددية الحزبية، التي سرعان ما تمّ وأدها في المهد، لكن العنوان يُعتبر شرابا مُصفّى لمن تجرّعوا علقم “الديمقراطيين”.
لم أكن أنوي القيام بكلمة التأبين هذه، التي تبكي فراق سي العربي الذي رحل عنا، ولا الحديث عن مكانة هذا الرجل العظيم في المجتمع الجزائري، طالما أنّ الكلمة ليست للشعب، ولكن التشريفات والظروف التي رافقت إعلان وفاته، ونبش خالد نزار قبر بلوصيف قبل أن يجف ترابه، من خلال نشر بعض الوثائق على صحيفة الخبر الأسبوعي، دفعوا بي لأن أقوم بهذا الجهد المتواضع عرفانا مني بخشونة رأس هذا الرجل الذي بكاه التلفزيون على لسان فريدة، في رسالة مطولة من عبد القادر المالي.
يتتعتع الكثير من حُكّامنا في الحديث سواء باللغة العربية أو حتى باللهجات المحلية، ولا يستطيعون إتمام عبارة دون أخطاء، ومع ذلك، تجد الجحافل من المدّاحين والزرناجية يُصوّرونهم على أساس أنهم جهابذة في الأدب والنحو، ويسارعون لتوجيه الرأي العام حول بعض ما سُطّر لهم من طرف أجهزة الاستخبارات، وكأنّ هؤلاء المتعتعون نوابغ في علم الكلام، يستحقون هذه الرعاية الكاملة في وسائل الإعلام وهذه الجعجعة دون طحين.
الأنفُ والقدمُ ضاعت أنَفة المسلم، وحلّ محلّها القدَمُ أمّة نسيت تاريخها، فالشقيق أصبح عندها خَصْمُ لا نخوة ولا دين يحكمهم، والكون أضحى كأنّه عدَمُ لا ثقافة ولا أدبَ يضبطهم، لا قراءة ولا فهْمٌ ولا قلَمُ