لا شك أن هناك إجماعا إسلاميا ومسيحيا على أقل تقدير على قدسية القدس بالنسبة لأتباع الديانات السماوية الثلاثة ، وعلى هذا الأساس فإن مثل هذا الإجماع ينسحب على أحقية فلسطين في هذه المدينة المقدسة ، إذ لا يمكن قبول القدس عاصمة لغير فلسطين ، لأن هذا الواقع حينما يتحقق ، يتحقق معه الأمن والأمان لأتباع الديانات الثلاثة ، فيطمئن المسلم والمسيحي واليهودي على نفسه وعرضه وماله ، وعلى هذا الأساس تسقط كل مزاعم الصهاينة في أن عاصمة إسرائيل هي القدس ، واعلم أن من لم يهتم لوضع القدس عاصمة لفلسطين فهو غير مهتم بقدسيتها ، لذلك يمكن الوصول إلى أن…
الكاتب: بشير جاب الخير
الأمازيغ هم سكان شمال إفريقيا الذين نشأوا وترعرعوا على حب البساطة والخشونة والاعتماد على النفس ، لا يقف في طريقهم عائق ، يكرهون الظلم ولو كان من أقرب الأقربين ، تاريخهم حافل بالبطولة والتضحية من أجل الانعتاق والحرية ، لم يكونوا يعترفون بالحدود الفاصلة ، لأنهم كانوا يرون فيها قيودا تحد من عزيمتهم ومخالب تجرح كيانهم ، فثاروا في وجهها ونسفوها نسفا ، وباتوا ينطلقون في ربوع وطنهم الممتد من المحيط الأطلسي غربا إلى المحيط الهندي شرقا ، ومن حدود البحر المتوسط شمالا إلى بوابة الصحراء الكبرى جنوبا ، لا يصدهم صاد ولا يمنعهم مانع ، فلما لامست قلوبهم عقيدة…
ماذا يريد الأستاذ مالك ابن نبي حينما يتناول موضوع العقيدة ، وتحديدا عندما يقول : ” ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها وإنما المهم أن نرد إلى هذه العقيدة فاعليتها ، وقوتها الإيجابية ، وتأثيرها الاجتماعي ” . الأستاذ يحمد الله على نعمة التوحيد ، فهي نعمة إلهية ، ما أعظمها من نعمة ، فهي أساس ومنطلق الفوز في الدنيا وفي الآخرة ، ومن هذا المنطلق راح الأستاذ يبحث عن كل ما من شأنه أن يرفع من ميزانه في ظل هذه العقيدة التوحيدية ، يجتهد ليحقق الأفضل ويرى يومه خيرا من أمسه، ليس إنسانا وحيدا منعزلا في الطبيعة…
مقدمة : الإنسان المتطلع إلى غد أفضل لشعوب ومجتمعات هذا المحور ، لا يمكن أن يغفل طبيعة الإشعاع الذي يمكن أن يحمله إنسان هذا المحور إلى باقي أنحاء العالم بهدف تحقيق ما هو أفضل ، وما هو أفضل يستوعب بالضرورة الروح والحضارة ، بمعنى يشع حياة الإنسانية بالأمن بمدلوله الروحي والمادي بجميع أبعاده ومقوماته ، لذلك فإن المسألة تتعدى ما هو خاص ، لا تتعلق بعرق أو جنس أو لسان ، أو قومية بعينها ، كما أنها لا تتقيد بمثال بعينه ، ولا بتجربة بشرية بذاتها ، إنها تستمد روحها من روح الرسالات السماوية نبيا بعد نبي ، ورسولا بعد…
نتواصل أكثر ما نتواصل من خلال القراءة ، وديننا أوصانا بالقراءة ، ما أعظم كلمة اقرأ ، وما أعظم ما فيها من زاد ، دخل علينا إمام ، ويا ليته قرأ مع نفسه مهمة الإمام ودوره ومسئوليته أمام الله قبل العباد ، أطل علينا صبيحة العيد في السادسة والنصف من صبيحة يوم الأحد ، الأول من شوال الموافق لـ 25 يونيو 2017 ، والمناسبة صلاة العيد ، فبد أن يخطب في الناس فيذكرهم بتقوى الله ، راح يردد كلاما يدمي القلوب ، ناهيك عن الآثار التي يتركها عالقة بالذهنيات ، بدل أن يسأل الله المغفرة والرحمات ، راح يدعو على…
ليست المرة الأولى ، ولا هي الثانية ، لماذا العناد ، لماذا لا نأخذ العبرة ونكف عن الاصطفاف وراء الوعود الكاذبة التي لا تغري سوى النفوس الضعيفة ، إن لم أقل المريضة ، تعلق الكثيرون بوعود فرنسا الاستعمارية وظنوا أن فرنسا هي من تضبط ساعة الزمن ، وأنها تحيي وتميت ، كم هم الذين أوفت لهم بالوعود ، وكم هم الذين شهدوا على كرم فرنسا ووفائها ؟ هل دامت الحكاية واستمرت الصورة ؟ ماذا جنى أولئك جميعا ؟ اليوم وبعد مرور خمسين سنة على النكبة ، يمكن مرافقة أبنائنا ومقاربة الآثار والبحث في رصيد كل العالقين على باب التاريخ ،…
“الفكرة الوهابية خميرة البعث العربي والنهضة الإسلامية ، ولكنها لم تنشب حتى أحرقها البترول ” هذا ما نقله الأستاذ محمد الهادي الحسني في قراءته لموقف الأستاذ المفكر مالك بن نبي من كتابه ميلاد مجتمع ت ص 34 ـ دار الفكر 2006 . راجع جريدة الشروق الجزائرية بتاريخ الثلاثاء 20/06/2017 ميلادي الموافق ل 25 رمضان 1425 هجري . دائما نهمل العلاقة بين الدعوة والسلطان ، فإذا كان الشيخ عبد الحميد بن باديس قد وفق بعون الله في تجاوز مخاطر السلطة الاستعمارية وشباكها ، فإن كثيرا من الدعاة لم يسلموا من تلك المخاطر ، حتى وإن كانت إبان الاستقلال ، موقف الأستاذ…
ما الذي فعلته قطر حتى تحاصر ، بل وكان من الممكن قطع أنفاسها ، لو كان بمقدور القوم الذين أجمعوا على الخطيئة أن يأخذوا منها حياتها ؟ ماذا بقي عندهم من رحمة كي يرحموا أنفسهم لو أن إسرائيل غضبت منهم وأغلقت عليهم بإحكام ؟ هل كان القوم يدعون خالقهم ويذكرون بين يديه حسنة تشفع لهم ؟ ماذا بقي لهم من ماء وجه بعد أن تمسحوا بين يدي ( ترامب ) الذي فوضته إسرائيل والفاتيكان الحديث عن السلام ، بل وحتى عن الإسلام ، على لسان ( قادة ) الاستسلام ؟ هل لأن قطر تشكل خطرا على القوم مجتمعين ، اقتصاديا…
لا أقصد القوة المدمرة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض حلفائها في حدود الغرب الرأسمالي الليبرالي، ولا أقصد تخوف حكام العالم المتخلف من سلطان أمريكا، ما أقصده هو طبيعة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الآخر، مهما كان هذا الآخر، حتى وإن كان روسيا، لقد غيرت الولايات المتحدة كثيرا من أساليبها الدعائية التي كانت تنتهجها خلال الحرب الباردة، الغموض هو الغالب اليوم، سواء تعلق الأمر بمسألة تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية على السواء، أو سياستها الإعلامية، أو حتى ما تعلق بالتنسيق اقتصاديا وأمنيا مع حليفتها الأم بريطانيا، العمل الاستخباراتي آخذ هو الآخر في البلورة استجابة لما يصنفونه بالتحديات التي تشغل حيزا كبيرا…
لا أستطيع أن أضمن مسار مثل هذه المقاربة من حيث الاستعداد على مستوى عالم الأفكار، وحتى في علاقة رؤيتنا للحياة من باب عامل القيم، من يستهدف الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام في استقرارها وأمنها وأمانها، خصوصا أن المملكة المتحدة أو بريطانيا غسلت يديها إلى غير رجعة من الاتحاد الأوروبي لإدراكها أن هذا الكيان يحمل من بذور التصدع والضعف والألغام ما جعلها تبادر بالانسحاب وفك الارتباط، وربما التفكير في وسائل عازلة مستقبلا، وهي في الوقت ذاته غير مطمئنة إلى حليفتها التاريخية الولايات المتحدة الأمريكية لأنها لم تعد متأكدة من صلاحية وصحة عوامل إتحاد هذه الولايات وتناغمها ودرجة استجابتها لإثراء وبلورة أسباب…
السياق: الموقف من شخص الرئيس بشار الأسد ليس بالمفاجأة الموقف الأمريكي الذي يبدو مفاجئا اليوم، إن عبر فإنما يعبر عن الأهداف الحقيقية من وراء اصطفاف الغرب الرأسمالي الليبرالي بقيادة أمريكا وراء إسرائيل، إسرائيل هي التي حددت الموقف الأمريكي في عهد الرئيس أوباما، فمن أجل سحق العرب والمسلمين في بلاد الشام، على وجه الخصوص، وجب الابتعاد عن فكرة الإطاحة بنظام الأسد، لأن القضاء على نظام الأسد على طريقة إنهاء حكم الرئيس صدام حسين رحمه الله وتمكين أدوات الفوضى من العراق الحبيب لن يفي بالغرض الذي سطرت معالمه إسرائيل، بقاء النظام السوري في نظر إسرائيل، وتحديدا استمرار الرئيس بشار الأسد، من شأنه…
الابتزاز الإسرائيلي تهتم إسرائيل هذه الأيام لإقامة حفل على شرف من كان وراء وعد بلفور ، المدعوون للحفل هم بطبيعة الحال ترامب وبعض الساسة الأمريكيين والبريطانيين الذين لا ينامون نوما هنيئا إلا إذا اطمأنت ورضيت إسرائيل ، إن إسرائيل حاضرة في كل مكان تلعب فيه السياسة ويلعب فيه المال ، أما دوائر السلطان فحدث ولا حرج ، لم ينقطع الابتزاز لثانية واحدة ، لا بديل عن الابتزاز ، ولأجل ذلك عمل الإسرائيليون طويلا من دون ضجيج ولا شعارات ، إنهم يكرهون الضجيج والشعارات ، ويمقتون أصحابها من أتباعهم ، ابتزاز الأوربيين والأمريكيين بدأ مبكرا ، لم تسلم منه فرنسا وروسيا…
يبدو أن الخطباء على مستوى قمة عمان بالبحر الميت كتبوا أوراقهم بالأحمر ، والأحمر إن دل فإنما يدل على أمرين ، أولهما أن دماء أطفال ونساء وكل أبرياء سوريا ، ضف لها دماء أهلنا في فلسطين والعراق واليمن لم تعد لها قيمة ، والثاني هو أن هؤلاء الخطباء لا تعنيهم شعوبهم ، وكأنهم يحكمونها بالوكالة ، ولذلك تجدهم يحرصون كل الحرص على اختيار العبارات التي لا تغضب من أعطاهم أو وهبهم هذه الوكالة . والسؤال الذي تبادر إلى ذهني على أقل تقدير ، ما وزن شعوب العالم العربي والعالم الإسلامي عند هؤلاء الخطباء وتحديدا على مستوى أشغال القمة التي لم…
هل أصبح هذا الحق خطرا حتى نطالب بإبطاله ؟ وما هي الجهة المخولة قانونا لتحريك الدعوى ؟ وأمام أي جهة قضائية ؟ لأن لا جهة سياسية حاضرة اليوم يمكنها التأثير على مجلس الأمن بما يحقق العدل ويتم الكيل بمكيال واحد بين أعضاء المجتمع الدولي ، قبل الإجابة على هذه الأسئلة ، يمكننا التعرف على : محكمة العدل الدولية : هذه الهيئة القضائية تابعة لهيئة الأمم المتحدة ، تأسست عام 1945 ، تتألف من خمسة عشر قاضيا تنتخبهم الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ، تنظر في الدعاوى التي ترفعها الدول أو المنظمات الدولية أمامها ، أساس قراراتها هو القانون الدولي…
الموقف الرسمي بعيدا عن كل شعبوية ، أو رؤية متطرفة معزولة ، إن الموقف الذي أطلت به علينا كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بخصوص القيود على المسافرين القادمين إليها من ستة أو سبع دول إسلامية ، لا يعبر سوى عن رؤية دفينة في سياسة الدولتين تجاه العالم الإسلامي ، لأن مثل هذا الإجراء يمكن أن يتطور ويأخذ أشكالا أخرى ، لتشمل كل الدول الإسلامية مستقبلا ، وسوف تتعقد الإجراءات لتصبح سياسة غربية تجاه العالم الإسلامي ، لن تقتصر على بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وحدهما ، الأهم في هذه المسألة هو أرضية التبريرات التي تحتاجها هذه السياسة ، فمثلما احتاج الاجتياح…
من أين نبدأ، الطائرة لا تقلع بأحد جناحيها حتى وإن بلغت تمنياتنا عنان السماء ، ناهيك إذا كانت معظم أجزائها معطلة ، من أين نبدأ إذا كانت مصادر قوتنا جدا مستهدفة ، من أين نبدأ إذا كان تركيزنا على مشاكلنا من منظور المريض الذي ينتظر وقد فقد كل الأمل، فهل نبدأ ونحن لا نستطيع أن نبدأ ، بداية البدايات أن يتغير كل واحد يريد أن يبدأ ، يبحث له عن مبدأ ، ومبدأ المبدأ أن يشهد على مكمن المبدأ ، نفسه التي بين جنبيه ، لا يوائمه فيها سوى مبدأ المبدأ الذي قامت عليه أمة الشهادة ، الأمة الوسط ،…
تركيا التي اجتهد الغرب الرأسمالي الليبرالي طويلا لرسم صورتها المستقبلية ،التي لا يمكن أن تكون وفق ما تواعدوا عليه ، سوى تابعا للغرب وخادما لمشاريعه ، وصمام أمن لما يمكن أن يأتيه من جهة الشرق ، المسألة كانت في بعدها الاستراتيجي لا يضاهيها في أهميتها أي مشروع آخر ، لذلك وضع الأوربيون ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي داخل قاعة الانتظار ، حتى يتأكدوا كفاية من تحول تركيا على جميع المستويات إلى كيان اجتماعي وثقافي يرضي جشاعة أقطاب اللائكية الذين فشلوا فشلا فاضحا في مسخ الإنسان داخل فرنسا خصوصا وأوربا عموما، وداخل مجتمعات لم تتحرر بعد من أوحال القابلية للاستعمار…
تساءلت حينما قرأت الشيء القليل، فكأنما الأستاذ يكتب وصفة طبية، لأي فئة من المرضى هذه الوصفة؟ وهل هي مجرد وصفة؟ وماذا يريد أن يكسب من ورائها؟ إذا كان مالك يستهدف بوصفته الإنسان، أينما كان، فهو يقدمها بالدرجة الأولى لأقرب الناس إليه، ممن هم في أمس الحاجة إلى محتوى الوصفة، ويريد أن يتأكد من أهميتها وجدواها، فهو يريد بها الذين عانوا من ويلات الاحتلال ولذلك تجده في حالة من الانتظار، وكأنه على موعد، ينظر بكثير من الأمل إلى أقرب محطة لكنه في حالة من التوتر، غير مرتاح، شارد الذهن أحيانا، تغلب على محياه علامات الألم، دون أن يهمل امتداد الصورة المنبعثة…
يتساءل المرء : هل ترامب ابن ملك ، أو ملكة الولايات المتحدة الأمريكية ، أو هو ابن إمبراطورها ؟ يمكن أن يختلط الأمر على الناس فيعتقدون أن الولايات المتحدة الأمريكية هي صورة طبق الأصل لبريطانيا ، بكل تأكيد هي ليست كذلك لأن الأوربيين وعلى رأسهم الانكليز ، لم يريدوها كذلك ، فبدل أن يجروا تجاربهم داخل المجتمع البريطاني ، مثلا ، اختاروا أمريكا لذلك ، فكانت مستعمرتهم المفضلة . وربما كانت فرنسا تريد أن تجعل من الجزائر عالمها الجديد الذي يمكنها من إخضاع إفريقيا. أعود فأقول ، الولايات المتحدة لم تكن مملكة ، فهي لم تعرف هذا النوع من الحكم…
نبدأ بخير وأحسن وأعظم كلام ، يقول الله سبحانه: ” يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ” الآية 05 من سورة الحج . إعجاز ما بعده إعجاز ، ما العلاقة بين البعث والتراب؟ الشاهد هو التراب ، أو كأن الأرض تخاطب الإنسان ، سبحان الله كم هو عظيم تواضع التراب الذي خلق منه الإنسان ، من يوم لآخر يأخذ الإنسان إنسانا مثله فيستودعه التراب ، أو كأنه يسلمه إلى الأرض ، مكره أخاك لا بطل ، كيف بالمرء يسلم أعز إنسان عليه إلى الأرض من دون أن ينازعها أو يسألها ، ما هذا…
كم هو ماء الحياء في وجه الأم لم يعد يعنيني ولا وجاهة ذوي القربى في الحياة باتت تغرينيفلا العرف ولا الحسب ولا النسب صار يغنيني ولا الأخوة ولا الجيرة ولا الطفولة باتت تروينيأهواء الغفلة تملكتني من رأسي حتى قدمي وداء الطمع أفقدني كل إحساسي وشعوريلم أعد أحفظ عهدا ولا وعدا في جعبتي ولا زرعا ولا ضرعا ولا وديعة في ذمتيفلا بيتي ولا حيي ولا النادي بات يذكرني ولا الساحات ولا الباحات عادت تسمعنيتنهد الماء فاسترسل متسائلا عن غربتي وارتجفت التربة فتململت هل دنا أجلك فتأتينيارتعشت الطيور مستأذنة لعلها تؤويني وغردت العصافير مرحبة مسرورة بقدوميفما قيمة من عاد من دون ماء…