من الإعجاب ما يحجب الزيغ والزلات، ومن الإمتعاض ما يطمس التألق والسداد. الدكتور محمد شحرور رحمه الله من الشخصيات البارزة والمثيرة للجدل والإستفزاز التي لها مِثل هذا التأثير القوي المتباين، إذ يحشد الأتباع والمؤيدين كما يُجيِّش الخصوم والمنتقدين. تلقيت في السنوات الأخيرة من أصدقاء محترمين عدة رسائل تواصلية تتضمن حوارات لشحرور وتدعوني للإنضمام لمجموعة أتباعه. وبكل صراحة لو كنت لأنضم لمجموعة تخص محمد شحرور رحمه الله لدعمت صفوف المتحفظين على فكره، والسبب الأول لخوضي في الموضوع يعود لوعد بتبرير موقفي. قبل حوالي عشرين سنة شهدت حوارا لشحرور شد انتباهي بطرحه وأسلوبه، وحرست على معرفة المزيد، ولعل كونه دكتور في الهندسة…
الكاتب: Abdelhamid Charif
عبد الحميد شريف – بروفيسور في الهندسة المدنية وَيْكأنَّ التحامل المستمر على الإسلام باسم حقوق المرأة يُحرِج بعض المسلمين ! وشعورا بواجب الدفاع عن دينهم يلجأ هؤلاء إلى اجتهاد مُوَجًّه يكاد يُوصَف بفقه المجاملة، مع أن ما يضايقهم ويرونه نقطة ضعف لتركيز أعداء الإسلام عليه، هو في حقيقة الأمر من مواقع القوة التي ينفرد بها القرآن في آيات مُحْكمة ويجعل العديد من العقول المتنورة تعتنق الإسلام. هذا ما استنتجته، بل ما لم أتمكن تفاد استخلاصه والتعجب منه، لما قرأت بعض التعليقات حول مقالي في الجريدة الإلكترونية TSA (Tout Sur l’Algérie) المجتهدون الجدد قبل حوالي ثلاثة أسابيع (بمناسبة عيد المرأة العالمي) أعدت…
لم تكن فرنسا تفكر مجرد التفكير في احتلال الجزائر، أيام الأندلس(شبه الجزيرة الايبرية)، أيام قرطبة ( cordoue ) واشبيلية ( céville ) وطليطلة ( Toledo) لأن شعاع الحضارة كان أقوى من أن تطال نوره أو تحجبه الظلمات ! وكان إنسان جنوب البحر المتوسط يتنعم بقسط وافر من الحرية والشموخ، وهو من دون ريب، سر معانقته مبكرا لشعاع الهداية الربانية التي ختمت بها الرسالات السماوية ؛ فرحت الأمهات وسرت لذلك كثيرا وسمت الطفل محمدا، و البنت فاطمة ! واستبشرت إفريقيا بذلك خيرا؛ ولم تكن الحدود حدودا؛ تفصل أو تعيق تعارف القبائل والشعوب، ولا الأعراق واللون لينال من القيم ! وعمّت الطمأنينة والرفاه…
عبد الحميد شريف وُلد إبن عمي الشباح رحمه الله عام 1947، أي سنة بعد وفاة جدنا الشيخ الشباح رحمه الله، وكان له شرف الظفر بإسم العالم الجليل. كان يكبرني بستة أعوام ولكن الفارق لم يكن ظاهرا نظرا لبنيته النحيفة. واستغل تلك الخاصية بحكمة وجرأة قبل الإستقلال، إذ كان يخادع الحركى أثناء زيارات العسكر لنا بابتسامته البريئة، ويطلب منهم بعض الخراطيش ويسرق كمية أخرى ليسلمها فيما بعد لعمِّنا السعيد رحمه الله. وكاد في إحدى المناسبات أن يستولي على مسدس لولا تفطن الحركي في آخر لحظة. تحمُّسه الخارق للسلاح والدخيرة قاده بعد الإستقلال مباشرة لاكتشاف القنابل اليدوية التي تعمَّد الإستعمار في تركها…
Abdelhamid Charif, Professeur en Génie Civil Un intellectuel, c’est quelqu’un qui a toujours quelque chose à dire quand il se met à parler ou à écrire ! Alors que l’on s’attend à voir cette noble définition convenir davantage dans les paliers scientifiques supérieurs, c’est précisément durant mon immersion initiale dans ce milieu que je découvre les premières remises en cause. En effectuant ce que l’on appelle communément “Recherche bibliographique” pour ma thèse de PhD, durant l’année 1979/80, je suis surpris et déçu d’apprendre que de grands noms, dont mon propre superviseur, s’adonnent à la pratique peu louable, sinon déplorable, de rabâcher…
ليس الجسد كالروح وليست القوة كالفكر وما الحضارة بنظيرة للدين، مع الإقرار والتأكيد أن التكاتف المنسجم بين طرفي المعادلة يكون دائما في صالح الإتحاد والإئتلاف. شتان بين سطوع وانتشار حضارة وبسط ثقافتها وعُلُوِّ كعبها، وبين كسب عقيدة روحية لقلوب وعقول الملايين من البشر. الهيمنة الحضارية لا تتم إلا بتدافع تكون فيه الغلبة للطرف الأقوى عُدَّةً وعزيمةً، والإيمان بالله واليوم الآخر وبالرسالة الخاتمة لا يتحقق إلا بالإقتناع الطوعي الذي لا يمك ن أبدا فرضه بالإكراه أو بالإغراء. إنتشر وذاع الإسلام دينًا وامتدَّ واتَّسع المسلمون حضارةً بشكل متجانس لم يعرفه التاريخ لا من قبل ولا من بعد. وهذا التمكين المميز والمذهل سبقته…
أليس من الظن بالله الظنونا أن يُقر الإنسان بتكريمه بالعقل ثم يُهرول عبثا لتصديق وترويج خرافات تتعارض مع هذا العقل ؟ حاش لله أن يُكرِّم بني آدم بقدرات إدراكية تميزه عن سائر المخلوقات لتمكينه من طلب العلم والحكمة، ثم يحيطه بسُنن كونية تشوش على تلك المنظومة المتطورة وتشكك فيها ! خُلق الإنسان ضعيفا والعقل السوي أدرى بحدود صلاحياته ويُق بالمعجزات الكونية كحقيقة ثابتة والتي هي في أغلبها آيات مدعِّمة للرسائل السماوية وللمرسَلين المكلَّفين بها. بيد أن المعجزات الاستثنائية لا نصدق منها إلا ما ورد في النصوص الشرعية الصحيحة. ما عدا ذلك وحتى إثبات العكس فإن الإنسان مُلزم بتصديق ما يتوافق مع العقل…
قد يجد الإنسان في هذا التشخيص حرجا ومساسا بمقامه ككبير الضيوف العابرين، لكن لا الشمس ينبغي لها أن تكتم الشهادة ولا القمر حاجِبُ الحقيقة. بكل صراحة ودون مجاملة إن الكون كله يشهد أن كوكب الأرض يتنفس الصعداء. صُوَر عديدة من الفضاء الخارجي ألتُقِطت بواسطة أقمار صناعية تؤكد بوضوح التراجع الكبير في نسبة التلوث في الصين وفي إيطاليا وغيرهما بمستويات غير مسبوقة بلغت 40% في بعض المناطق. والتقديرات الأولية تؤكد أن أعداد الأرواح البشرية التي أنقذها تراجع التلوث تفوق ما حصده فيروس الكورونا، ناهيك عن توقف الإقتتال في ليبيا واليمن وسوريا وأفغانستان وتراجع الإجرام ضد المسلمين في الصين والهند وفلسطين وغيرها.…
Elle ne se décrète pas, elle se mérite. La franchise universitaire est loin d’être fixée et définie exclusivement par des lois, révisables et abrogeables, interdisant aux forces de l’ordre l’accès à l’enceinte de l’établissement. Ces mesures sont tributaires de préalables incontournables, relatifs à la mission même de l’université et ses attributions. La franchise universitaire n’est qu’un prolongement logique et naturel de la respectabilité de l’université et sa capacité à gagner les égards de la société, en tant que temple du savoir. Et une fois acquise haut la main, cette estime dépasse alors largement les murs de l’établissement, et franchit même…
Basé sur l’éthique et le mérite, un système éducatif peut devenir performant jusqu’à constituer la dynamo motrice d’une nation avec un développement durablement fondé sur l’économie du savoir ; faute de quoi il risque de se transformer en un fâcheux frein moteur, entravant sérieusement tout processus de réforme et ruinant profondément tout espoir de redressement. Il s’agit donc d’une arme à double tranchant, devant être gérée et manipulée avec responsabilité, perspicacité, et autant de sagesse que de courage. Sans compter les multiples dommages collatéraux, chaque diplôme immérité grille directement deux compétences, en livrant un mauvais cadre ne pouvant que parasiter la…
رغم الجدل القائم حول موضوع العقل والنقل، والذي لا يخلو بالتأكيد من التجاذب، إلا أنه لا توجد طائفة أو جماعة إسلامية تلغي إحدى الركيزتين كليا، حتى وإن زعمت ذلك أو اتُّهِمت به. الإختلاف يتمحْور خاصة حول مفهوم الوسطية ومدى توظيف البصيرة والعقلانية في التقليد والتجديد. لا العقل يستقيم بدون هداية النقل، ولا النقل يتجلى بدون إنارة العقل. وهذا ما يُجمِع عليه حكماء العقل السوي والنقل الصحيح. لولا النقل المتواتر للسُّنة النبوية لما عرف المسلمون كيف يؤدون عباداتهم. والعقل الإيماني السوي مُكلَّف بالقيام بوظائفه دون التمرد على حدود صلاحياته التي هو أدرى بها. لا دخل للعقل في العبادات والروحانيات والغيبيات، القائمة…
عبد الحميد شريف – بروفيسور في الهندسة المدنية “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”. في إطار هذا التوجيه القرآني يندرج هذا التحليل بطابع إستفساري حول موضوع جدلي تقليدي بقي محافظا على كل تداعياته. المرتد هو شخص يتخلى عن دينه علنية، وإذا كان الأمر مرتبطا ضمنيا بحرية المعتقد فإن مفاهيم أخرى واردة لأن عبارة الردة استُعملت أثناء حروب مقدسة وهي تعني التمرد والخيانة. وحتى في زمن السِّلم قد نجد متمرِّدين يحتفون بتحرُّرهم بطرق استفزازية وحتى عدائية (كمال داود وأمثاله). ولكن بصفة عامة مفهوم الردة الفكرية مرتبط بشخص ملتزم بباقي مسؤولياته الإجتماعية والثقافية. التيار السائد في الإسلام منذ قرون يُقِر بحرية…
“قال لي بعض الشيوخ من قبيلة الأنتيمور في مدغشقر بأن أجدادهم جاؤوا منذ قرون من قرية بعيدة في الشمال إسمها جدة، وبقربها قرية مقدسة إسمها مكة،يوجد فيها رجل طيب إسمه محمد، يحبونه كثيرا ولكنهم لا يعرفون لماذا”. بمثل صاحب هذه الكلمات المؤثرة (1) يصدق المَثل العربي العريق : “واحد كألف وألف كأف”.إن عبد الرحمن السميط (1947-2013) كان أُمَّة وقارّة. في إفريقيا لا يُعدُّون بالعشرات ولا بالمئات ولا حتى بالألاف، إنهم ملايين الذين اعتنقوا الإسلام أو عادوا إليه بعدما هاجروه منذ أجيال، وذلك بفضل الله، ثم بفضل الجهود والتضحيات الدؤوبة لهذا الطبيب والداعية الكويتي. في تحد جدير بقصة طالوت وجالوت، تبارى عبد…
قد يعاتبني البعض ورُبّما يكون تشخيصي فعلا مُجانبا للصواب، ولكني لا أقصد إلا الإرشاد والإصلاح بنقد ظاهرة الحشو اللغوي التي أراها أصابت الثقافة العربية الإسلامية المعاصرة. وأرى كذلك أن تَميُّز مالك بن نبي رحمه الله يعود لتفطنه لهذه العلة التي ندد بها بشدة في كتابه “مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي”، وإعتماده أسلوب علمي غير معهود. الحياة لا تُدار كلها بالرياضيات أو النماذج الحسابية ولا يمكن إيصال كل الأفكار بإثبات فاصل لا يدَع هامشا للطعن والجدل، إلا أنه بالإمكان إعتماد منهجية البرهنة العلمية كأسلوب للتعليل والإقناع في كل مجالات الحياة. لتدعيم الفكرة المبنية على حجج متينة وإستدلال عقلاني يجب عرضها بأسلوب…
“On ne comprend jamais tout à fait une langue avant d’en comprendre au moins deux !” Ainsi s’exclamait Geoffrey Willans pour prêcher les vertus du multilinguisme.Cette maxime largement partagée, même si elle est différemment exprimée,interpelle un autre constat de l’entendement,que l’impératif du moment impose de rappeler : L’apprentissage des langues est d’une fiabilité implacable comme indicateur des aptitudes intellectuelles, notamment dans un pays où le bilinguisme est vital, et a été encouragé et facilité depuis des lustres. Explicitement, cela signifie qu’à défaut de se tenir à l’écart du présent débat, les mono-linguistes de tous bords seraient bien inspirés d’avoir la décence de…
الصراع الحضاري الذي جمع مالك بن نبي رحمه الله مع لويس ماسينيون في عدة جبهات كان غير متكافئ للغاية وكان لزاما أن ينتهي في غير صالح المهندس “الأنديجان”. إلا أن هذا الأخير إضافة إلى إيمان وثبات راسخين كان يتمتع بخصلات إستثنائية لم تكن معروفة من قبل في العالم الإسلامي مكنته مواجهة خصمه وشبكته العنكبوتية بصمود ودفاع ثم هجوم معاكس فتاك. مالك بن نبي أعاد الإعتبار لعقل المسلم وللطرح العلمي الذي ميز الأولين، وفضح النقل الآلي وظاهرة الحشو والإسهاب التي أصابت الثقافة العربية الإسلامية بعد الوهن والإنحطاط. كان مالك بن نبي يستمد طاقته التحليلية وسلطانه التفكيكي من حضارة الهندسة وأنغام المعادلات.…
قبل نحو ثلاثين سنة حضرت نقاشا حول فكر مالك بن نبي مع بعض تلاميذه ولاحظت أنه لم يُترحم عليه ولو مرة واحدة رغم ذكر إسمه عشرات المرات. وقد يعود إنتباهي لذلك لتوبيخ تعرضت له في صغري لما سمعتني جدتي أذكر والدي وعمي الشهيدين عدة مرات دون أن أترحم عليهما. رحم الله الجميع. وحتى الإنسان العبقري خُلق ضعيفا رغم صلاتنا وسلامنا على خير خلق الله، صلى الله عليه وسلم، والدعاء له عدة مرات يوميا إلا أننا نعتقد لا شعوريا أن عظماء الأمة في غنى عن دعائنا. مع أن عظمتهم مرتبطة بتضحياتهم قبل عبقريتهم. ومالك بن نبي لا يشذ عن القاعدة بل…
المراجعة الفكرية من التوبة المراجعة الفكرية هي نشاط مستمر للعقل البشري عند كل الخطائين وكل بني آدم خطاء. وقبل المجرمين والمفسدين والمشركين يُتوقع أن يكون السباقون إلى المراجعات الفكرية هم خير الخطائين. المراجعة الفكرية هي توبة من نوع خاص مرتبطة بالقيم الروحية والأخلاقية وكذلك بالقيم العقلانية والخصوصيات الذاتية. الأخطاء لا تعالج إلا بشجاعة الإعتراف والإعتذار وكل الأعذار الأخرى مهما وظفت من تبريرات وآيات وأحاديث لا تغدو إلا أن تؤكد الذنب وربما تكون أقبح. توبة العبد مستقلة عن غيره، ولذا فإن مراجعات المظلوم لا تشترط توبة الظالم أو إعتذاره. المراجعة السياسية هي جزء من المراجعة الفكرية وهي التي تعني الشأن العام…
يكاد يُجمِع الخبراء والهواة في الرياضيات أن الطرح السليم للمسألة هو نصف الحل! Un problème bien posé est un problème à moitié résolu ! إعادة الإعتبار لعقل المسلم المراجع الرئيسية للفكر الإسلامي هي الكتاب ثم السُّنة، ومهما كان إجتهاد العلماء والسلف الصالح حافلا والتاريخ الإسلامي زاخرا بنماذج تطبيقية وعِبر ثمينة، لا يُعقل توقع وجود حلول جاهزة لكل الإنشغالات المعاصرة. المبرر الأول يبرز في الحكمة المنسوبة تارة لِعلي ابن أبي طالب، كرم الله وجهه، وتارة لسُقراط “لا تُرغموا أولادكم على عاداتكم، فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم”. فإذا كانت مدة نحو 20 سنة تُعتبر كافية لحصول تغيير إجتماعي هام وجب أخذه بعين الإعتبار،…
Mon intention est la seule différence entre un délicieux breuvage et un poison, tant il m’est facile de mettre en œuvre mes sombres velléités et ma trahison. Mes algorithmes ont beau être ambitieux et pleins de prétention, mon ordinateur et mes logiciels n’obéissent qu’à ma programmation. Tributaires des intentions et des ressorts de ceux qui sont censés l’appliquer ou la défendre, la loi cède aux caprices et convenances des plus forts, aussi bien à cause de l’impudence des mauvais desseins, que de la faiblesse des bonnes volontés. Il est instructif de rappeler à cet effet que l’intransigeance légendaire de Omar Ibn…
Son discours est sans ambiguïtés, et son raisonnement on ne peut plus clair. La tyrannie, c’est désagréable d’un côté seulement. Et un major de promotion, ça ne doit pas se tromper de rivage. Les sales besognes, les ponctions salariales, les insolences verbales, l’exclusivisme, l’éradication, l’anti-démocratie, la planche à billets, tout cela c’est la crème de l’élitisme. Et plus élitiste que lui, tu meurs. Les futures mémoires d’Ahmed Ouyahia, c’est déjà un best-seller ! Il incarne le prototype de ces compétences minablement gâchées par l’euphorie des épousailles avec une mal-gouvernance taillée ostentatoirement pour pervertir l’arrivisme. Ouyahia et ses semblables ne se réveillent…