تبيّن هذه المساهمة بدايةً الأثـرَ السلبي للتجاذبات الأيديولوجية الحادّة على الانتقال الديمقراطي مستشهدةً بتجارب الجزائر ومصر وليبيا والمغرب وتونس. ثمّ تتعرّض للمشهد السياسي الجزائري المركّب وللتجاذبات الأيديولوجية داخله، وتشدّد على الحاجة إلى عدم اعتبار التيارات الأيديولوجية الجزائرية كتلًا متجانسة، بل النظر إليها كأطياف واسعة تضم جهات فاعلة ذات مواقف وسلوكيات سياسية متنوّعة. وتقدّم أيضًا نماذج يمكن الاسترشاد بها من أجل التعامل مع الاختلاف وتعزيز التماسك في مجتمع تعدّدي، مستـمَدّة من التقاليد الغربية والإسلامية، كما تطرح فكرة “فضاء الوساطة الآمن” كآلية لتجاوز التجاذبات الأيديولوجية. ثمّ تعرض عيّنة من 13 مبادرة عابرة للأيديولوجيا أُطلقت في العقود السبعة الأخيرة: في الحقبة الاستعمارية لتحرير الوطن وفي عهد الاستقلال لتشييد دولة القانون، لتزويد القارئ بمجموعة من النصوص ناتجة عن التجارب المختلفة العابرة للأيديولوجيا في الجزائر، تشترك في مجموعة من المبادئ والقِيَم وعدد من المطالب السياسية التوافقية وتمثّل أساسًا جمهوريًا مكتسبًا بشكل جماعي مفيدًا لبناء جزائر الغد.
https://hoggar.org/wp-content/uploads/2021/01/Depolarisation_Ar.pdf