تعلمنا الكثير من عمليات الانقلاب على الشرعية، أثناء الثورة التحريرية، قبلها وبعدها! وما حدث قبل جويلية 1962 كان جزءا من ذلك، وما حدث بعد ذلك ب 30 سنة (1992) أكد بما فيه الكفاية سرقة الثورة، ودل على قيمة ما حملته شهادة من أجل المليون شهيد التي حملتها رسالة مالك بن نبي إلى الشعب الجزائري -فيفري 1962 -! والطريقة التي حكم بها بوتفليقة البلاد خلال أربع عُهدات أجابت على كثير من الأسئلة الغامضة، سواء وفاة هواري بومدين أو قاصدي مرباح أو عبد القادر حشاني أو محمد بوضياف، وحتى وفاة قايد صالح! وفي كل مرة الخاسر هو الجزائر.
*من يحكم الجزائر؟
استطاعت فرنسا أن تتلاعب بمصير الجزائريين من خلال إحكام السيطرة على جهاز المخابرات الذي لعب في هندسة مفاصله العربي بلخير وجماعته من بعد تصفية قاصدي مرباح واستغلال سذاجة بعض الإسلاميين وأطماع بعض (الوطنيين) من قبيل البرجوازيين الجدد! الأمر الذي ساهم في المساعدة بعد ذلك على تمييع وتعويم كل نظام ومنظومة بهدف ضرب توازن المجتمع واستهداف قواعده الصلبة من الأسرة حتى الجامعة!
*حراك الجزائريين !
جاء حراك الشعب مفاجئا بكل المقاييس، مَنْ منكم لا يذكر خطابات رئيس الحكومة أويحيى حينما استبعد ثورة الجزائريين في حكم التعويل على آثار العشرية الدموية وأحداث مصر وسوريا؟ وأهم ما في المفاجأة هو درس السلمية الذي أبهر وأسكت وأخاف! نعم هو كذلك على خط التحرير، على خط الوفاء لرسالة المليون شهيد والوفاء لشهادة بن نبي من أجل الشعب الشاهد، لأن مالك حينما قدم شهادته في فيفري 1962 أرادها أن تتحول إلى شهادة شعب في وعي كل الجزائريين، وهو الذي حدث فعلا في 22 فيفري 2019 !
*أحداث القبائل !
من خطط وأعطى الأوامر لحرق غابات خنشلة، تبسة، تيزي وزو، وبجاية، كان يريد استهداف الجزائريين في سلميتهم وبالتالي في وحدتهم، ولا أدل على ذلك من قوة اللهيب الذي أصاب منطقة القبائل في لمح البصر، وضحاياه من مدنيين وعسكريين، ومكيدة حرق أحد المواطنين المنحدر من عين الدفلة!
*ما سر برودة الاتحاد الأوربي ؟
ما يلخص البرودة هو برودة الدبلوماسية الجزائرية برئاسة لعمامرة، واستجابة الاتحاد من خلال تأجير طائرتين قدمتا للجزائر بعد أن أنت النيران الملتهبة على أكثر من 100.000 هكتار من ثروة الجزائريين! أما فرنسا العضو الرئيسي في الاتحاد الأوربي فأرادت التغطية على الفضيحة من خلال وعدها بإرسال ثلاث طائرات، لكن بعد ماذا؟
*الرد الحاسم
لن يكون الرد من قبل الشعب الجزائري إلا ردا حضاريا، يبطل أفعال السحرة والكهنة، وفي مستوى رسالة المليون شهيد من أجل إبطال كل خطط الصوملة التي لا تفيد ولا تخدم سوى فرنسا الاحتلال الغاصب وأذنابها المجرمين، السلمية هي طريقنا إلى التغيير الجذري واستعادة سيادتنا كاملة غير منقوصة.