تمثل زيارة البابا فرنسيس لمصر، والتي استغرقت سبع وعشرون ساعة، نقطة فارقة في مسار الأحداث المقررة لاقتلاع الإسلام والمسلمين.. وهنا لا بد من وقفة اذكّر فيها بعجالة بأن هذا القرار هو أحد قرارات مجمع الفاتيكان الثاني (1962ـ1965). وحينما لم يتم تنفيذه في عقد التسعينات كما حددها المجمع، لكي تبدأ الألفية الثالثة والعالم كله متنصّر، أسند مجلس الكنائس العالمي في يناير 2001 بهذه المهمة الى الولايات الأمريكية، وحدد لها مهلة عشر سنوات للقضاء على “محور الشر”، الذي هو الإسلام في نظرهم.. وفي 11/9/2001 قامت تلك الولايات الأمريكية ببداية حرب اقتلاع الإسلام بتفجيرات إجرامية ثبت منذ اللحظات الأولي أنها صناعة محلية مغرضة، بدأت تحت مسمي رسمي من بوش الابن، بأنها “حرب صليبية علي الإسلام”..
وتواصلت الأحداث المعروفة ليتم فعلا اقتلاع ملايين المسلمين وتدمير بلدانهم، بدأً بأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا، وتتوقف لفترة عند مصر، لسبب واحد فقط: لإعادة ترتيب الأوراق حماية لمسيحيها، لأن مصر أصبحت تضم أكبر تجمع مسيحي في الشرق الأوسط حاليا، بعد ان فر مسيحيو البلدان التي هاجموها ودمروا كيانها وتناثروا شرقا وغربا.. وضياع هذه المجموعة من مصر، بالأسلحة التدميرية التي يستخدمونها، “سيمحو أثر المسيحية من هذه المنطقة” على حد قول البابا فرانسيس أكثر من مرة.. لذلك تم ترتيب هذه الزيارة.
وأبدأ بالإشارة الى عنوان مقال صدر بجريدة “لا كروا” الفاتيكانية في أول مايو2017، لأنه يلخص التقنية التي يتحدث بها البابا الچزويتي بوجهيه، والتي سادت كل خطبه في هذه الرحلة الخاطفة المشحونة بالوعد والوعيد.. إذ يقول الكاتب في العنوان: “ان البابا يجيد قول الأشياء بحيث لا يجرح سامعيه، لكنه يقولها”.. وذلك إشارة الى البابا السابق بنديكت 16 وسبه الرسول عليه الصلاة والسلام، بكل قحة وجبروت، في محاضرته بمدينة راتسبون سنة 2006.. فعلى سبيل المثال لم يذكر البابا فرنسيس كلمة الإسلام أو القرآن، ولا حتى حينما تحدث عن الرسالات التوحيدية الثلاث، وإنما استخدم عبارة المنتمون لإبراهام، أو كلمة الدين. وفيما يلي مقتطفات من الخطاب الذي وجهه للسيد الرئيس والمسؤولين وبعض كبار الزوار، فهو يتضمن قرارات حاسمة، محددة، فرض علينا فيها برنامجا شديد الوضوح لاقتلاع الإسلام، لا من مصر وحدها وإنما من الشرق الأوسط كله:
“أستند الى ذلك العنف الأعمى والا إنساني الذي تسببه عدة عوامل مختلفة: التطلع القاصر للسلطة، تجارة السلاح، مشاكل اجتماعية جسيمة، والتطرف الديني الذي يستخدم اسم الله لتنفيذ مذابح وظلم غير مسبوقين (…) لا يمكن بناء حضارة دون ان نلقي بكل أيديولوجيات الشر والعنف وكل تفسير متطرف يزعم إلغاء الآخر وإبادة التعددية بالتلاعب وإهانة اسم الله (…) فالإله الحقيقي يدعو الى الحب المطلق بين أبنائه، مؤمنون وغير مؤمنين (…) علينا تفكيك الأفكار الداعية للقتل والأيديولوجيات المتطرفة، بالتأكيد على عدم توافقها بين الإيمان الحقيقي والعنف، بين الله وأعمال الموت (…) إن مصر مطالبة بإدانة وهزيمة كل عنف وكل إرهاب، انها مطالبة بتقديم بذور السلام لكل القلوب المتعطشة الى العيش المشترك الآمن، العمل الكريم، والتعليم الإنساني. إن مصر التي هي في نفس الوقت تبني وتحارب الإرهاب مطالبة بأن تثبت إن الدين لله والوطن للجميع، على حد قول شعار ثورة 23 يوليو 1952”.
وإن تدبرنا الخطاب لوجدنا أنه عبارة عن برنامج عمل أو مهمة رسمية أسندها لمستمعيه، لاقتلاع التطرف الديني من الإسلام، ووقف القتل باسم الله، “فالإله الحقيقي” (الذي هو المسيح في جميع نصوص الفاتيكان) يدعو أبنائه “مؤمنون وغير مؤمنين” (أي مسيحيون ومسلمين، فنحن الكفرة، في نظر ذلك الكيان، الذي صاغ بيديه كافة نصوصه وعقائده عبر المجامع على مر العصور). كما حمّل هذا الحضور المميز مهمة تفكيك القرآن ونزع “الأيديولوجيات المتطرفة” وأي تفسير متطرف، وتأكيده (أي ان تؤكد هذه السلطات) ان هذه الأيديولوجيات لا تتوافق والإيمان الحقيقي، وأن تقوم بفصل الدين عن الدولة، أي أن تحرّف القرآن بأيديها، وباقي الفقرة شديد الوضوح.. فالدين لله والوطن للجميع.
وقبيل نهاية خطابه هذا، وجه مباركة عامة قائلا: “سلام لهذا البلد الحبيب! سلام لكل هذه المنطقة، وخاصة لفلسطين، ولإسرائيل، لسوريا واليمن والعراق وجنوب السودان؛ سلام لكل رجال النوايا الحسنة”.. وبعد أن أعرب عن توجيه “سلام عطوف وحضن أبوي لكل المصريين”، وجّه تحية خاصة الى الأبناء والإخوة الذين يعيشون في هذا البلد: القبط الأرثوذكس، اليونان البيزنطيين، الأرمن الأرثوذكس، البروتستانت، والكاثوليك، قائلا: “ليبارككم القديس مرقس مبشر هذه الأرض. ليحميكم ويساعدنا على تشييد وإقامة الوحدة التي كم يتمناها ربنا” (يوحنا 17: 20ـ23)..
وهذه الخاتمة المليئة بالألغام الواضحة، تكشف عن الوجه الآخر لبابا السلام، الذي تؤكده تلك الصورة التي نشروها له واتهموه، في بلده، بما يقوم به من جبروت وازدواجية في إدارة كنيسته.. فأن يبدأ بتعميم السلام، ثم تخصيص فلسطين تحديدا بالسلام، وهو أفضل من يعلم ان الفاتيكان، الذي يترأسه، هو اول من مهد الطريق ورسخ وجود الصهاينة في فلسطين، وذلك “بتبرأة اليهود من دم المسيح في مجمع الفاتيكان الثاني”.. فبعد أن ظلت الكنيسة تردد لأكثر من ألفي عام “أنهم قتلة الرب”، وتلعنهم في القداس وتطلب من الرب ان “يهديهم للإيمان”، أي للمسيحية، اكتشفوا فجأة أنهم “أبرياء”، بل وليسوا بحاجة الى الإيمان المسيحي “فهم الإخوة الأكبر والذين سبقوا في الإيمان”، بل والإعلان صراحة بكل خسة وجبروت عن إن “أمن الصهاينة من أمن الفاتيكان”، هو فضيحة بكل المقاييس. إذ ان ذلك كله هو أكبر دليل على ان عقائد المسيحية تتغير وتتبدل منذ بداية صياغتها إلى اليوم، وفقا للأهواء والأغراض السياسية.
وأن يقوم الفاتيكان بتخصيص سفارة لفلسطين بجوار مبناه في 14/5/2015، وهو أول من يعلم انه لم يعد تقريبا لفلسطين أي وجود، بعد ان تمكن الصهاينة من الاستيلاء على 97 % من ارض فلسطين، والعمل على إبادة البقية الباقية من الفلسطينيين المقيمون في سجن مكشوف، يدعي “غزة”، ومواصلة إنشاء المستوطنات، لهو تحدٍ صارخ لا في حق الفلسطينيين وحدهم ولكن تحدٍ للعالم أجمع، وفضيحة للذين اختاروا موقف المشاهدة أو التواطؤ جهلا أو عن عمد بدلا من الدفاع عن الحق.. والغريب ان “داعش” الذي ابتدعوه في الغرب، وقد اعترف كبار المسئولين الأمريكيين بذلك، لم يقترب من الكيان الصهيوني مطلقا..
وعودة إلى دعاء البابا في ختام خطابه للسيد الرئيس وجمهور كبار المسؤولين والمدعوين، فقد توجه إلى أبنائه وإخوته المسيحيين بعد تحديد عقائدهم المختلفة، طالبا من القديس مرقس، “مبشر هذه الأرض”، ان يحميهم ويساعدهم جميعا، بما فيهم البابا طبعا، وكتب رابط الاستشهاد بالإنجيل. وهنا لا بد من توضيح أنه ما من أحد سيجرى لمطالعة نص الآيات التي استشهد بها للتأكيد على “تشييد وإقامة الوحدة” بين الكنائس، وهو ما يُخرجها قطعا عن عقائدها. فالاستشهاد المتعمد بالقديس مرقس هو اختيار انتقائي مغرض ليثبت إن مصر كانت مسيحية من أيام السيد المسيح الذى لا يعرف شيئا عن المسيحية، فقد كان يهوديا اُرسل للعودة بخراف بيت إسرائيل الضالة إلى التوحيد.. لأن نفس الأناجيل تؤكد أن مرقس لم يحضر الى مصر: والإنجيل المعروف بإنجيل مرقس لم يُسند اليه الا في أواخر القرن الثاني بأمر من الأسقف بابياس. كما ان بعض الكنائس الشرقية تقول إن بطرس ومرقس كانا في مدينة بابل (العراق حاليا)، أي أن مرقس لم يحضر إلى مصر. من ناحية أخرى، وفقا للأناجيل، أنه لم يتم اختياره من قِبل الروح القدس، ولم تنتدبه كنيسة إنطاكيا مثل برنابا وبولس (اع 13: 2ـ 4). وهذه الجزئية دليل آخر على الخطوات الانتقائية وفقا للأهواء في هذه العقيدة.
وإنهاء خطابه هذا بعبارة “مبارك شعبي مصر”(إشعياء 19: 25) المبتورة من جملة واحدة، دليل على نواياه، فهذا الجزء من الإصحاح يشرح انهزام مصر امام إسرائيل وإقامة عبادة يهوه بها.. وهو ما يحاول أن يقيمه البابا فرانسيس بغرس المسيحية بدلا عن اليهودية التي لم تسُد لحظة في مصر.
ومن أقواله في الأزهر
* معا، لنقل بقوة ووضوح أنه لا مكان لكل أشكال العنف والانتقام والكراهية التي تتم باسم الدين أو باسم الله..
* ضرورة التربية على الانفتاح المحترم والحوار الصادق مع الآخر، مع الاعتراف بحقوقه وحرياته الأساسية خاصة حرية العقيدة، وهو ما يمثل أفضل الطرق لنبني المستقبل معا.. (وحرية العقيدة تعني لديهم تغيير الدين)
* فالبديل الوحيد لحضارة الالتقاء هي وحشية المواجهة! (وهذا التهديد يغنى عن الشرح)
ومن أقواله لمختلف المسيحيين
“لا تخشوا شيئا”.. وهي عبارة قالها من قبل يوحنا بولس الثاني، وبنديكت 16، وهم يرسلون اتباعهم لتبشير المسلمين وتنصير العالم.. وها هو فرانسيس يبدأ بها توجيه رعاياه:
* لا تخشوا شيئا.. لا تخشوا المواقف الصعبة التي يجب على بعضكم ان يتكبدها. نحن نبجل الصليب، أداة خلاصنا. ومن يهرب من الصليب يهرب من الخلاص.. (علما بأن الأناجيل تقول أنهم علقوه علي خشبة فالصليب لم يكن موجودا آنذاك)..
* أنني سعيد ان أكون بينكم في هذا المكان الذي يتم فيه إعداد القساوسة الذين يمثلون قلب الكنيسة الكاثوليكية في مصر. انني سعيد أن أحيّي فيكم قساوسة واتباع قطيع الكاثوليكية الصغير بمصر، و”الخميرة” التي يعدها الرب لهذه الأرض المباركة، حتى يكبر ملكوته ويزداد بالتعاون مع اخوتنا الأرثوذكس..
* كونوا قوة إيجابية، كونوا نور وملح هذا المجتمع، كونوا القاطرة التي تسحب القطار الى الأمام، صوبا الى الهدف، كونوا من يبذر الأمل..
* لقد ساهمت مصر في إثراء الكنيسة بنظام الرهبنة (…) كونوا النور والملح من أجل خلاصكم ومن أجل الآخرين، مؤمنون وغير مؤمنين..
* نحن نعيش تحت شمس إله واحد (…) ليشفع لنا القديس فرنسيس الأسيزي الذي جاء مصر منذ ثمانية قرون للقاء السلطان الكامل.. (لكنه لم يقل انه اتى لتنصيره !)
* ان الله يؤكد ان طريق المحبة مفتوح لكل البشر وان الجهد الذي يهدف الى إقامة أخوة عالمية ليس هباء..
* لتحميكم العائلة المقدسة وتبارككم جميعا في بلدكم وكل سكانها..
وهذه الزيارة الرسولية التبشيرية وكافة أنشطتها في مصر تمت بالشراكة بين الموقع الكاثوليكي ومنظمة “عملية الشرق”، تلك المنظمة المكلفة بتنصير الشرق الأوسط، وفرعها الرئيسي في باريس.. والتي تم تسميتها على غرار “مسألة الشرق” التي اقتلعوا تحت اسمها الخلافة العثمانية من تركيا وإلغاء اللغة العربية، لغة القرآن..
الزيارة وما بعدها
من أولى الكلمات التي قيلت عقب الزيارة ندرك المعنى المؤكد لهذه الزيارة :
1 ـ راديو الفاتيكان 28.4.2017
أذاع راديو الفاتيكان قائلا: “في يوم الجمعة 28.4.2017 في القاهرة، البابا يدين نهائيا وبلا رجعة، دون أن يذكر الأسماء، منظمة الدولة الإسلامية وكل المنظمات الإرهابية المنتمية للإسلام”.. ثم أضاف: “إن مصر مطالبة بإنقاذ هذه المنطقة الحبيبة من مجاعة الحب ومجاعة الأخوة، انها مطالبة بهزيمة كل أشكال العنف وكل أشكال الإرهاب ؛ أنها مطالبة بأن تعطي بذرة السلام لكل القلوب المتطلعة للتعايش السلمي، والعمل الكريم، والتعليم الإنساني”..
2ـفي الطائرة، في طريق العودة
ردا على الأسئلة التي توجه اليه في طريق العودة من أى بلد يزورها، قال البابا، بعد أن أوضح انه التقي على انفراد بأربعة أشخاص: رئيس الجمهورية، شيخ الأزهر، البطريرك تواضرس، البطريرك إبراهيم، وأنه لن يتحدث عما دار بينهم وسيظل سرا. ثم أضاف :
* فيما يتعلق برچيني فأنا مهتم، ومع الكرسي الرسولي اهتممنا لأن أهله طلبوا مني ذلك. وقد تحرك الكرسي الرسولي ولن أقول كيف ولا أين كرسنا جهودنا..
* بالنسبة لتواضرس فلي ارتباط خاص به، انه رجل رباني، وسوف يجعل الكنيسة تتقدم وسيجعل قضية الرب تتقدم. أنه يتمتع بحماس تبشيري كبير. لو أذنتي لي (فالسؤال موجه من سيدة)، أقول: انه واحد من أكثر المتزمتين.. في محاولة إيجاد تاريخ ثابت لعيد الفصح، وفي الواقع انا أيضا. فهو يكرر: لنكافح.. أنه رجل رباني، حينما كان أسقفا كان يطعم المعوقين، لقد تم ارساله إلى إبراشية بها خمس كنائس، تركها وعددها 25 كنيسة، ولا اذكر كم عدد العائلات المسيحية التي تركها ذات حماس تبشيري..
3 ـ حوار له مغزاه
وفي حوار له مغزاه، مع سليمان شفيق، صحفي وباحث واستشاري لمؤسسة “العدل والسلام” التابعة للمجلس البابوي، قال: “انني أتساءل إن كان كل الناس مدركين تماما للإشارة التي يبعثها لنا البابا فرنسيس. إنها بداية تغيير هام، والمعترضون على هذه الزيارة لم يخطئوا وهم يحاولون منعها. فرئيس الدولة يحلم بفاتيكان إثنين إسلامي، لكنه لا يمتلك الوسيلة. ولقد رأينا تأثير البابا والديبلوماسية الفاتيكانية في أمريكا اللاتينية وفي أمريكا الشمالية. إن المسيحيين والكاثوليك يمثلون قوة هامة في العالم العربي. وبفضلهم يمكن أن نأمل تغيير النظرة السلبية على مصر مثلما تغيرت في بلدان أخري”.
خلاصة الرحلة
لقد أتى البابا فرانسيس، وغادر بوجهيه.. أتى لتشجيع المسيحيين بكل فرقهم وحثهم على ألا يخافوا من مواصلة تنصير البلد شكلا وتنصير المسلمين ؛ أتى ليؤكد ان مصر كنت مسيحية منذ بداية نشأة المسيحية ؛ وان القديس مرقس هو الذي تولى مهمة تنصيرها ؛ وان العائلة المقدسة زارتها والمسيح طفلا ؛ وان القديس فرانسيس الأسيزي قد زار مصر، لكنه أغفل اضافة انه قد زارها أيام احدى الحروب الصليبية ليلتقي بالمالك الكامل لتنصيره.. وكلها مغالطات تاريخية نسجت وفقا للأهواء، فلا سند تاريخي لها وإنما يقال عنها “وفقا للتراث”!
غادر البابا فرنسيس بوجهيه، تاركا خلفه موار يعلم الله مداه وما سوف يؤدي اليه.. فهو من ناحية يعمل على توحيد الكنائس وإخراج كل كنيسة بأتباعها من إيمانها ومحو عقائدها في رحاب الكاثوليكية، وطالبهم جميعا بمواصلة التصدي للإسلام وألا يخافوا فالفاتيكان حاميهم ؛ كما طالب المسلمين قيادة وشعبا، التصدي للإرهاب في الإسلام، وتغيير القرآن، وتعديل تعاليمه، وخاصة السماح بتغيير الديانة وتسهيل عملية تنصير المسلمين..
همسة عتاب لمن صمم الديكور
همسة عتاب لا بد منها للسيد مهندس الديكور الذي صمم ديكور قاعة فندق الماسة، فقد صمم شعارا مرير المعنى بضم العلم المصري لعلم الفاتيكان.. وذلك لا يحدث في المجال الديبلوماسي إلا إذا كانت سياسة الدولتين متطابقتين. فنحن دولة إسلامية والفاتيكان دولة تنصيرية لا تخفي توجهها المعلن في قرار “تنصير العالم”..
كلمة الى البابا فرنسيس الأسيزي
يا سيادة الحبر الأعظم، يا من تضافرت جهودك لتنفيذ قرارات مجمع الفاتيكان الثاني، بكل ما شابه من اطاحة لما كنتم تطلقون عليها “ثوابت المسيحية”، توطئة لتنفيذ برنامج النظام العالمي الجديد: لقد أخطأت وضللت الطريق، يا من تحارب “الإرهاب”: فلقد كان الأصح والأصوب ان تكون زيارتك للولايات المتحدة، صانعة الإرهاب، وليس الى مصر.. لقد اعترف حكامها بأنهم هم الذين صنعوا ما أطلقوا عليه داعش وشركائه، وهم الذين درّبوا أتباعها.. وتكفي نظرة خاطفة لعتادهم وثيابهم لندرك انها خارجة لتوها من المصانع.. بل كان الأكرم ان تبدأ بحذف كل ما يتضمنه الكتاب المقدس من عنف وإرهاب حقيقي، فلا يخلو إصحاح مما تقشعر له الأبدان. وتكفي الإشارة هنا الى ما ورد في انجيل لوقا على لسان السيد المسيح: “أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدّامي” (19: 27).. ويا اله من محبة !
لقد تضافرت جهود الغرب المسيحي المتعصب لتكوين وإعداد وتمويل هذه الفرق المغيّبة، والمبرمجة لاقتلاع الإسلام، الذي يقف في وجه برامجكم كالسد المنيع. لقد تناسيت يا سيادة الحبر الأعظم، ان الدين عند الله هو التوحيد به سبحانه وتعالى. وقد أرسل سيدنا إبراهيم، الذي استشهدت به، لتبليغ رسالة التوحيد لبني إسرائيل، فحادوا عنها وعادوا للعجل وقتل الأنبياء بغير حق، فأرسل المولى عز وجل عيسى بن مريم للعودة ببني إسرائيل الذين ضلوا لرسالة التوحيد وليس لتنصير العالم.. فحدتم عنها أنتم بتأليه السيد المسيح في مجمع نيقية سنة 325، واشركتم بالله بتأليف الثالوث وفرضه في مجمع خلقيدونيا الأول سنة 381. بل كل عقائدكم تم نسجها عبر المجامع على مر التاريخ لأن السيد المسيح لم يكتب شيئا. وواصلتم التعديل والتبديل، فأرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام برسالة التوحيد الحق.
لقد حرّفتم التاريخ ودبرتم الاعتداءات، فما من كنيسة تضرب إلا بالاتفاق.. بدأتم حربكم على الإسلام منذ بداية انتشاره وحتى يومنا هذا، مختلقين كل البدع والأباطيل بل وتجنيد بعض المنفلتين من أتباعه لمحاربة الإسلام من الداخل، وهي من أخس الحيل واحقرها..
لكن، كل ذلك لا يمنع إن الدين عند الله الإسلام، فهو ثالث وآخر بلاغ للإنسانية.. ان الدين عند الله هو التوحيد به ربا للعالمين. افعلوا ما بدا لكم، فنحن مؤمنون بقوله عز وجل:
“إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (9) الحجر..
زينب عبد العزيز
9 مايو 2017