نعم، وبكل مرارة وأسف، طالعت في أكثر من ثلاثين موقعا عربيا وفرنسيا، خبرٌ أغبر الشّؤم فعلا، ما كان أي إنسان عادل، غيور علي العدل والحق، أينما كان، وأياً كان دينه وعقيدته يتصور أن يسمعه أو أن يقرأه ـ فما بالنا بالمسلم.. والخبر متعدد الصيَغ والطول والتفاصيل، لكنه يقول إجمالا: “أن المملكة السعودية بدأت في تشييد سفارة لها في تل أبيب، وهي تعد أكبر سفارة يتم إنشاؤها في إسرائيل، وأنه قد تم تعيين الوليد ابن طلال سفيرا للسعودية هناك”.
وإحقاقا للحق لا بد وأن أضيف أن هناك صيَغ تهدف إلى أن تستفز القارئ، وأخري تنشر الخبر بتفاصيل أكثر وكأنها تقدم ما يبرره، وغيرها يقدم ما يثير إشعال نار الفتنة يقينا بين المسلمين، وهو ما سأنقله حتى يقوم أصحاب الشأن بالرد عليه:
“حصريا: السعودية تبني سفارة لها في إسرائيل”
شبكة فولتير | 29 أيار (مايو) 2016
بدأت المملكة العربية السعودية بتشييد سفارة ضخمة لها في اسرائيل، وربما الأضخم في تل أبيب.
رسميا، لا تقيم الدولتان أي علاقات دبلوماسية فيما بينهما، بسبب قيام اسرائيل بطرد غالبية الشعب الفلسطيني عام 1948 (النكبة).
غير أن ميثاق كوينسي الموقع بين الرئيس روزفلت والملك عبد العزيز عام 1945، والمجدد من قبل الرئيس بوش، والملك فهد عام 2005، يأخذ بعين الاعتبار، علاوة على أمور أخرى، عدم اعتراض المملكة على وطن قومي لليهود في فلسطين (دولة اسرائيل المستقبلية).
قام الملك عبد الله بتمويل عملية “الرصاص المسكوب” الاسرائيلية على قطاع غزة عام 2008-09 نيابة عن الولايات المتحدة [1]. أدى هذا التقارب بين البلدين إلى التخلي عن “عقيدة المحيط”، التي تسعى تل ابيب من خلالها إلى توحيد لاعبين اقليميين في المنطقة (ايران، تركيا، أثيوبيا) ضد الدول العربية.
تحدث الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز عبر الفيديو أمام أعضاء مجلس أمن الخليج، في شهر نوفمبر 2013. تمكن أعضاء المجلس من طرح أسئلة على الرئيس الإسرائيلي، ليس بشكل مباشر، بل عن طريق الوسيط تيري رود لارسن [2].
يقود البلدان في الوقت الحالي حرباً مشتركة على اليمن، وذلك انطلاقا من قيادة أركان مشتركة، منشأة في دولة غير معترف بها فوق أراضي الصومال [3].
قوة الدفاع “العربي” المشترك أنتجت مفهوم حلف بغداد، الذي كان مماثلا لها من حيث قيادته عسكريا من قبل دولة لم تكن عضوا فيه (الولايات المتحدة).
يزمع الطرفان تنفيذ العديد من عمليات استخراج النفط في اليمن، وفي القرن الأفريقي [4].
عين الملك سلمان الأمير وليد بن طلال (الخامس بين أثرياء العالم بشركاته سيتي غروب، موفينبيك، وفورسيزونز)، كسفير قادم للمملكة في تل ابيب”.
إن الصمت على مثل هذه الأخبار أو الفريات يؤدي إلى بلبلة بغيضة كريهة العواقب. لذلك لا بد من تداركه والعمل على توضيحه. لكن، وأياً كان الوضع فلا يمكن إغفال أسئلة كثيرة تتزاحم تلقائيا، ومنها:
ما وجه العجلة لإقامة مثل هذه السفارة؟! خاصة وأن ذلك الكيان السرطاني لا يكف عن التسلل والتمدد والاستيلاء على الأراضي وبناء المستعمرات لفرض الأمر الواقع؟؛ لماذا لم ينتظر خادم الحرمين الشريفين أن تقوم دولة الصهاينة، المغتصِبة لأرض فلسطين، بتنفيذ قرار انسحابها الى خطوط واتفاقية 1967 أولا، وهي في حد ذاتها مليئة بالتنازلات؟! ويكفي عدم التمسك بالقدس كاملة عاصمة لفلسطين؟! لماذا لم ينتظر جلالته تطبيق قرار عودة اللاجئين الفلسطينيين؟ لماذا نسارع في تقديم التنازلات في كل مكان، في حق الإسلام أولا، من أجل ذلك الكيان الظالم الاعتداءات والذي يترك الفلسطينيين في سجن مكشوف، اسمه غزة، بعد أن هدم المباني والبنية التحتية والمستشفيات والمدارس، والتفاصيل لا حصر لها لحرب إبادة حقيقية؟!
لماذا نبادر بغلق المساجد بين الصلوات، وغلق كتاتيب أو مدارس تحفيظ القرآن، وحذف آيات الجهاد من الكتب المدرسية بدلا من شرح أسباب النزول؟! لماذا نسارع في العمل على تثبيت كيانهم والتفريط في كل صغيرة وكبيرة، لصالح كيان لا شرعية له، لا دينية ولا تاريخية ولا حتى أثرية؟ فكل اسانيدهم المزعومة ثبت يقينا أنه لا صحة لها.. والغرب المتعصب له يعلم ذلك يقينا أيضا.
وتتراص الأسئلة المريرة، خاصة حول المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين.. فلم يكتفوا بالحفر الخطير تحته ليتهدم “صدفة”، من تلقاء نفسه، عند الضرورة، بل راحوا يحتلونه ويصلون في ساحته، ولا أقول شيئا عن منع المسلمين.. فما معنى أو سبب كل هذه الهرولة وكل هذه التنازلات؟
أفهم أن يقوم الغرب الصليبي المتعصب بخشية ذلك الكيان السرطاني الظالم، وتقديم التنازلات التي لا حصر لها، والعمل على تثبيته خوفا، ومعهم كل الحق في خوفهم من أولئك الصهاينة، فما يمتلكونه من مخطوطات قمران كفيل بأن يهدم المسيحية في دقائق.. فما أن ينشروا ما لديهم من وثائق تكشف تحريف المسيحية ونقل أسسها من سيد العدالة والآسينيين حتى تنهار تماما، لكن نحن؟ نحن يا من لدينا كتاب الله، عز وجل، وكل ما به من كشف لهم وتحذيرات منهم؟
من الواضح أن هناك تفاصيل عديدة لا ندركها، ولا يسع المجال للخوض فيها في مثل هذا الحيّز، لكن كل ما يمكنني قوله هو: رجاء ومناشدة خادم الحرمين الشريفين أن يوقف إنشاء تلك السفارة، مجرد إيقاف فوري، إلى أن يقوم الصهاينة بكل ما هو مطلوب أولا، فهم قوم خداع وانتزاع، ولا أمان لهم على الإطلاق. كما يجب ضمان عودة اللاجئين، دفع كافة التعويضات للفلسطينيين عن كل ما تكبدوه وكل ما خسروه وكل ما انتزعه الصهاينة من ثروات وموارد طبيعية، وعن تلك الأرض التي استحوذوا عليها ظلما وعدوانا لإقامة ذلك الكيان الصهيوني المدعو “إسرائيل”..
مجرد رجاء يا خادم الحرمين حفاظا على الإسلام والمسلمين..
زينب عبد العزيز
5 يونيو 2016
وفيما يلي بعض الروابط :
http://www.voltairenet.org/article192002.html
http://www.alalam.ir/news/1823317
http://arabic.sputniknews.com/arab_world/20160428/1018546721.html
http://alwafd.org/عالمـي/1153189-شرط-السعودية-لافتتاح-سفارة-لها-في-إسرائيل
http://www.agoravox.fr/tribune-libre/article/une-ambassade-saoudienne-a-tel-181575
http://www.i24news.tv/fr/actu/international/moyen-orient/111137-160426-arabie-ouverture-d-une-ambassade-en-israel-si-l-initiative-arabe-est-acceptee
http://www.egaliteetreconciliation.fr/L-Arabie-saoudite-a-debute-la-construction-d-une-gigantesque-ambassade-en-Israel-39639.html
http://www.lepoint.fr/monde/israel-et-arabie-saoudite-les-discussions-secretes-12-06-2015-1936005_24.php