السياسة شيء والزيت شيء آخر، غير أنهما التقيا بحكم السياسة وجمعتهما المصلحة في هذا الشأن
الحديث اليوم هو عن صنف من الناس في مواطن عديدة، ولعل بلدنا الجريح الجزائر غير خارج على هذه القاعدة، وربما قد يكون مرجعا لهذه الحالات الزيتية في هذا العقد.
أناس يلقبون بألقاب عديدة، يحبون الجاه والسلطان والمال، ولا يستطيعون مفارقته، يشبهون الزيت عندما يوضع على سطح الماء، وكلما أردت أ ن تُخلطَه بقي دائما في الأعلى وكلما أصررت على إنزاله ثانية وثالثة، كيفما شئت، أصرّ بعناد منقطع النظير، أن يبقى على السطح.
هذه العملية أو التجربة تشبه إلى حد بعيد ما أصبح يطلق عليه بالمجتمع المدني، والحقيقة أنهم جحافل من الجمعيات والمنظمات ذات النشأة الاستخباراتية، تُسبح بحمد السلطة قدر المهمات التي تعطى لها، وترتقي سلّما وفق رغباتها .
مع الرئيس هُمْ، مع الملك، بل ومع المحافظ والشرطي، لهم ثقافة بعينها، فاحذر هذه الثقافة حتى لا تصبح منهم، كلّما ذهبت حكومة وجاءت أخرى، لعنوا الأولى فهم مع الجديد فقط لا يقبلون القديم، فهو لا يتماشى مع الموضة حسب أهدافهم، إلا إذا أصبح متجددا مع السلطة.
لسان حالهم مثل ما شرحنا بالنسبة للزيت مع الماء، ولأنهم لا يؤمنون بالتنافس الشريف ولا هو في ثقافتهم التي عرّفنا من قبل، فهم لا يعرفون الانهزام ولا يوجد في قواميسهم فكل الانتخابات هم من سيفوز فمع الواقف هم أولا وثانيا وإلى أبد الآبدين.
نورالدين خبابه
23 أكتوبر 2008