الكاتب: محمد الأحمري

كلفنا بأخبار الثورة الإيرانية في سنواتها الأولى وكنا كبقية شباب المنطقة نتقد لمعرفة أخبارها على البعد، فألذ طعوم الحياة للشباب ما كان ثورة واحتجاجا، فلم نر الثورة إلا كهولا، نشهدها اليوم وقد عجزت وسُدّت عليها الطرق، وأصبحت بأمس الحاجة إلى ثورة. فقد انطلقت وأنا في السنة الأولى في الجامعة، وكنا كثيرا ما نتخلص من الدرس ونجرّ الأستاذ للحديث عما يحدث، كنا في قسم التاريخ يحاضرنا الدكتور رشيد الناضوري متخصص في التاريخ القديم، أستاذا زائرا ويتحدث عن الحضارة ـ الإخمينية ـ ثم يقلب الحديث إلى الخميني، ليرضي أمزجتنا المتوثبة لمعرفة ما يدور، وكانت عواصف الثورة تهز العالم، فأنى لنا أن نصبر…

المزيد

هناك مظاهر نكوص عن السعي لتحقيق المكاسب المدنية، تتضمن نكوصا عن النهج الذي تحقق في مجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة. فما نشر في الآونة الأخيرة من خطابات عدة تحمل روح نكوص حقيقي عن نهج المدينة المتحقق في بدء الإسلام، وتخليا عن المكاسب المدنية المعاصرة. بعضها ممن هرب موليا وجهه للغرب ليتشبع بمعايشة المدنية الغربية أو ليهرب من البداوة السياسية، ثم يستغرق في هجاء ما ذهب له، فالتمدن اليوم هم الجميع، على خلاف في نوعه، فحتى الحكومات المتخلفة ترسل المبتعثين راجية أن يرجعوا ببعض التغرب أو التمدين، وما غاية التمدين إن لم تكن حرية وديمقراطية وعلما!

المزيد

شجعني مدير التحرير [مجلة المعرفة] الأستاذ خالد الباتلي على كتابة قصتي مع الفشل في عشر قضايا، والحقيقة أنه لما عرض علي فكرة المقال استغربت أول الأمر وفكرت في رفض الفكرة، فكيف تجرّأ أن يطرح موضوع الفشل على من يتخيل أنه في عداد الناجحين، إن لم ير نفسه من أنجحهم! ولما شرح لي الفكرة، وخفّف وقعها وأن مشاهير من قبلي كتبوا بهذه الطريقة عن فشلهم ولو لم يكن إلا أن أحدهم فشل في الزواج من زوجة ثانية! وأن الوزير الفلاني والشهير العلاني كتب قائمة عدد فيها ما فشل فيه، فأقنعني ولم يضع سماعة هاتفة إلا وقد سابقته موافقا بل مرتاحا للفكرة،…

المزيد

عندما أخبرت صديقي خالد في الجزائر إني قادم بعد أيام قليلة إليها، فاهتز للزيارة قلمه، وكتب لي فرحا منتشيا في رسالته: “حياك الله فالأمة تنتظرك” فكتبت إليه: لا أريد الأمة، ولكني أريد مكتبات وأساتذة متخصصين أستفيد منهم في بعض الأبحاث التي أكتبها أو أعد لكتابتها؛ ولما وصلت مطار هواري بومدين وجدت الأمة وحشود المستقبلين لأهلهم وأصدقائهم، ولم أجد صاحبي فضلا عن أي أمة تنتظرني!

المزيد