الكاتب: عبد العزيز كحيل

لم ألتفت كثيرا إلى خبر حصول عبد الوهاب عيساوي على جائزة “بوكر” لكن شدني احتفاء الفرنكوبربريست بالرواية وثناؤهم الغريب عليها، وهم التيار المعروف بتضايقه من كل ما هو عربي فضلا عن الإسلامي، لم يلتفتوا يوما إلى تكريم أي كاتب له خلفية عربية إسلامية من الجزائريين فضلا عن غيرهم، فبحثت الأمر ووجدت السرّ: الرواية تتكلم عن “الإحتلال العثماني” للجزائر…بطل العجب، ويبطل أكثر حين نعلم أن الجائزة المتوّجة لها تمنحها دولة الإمارت في إطار مخطط محكم يهدف إلى إفساد تديّن المسلمين وتغريبهم والتشويش على ثوابتهم، جنبا إلى جنب مع الحرب المسلحة والانقلابات العسكرية التي تقف خلفها – مع أطراف الحلف العربي المتصهين –…

المزيد

المسلم صاحب عقلانية إيمانية، ليس درويشا تسيّره الخرافة وليس ماديا ملحدا يتغافل عن قضاء الله تعالى وقدره. هذا الكون خلقه الله وجعله يسير وفق سنن ثابتة (قوانين الطبيعة)، لا تتبدل ولا تتغيّر، وبالتالي يستطيع الناس معرفتها بالدراسة والملاحظة والتجربة، واقتضت الحكمة الإلهية أن تكون الحياة في كوكب الأرض عرضة لمنغصات تصيب الطبيعة من حين لآخر فتصيب الأحياء بشيء من المكاره، هناك الزلازل والفيضانات والبراكين والأوبئة، وهي تشبه ما يعتري الأفراد من أمراض، هذه الكوارث الطبيعية يعرف العلماء المختصون أسبابها وحركتها، ويحاولون بناء على ذلك التنبؤ بها والوقاية منها وحسن التصرف معها إذا وقعت، هناك إذًا تفسير علمي لكلّ ظاهرة طبيعية…

المزيد

العلمانية العربية منهج فكري لتغيير الحياة، ليست حيادية تجاه الدين إنما هي حرب على الإسلام، إنها غواية في شكل هداية، ترفض الإسلام في منطلقاته وأهدافه وأدواته، وهي التطرف المسكوت عنه. والعلمانيون في فضائنا مسلمون لكن على طريقتهم الخاصة. بداية القضية أنهم لا يأخذون تصوراتهم عن الله والكون والإنسان والحياة من الفكر الإسلامي ولكن من الثقافة الغربية التي يعدونها هي وحدها الثقافة والعلم والمعرفة، وبما أن الدين في الغرب ظاهرة إنسانية يقوم الناس بتطويعها والتصرف فيها فهم لا يتناولون الإسلام إلا من هذا المنظور أي يقيسونه على المسيحية ويريدون له أن يتطور كما تطورت لينتهي إلى “العلمنة” و “الأنسنة”، لهذا نجدهم…

المزيد

هذه الأيام التي نمرّ بها في الجزائر عصيبة حقا تحتاج إلى التوفيق الإلهي وعزائم الرجال الأفذاذ، لنا فيها وقفات وشذرات نرجو أن تسهم شيئا ما في إنقاذ الوضع. · يا إلهي ما هذا الانحطاط الأخلاقي بسبب الاختلاف؟ لم أكن أتصور أن الاختلاف سيصل ببعض الناس إلى هذا المستوى الهابط جدا من الإسفاف والأخلاق الذميمة، ويبلغ أسفي مداه حين يكون ذلك شأن من كنت أظن أنهم أصحاب دين وخُلق، بدأ الأمر بتخوين المخالف وشيطنته ثم انحدر إلى الكلام الفاحش والصور الخادشة للحياء والأسلوب القبيح، فضلا عن سوء الظن والسخرية والافتراء… و أعرف – مع كل أسف – أساتذة ومثقفين نزلوا إلى هذا…

المزيد

كانت لي مساهمة متواضعة في الحراك الشعبي المتحضر الراقي منذ انطلاقه والذي نأمل أن يحدث نقلة بعيدة في الحياة السياسية الجزائرية ترفع المجتمع إلى مصاف الأمم الديمقراطية المستمتعة. الاستقرار والازدهار. كنت طيلة شهور أجتهد في الابتعاد عن الغوغائية والشعبوية والنخبوية في آن واحد، لم يكن همي توزيع صكوك الغفران ولا إصدار مراسيم الحرمان لأية جهة، ألزمت نفسي تجنب لغة التصعيد فضلا عن التخوين والشيطنة رغم أن كل هذا كان البضاعة الأكثر رواجا في المسيرات والتعليقات والكتابات مع الأسف، لم أقدس هيئة من الهيئات ولم أعطها صكا على بياض رغم الدعوات الملحّة والحملات الكثيفة، في نفس الوقت ابتعدت كل البعد عن محاكمة النيات،…

المزيد

كانت لي مساهمة متواضعة في الحراك الشعبي المتحضر الراقي منذ انطلاقه والذي نأمل أن يحدث نقلة بعيدة في الحياة السياسية الجزائرية ترفع المجتمع إلى مصاف الأمم الديمقراطية المستمتعة بالاستقرار والازدهار. كنت طيلة شهور أجتهد في الابتعاد عن الغوغائية والشعبوية والنخبوية في آن واحد، لم يكن همي توزيع صكوك الغفران ولا إصدار مراسيم الحرمان لأية جهة، ألزمت نفسي تجنب لغة التصعيد فضلا عن التخوين والشيطنة رغم أن كل هذا كان البضاعة الأكثر رواجا في المسيرات والتعليقات والكتابات مع الأسف، لم أقدس هيئة من الهيئات ولم أعطها صكا على بياض رغم الدعوات الملحّة والحملات الكثيفة، في نفس الوقت ابتعدت كل البعد عن محاكمة النيات،…

المزيد

منذ انطلاق الحراك تحققت أشياء لم نكن نحلم بها، أهمّها كسر جدار الخوف واستعادة هامش كبير من الحرية للشعب وذهاب رؤوس العصابة، فمن كان يتصوّر هؤلاء الأباطرة قابعين في السجن أو هاربين في الخارج؟ أجل بقيت أذنابهم في الدولة العميقة ودواليب السلطة علينا أن نقطعها لننطلق معتمدين على الله إلى إقامة الجمهورية الثانية المؤسسة على الشرعية الشعبية وحدها. ستجري الانتخابات في أجلها، والمساعي ما زالت حثيثة لاختيار مرشح أو أكثر للأغلبية من طرف الفاعلين في المعارضة من أحزاب لها مصداقية وجمعيات كبيرة وشخصيات قوية، لكن المشكلة مع أولئك يشتكون من الفساد والظلم والحقرة ثم يوقعون الاستمارات لتبون وميهوبي وأمثالهما بسخاء كبير…

المزيد

لا أقول إنها بديل عن الأحزاب أو الجمعيات الأخرى لكن أؤكد أنها أفضل وعاء لكل إسلامي ووطني غيور على دينه ولغته وبلده وأمّته في هذا الزمن الذي تكالب فيه أعداء الهوية وزادت هجمة التغريب وقلّ النصير. للجمعية رصيد تاريخي لا ينكره أحد وهي تكاد تتحرك الآن في نفس الظروف التي نشأت فيها… أجل، خرج الاحتلال الفرنسي لكن بقيت أطروحاته وبقي من يتبناها ويروّجها ويستميت في التمكين لها، فكانت هذه الخطة الجهنمية التي تستهدف تجفيف منابع التديّن وقطع صلة النشء بهويته وصدّ المجتمع عن ثوابته، فمن لهذا الطوفان الجارف؟ للأحزاب حساباتها السياسية، بل هي اليوم أضعف بكثير من أن تتبنى قضايا…

المزيد

Voulez-vous devenir une vedette dans la presse francophile ? C’est facile. Prêchez la haine de l’islamisme (entendez par là l’Islam lui-même), accusez la langue arabe et les arabisants de tous les maux, fourvoyez les oulamas et prédicateurs, raillez la barbe et le hijab, faites l’apologie des crimes des éradicateurs, encensez les régimes dictatoriaux. Faites ça et vous deviendrez célèbre. Vous voulez plus ? Vous briguez la notoriété ? Vous louchez vers les plateaux de télévision français pour rejoindre Sifaoui? Ce n’est pas si difficile que ça. Méprisez le Coran, moquez vous de la Sunna, traitez Ibn Badis de premier intégriste (dixit Khalida Toumi),…

المزيد

الحلقة الأخيرة (مؤقتا): حصاد العشرية الحمراء أولا ينبغي على كل جزائري أن يدعو الله ألا يعيد علينا تلك العشرية أبدا، فقد شبعنا دماء ودموعا وخرابا، ثم أحبّ أسجل نقاطا يمكن – في تقديري – اعتبارها حصادا للتسعينيات: – تراجعت الصحوة الإسلامية تراجعا رهيبا لا يقل عن 50 سنة إلى الخلف. – خسرت الحركة الإسلامية (بمختلف فصائلها) مواقعها القوية سواء في النفوس أو في الواقع أي معنويا وماديا بسبب اشتغالها إلى الآن بالعمل السياسي – غير المجدي في ظلّ نظام علماني شمولي – وتركها لساحة العمل الدعوي التربوي الذي قامت على أساسه ومن أجله. – تراجع المشروع الإسلامي الذي كان قد بلغ مواقع متقدمة في…

المزيد

لا بدّ من إعمال النظر العميق الواعي في قضية الدولتيْن الخليجيتيْن لفهمهما. فكلاهما يرفع شعار الإسلام لكنّه ربما يسيء إليه أكثر مما يخدمه، كلٌ بطريقته. وإذا حكّمنا العقل واحتكمنا إلى معطيات الواقع وجدنا أن إيران تخدم مشروعها أفضل بكثير من السعودية، فهي لديها أجندة طائفية (القومية الفارسية) ومذهبية (الشيعة) تخدمها بكلّ ذكاء وجدّ وإخلاص، تحسن التعامل مع مختلف الفاعلين على المستوى الدولي حتى أصبحت قوة إقليمية مما سمح لها باضطهاد الأقلية العربية فيها وتهديد الأنظمة المجاورة للخليج، من جهة أخرى هي تحتضن قضايا الشيعة أينما وجدت وتنتصر لها بالحق وبالباطل، فسيطرت على العراق ولبنان وسورية وأصبح لها حضور فاعل في…

المزيد

اجتمعت فيها كلّ السلبيات والآفات الممكنة : الكثافة السكانية جراء النزوح الفوضوي ، انعدام الأمن ، الأوساخ ، الجريمة ، البطالة ، الفساد الأخلاقي ، انسداد الآفاق في المجالات الاقتصادية والاجتماعية… وكلّ مشكلة أكبر من أختها. راهن السكان على الدولة فخاب أملهم فعقدوا آمالهم على السلطات المنتخَبة فكانت خيبتُهم أكبر ، انخرطوا في العملية الانتخابية مرة بعد مرة فلم تَجنِ المدينة من ذلك أية نتيجة تُذكر بل هي تتأخر كل عهدة ولا تتقدم قليلا ولا كثيرا. ما العمل ؟ أغلب الناس نفضوا أيديهم من المجالس المنتخبة لأنهم لُدغوا من نفس الجحر أكثر من مرة ، أما آخرون من الشباب فحدث…

المزيد

وتستمر محاصرة الفكر الاسلامي المعتدل وتزداد شراسة كرافد أساسي من روافد تجفيف منابع التدين وإعاقة المشروع الاسلامي التحرري الحضاري. نخوض معركة فكرية تنويرية ضدّ التطرف الديني الذي تمثله مدرسة الرأي الواحد المتمسحة بالسلفية فيستغل ذلك العلمانيون ويؤيدوننا بكلمات حق يريدون بها عين الباطل ، فهم في نهاية المطاف ليسوا ضدّ التطرف الديني بل ضدّ الدين نفسه ، يتلقفون الشبهات والآراء الشاذة فيضخمونها ويلصقونها بالإسلام ثم يتظاهرون بحمل همّ الاسلام والأمة وقضاياها ويقترحون كبديل عن التطرف علمنة حياتنا الاجتماعية بل وعلمنة الاسلام ذاته وفق اجتهاد محمد أركون ومدرسته اللادينية ، زاعمين أن لا حلّ لنا إلا تكرار التجربة الأوربية في الانعتاق…

المزيد

من أجل إطفاء نار الفتنة احتار الرأي العام في هذا الشباب الذي لا يحسن إلا التخريب والفساد ، إذا ثار لقضية ما انتهج وسائل الإحراق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واستعمل الأسلحة البيضاء والقنابل لرشق الشرطة والمارّة ، أما أنا فلم تفاجئني هذه الظاهرة لأن لها تفسيرا علميا موضوعيا واضحا يتمثل في مقدمتين أفضتا إلى هذه النتيجة المؤسفة المتنامية في الجزائر هما : – اعتماد النظام الحاكم سياسة تجفيف منابع التديّن منذ التسعينيات وفق خطة منهجية تُبعد الناس – والشباب بصفة خاصة – عن الأحكام الشرعية والقيم والأخلاق الاسلامية وذلك عبر تغريب المدرسة والعادات والتقاليد مستعينا بالإعلام ومسخ المناهج التربوية…

المزيد

Les laïcs redoublent de férocité. Partout dans le monde arabe, forts de la présence des chars et des généraux qu’ils encensent, crachant sur les urnes qui les ont toujours rendus à leur juste proportion – c’est à dire trois fois rien- ils imposent par tous les moyens accessibles une lecture apocryphe de notre religion. Pourquoi ? Parce qu’eux seuls comprennent l’Islam ; à leur manière bien entendu. La Sunna est d’emblée exclue selon les prétextes fallacieux de leurs références majeures : les orientalistes et leurs serviteurs zélés, Arkoun en tète. Le Coran, quant à lui, est une pate à modeler…

المزيد

جامع الجزائر هو سبب المشاكل ! هذا هو موقف الأقلية العلمانية التغريبية المتنفذة منذ بدأ التفكير في إنجاز جامع الجزائر في العاصمة. وأنا مثل الأغلبية الساحقة من الجزائريين أتوجس من أية مبادرة صادرة من النظام الحاكم ولا أرتاح لها وأشكك في النوايا لأننا لا نؤمن أن خيرا يمكن أن يأتي من هناك أبدا ، لكن إذا نظرنا إلى المسألة بموضوعية وجدنا زيف النخبة اللائكية وزيغها واضحا للعيان ، فذريعتها التي صدّعت بها الرؤوس أننا في حاجة إلى مستشفيات لأن عدد المساجد كافٍ ، يا سلام ، كلام جميل …أصبحوا يهتمون بصحتنا ، فلماذا لا ينظرون إلى المليارات التي توزع بسخاء…

المزيد

كأنهم حبكوا خطة محكمة ليبغّضوا هذا البلد الطيّب لأهله ، فعلوا كل شيء ، تفننوا في إبداع طرق مستحيلة ليتضايق الناس من بلدهم ويفرّوا منه جسديا أو نفسيا ، اختصروا الجزائر في سلسلة من المخازي والمهازل كلّ واحدة أكبر من أختها، هذا البلد الذي هو موطننا ، تتعلق به الأفئدة ويحب له أبناؤه كلّ الخير ويتمنون التضحية من أجل رفعته ورقيه…لكنهم أرهقونا. هل القراء في حاجة إلى التذكير بأن ” المشعل ” الذي يعيدون به الشباب منذ الاستقلال ما زال بيد مَن نعرف جميعا في دولة أغلب سكانها شباب ؟ لا يكون أحد مؤهلا للمناصب القيادية إلا إذا اقترب من…

المزيد

قضايا الأمة الاسلامية تبحث عن إنسان متميّز في زحمة أناسي أكثرهم يضرون ولا ينفعون ، يؤخرون ولا يقدمون ، يهدمون ولا يبنون. ننظر يمنة ويسرة فنجد أنفسنا بين عدد كبير ممن يتصايحون و ينطقون باسم الله ، لكننا نبحث عن إنسان سكت والتزم الصمت خوفا من الله. إنهم يتسابقون وراء الدنيا وملذاتها وحطامها فأين الانسان الذي أقعدته الآخرة ، عرف قدرها وقدر الفانية فكان حصيفا لا يبيع الآجلة بالعاجلة ؟ ألسنا نراهم – ونحن معهم ؟ – مبتهجين فرحين مرحين لاهين بالليل والنهار ؟ قست قلوبهم وجفّت مآقيهم حين وقعوا ضحايا للنزعة المادية الطاغية ، فأين الانسان الذي يبكي من…

المزيد

يُعدّ الجزائري المتفرنس محمد أركون حلقة قويّة في سلسلة “مفكّرين” عرب و “مسلمين” معاصرين يجمعهم مشروع كبير وضعوه أو وُضع لهم يتلخّص في نقض عرى الإسلام من الداخل بزعم التجديد والاجتهاد وإعادة القراءة للوحي بطرق لا علاقة لها بأصول التفسير والفقه المعروفة في الثقافة الاسلامية، وهؤلاء عددٌ من المتشبّعين بالقيم العلمانية والأفكار التغريبية المتبرّمين من ” التزمّت” الاسلامي، يُعرَفون بالتنويريّين، من أبرز وجوههم:محمد أحمد خلف الله ونصر حامد أبو زيد وسيد القمني (مصر) محمد شحرور (سورية) هشام جعيط و عبد الوهاب المؤدّب(تونس) و محمد عابد الجابري (المغرب). محمد أركون…الإنسان من المناسب أن أُفرد كلمات لشخص محمد أركون ليتيسّر للقارئ الإحاطة…

المزيد

ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن ” عبد الرحمن بن ملجم كان كثير العناية بالقرآن الكريم ” ، دفعته ” قرآنيته ” إلى قتل الإمام علي رضي الله عنه تقربا إلى الله تعالى !فهِمْتُم الاشارة؟ هكذا تفعل الثقافة الدينية المغشوشة. إنها عائق كبير أمام عملية إصلاح الأمة ونهضتها ، فهي تشتغل بالماضي على حساب الحاضر والمستقبل ، تهدم ولا تبني ، تفرّق صفّ المسلمين ولا تجمعه ، ترتاح للظلام وتلعن النور ، تجعل أصحابها بتميّزون بقسوة القلب و إغلاق العقل وسلبية السلوك. أما إغلاق العقل المتمثل في التعصب الأعمى للرأي الواحد فهو مصيبة كبرى لأنه يجعل من التفكير تكفيرا…

المزيد

الاعتدال مشتق من العدل وهو لزوم الحق والدوران مع القسط ، ويمثلّه الوسط ، بعيدا عن الإفراط والتفريط والغلوّ والجحود ، وهو أمر صعب جدا في ميدان المشاعر والأفكار والأقوال والسلوك الفردي والاجتماعي ، ولزومه أصعب لأن الطرفين يتجاذبان صاحبه بقوة كما تعلّمنا من دروس الفيزياء ، وسنن الله ماضية في النفوس كما في الماديات. وقد عُني القرآن الكريم تصريحا وإشارة بتربية المسلمين على الاعتدال عاطفةً وتفكيرا وسلوكا ، فنصّ على أننا امةً وسط أي بعيدة في كل شؤونها عن الحديّة ، وهذا ما يؤهلها للشهادة على الأمم. ومن لطائف كتاب الله تعالى أن الشروط التي طُلبت في بقرة بني…

المزيد