صرخة ملحة لجاليتنا المسلمة في الخارج للاشتراك والتعريف بالمجلة
مصطفى محمد حابس: جينيف / سويسرا.
في سعي حثيث متواصل من جمعية العلماء المسلمين، لنشر ما يختزنه تاريخها و نوادر تضحيات رجالها ومسيرتهم الإصلاحية التربوية، والتعريف برموزهم وبمنهجهم وتراثهم، وتقديمها للقارئ والباحث الفرنكفوني عبر مختلف بلدان العالم، صدر أخيرا في ثوب قشيب – بعد طول انتظار – العدد الـ 54 من مجلة «الشاب المسلم»، بالفرنسية والإنكليزية في مجلد من 100 صفحة، وهي المجلة التي تسعى من خلالها جمعية العلماء إطلاع القارئ الكريم من غير الناطقين بالعربية على الكثير من أوعية الثقافة المفقودة أو النادرة بأسواق ومكتبات الغرب الفرنكفوني خصوصا، تنويرا لجاليتنا المسلمة عموما في أوروبا والأمريكتين.
ويصدر هذا العدد من مجلة ‘الشاب المسلم’ في الذكرى الـ 72 من صدور عددها الأول عام 1952، أي قبل اثنين وسبعين سنة خلت من عمرها – مع توقفات اضطرارية لبعض السنوات من عمرها- وقد أدّت مجلة ” الشاب المسلم” رسالتها الريادية التوعوية وقتئذ وبلغة المستعمر الغاصب في رفع مستوى الوعي لدى الشباب الجزائري الذي تعرض ولا زال للاستلاب الإيديولوجي جراء السياسة الثقافية للاستعمار الفرنسي ورواسبها، وذلك بزرع وإحياء مقومات الهوية الإسلامية والانتماء الوطني لهذا البلد الغالي المفدى، الذي سقته وديان دموع و دماء منذ أزيد من قرن من التضحيات الغالية كان ثمنها ملايين الشهداء من رجال ونساء باعوا لله أنفسهم!!.
حاجة الشباب المسلم المعاصر للرسالة الحضارية لهذه المجلة:
ويأتي هذا العدد – بعد طول انتظار كسابقيه مع كل أسف – بثوب قشيب، حيث كتب مدير تحريرها الدكتور عبد المجيد بيرم، في افتتاحية مقتضبة، قوله :”أن هذا العدد من مجلة ‘الشاب المسلم’ يصدر في الذكرى الـ 72 من عمر المجلة، وإنّ إعادة بعث المجلة من جديد واحتضانها من قِبل القُراء، يؤكِّد مدى حاجة الشباب المسلم المعاصر للرسالة الحضارية لهذه المجلة، في التوعية والتعريف بالأعلام الذين تركوا بصماتهم في الجانب العلمي والفكري، أو التذكير بالماضي المشرق من حضارتنا، أو في مناقشة القضايا المعاصرة من زوايا مختلفة، وتفسير الأحداث التي يعيشها المسلمون سواء في بلاد الغرب أو في العالم بموضوعية وانصاف.. وتغطية نشاطات علمية وثقافية وتاريخية هادفة، وكل هذا اشتمل عليه هذا العدد المميز..!!”
«الشاب المسلم» مسيرة أقلام ومحطات او إنجازات رغم الصعاب:
بعد هذه الافتتاحية كتب الشيخ الدكتور عبد الرزاق قسوم، الرئيس الأسبق للجمعية، مقالا مقتضبا بمناسبة الذكرى 72 لميلاد ” الشاب المسلم”، وهو عبارة عن تمهيد تاريخي لأهم محطات المجلة وإنجازاتها المتوالية رغم الصعاب، ليفتح المجال لمقال مطول، بذات المناسبة، لكاتب هذه السطور، عن المحطات المفصلية لمجلة الشاب المسلم، من يوم مولدها، بتاريخ يوم الجمعة 6 جوان 1952، الى يوم الناس هذا معرجا، على محطات ومعوقات المجلة، التي توقفت عن الصدور في بداية مهدها أي بعد 24 شهرا فقط من العطاء المميز، للتوقف بأمر من المستعمر الفرنسي من جهة وانطلاق حرب التحرير من جهة ثانية واعتقال بعض أقلامها ومسيريها، رغم ذلك صدر منها 36عددا، آخرهم كان بتاريخ يوم الجمعة 30 جويلية 1954/ الموافق لـ 30 ذو القعدة 1373هـ، وقد تداولت على صفحاتها أقلام جزائرية كبيرة، في ذلك العصر، حيث كتب افتتاحياتها ومقالاتها أو ترجمات لبعض علماء ومفكرين كبار، أمثال المفكر الإسلامي سيد قطب والعلامة أبو الأعلى المودودي، ومن الجزائر كتابات كل من الشيخ العربي التبسي، والمفكر مالك بن نبي، والوزير أحمد توفيق المدني، والوزير مصطفى الأشرف، وعمار أوزقان والدكتور عبد العزيز خالدي، .. واللافت في الأمر أن في وقت الاستعمار تنشر جل المقالات بالأسماء الحقيقية ونادرا بأسماء مستعارة، كالوزير طالب الإبراهيمي والذي كان يوقع أحيانا بـ “أن الحكيم”، والدكتور الهاشمي التيجاني الذي يوقع أحيانا باسم “با هاشوم” أو “يقـ – ضان”، و يوقع والده ومفسر القرآن الكريم للفرنسية، الشيخ أحمد التيجاني، كان يوقع باسم ” أبو العباس”، كما يوقع الدكتور علي مراد، بأسماء مستعارة مثل : ” أبو جميل طه”، أو “محمد أعراب”، كما يوقع أحيانا الدكتور عبد العزيز خالدي، باسم مستعار “عزيز النموشي”، نسبة الى قبيلة ” النمامشة” في تبسة وغيرهم من الكتاب وأصحاب الأقلام المجاهدة، أيام “الاستدمار والاستحمار الفرنسي الغشوم!!
تعريف بالعلماء والمفكرين، واجتهاداتهم العلمية وجهودهم في الإصلاح
كما غطى هذا العدد النشاط الطلبي للجمعية الذي عقد في ولاية سطيف حول أرضية “المنبر الطبي” الوطني، وتناولت بعض الأقلام الأخرى التعريف بالعلماء والمفكرين، واجتهاداتهم العلمية وجهودهم في الإصلاح كالشيخ محمد البشير الابراهيمي، والمفكر مالك بن نبي والفقيه المجتهد ابن حزم الأندلسي.
وقد صادف صدور هذا العدد الـ 54، ذكرى ختم العلامة الإمام عبد الحميد ابن باديس تفسيره للقرآن الكريم، الذي استغرق ربع قرن تدريسا، ليقف القارئ على الخطاب الذي ألقاه بهذه المناسبة وهو أنموذج لما ينبغي أن يتحلى به العالم من الإنصاف والتواضع.
ولم يخلُ هذا العدد عن وضع الجالية المسلمة في الغرب من التحديات، بمقال استطلاعي وتحقيق شيق، بقلم الإعلامية الفرنسية، لويز كوفلير، تحت عنوان: ” أسباب ومسوغات هروب الكفاءات المسلمة من فرنسا الى بريطانيا وأمريكا” وبيان موقفهم من الانتخابات الأخيرة في أوروبا مع صعود اليمين المتطرف في إيطاليا وألمانيا وفرنسا خاصة.
وأيضا بمناسبة الألعاب الأولمبية ” باريس 2024″، لم تفوت أسرة تحرير «الشاب المسلم»، في نقل الإشادة بمواقف ونداءات الجمعيات الرياضية والحقوقية والإنسانية في أوروبا للمطالبة بإقصاء إسرائيل من الألعاب الأولمبية، وفي فرنسا دائما تمت تغطية لتظاهرة ثقافية دولية في مسجد باريس عن ” الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي”، بتغطية شافية كافية، بقلم الكتب المسلم الفرنسي المجتهد، طوماس سيبيل.
كما نشر في ذات العدد، الجزء الثاني والأخير من دراسة علمية عميقة للدكتور عبد العزيز التويجري (السعودي)، الرئيس الأسبق للإسيسكو، تحت عنوان، مميز: “الاجتهاد والحداثة في الإسلام.. تحديث الإسلام أو أسلمة الحداثة!!”
استمرار العدوان على غزة وتداعياته المروعة :
كما تناول هذا العدد – كسابقيه – استمرار العدوان على غزة وتداعياته المروعة، وارتفاع أعداد الشهداء من الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، والابادة الجماعية التي لامثيل لها في الفظاعة والاجرام منذ الحرب العالمية الثانية، وآخرها اغتيال المجاهد القائد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله في طهران، ممّا زاد تعقيد الوضع واحتمال تطورها إلى حرب إقليمية، لا سمح الله.
أما المقالات عن فكر مالك بن بني والقضية الفلسطينية فقد أخذت نصيبها الوافر، حيث تطرقت لها أقلام كل من الكاتب عبد الرحمان بن عمارة والدكتور هشام شراد من جامعة سطيف، وكذا مقال مهم للمفكر الجزائري البروفيسور أمير نور، مؤلف كتاب “الجزائر في العلاقات الدولية” ومؤلف كتاب “الشرق والغرب في وقت سايكس بيكو الجديدة” الصادر بداية هذا الشهر/ سبتمبر 2014 عن دار عالم الأفكار، الجزائر.
وعن الوضع في غزة خصوصا، كتبـت الأستاذة فريدة الغول من دير البلح بغزة / فلسطين، مقالا مقتضبا بالإنجليزية، من رحم المعاناة، بعنوان:”غزة تحت النيران!”، وعن نفس القضية الفلسطينية، كتب المفكر المصري السويسري، الدكتور هاني رمضان من جنيف، لفتات كريمة في مقال مطول عن الوضع في فلسطين متسائلا، تحت عنوان: ثلاثة عناصر أساسية في الدعاية أو “البروبقندا” الصهيونية، متسائلا بقوله، “وماذا لو أن الطرح الإسلامي لقضية فلسطين كان هو الأحق والأصوب !؟”
صرخة ملحة لجاليتنا المسلمة في الخارج للاشتراك في المجلة و التعريف بها :
وأخيرا ضمّت صفحات هذا العدد كسابقيه باقة ملونة من الأحاديث النبوية الشريفة المختارة في الإعجاز العلمي مترجمة للغات كالإنكليزية والفرنسية، مذيلة بنعي للعالم الإسلامي في وفاة الداعية الكبير من الرعيل الأول المؤسِّس للعمل الإسلامي في أوربا الشيخ عصام العطار – رحمه الله-.
ليختتم العدد بدعوة ملحة لجاليتنا المسلمة في الخارج، قصد التعريف و الاشتراك السنوي في المجلة تدعيما لها وتيسيرا لتوزيعها ورقيا والكترونيا في مختلف ربوع أوروبا خصوصا والغرب عموما، وفق القصاصة المرفقة أدناه طي هذا العدد، التي نأمل مخلصين – من جهتنا – أن ينتبه اليها القراء الكرام في أوروبا ويلبون نداء هذه الصرخة التي تعود حتما بالخير على شباب جاليتنا خصوصا وعلينا جميعا .. والله ولي التوفيق، إنه نعم المولى ونعم النصير !!.
(*) – قسيمة الاشتراك:
ABONNEZ-VOUS au Jeune Musulman
Votre abonnement annuel au Jeune Musulman : 50 Euros / an
Soutenez la revue Le jeune musulman en souscrivant à un abonnement annuel, ou plus, avec notre partenaire en Europe: Éditions Héritage – France
Oui, je m’abonne au JEUNE MUSULMAN
Monsieur, Madame, Melle :
Nom : …………………………… Prénom :……………………….
Société : ……………………………. Fonction : …………………
Adresse email : ……………………………ou Tel : …..………….
Adresse Postale : ………………………………………
Ville : ………………… Code postal : ……… Pays : ………………
Pour faire votre paiement, merci de trouver ci-joint nos coordonnées bancaires :
Bénéficiaire : Éditions Héritage
Nom de la banque: Qonto
IBAN : FR76 1695 8000 0150 7769 5875 563
BIC : QNTOFRP1
Coupon à retourer au JEUNE MUSULMAN, via email :
jeunemusulman@gmail.com