شاءت الاقدار ان نشاهد حوارا تلفزيونيا قديما للممثل المصري القدير رحمة الله عليه صلاح السعدني وفيه تحدث عن مصر بلده واصفا حالة الشبه فقال بان هناك مصانع ولكنها شبه مصانع وهناك ملاعب وفرق ودوري ولكنها اشباه ملاعب وفرق ودوري.
وبعد مقاربات لفكرته مع الحال الجزائري نجد اننا ايضا نعيش حالة الشبه. فنحن نتغنى بالديمقراطية وبان الرئيس اختاره الشعب والبرلمان ناتج لانتخابات شرعية ونزيهة ولكن الحقيقة ان ديمقراطيتنا هي شبه للديمقراطية الحقيقية ورئيسنا هو شبه رئيس سواءً لغياب قاعدة انتخابية حقيقية وكذلك لغياب كاريزما الحاكم وبرنامج رئاسي واضح وخطى مدروسة لبناء جزائر قوية بل هو صورة للحكم الشعبوي الخالي من العقل والحكمة واما البرلمان فهو وكر من اوكار اللصوص ومصاصي خيرات الوطن.
واذا حاولنا ايضا مقاربة فكرة الشبه واسقاطها على مفهوم المواطن والمواطنة فنحن مجرد اشباه مواطنين والا كيف لمواطن ان يبتز مواطن اخر باسم الشطارة في التجارة او القفازة كما نقول كجزائريين ويبيع لأخيه المواطن كبشا بعشرين مليون وذلك استغلالا لشعيرة دينية اساسية عند كل جزائري، او يبيع له سيارة مر عليها حتى عشرون سنة بمئة ومائتي مليون.
شبيه الفلاح الذي يربي الحيوانات دون وثائق ودون ضرائب ويستغل الارض دون مقابل حقيقي ويشتكي بعد ذلك غياب الدعم، بل ويطالب بان ندفع له اضعاف الثمن الحقيقي ويتحدث بغِل دفين عن من يقصده لشراء كبش مثلا يجعلنا نتأكد ونثبت صحة نظرية الشبيه.
شبه فريق كرة القدم الذي يلعب بطولة ضعيفة فيقوم مناصروه بتكسير الملاعب وتخريب الممتلكات لان هناك احتمال السقوط الى القسم الثاني او الثالث. وشبه الجمهور الذي يعشق اليوم بلماضي ويسبه او يحتقره غدا. وشبه اللاعب الذي لا يتدرب كما يجب او لا يقدم في الميدان ما يشفع له الارقام الخيالية من اموال الدولة التي تدفع له يجعلنا نتأكد ونثبت نظرية الشبيه.
اشباه النجوم واشباه المؤثرين واشباه الفنانين والمطربين والكثير الكثير من الاشباه في جميع الميادين تجعلنا نظن اننا نعيش في شبه وطن وتجعلنا ايضا نخاف ان تكون النهايات قد قربت ونحن نعلم يقينا انه لا توجد اشباه للنهايات ففي النهايات دائما تنكشف الحقائق.
ما يقلقنا ايضا هم اشباه الائمة الذين يتلاعبون بالدين للحصول على مكاسب شخصية، واشباه الصحافة الذين يستغلون منابرهم لتضليل الراي العام فيحاكم البريء ويكرم الخائن، واشباه الابطال الذين ينفخون فقط خدمة للحاكم ولسيد الحاكم.
في الاخير نتمنى ان يكون هنالك دائما رجال ونساء حقيقيين يسيرون الوطن نحو الطريق الصحيح ويحمونه عندما يحاول الشبيه اخذ دور الاصلي وابن الوطن.
الدكتور بومقورة زين الدين
أرسل تعليقاً