لم يبدأ تهجير الفلسطينيين مع أحداث 7 أكتوبر 2023، يعود ذلك لسنة 1948 بداية الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، أخذت الأرض من أصحابها بالقوة وتمت عمليات التهجير بالقوة، وللقوة أوجه متعددة، لذلك وجب القول أن فكرة التهجير فكرة إسرائيلية متجذرة، يراد منها مسح كل ما هو فلسطيني، ولو تسنى لليهود التخلص من هذا “الاسم” الذي زادت قدسيته يوما بعد يوم لفعلوا!
*التهجير في مخيلة بني إسرائيل :
كان من الممكن الاعتراف بحق الفلسطينيين في وطن خاص بهم على جزء من أرض فلسطين، وهو ما نادى به المجتمع الدولي وسعى الساعون إلى تجسيد ذلك أمميا، حل الدولتين، وإعطاء أهل الديانات السماوية حقهم في ممارسة شعائرهم التعبدية وفق تعاليم التوراة والانجيل والقرٱن بكل حرية، وهو الطريق نحو الأمن والاستقرار، ولا يمكن أن تختلف ” التوراة’ و”الانجيل” مع القرٱن في ذلك، إذ لا يمكن تصوّر خلاف بين أنبياء الله ورسله بهذا الخصوص! وعلى هذا الأساس يمكننا تحديد مصدر الخلاف، الذي هو ببساطة رؤية بني إسرائيل الذين عصوا موسى وعيسى عليهما السلام، رؤية قائمة على الاقصاء والعناد والاستئصال، وهو المعبر عنه بالتهجير “القسري” للفلسطينيين، دليلنا في ذلك إقامة المستوطنات وعمليات القتل في حق الأطفال والنساء وكل الأبرياء العزل، إلى حد بات من الصعب على محكمة العدل الدولية التصريح بقيام جريمة الإبادة الجماعية على أرض فلسطين، ربما هناك من المسؤوليين البريطانيين والأمريكيين والألمان من يفكر في إمكانية في مطالبة هذه المحكمة بالتحقيق في ما يجري في غزة بمعادات السامية، ولو تسنى لهم لطالبوا بالتحقيق فيما تقوم به المقاومة الفلسطينية من إبادة في حق النساء والأطفال الإسرائيليين! هذا الذي يجب أن يتساءل بخصوصه طلبة الجامعات الأمريكية والأوربية على السواء!
*التهجير في مخيلة الأعراب :
يمكننا اختصار الطريق، لا حاجة لنا لاستظهار فحوى معاهدات أو اتفاقيات ” السلام” التي تنصلت منها إسرائيل جملة و تفصيلا، واستبدلتها بما أطلقوا عليه زمن حكم “دونالد ترمب” – صفقة القرن – التي وأدت “حل الدولتين” نهائيا بمباركة الأعراب جميعا! يكفينا ” قمة الأنظمة العربية” في عاصمة البحرين، أولى الأنظمة تطبيعا مع الكيان الصهيوني! يبدو أن القمة جاء تعبيرا عن مدى الحزن والأسى الذي أصاب الأعراب في مقتل بعد الذي فعله “طوفان الأقصى” بصفقة القرن التي لم يبق من مضمون الصحيفة التي وقعوها بحضور “ترمب” وفي أعلاها، سوى، عبارة “معبر رفح” المعبر الشاهد على خيبتهم وهوانهم! ومن داخل أروقة القمة يأخذ رئيس المصريين الكلمة ليعبر للعالم، وفي مقدمته المجتمع الدولي، عن الأسف الشديد، بسبب تصرفات نتنياهو الذي بات يعرض أمن إسرائيل والمنطقة كلها للخطر، ببساطة عبر الرئيسي برفضه القاطع لفكرة التهجير (القسري)، فيما يعني وجود أسلوب ٱخر للتهجير، مثل الذي يهواه الأعراب، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي أنجزت مرفأ على شاطئ غزة لذات الغرض، وعليه إمكانية تهجير الفلسطينيين بوسائل أخرى، ولما لا تحت طائلة حل الدولتين ضمن مشروع التطبيع بحضور سلطة فلسطينية مطبعة!
*الخلاصة:
الأعراب في نظر بني إسرائيل باتوا يشكلون عبئا ثقيلا، لا يسمن ولا يغني بخصوص تحقيق الحلم الصهيوني “دولة من البحر إلى النهر”، حيث ينكب جهابذة الفكر اليهودي على بحث البدائل، خصوصا أن ورقة “معاداة السامية” لم تعد كافية ومجدية، وصفقة القرن باتت منتهية، والوكلاء يجب أن تنزع منهم الوكالة! إلى هذا الحد وجب أن نؤكد على الصبغة الغالبة على أحداث هذا العقد من القرن21، عامل المفاجأة المتصل بمسار ما يحاك داخل أروقة الفلسفة المستضعفة..
أرسل تعليقاً