نجيب بلحيمر
نعوم شومسكي من أشد المفكرين انتقادا للسياسة الخارجية الأمريكية ويصف أمريكا بأنها أكبر دولة مارقة في العالم.
توقيع آخر المفكرين الموسوعيين في العالم، إلى جانب مثقفين مرموقين، على الرسالة التي تطالب بإطلاق سراح الصحافي المسجون إحسان القاضي، تكشف هشاشة الدعاية الرسمية القائمة على تهم الخيانة والعمالة للخارج، وهذا الموقف الأخلاقي الشجاع ينطوي على إدانة صريحة لحاملي صفة “مثقف” في بلادنا، ويضع الصمت الجبان والمتواطئ على الانتهاك المستمر للحريات في مقام التفريط في الدفاع عن صورة الجزائر وما تمثله، بتضحيات شعبها عبر التاريخ، من قيم إنسانية عليا في مقدمتها التمسك بالحرية والدفاع عنها.
قد لا تشعر السلطة بقيمة هذه المواقف من مثقفين محترمين ومؤثرين في الفكر الإنساني باعتبار محدودية تأثيرهم على سياسات الدول الكبرى، لكن الثمن الذي سندفعه كأمة من سمعتنا وصورتنا لدى الآخرين سيكون غاليا.
هل يجرؤ أحد على ربط رسالة العشرة بمؤامرات القوى الغربية على بلادنا؟ ومن بوسعه إثبات علاقة شومسكي والموقعين معه بالشبكات المزعومة والمخابر المشبوهة التي يقال إنها تقف وراء مطالب التغيير والحرية التي ترفعها السلمية؟
في كندا تتحدث وسائل الإعلام عن سجن الباحث رؤوف فراح، ويكاد يقتصر ذكر الجزائر في وسائل الإعلام الغربية على التضييق على الحريات وغموض الأفق السياسي والاقتصادي للبلاد، في حين يعتقد أولو الأمر هنا أن كل يوم يمضي دون حدوث ما يلفت الانتباه هو في حد ذاته إنجاز كبير.
هناك شعور متزايد بأننا نعيش في عزلة عن العالم، في حين يعتبرنا الآخرون عالما موازيا، كل هذا في زمن الذكاء الاصطناعي وطي التكنولوجيا للجغرافيا.
أرسل تعليقاً