الوعي درجات، كما هم الأحرار درجات، والعبيد كذلك.
أعلى درجات الحرية تتناسب وتتناغم مع أعلى درجات الوعي، بحثت كثيرا وطويلا فلم أجد صورة معبرة أكثر وأعظم من صورة شهيد وصورة شاهد، أما الشهيد فهو ابن الجزائر البار العربي بن مهيدي الذي تحرر من كل القيود، حتى قيود النفس، تبسم شامخا في وجه المحتل الغاصب ولم يعبأ بما فعله وسيفعله به؛ وكان واعيا كثيرا كالذي يمكنه الجمع بين ماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها، أو ما يعبر عنه بالوجهة الحضارية، لقد كان كذلك وأكثر رحمه الله، ببساطة لأننا، مهما أوتينا من قوة، فلن نستطيع الإحاطة بدرجة وعي وحرية بن مهيدي! وأما الشاهد فهو ابن الجزائر البار عبد الحميد مهري رحمه الله الذي تحرر من كل القيود، حتى قيود النفس، ففاجأ الجميع بموقف لم يتوقعه القريب والبعيد، ولم يعبأ بالعباءة الحزبية، مسجلا العلامة الفاصلة بين نافية الـ(الأنا) ونافية (الآخر) ومعلنا عن وجهة أكثر وعيا وأعظم حرية، بكلمات خالدة لم تكن كغيرها من الكلمات ” الديمقراطية التي تحرسها الدبابة هي ديمقراطية عرجاء”!
إنها أعلى مراتب الحرية وأعلى درجات الوعي، من المفروض أن تكون ضمن اهتمامات مدارسنا وجامعاتنا على حد سواء!
وماذا في المقابل؟
صورة رجل تربع على وزارة المجاهدين مدة 15سنة زمن حكم عبد العزيز بوتفليقة وعايش 14 تغييرا حكوميا ختامه حكومة سلال الثانية! الرجل هو محمد شريف عباس الذي اختار الإقامة والعيش بفرنسا اختيارا وإلى يوم الناس هذا!
أما الصورة الثانية فهي صورة رجل يقف عند مفترق طريقين! كان ذلك بعد الانقلاب على اختيار الشعب الجزائري في 1992، جاء زمنها الشيخ محفوظ نحناح ليعبر عن مرتبة من مراتب الوعي ودرجة من درجات الحرية، قائلا رحمه الله: ” رحم الله الدبابة التي حمت الديمقراطية “.
ولكم أن تزنوا هاتين الصورتين بميزان ثورة نوفمبر وسجل شهداء الجزائر، وتقدروا أي مراتب الحرية هذه، وأي درجة من درجات الوعي يمكن أن نصنف هاتين الصورتين؟
لذلك و لذلك فقط وجب تقدير حراك السلميين الأحرار و هو يشق طريقه الفكري و العملي لأجل مزيد من درجات التألق في عالم الوعي و مزيد من مراتب الرقي في عالم الحرية .
تعليق واحد
الجنرال شنقريحة و عصابته لا يفهمون جيداًً ماذا يفعلون…إذ هم يغدون السير بتصميم بليد و حقير نحو إفلاس الجزائر في جميع الميادين و عودتها تحت سيطرة فرنسا…نعم زار الجنرال شنقريحة باريس سراًً و أعطى وعدا للرئيس الفرنسي مكيرون بأنه سيرسل قريبا “الجنود” لمحاربة الإرهابيين في دول الساحل الإفريقي…الرئيس الفرنسي ميكرون شجع الجنرال شنجريحة و شكره كثيرا و وعده بوسام “الليجيون دونور” و باقي عصابته من الجنرالات تتويجا لمساراتهم الخيانية و التآمرية ضد الشعب الجزائري المنكوب بهذه الحثالة العسكرية منذ عقود…
صحيح أن وسام la légion d’honneur أصبح رخيصا هذه الأيام و يتم منحه بسهولة سراًً و علانية
لمن لا شرف.honneur له من كابرانات فرنسا السابقين…