خاب، وسيخيب من اعتقد الشعب سيسلم بالأمر الواقع للعصابة، أو لأي طرف، أو جهة، مهما تلاعبت وراهنت على عامل الزمن، لا لشيء سوى لأن هذا الشعب مطيع وعنيد، مطيع لمن ينحدرون من ثلة الجزائر، و ما أدراك من تكون هذه الثلة، فكرا و ممارسة، وعنيد شديد أمام الغثاء المصطف على طريق الفساد والاستبداد، الشعب الجزائري رضع من ضرع النوفمبرية الباديسية، من بعد أن تشبع بروح المقاومة جيلا بعد جيل، وقدر جيدا أبعاد معادلة البناء، إنسانا، ترابا، وزمانا، وحفظ دروس الغزو الفكري جيدا، وأدرك قيمة اللحظة التاريخية التي يجب أن يتماهى فيها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، ووعى جيدا رسالة فيلسوف الحضارة و مهندس الثقافة بخصوص أبعاد التحول على مستوى مسار أو محور: طنجة – جاكرتا، فهل يستطيع أياَ كان، مهما كان، و كيفما كان، وأينما كان، أن يغالط هذا الشعب الثائر على الفساد والاستبداد!؟
*من يجب أن يسلم ؟
ما دام قائد الأركان هو من قالها بلحمة لسانه “إنهم عصابة”، وجب أن يثبت ذلك بكامل وجدانه، وأن يقولها بضميره، فيدخل التاريخ من بابه الواسع، ويساهم مرافقا للشعب في حراكه، في تحديد وضبط عقارب الساعة على توقيت اللحظة التاريخية التي انتظرتنا كثيرا. ومن دون ذلك سينقض الفاسدون المتعصبون والمارقون على الفريق الذي كشفهم أمام العالم أجمع بعد أن أسقط الشعب كبيرهم الذي علمهم الوثنية، لا يجب أن ينتظر الفريق طويلا و يداهن الباءات، ومن يقف خلفها، فهم أقرب إلى التهام القريب قبل البعيد، والمهادن قبل المناوئ، لذلك وجب التسليم ليسلم الفريق، وتسلم الملايين، ويخيب الفاسدون إلى غير رجعة.
* من يجب أن يبادر؟
هم أبناء الجزائر الذين صمدوا كثيرا، وصبروا كثيرا، فلم يشاركوا السلطان فيما فعل، ولم يطمعوا فيما عنده من مغانم، وأخص بالذكر السادة: أحمد طالب الإبراهيمي، مولود حمروش، أحمد بن بيتور، العياشي شايب، جميلة بوحيرد، زهرة ظريف، محمد الهادي الحسني، سعيد شيبان، و الرجل الحر والمقاوم الفذ، الوزير السابق، السيد علي بن محمد الذي شرفنا كثيرا على رأس وزارة التربية الوطنية. هؤلاء وأمثالهم، وجب أن يشدوا أزر المواطنين العازمين على العبور إلى بر الأمان فلا تبخلوا عليهم بالحضور والشد على أيديهم، إننا على موعد مع أخطر اللحظات التاريخية على الإطلاق .
* رسالة إلى حركة المقاومة “رشاد”:
شريحة واسعة من أبناء الحراك الوطني، يثقون كثيرا في أمينها العام، و يقدرون كثيرا تواضعه وكفاءته، ويشهدون على مواقفه قبل أكثر من عشرين سنة، بأيامها، وساعاتها، ودقائقها، وإلى يوم الناس هذا، مقاوما ثابتا صابرا من أجل قضية الجزائر من أجل الحرية والكرامة، هو وثلة من أبناء الوطن العلماء والمتعلمين، لم يعبئوا بما لا يحصى ولا يعد من الأطماع، لم تغريهم الدنيا بزخرفها، وهم الذين ساومتهم الدنيا كلها داخل حدود أوروبا وأمريكا، فلم يطمعوا في شيء منها، خصوصا أنهم كانوا زمن التعددية وما تبعها من محن، خارج الوطن، و كان بإمكانهم أن ينزووا بعيدا فلا يتحملوا شيئا مما حصل، لكنهم، عكس كل التوقعات والحسابات، اختاروا الاصطفاف في صف قضية الجزائر والجزائريين على طريق الحرية والكرامة، وكانوا الطرف الوحيد الذي راهن على مبدأ اللاعنف والسلمية منهجا فريدا و متفردا بخصوص سؤال التدافع على مستوى الجسد الواحد والكيان الواحد، وفعلا فقد كان الرهان في مكانه وفي محله، ومثل هذا التوجه من صميم أدبيات الحركة التي ولدت ولادة عسيرة بقدر العسر و الآلام التي تحملها الشعب الجزائري رفقة الأم العذراء الصابرة والمحتسبة، وذلك الذي أقلق وأغضب الفاسدين المساومين على تفعيل الصراعات المفتعلة والمصطنعة داخل المجتمع الواحد، فتحية إكبار و إجلال إلى كل أعضاء ومحبي حركة رشاد المقاومة، وتأكدوا أنها ستكون في مستوى تطلعات الشعب الثائر والمسالم.