تشرفت مؤسسة الأصالة للنشر والدراسات والتدريب باستضافة عائلة الأستاذ محمد لعزازي وأصدقاؤه وأحبابه في جلسة تذاكر فيها الحضور مآثر وأخلاق الأستاذ، بمقرها بالجزائر العاصمة، حضرها أساتذة وزملاء وطلبة المرحوم الشيخ محمد العزازي، وجمع غفير من المشايخ و الأساتذة، أشادوا فيها بمحاسن الأستاذ الكبير وخصاله، مذكرين بتضحياته و تفانيه كمربّى مرابط في ثغر التربية الرسالية، ملازما رحمه الله للصحوة الفكرية والروحية والأخلاقية والاجتماعية التي عاشها المجتمع الجزائري منذ الستينات من القرن الماضي.
و تداول على المنصة متدخلون كثر ، في البداية كانت كلمة الأصالة الترحيبية بالحضور قدمها عضو مجلس إدارتها الأستاذ مسعود قاسمي ثم تلتها تدخلات بعض المشايخ و الأساتذة كالدكتور عمر نقيب الكاتب المعروف، الدكتور محمد السعيد مولاي رئيس معهد الرياضيات بجامعة باب الزوار، فكلمة المفتش الدكتور عبد الرحيم تلي فكلمة الدكتور أحمد بن محمد المفكر و السياسي المعروف، ثم قدم شريط توثيقي لحياة المرحوم في دقائق تلته كلمة عائلة المرحوم قرأتها إحدى بنات المرحوم، ثم بثت تدخلات صوتية ومكتوبة من خارج الوطن لبعض رفقاء و معارف المرحوم يتقدمهم العلامة و المنظر الكبير الدكتور محمد التيجاني بوجلخة من أمريكا، تلاه من السويد الشيخ صالح بوزينة الخطيب الأسبق بمسجد دار الأرقم ببوزريعة. بعد ذلك كانت كلمة مطولة للشيخ الدكتور الطيب برغوث باسم مؤسسة السننية التي يشرف عليها، مذكرا فيها بخصال و جندية المرحوم، منه قوله عن المرحوم “أنه كان أحد الفاعلين المؤثرين في الصحوة الإسلامية، منذ أن كان طالبا في نهاية الستينات حتى وافاه الأجل، دون أن يفتر أو يغير أو يبدل، رغم المرض الذي نال من صحته كثيرا”، على حد تعبير الشيخ الطيب برغوث، ثم أحيلت الكلمة للأستاذ و المفتش التربوي بلعور بوعلام زميل المرحوم الذي كان قد شارك معه في تأليف عدد من الكتب المدرسية، في تخصص الرياضيات المالية و المحاسبة.
معلوم أن الأستاذ الكبير محمد العزازي رحل يوم الثلاثاء 27 نوفمبر 2018، إلى دار البقاء عن عمر ناهز الرابعة والستين عاما، بعد مجاهدة طويلة مع مرض لازمه منذ مدة، دون أن يقعده لحظة عن المساهمة الجادة في التربية والدعوة والإصلاح، فقد كان نعم الرجال الصالحين المصلحين الثابتين الصابرين، العاملين المخلصين، البعيدين عن الأضواء، الغيورين عن ثوابت الدين والأمة والوطن
الأستاذ سي محمد لعزازي من مواليد 2 أفريل 1954، من سكان الحراش في ضواحي العاصمة، لازم مشايخ الصحوة أمثال الشيخ مصباح حويذق إمام مسجد الشافعي وبعده الشيخ سحنون والشيخ محمد السعيد و التقى و جالس كبار العلماء أمثال الشيخ الغزالي و الشيخ محمد محمود الصواف وغيرهم رحمهم الله جميعا، بعد الدراسة الجامعية في كلية التجارة بالجزائر، سافر للدراسة في الولايات المتحدة في معهد طروي المتعدد التقنيات بتوصية من الشيخ الدكتور محمد بوجلخة و بعض طلابه. بالموازاة لدراسته، نشط المرحوم مع جمعية الطلبة المسلمين في أمريكا وأحتك ببعض المنظمات الإسلامية و شارك في تنظيم الملتقيات مع أبناء جيله في ديار المهجر، ثم رجع إلى الجزائر عام 1981 ليؤدي الخدمة (العسكرية) الوطنية، بعدها اشتغل أستاذا ثم مفتشا في الإدارة والتسيير والمالية في ولايتي العاصمة و بومرداس حتى تقاعد رسميا منذ سنوات، وواصل عمله الفكري التربوي الاجتماعي الإصلاحي المدني أو الحر حتى آخر نفس من حياته.
واختتمت الجلسة في جو من الخشوع بمنح درع تكريمي لعائلة الفقيد، بعدها تضرع فيها أحد المشايخ إلى الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة، وأن يلحقه بقوافل الرساليين من النبيين.