لست بصدد إعلان خبر وفاة بوتفليقة الرّسمي، الذي سيُعلن عنه في القنوات والصحف… رغم أنف البلطجية ولاعقي ما تبقى في الصحون …ريثما يتم الاتفاق على خليفته، وتتم تحضيرات جنازته بالشكل الذي كان يتمناه…إنما أحدثكم عن موقفي من وفاة بوتفليقة.
بوتفليقة مات: يوم أن أعطيت له الفرصة سنة 1999 بعد استقالة الجنرال اليمين زروال وانسحاب ستة مرشحين …حيث همّش الطاقات والكفاءات، وولّى معه أصحاب بني نعم ومن باعوا ذمتهم على حساب الجزائر…مع استفاقة بعضهم في وقت متأخر.
بوتفليقة مات: يوم أن اغتال شخصيات وطنية مرموقة، من العمل السياسي، كان يمكن لها أن تلعب دورا كبيرا في استقرار الوطن ونهضته …من أمثال: محمد الصالح يحياوي، عبد الحميد مهري، حسين آيت أحمد، مولود حمروش …رشيد بن يلس، يحيى عبد النور، أحمد طالب الابراهيمي، زهور ونيسي…علي بن محمد، عبد الرحمان شيبان … وغيرهم من رجال وحرائر الجزائر.
بوتفليقة مات: يوم أن عين خليدة تومي، وبن غبريط، على رأسي وزارتي الثقافة والتربية … ومن قبلهم بن بوزيد…والقائمة طويلة…
بوتفليقة مات: يوم أن أصبح البرلمان مسخرة أمام الشعوب يُتسلى فيها بالطاهر ميسوم، وغيره من البهلوانيين …وأصبحت الرداءة لسان الحال.
بوتفليقة مات: يوم أن إحتقر الضحايا من عائلات المختطفين ومنعهم من حق التعبير، وأعطى الحصانة في المقابل لكبار المجرمين …وخصص لهم محامين.
بوتفليقة مات: يوم أن ضُرب الشعب الجزائري بالهراوات، تظاهرا لمناصرة القضية الفلسطينية…
بوتفليقة مات: يوم أن أصبح يفطر الشعب ويتعشى في نشرات الأخبار على خبر ودّع، استقبل، حرّك سفتيه، وشرب قهوة…
بوتفليقة مات: يوم أن ساهم في تهجير الكثير من الكفاءات وزاد من عدد الحراقة…
بوتفليقة مات:يوم أن منع الدكتور أحمد بن محمد وغيره من رجال الجزائر من جوازات السفر، وسمح لقوافل أبناء الحركى والأقدام السوداء بالعودة الى الجزائر، للتمتع في بعض المناطق السياحية….
بوتفليقة مات: يوم أن كان يوزع عائدات النفط في مشاريع عشوائية …مقابل أن يصمت الشباب…
بوتفليقة مات: يوم أن عين بعض أبناء الحركى في الوزارات…
بوتفليقة مات: يوم أن أحيى الجهوية …
بوتفليقة مات: يوم أن مارس الاقصاء…
بوتفليقة مات: يوم أن عين أقاربه في قصر الجمهورية…
بوتفليقة مات: يوم أن تلاعب بالدستور ووضعه تحت قدميه…
بوتفليقة مات: يوم أن فتح الأجواء الجزائرية للطائرات الفرنسية لضرب مالي…بتغطية من رفيقه القايد صالح…بوتفليقة مات، مات، مات…وقتلته النرجسية…
ولن أطيل عنكم كثيرا وأترك لكم إكمال البقية.
نورالدين خبابة
16 مارس 2017