كثر الحديث هذه الأيام عن مرض الرئيس ، و كثرت معه الشائعات (المغرضة حسب ما تراه السلطة( ، و لم تجد مؤسسة رئاسة الجمهورية ناطقا باسمها ليزف للجزائريين ، آخر أخبار صحة فخامته ، و كأن الرئاسة أصبحت خاوية على عروشها ، ليبلغ بها الأمر أن تستنجد بسفير الجزائر بلبنان ، ليخطرنا بأن الرئيس في صحة جيدة ، و أن كل ما يثار عن تدهور حالته الصحية ، أو ربما… (ما نقولهاش حتى لا أتهم بتحريكي من طرف أيادي خارجية) ، هو من قبيل اللغط لا غير.
على كل حال ، تدخل سعادة السفير لم يكن الأول من نوعه ، فقد سبقه مغني الراي “الشاب مامي” ، الذي نقل لنا أخبار عن الرئيس و صحته ، عندما زاره بالمستشفى الفرنسي، و قبله رئيس الجمهورية الفرنسية السيد هولاند ، الذي تعجب بدوره من فطنة الرئيس و قدرته الذهنية و انشغاله المستمر بالراهن الوطني و حتى الدولي!
ليأتي الدور على الطبيب “ولد عباس الذي صرح منذ أشهر خلت ، أن مرض الرئيس أصبح من الماضي ، و أن فخامته سيقف بعد أشهر قليلة ، و ها هي الأشهر تمر ، و الرئيس(شفاه الله) مازال مريضا ؟
قولوا لي بربكم،
ألسنا بحاجة إلى رئيس يقطع لسان هذا الطبيب الأفاك؟
هل يصح حقا أن نقول بأن الرئيس بخير و يتمتع بصحة جيدة ، رغم أنه لم يستطع استقبال المستشارة الألمانية ، و التي بدورها رفضت أن تستقبل من طرف”سي سلال” ، حتى لا تحرج مرة أخرى بالسقطات البروتوكولية المتكررة ل”ميكي ماوس” ؟
هل يصح هذا القول ، و”أنجيلا ميركل ” لم تكن الوحيدة التي لم يسعفها الحظ للقاء السيد بوتفليقة ، فقد تم أيضا تأجيل زيارة مسئول إيراني لوقت لاحق ؟
هل يستقيم الحديث عن الصحة الجيدة للرئيس ، رغم كل هذه التأجيلات التي خسرت من وراءها الدولة الجزائرية الكثير من الاتفاقيات الهامة ؟
هل يحق لمحيط الرئيس أن يواصل تأكيداته بأن الرئيس بخير ، و أن وجوده من عدمه لا يغير من الأمر شيئا ،مادامت المؤسسات الدستورية قائمة؟ ، كما صرح ذات مرة ، الوزير الأول ، أمام وسائل الإعلام.
حقيقة، لسنا ندري أين هو رئيس المجلس الدستوري، الذي لم نعد نسمع له حسا و لا خبر، إلا خلال الانتخابات فقط؟
لماذا لم يستعمل السيد مدلسي صلاحياته التي خولها له الدستور ، و يأمر باجتماع المجلس ، و يتأكد من مرض الرئيس بكل الوسائل الملائمة ، ليتثبت من حقيقة المانع عن استمراره لمهامه ، ليقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع ، كما جاء في نص المادة 102 من الدستور الجزائري ؟
ألم أقل لكم أن الرئيس مريض … و الجزائر كذلك!
فيصل زقاد
9 مارس 2017