منذ قرارات مجمع الفاتيكان الثاني (1965)، الذي فرض فيها تنصير العالم وفرض المساهمة فيها على جميع الأتباع في العالم وعلى كافة الكنائس المحلية، ومنذ أحداث 9/11 المصنّعة محليا وبالتواطؤ مع الفاتيكان، فإن محاولة اقتلاع الإسلام لم تتوقف، بعد أن تمت شيطنته بتلك الآلة الحربية التي تشربت كل ما في الكتاب المقدس من رعب وإرهاب وإرهابيين.. وقد حان الوقت لكشف هؤلاء المسيحيون الصهيونيون المتعصبون، لمن لا يعرفهم، وأن نريهم ما يتضمنه كتابهم المقدس، الذي أسقطوا كل ما به من عنف وإرهاب على الإسلام والمسلمين..
إن أنهار الدم تتدفق منذ أولى صفحاته حين قتل قبيل أخاه، ليتم الكشف عن إله انتقامي النزعة، يفرح بالأضاحي الطقسية والقرابين الدامية والقسوة والتعذيب.. إله يسعد ويهنأ بروائح الشواء المنبعثة من الجثث المحترقة.. فلا يوجد سفر واحد من أسفار الكتاب المقدس إلا وبه ما يصعب تصوره من الجرائم. والأمثلة القليلة التالية لا تمثل سوي نماذج هزيلة مما يكوّن في الواقع مئات الصفحات من الإجرام.
فذلك الإله سوف يمحو من على وجه الأرض الإنسان الذي خلقه، ومعه الحيوانات والدواب وطيور السماء لأنه حزن على أنه خلقهم (تكوين 7: 21ـ23). وهكذا اختفت كل الكائنات من على وجه الأرض (…) وتم محوهم! ورغمها، وعلى الرغم من ألهيته، فكل الكائنات لا تزال موجودة.. ويبدو أنه تجدر إضافة تعبير “كاذب جسور” لذلك الإله الحربي ولكافة القادة التابعين له، لكل ما يقومون به من تحريف وجرائم بمسميات كاذبة. وفيما يلي بعضا من تلك النماذج على سبيل المثال لا الحصر، وهى منقولة من طبعة 1966:
سفر الخروج : فحدث في نصف الليل ان الرب ضرب كل بكر في أرض مصر (…) وقام صراخ عظيم في مصر لأنه لم يكن بيت ليس فيه ميت” (12: 29ـ30). “فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف” (17: 13). “هكذا قال الرب إله اسرائيل ضعوا كل واحد سيفه على فخذه ومرّوا من باب إلى باب في المحلة واقتلوا كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه وكل واحد قريبه (…) ووقع من الشعب في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل” (32: 27ـ28).
اللاويين : “إذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست أباها. بالنار تحرق” (21: 9). “وإذا لا يقوم الأتباع بتنفيذ كل ما يمليه عليهم يهوا فسوف يقوم شخصيا بنفس الشيء: فأحطم فخار عزتكم وأصيّر سماءكم كالحديد وأرضكم كالنحاس” (26: 19). “فأنا أسلك معكم بالخلاف ساخطا وأؤدبكم أضعاف حسب خطاياكم. فتأكلون لحم بنيكم، ولحم بناتكم تأكلون. وأخرّب مرتفعاتكم وأقطع شمساتكم وألقي جثثكم على جثث أصنامكم. وترذلكم نفسي” (26: 28ـ30).
عدد 1 : “فقال الرب لموسى لا تخف منه لأني قد دفعته إلى يدك مع جميع قومه وأرضه. فتفعل به كما فعلت بسيحون ملك الأموريين الساكن في حشبون. فضربوه وبنيه وجميع قومه حتى لم يبق له شارد وملكوا أرضه” (21: 34ـ 35). “فقال الرب لموسى: “خذ جميع رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس: فيرتد حموّ غضب الرب عن إسرائيل”. [وفي النص الفرنسي كلمة “علقهم” مكتوب بدلها “خوزقهم للرب” (Empale-les)] !! “ودخل وراء الرجل الإسرائيلي إلى القبة وطعن كليهما الرجل الإسرائيلي والمرأة في بطنها. فامتنع الوباء عن بني إسرائيل. وكان الذين ماتوا بالوباء أربعة وعشرين ألفا” (25: 8ـ9). “وملوك مديان قتلوهم فوق قتلاهم. خمسة ملوك مديان. وبلعام بن بعور قتلوه بالسيف. وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم. وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار” (31: 8ـ10).
تثنية : “وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فإضرب جميع ذكورها بحد السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كلّ غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاها الرب إلهك. هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا. وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبقى منها نسمة ما” (20: 13ـ16).
يشوع : “وحرموا كل من في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف (…) واحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها. انما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد جعلوها في خزانة بيت الرب” (6: 21ـ24). “وكان لمما انتهى إسرائيل من قتل جميع سكان عامي في حقل في البرية حيث لحقوهم وسقطوا جميعا بحد السيف حتى فنوا. إن جميع إسرائيل رجع إلى عايٍ وضربوها بحد السيف. فكان جميع الذين سقطوا في ذلك اليوم من رجال ونساء اثني عشر ألفا جميع أهل عاي” (8: 24ـ25).
القضاة : “وجعل الرب سيف كل واحد بصاحبه وبكل الجيش (…) والذين سقطوا مئة وعشرون الف رجل مخترطي السيف” (7: 22 و8: 10). “وأخذ شيوخ المدينة وأشواك البرية والنوارج وعلّم بها أهل سكوت. وهدم برج فنوئيل وقتل رجال المدينة” (8: 16ـ17). “كانوا يقولون له قل اذا شبّولت فيقول سبّولت ولم يتحفظ للفظ بحق. فكانوا يأخذونه ويذبحونه على نخاوض الأردن. فسقط في ذلك الوقت من أفرايم اثنان وأربعون ألفا” (12: 6). “ودخل بيته وأخذ السكين وأمسك سُرّيته وقطعها مع عظامها إلى اثني عشرة قطعة وأرسلها إلى جميع تخوم إسرائيل” (19: 29). [سُرّيته = خليلته].
صموئيل الأول : “فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعفُ عنهم بل اقتل رجلا وامرأة، طفلا ورضيعا، بقرا وغنما، جملا وحمارا” (15: 3). “وأرسلك الرب في طريق وقال اذهب وحرّم الخطاة عماليق وحاربهم حتى يفنوا” (15: 18). “فقال الملك لدُواغ دُر أنت وقّع بالكهنة. فدار دٌواغ الأدومي ووقع هو بالكهنة وقتل في ذلك اليوم خمسة وثمانين رجلا لابسي أفود كتان. وضرب نوب مدينة الكهنة بحد السيف الرجال والنساء والأطفال والرضعان والثيران والحمير والغنم بحد السيف”. (22: 18ـ19). “وضرب داود الأرض ولم يستبق رجلا ولا امرأة وأخذ غنما وبقرا وحميرا وجمالا وثيابا ورجع إلى أخيش” (27: 9).
صموئيل 2 : “فأتت المرأة إلى جميع الشعب بحكمتها فقطعوا رأس شيع بن بكري وألقوه إلى يوآب” (20: 22). “ألحق أعدائي فأهلكهم ولا أرجع حتى أفنيهم وأسحقهم فلا يقومون بل يسقطون تحت رجلي” (22: 38ـ39).
ملوك 1 : “لأن يوآب وكل إسرائيل أقاموا هناك ستة أشهر حتى أفنوا كل ذكرٍ في آدوم” (11: 16). “فنزل هؤلاء مقابل أولئك سبعة أيام. وفي اليوم السابع اشتبكت الحرب فضرب بنو إسرائيل من الآراميين مئة ألف رجل في يوم واحد” (20: 29).
ملوك 2 : “ثم قال لها الملك مالك. فقالت إن هذه المرأة قد قالت لي هاتي ابنك فنأكله اليوم ثم نأكل ابني غدا. فسلقْنا ابني وأكلناه ثم قلت لها في اليوم الآخر هاتي ابنك فنأكله فخبأت ابنها” (6: 28ـ29). “وكان في تلك الليلة ان ملاك الرب خرج وضرب من جيش آشور مئة ألف وخمسة وثمانين الفا. ولما بكّروا صباحا إذا هم جميعا جثث ميتة” (19: 35).
أخبار الأيام الأول : “ونهبوا ماشيتهم جمالهم خمسين ألفا وغنما مئتين وخمسين ألفا وحمير ألفين وسَبَوْا أناسا مئة ألف” (5: 21). “وأخذ داود منه ألف مركبة وسبعة آلاف فارس وعشرين ألف رجل وعرقب داود كل خيل المركبات وأبقى منها مئة مركبة. فجاء آرام دمشق لنجدة حدرعزر ملك صوبة فضرب داود من آرام اثنين وعشرين ألف رجل” (18: 5ـ6).
أخبار الأيام الثاني : “فانهزم بنو إسرائيل من أمام يهوذا ودفعهم الله ليدهم. وضربهم أبيّا وقومه ضربة عظيمة فسقط قتلى من إسرائيل خمس مئة ألف رجل مختار. فذلّ بنو إسرائيل في ذلك الوقت” (13: 16ـ20). “وقتل فقحُ بن رمليا في يهوذا مئة وعشرين ألفا في يوم واحد. الجميع بنو بأس. لأنهم تركوا الرب إله ابائهم (…) وسبى بنو إسرائيل من اخوتهم مئتي ألف من النساء والبنين والبنات ونهبوا أيضا منهم غنيمة وافرة وأتوا بالغنيمة إلى السامرة” (28: 6ـ8).
استير : :فضرب اليهود جميع أعدائهم ضربة سيف وقتل وهلاك وعملوا بمبغضيهم ما أرادوا. وقتل اليهود في شوشن القصر وأهلكوا خمس مائة رجل” (9: 5ـ6). “فقالت استير إن حسن عند الملك فليعط غدا أيضا لليهود الذين في شوشن ان يعملوا كما في هذا اليوم ويصلبوا بني هامان العشرة على الخشبة” (9: 13).
مزامير : “اعبدوا الرب بخوف واهتفوا برعدة. قبّلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق لأنه عن قليل يتقد غضبه” (2: 11ـ12) [وفي النص الفرنسي توجد كلمة “قدميه” بدلا من “الابن”]. “طوبى لمن يمسط أطفالك ويضرب بهم الصخرة” (137: 9) !
أشعيا : “وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لآن فم الرب تكلم” (1: 20). “هو ذا الرب يخلي الأرض ويفرغها ويقلب وجهها ويبدد سكانها (…) تفرغ الأرض إفراغا وتنهب نهبا لآن الرب قد تكلم بهذا القول” (24: 1ـ3).
ارميا : “هأنذا املأ كل سكان هذه الأرض والملوك الجالسين لداود على كرسيه والمهنة والأنبياء وكل سكان أورشليم سُكراً وأحطمهم الواحد على أخيه الأباء والبناء معا يقول الرب. لا أشفق ولا أترأف ويجعله ظلاما دامسا” (13: 14ـ15).
مراثي ارميا : :ايادي النساء الحنانين طبخت أولادهم. صاروا طعاما لهم في سحق بنت شعبي. أتم الرب غيظه. سكب حموّ غضبه وأشعل نارا في صهيون فأكلت أسسها” (4: 10ـ11).
حزقيال : “وتأكل كعكا من الشعير على الخراء الذي يخرج من الإنسان. تخبزه أمام عيونهم. وقال الرب هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النجس بين الأمم الذين أطردهم إليهم (…). قد جعلت لك خِثْىَ البقر بدل خراء الإنسان فتصنع خبزك عليه” (4: 14ـ15). لأجل ذلك تأكل الأباء الأبناء في وسطك والأبناء يأكلون أباءهم وأجري فيك أحكاما وأذري بقيتك في كل ريح (…) ثلثك يموت بالوباء وبالجوع يفنون في وسطك وثلث يسقط بالسيف من حولك وثلث أذريه في كل ريح وأستل سيفا وراءهم” (5: 10 و12). “تأكلون لحم الجبابرة وتشربون دم رؤساء الأرض كباش وحملان واعتدة وثيران كلها من مسمنات باشان. وتأكلون الشحم إلى الشبع وتشربون الدم إلى السكر ذبيحتي التي ذبحتها لكم” (39: 18ـ19).
عاموس : “لذلك هكذا قال الرب امرأتك تزني في المدينة وبنوك وبناتك يسقطون بالسيف وأرضك تقسم بالحبل وأنت تموت في أرض نجسة وإسرائيل يسبي سبيا عن أرضه” (7: 17).
ناحوم : “الرب إله غيور ومنتقم. الرب منتقم وذو سخط. الرب منتقم من مبغضيه وحافظ غضبه على أعدائه (…) غيظه ينسكب كالنار والصخور تنهدم منه” (1: 2 و6).
صفنيا : “نزعا أنتزع الكل عن وجه الأرض يقول الرب. أنزع الإنسان والحيوان. أنزع طيور السماء وسمك البحر والمعاثر مع الأشرار وأقطع الإنسان من وجه الأرض يقول الرب” (1: 2ـ3).
حجّي : “وأقلب كرسي الممالك وأبيد قوة الأمم واقلب المركبات والراكبين فيها ويخط الخيل وراكبوها كل منها بسيف أخيه” (2: 22).
متّى : [يقول يسوع]: “وسيسلّم الأخ أخاه إلى الموت والأب ولده. ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم” (10: 21). “لا تظنوا إني جئت لألقي سلاما على الأرض. ما جئت لألقي سلاما بل سيفا. فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته” (10: 34ـ36).
لوقا : [ويقول يسوع]: “جئت لألقي نارا على الأرض. فماذا أريد لو اضطرمت” (12: 49). “أتظنون إني جئت لأعطي سلاما على الأرض. كلا أقول لكم. بل انقساما. لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين ثلاثة على اثنين واثنين على ثلاثة. ينقسم الأب على الابن والابن على الأب. والأم على البنت والبنت على الأم. والحماة على كنتها والكنة على حماتها” (12: 51ـ53). “أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي” (19: 27) !!
***
من تلك الشذرات التي طالعناها ندرك أن ظاهرة الشيطنة هي نقطة محورية أساسية في الكتاب المقدس، والسبب الأساس لذلك التطرف الصهيوـ مسيحي. إنها سبب كل تلك الحروب الهمجية التي يقودها الغرب المتعصب ضد الإسلام والمسلمين. فذلك الإله الانتقامي النزعة، الذي يتم وصفه في آلاف الآيات المهينة، الذي يأمر بالمجازر ويسفك أنهارا من الدماء والرعب والبشعات، ذلك الإله الذي ينتقم بوحشية، والذي تشرّب أتباعه توجيهاته الإجرامية حتى الثمالة، وذلك الفيض من الكراهية والتعالي والتعصب والتفرقة العنصرية، من المحال أن يتم فرضه على الكرة الأرضية ببدعة “تنصير العالم” الإجرامية.
فالقرآن، الذي يحاربه ذلك الغرب بضراوة غير مسبوقة، يتكوّن من 6236 آية تضمها 114 سورة. ستة وعشرون آية منها تتعلق بالجهاد ؛ وثمانية وثلاثون بالحرب ؛ وستة بالنفير. وهو ما يمثل سبعون آية من مجمل 6236، وباقي القرآن، أي الستة آلاف ست ستون آية تتناول تنظيم الحياة الدنيا والآخرة بترابط محكم لا انفصال فيه. واختيار سبعون آية لها أسباب نزولها، بما ان اليهود والنصارى قد حادوا عن رسالة التوحيد بقتل الأنبياء وبتأليه يسوع، فلا يحق لهم التذرع بآيات سبعين، لها حجتها، لمحاربة الإسلام والمسلمين. ولا يدل ذلك إلا على تعصب وعنصرية فاقدة البصر والبصيرة..
ثم، ما القول في الكتاب المقدس وكتبه الستة وستون، التي تتضمن 1100 إصحاحا وحوالي 31000 آية، أكثر من نصفها يعد بمثابة فرازة بشعة للإرهاب ؟!
زينب عبد العزيز
20 أغسطس 2016