في الجزائر الحالية هناك الكثير من الصراعات القائمة سواء بطريقة علنية او مخفية بين جميع الاطراف وفي جميع الاتجاهات.
صراع اصحاب المال مع اصحاب النفوذ.
صراع الدعاة والرقاة واصحاب القميص والجلباب مع اصحاب التحرر والتحضر والميني والبيكيني.
وبدانا نلاحظ ايضا صراع التشيع والسلفية.
فقد ظهرت لنا بعض رؤوس المذهب الشيعي والمتخندقة تحت مبادئ المقاومة و الحرية الفكرية والعقائدية، وهي تجربة مشابهة في بداياتها لبدايات التيار السلفي في السبعينات و الثمانينات ولكن بانعدام صورة المواجهة المباشرة مع السلطة، ولا ندري أهذا راجع لطبيعة سلمية حقيقية لهذه الفئة ام هو مبدا التقية وانتظار ارتفاع عدد الاتباع او انهيار تام للنظام.
صراعات كما قلنا في جميع الاتجاهات.
ولكن ما شد انتباهنا في كل هذه الفئات والتنظيمات والتوجهات، هو غياب الطبيعة الجزائرية والهوية الجزائرية فيها.
فالجزائري كان دائما متدينا على طريقته، متحررا على طريقته، متطرفا على طريقته.
فحسب ما عشناه وتربينا عليه في بلادنا الغالية فان الجزائري يصلي ويصوم بطريقة مثالية ويتلاحم مع اخيه ويدعمه ويضحي من اجله ويجلس معه ويخالطه بنية وصدق وصفاء رغم ان الاخ قد يكون من شاربي الخمر ومعتادي ملاهي الرقص، ولكن لكلاهما حدوده ولكلاهما اسس جزائرية لا يمكن التعدي عليها او تجاوزها ولو فقد كل واحد منهما حياته في سبيل الحفاظ على هذه الحدود والاسس.
التدين على الطريقة الجزائرية تدين مليء بالتسامح والتراحم، والتحرر على الطريقة الجزائرية ايضا تحرر مليء بالاحترام والود.
ولكن منذ فترة التسعينات وبعد العشرية السوداء تجسدت ثقافة الاقصاء لدى كل طرف وغابت الملامح الجزائرية عن كل الوجوه.
فالمتدين الجزائري صار كالسعودي او الايراني او الافغاني…
والمتحرر الجزائري صار اوروبيا او امريكيا او….
فكما تركوا القشابية والسروال بودليوة، نراهم اليوم يتركون الهوية الجزائرية ويتركون النظرة الجزائرية للامور ويتخبطون تحت الوان الكثير من الهويات الغربية والشرقية، وذكرونا بمثل جزائري يقول بان الحمامة حاولت تقليد مشية الغراب فلا هي مشت مثله ولا هي حافظت على مشيتها.
فلنعد الى جزائريتنا مهما كانت توجهاتنا.
أدين الزين
13 جوان 2016