نعم جاليتنا لا زالت تتعثر مع كل بدية إشراقة هلال رمضان جديد من كل سنة، وهي فعلا أيام و ليلي تمر فيه جاليتنا بمخاض أزمة مادية و روحية تكدر عليهم صفو الاخوة.. إنها أزمة “الحلال والهلال “، كما وصفها أستاذنا المرحوم الدكتور طه جابر العلواني ، مؤسس المعهد العالمي للفكر الاسلامي في أمريكا.. نعم أزمة مزدوجة، روحية بالنسبة لرؤية الهلال، ومادية بالنسبة للحم الحلال.. نعم أزمة حقيقة غذتها نعرات مذهبية ضيقة و غذاها تشرذم الدول الاسلامية و بعض بارونات الجماعات الاسلامية في الغرب الذين باسم الدين يتاجرون في الدين.. لما لا و نحن نقرأ في وسائل الاعلام اليوم أن 80 في المائة من اللحم الحلال في فرنسا ليس حلالا، وأن هناك العديد من المستحضرات المصنفة “حلال” يستعمل فيها لحم الخنزير على أنه لحم بقر حلال، كما كشف أخيرا في مجلة ” كابيتال” الفرنسية، الصحافي جيل تنقي، بأن هناك 3 مؤسسات تجارية كبرى عريقة ومعروفة على حد قوله في فرنسا، تسوق لحم الخنزير على أنه لحم بقر حلال للمسلمين، ليس هذا فقط بل هذه اللحوم، مختوم عليها ” حلال” من طرف مساجد و هيئات إسلامية معروفة، نفس ما عشناه نحن في ألمانيا وسويسرا منذ سنة تقريبا، لما قبضت هيئات المراقبة البيطرية السويسرية على مسوقي لحم الخنزير لبائعي الكباب التركي على أنه لحم حلال، والمشكلة حتى ولو انها حلت نظريا، يدفع الجاني الغرامة المفروضة عليه، لكن محله لازال مفتوحا و يشتغل دون أدنى حرج ..
أما المشكلة الثانية فهي “مشكلة الهلال”، أي مشكلة رؤية الهلال، بحيث تتخبط جاليتنا في انتظار الرؤية لآخر لحظة، علما أن فقهاء الاسلام وعلماء فلك، رفعوا عنا الحرج، بأدلة قطعية، لأننا أولا أقلية في بلاد غير مسلمة، هذا لا يعني أننا نرفض الرؤية، لا ..الرؤية على الرأس و العين في بلاد المسلمين عامة، و لا إشكال فيها، إذ ما أن يعلن التلفزيون الرسمي في بلد إسلامي ما، أنه غدا بداية رمضان أو نهايته، كل المؤسسات تنصاع، بلا أدنى حرج، لأن المجتمع مسلم 100 بالمائة، لكن في الغرب، الوضع يختلف جذريا، خاصة بالنسبة للاحتفال بالعيد يجب حجز قاعة منذ أشهر أو سنة مسبقة، ويجب طلب عطلة خاصة لذلك. أما في الدول الغربية التي اعترف فيه بالإسلام كدين رسمي، فلأمر أيسر، كما هو الحال هذه السنة في نيويورك و بعض المدن الامريكية، فالعيد معترف به لجاليتنا رسميا كعطلة وطنية، فقط يجب تقديم التاريخ مسبقا للمؤسسات و المدارس ليكون عطلة رسمية كما هي العطل الرسمية الدينية لباقي الديانات الاخرى في البلد …
نعم هناك إشكالية ” الحلال والهلال” بالنسبة لجاليتنا في الغرب، كيف نتعامل مع القضايا التي يثيرها وجود المسلمين بكثافة خارج المحيط الجغرافي والتاريخي الإسلامي المعهود؟
ضرورة عمل جاليتنا بفقه الاقليات
وللإجابة على هذه التساؤلات يقول فقيه العصر الأصولي البارع المرحوم الدكتور طه جابر العلواني : لا يمكن إدراج “فقه الأقليات” في مدلول “الفقه” كما هو شائع الآن – أي فقه الفروع – بل الأولى إدراجه ضمن “الفقه” بالمعنى العام الذي يشمل كل جوانب الشرع اعتقاداً وعملاً، بالمعنى الذي قصده النبي- صلى الله عليه وسلم- في قوله: “من يُرِدِ الله به خيراً يفقهه في الدين”، ومن هنا كانت ضرورة ربط هذا الفقه بالفقه الأكبر وضعاً للفرع في إطار الكل، وتجاوزاً للفراغ التشريعي أو الفقهي. ومعنى هذا أن فقه الأقليات هو فقه نوعي يُراعي ارتباط الحُكم الشرعي بظروف الجماعة وبالمكان الذي تعيش فيه، فهو فقه جماعة محصورة لها ظروف خاصة، يصلح لها ما لا يصلح لغيرها، ويحتاج متناوله إلى ثقافة في بعض العلوم الاجتماعية، خصوصاً علم الاجتماع والاقتصاد والعلوم السياسية والعَلاقات الدولية
فإذا سأل سائل- مثلاً- هل “يجوز” للأقليات المسلمة أن تشارك في الحياة السياسية في البلد المقيمة فيه، بما يحفظ لها حقوقها، ويمكنها من مناصرة المسلمين في بلدان أخرى، ويبرز قيم الإسلام وثقافته في البلد المضيف؟ فإن الفقيه الواعي بعالمية الإسلام وشهادة أمته على الناس، وبالتداخل في الحياة الدولية المعاصرة لن يقبل السؤال بهذه الصيغة؛ بل سينقله من منطق الترخص السلبي إلى منطق الوجوب والإيجابية، انسجاماً مع ما يعرفه من كليات الشرع وخصائص الأمة والرسالة
لا لشيء إلا لأن الإسلام في العقود الأخيرة استوطن بلداناً كثيرة؛ مما استدعى أن يكون لهذه البلدان إطار فقهي خاص بها، يراعي خصوصيتها؛ حيث بدأ المسلمون يواجهون واقعًا جديداً يثير أسئلة كثيرة جدًّا تتجاوز القضايا التقليدية ذات الطابع الفردي المتعلقة بالطعام المباح، واللحم الحلال، وثبوت الهلال، والزواج بغير المسلمة…إلى قضايا أكبر دلالة وأعمق أثراً ذات صلة بالهُويَّة الإسلامية، ورسالة المسلم في وطنه الجديد، وصلته بأمته الإسلامية، ومستقبل الإسلام وراء حدوده الحالية.
“فقه الأقليات” لم يأت من فراغ وليس مجرد ذكاء
و يؤكد د. طه جابر أيضا في كتابه (مدخل إلى فقه الأقليات) أن مفهوم “فقه الأقليات” لم يأت من فراغ وليس مجرد ذكاء فردي من باحث أو كاتب، بل هو فكرة وقضية تمثل حصيلة عشرات اللقاءات والحوارات والمناقشات المستفيضة حول أسئلة لم تعرفها البيئات المسلمة التي ارتحل المسلمون المقيمون في الغرب عنها إلى هذه البيئات الغريبة في أمريكا وأوروبا
قائلا :” لقد كان الجيل الأول من المسلمين القادمين إلى هذه الديار الأمريكية قد شغل بقضيتين أعطاهما من الحجم ما كان ملائماً لهموم واهتمامات أولئك المسلمين الذين يمثلون بقايا “العالمية الإسلامية الأولى” هما “الحلال” و”الهلال”. والحلال يراد به اللحم الحلال، وهل للمسلم أن يطعم لحوم أهل الكتاب فيسمي ويأكل أو لا بد من أن يذبح بنفسه فلا يأكل إلا ما ذبحه مسلمون بوسائلهم وبأساليبهم وشروطهم. أما قضية الهلال فتتعلق بثبوت دخول شهر رمضان وخروجه وتحديد يومي الفطر والأضحى، وهل يجب على المسلمين أن لا يصوموا ولا يفطروا حتى يرى نفر منهم – واحداً أو أكثر- الهلال بالعين المجردة، أو يمكن الأخذ بالحساب الفلكي أو متابعة البلدان المسلمة ؟.
مضيفا بقوله “إذا كانت الشريعة وضعاً إلهياً ثابتاً لا يقبل التغيير فإن الفقه في الشريعة فهم بشري قابل للتأثر بكل ما يؤثر على الفكر البشري من مؤثرات زمانية أو مكانية أو ثقافية أو بيئية”
ومن أمثلة ذلك: القديم والجديد من مذهب الأمام الشافعي، فالمشهور أن “القديم” هو ما قاله في العراق إفتاءً أو تصنيفاً، وتلقاه عنه تلامذته العراقيون أحمد بن حنبل، وأبو ثور والزعفراني والكرابيسي ومن إليهم. و”الجديد” ما قاله بمصر حينما تغيرت رؤيته للمسائل وتكييفه لها، وظهرت له أدلة لم تكن حاصلة له من قبل، إذ بلغته أحاديث لم تبلغه حين كان في بغداد يدوّن مذهبه القديم.
اجتماع الأمين العام لرابطة العام الإسلامي بإطارات العمل الإسلامي في سويسرا
و لتقريب فهم ذلك و التيسير على جاليتنا في الغرب، برزت في الساحة الأوروبي خلال هذا الأسبوع نشاطات إسلامية دولية ومحلية مكثفة، منها انتقال معالي الأمين العام لرابطة العام الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي من فرنسا إلى سويسرا أين عقد اجتماعا مع رؤساء الجمعيات والمنظمات والمراكز الإسلامية في المؤسسة الثقافية الإسلامية جنيف حضر الاجتماع سعادة السفير أحمد بن محمد البياري المشرف والمدير العام لمؤسسة الثقافة الاسلامية وممثل رابطة العالم الاسلامي لدى الأمم المتحدة ونائبه فضيلة الدكتور أحمد فهد المارك..
حيث دعا الدكتور التركي الحضور إلى التعاون مع كافة المؤسسات والجمعيات التي تنتهج الاعتدال والوسطية، وتقبل الحوار والتعاون ، لان هذه المراكز هي من يتابع شئون الاقليات المسلمة ومعرفة أوضاعها والتحديات التي تواجهها في غاية الأهمية.
ثم استمع معالي امين الرابطة و مرافقيه الى عدد من المداخلات والملاحظات التي ذكرها رؤساء الجمعيات والمنظمات و المراكز الإسلامية، منها ضرورة مساعدة القائمين على العمل الإسلامي والسعي لتوحيد جهودهم، بتزويدهم بدورات شرعية عند الاقتضاء، علما أنهم منظمون، وفق هيئات بعضها إثني وآخر عرقي، يصعب تجاوزها مرحليا، لأن الدين في سويسرا من تخصص المقاطعات وليس الدولة الفيدرالية، وأيضا، وهو الأهم فإن الإسلام غير معترف به رسميا كالمسيحية و اليهودية، كما أثيرت نقطة توحيد بداية و نهاية رمضان في البلد الواحد، بانه لا يصح في المدينة الواحدة و أحيانا في المسجد الواحد أن يكون هناك صائم و جاره فاطر، لكن الشيخ التركي ركز على أن الاختلاف وارد، ووحدة المسلمين واجب، و الأمور تحل بالتراضي و حسب ما يناسب كأقلية مسلمة في الغرب، لأن ” أهل مكة أدرى بشعابها” أو كما يقول المثل، بل قل ” أهل الغرب أدرى بشعوبها” على حد تعبير شيخنا العلامة محمود بوزوزو، رحمه الله، وأوصى عموم المسلمين بعدم الإنكار على بعضهم في مثل هذه المسائل الاجتهادية، وعدم تعكير أجواء العبادة والروحانية في رمضان بالخلاف والتنازع والشقاق.
ألمانيا ، الغلبة لمبدأ “المرونة والسعة في وقت السحور والفجر”
و بذات المناسبة طالبت لجنة الفتوى الألمانية في ندوة مماثلة، مراعاة طول نهار الصيف ومشقة الصيام فيه، داعية الصائم الأوروبي ألا يشك في صومه إذا أمسك على الدرجة 13 ووجد أن ضوء الصبح قد اقترب من الظهور، فلذلك ما يؤيده من النصوص الجلية الواضحة، ومنها، حديث زر بن حبيش قال: قلت لحذيفة: “أي ساعة تسحرتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو النهار غير أن الشمس لم تطلع.
كما حث النبي “ص” على الإسفار بالفجر بقوله: (أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر).. وفسر الحنفية الإسفار بانتشار الضياء،
وما جاء من تفسير الخيط الأبيض بأنه: لون الصبح منفتق
و قولهم “كان معمر يؤخر السحور ويسفر، حتى يقول الجاهل ما له صوم”، فهذه النصوص وغيرها تبين المرونة والسعة في وقت السحور والفجر، والأخذ به آكد في حالتنا، لعدم معرفة بداية وقت الفجر وكذلك لقصر ساعات الليل” ، كما جاء في بيان الهيئة الالمانية.
إجتماع ممثلي 60 دولة بإسطنبول في “مؤتمر توحيد التقويم الهجري الدولي”
و في إسطنبول بمناسبة بداية رمضان أيضا اختتم “مؤتمر توحيد التقويم الهجري الدولي” ، بتنظيم من رئاسة الشؤون الدينية في تركيا، ومشاركة مركز الفلك الدولي والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث والعديد من المجامع الفقهية والعلمية ولجان الفتوى في أكثر من 60 دولة في العالم
وشارك في المؤتمر ممثلون عن العديد من المؤسسات الفلكية والمؤسسات التي تصدر التقاويم في العديد من البلدان، وأهمها المشروع الإسلامي لرصد الأهلة وتقويم أم القرى والهيئة المصرية العامة للمساحة، والاتحاد الإسلامي بأمريكا الشمالية، بالإضافة إلى ممثلي مؤسسات الفتوى في العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية والأمريكتين وأستراليا وروسيا وغيرها..
ويهدف المؤتمر حسب البيان الختامي إلى “توحيد المسلمين في شعائرهم، بحيث يكون هناك تقويم هجري معتمد واحد، يجمع المسلمين على الصيام، والأعياد، والمناسبات الدينية المختلفة، بدلا من التقاويم الخاصة بكل بلد.
تركيز خاص على واقع الأقليات المسلمة في الغرب
مع تركيز خاص على تأثيره في واقع الأقليات المسلمة في الغرب، والتي لا تمتلك مؤسسات دينية ملزمة للجميع، مما يؤدي إلى انقسامهم في هذه المناسبات، والذي بدوره يؤثر على وحدة كلمتهم، وعلى سمعتهم وسمعة الإسلام في مجتمعاتهم الغربية
واتفق خلال المؤتمر على معايير وشروط يجب أن يتضمنها التقويم، وهي الاعتماد على الحساب الفلكي، والاعتماد على الرؤية الحكمية بحيث يشترط إمكانية رؤية الهلال لا مجرد ولادته
وتبلورت المشاريع المقدمة في المؤتمر إلى مشروعين رئيسيين. الأول أن يكون هناك تقويم واحد للعالم كله شرقه وغربه، تكون فيه بدايات الشهور القمرية موحدة في أنحاء العالم، وينطلق هذا المشروع من القول الفقهي المشهور الذي أجمع عليه جمهور العلماء بأنه “لا عبرة باختلاف المطالع”، فمتى رئي الهلال في بلد لزم جميع المسلمين العمل على تلك الرؤية
أما المشروع الثاني فينقسم إلى نطاقين: شرقي يضم قارة آسيا وأستراليا وأفريقيا وأوروبا وفيه جميع دول العالم الإسلامي، وغربي يضم الأمريكتين الشمالية والجنوبية. بحيث إذا أمكنت رؤية الهلال في أي بقعة من الأمريكتين فقط فإنه يلزم سكان الأمريكتين ولا يلزم بقية دول النطاق الشرقي. وينطلق هذا المشروع من القول الفقهي الذي يقضي بأن “الاعتبار باختلاف المطالع”، وعليه فقد حدد للكرة الأرضية مطلعان فقط.
التقويم الهجري الموحد مطلب يحلم به العالم الاسلامي لتضييق دائرة الخلاف ، لكن ..
ووصف المؤتمر في بيانه الختامي التقويم الهجري الإسلامي الموحد بأنه “مطلب تحلم به جموع المسلمين في العالم لتضييق دائرة الخلاف وأسباب الانقسام… وهو أيضا مسؤولية كبرى يشترك فيها الحكام والعلماء والفلكيون والمثقفون والمسؤولون في المؤسسات الإسلامية والدعوية على حد سواء” ،
وسعيا لتوحيد المسلمين في أوروبا وتحقيقا لوحدتهم وخدمة لمصالحهم وتجنيبهم مخاطر التفرقة والاختلاف وبخاصة في القضايا الإسلامية المهمة كتحديد المواقيت الشرعية وبداية الأشهر القمرية أوصى المؤتمر المسلمين الذين يعيشون في بلاد غير إسلامية بأن يتحدوا على كلمة سواء من خلال الاعتماد على تقويم واحد حيث لا يجوز شرعا اختلاف أهل بلد واحد حول صيامهم وأعيادهم بل يجب عليهم الالتزام بما يصدر عن مرجعيتهم الشرعية كالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث ومجلس الفقه الإسلامي لشمال أمريكا والشؤون الدينية التركية و رابطة العالم الاسلامي في ذلك البلد وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون”.
وبعبدا عن سجال ” الحلال و الهلال” ومع إطلالة شهر الصيام والقيام الذي اجمعت الامة شرقها و غربها على صيامه اليوم الاثنين، وهي فرصة لوحدة الصف.. لا يسعنا إلا نتقدّم بأطيب التهاني والمباركات.. بحلول شهر رمضان المبارك.. سائلين المولى عزّ وجلّ أن يعيننا على أداء حقه.. واغتنام أيامه ولياليه.. فنصومه حق الصيام. ونقومه حق القيام.. وأن يتقبل الله طاعاتنا.. ويفرّج كرباتنا.. ويعيده علينا وعلى أهلنا في كافة أرجاء عالمنا .. وعلى أبناء أمتنا في كلّ مكان بالخير والفرج والتخلص من قيود الطغيان والاستيداد .. وأقصانا الأسير وفلسطيننا السليبة قد تخلصا من أغلالهما عادا إلى امتهما، وكل عام وأنتم بخير.
محمد مصطفى حابس
7 يونيو 2016