بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله ومن نهج نهجه إلى يوم الدين
رأس مال الإنسان إنسانيته، خلق الناس متساويين في رأسمالهم، يملكون إنسانيتهم: “يولد المولود على الفطرة” إنسانية الإنسان لا ينازعه فيها مخلوق من غير بني آدم، لقد سخر الله لهم الأرض والسماء والماء والهواء، وزودهم بمفاتيحها جميعا، فهم في ذلك سواء، ثم أرسل إليهم الأنبياء والرسل، أن كلوا واشربوا وسبّحوا الله أن هداكم وأمنكم على انفسكم وعلى ما في الأرض جميعا، فكل ما فيها بميزان، خيراتها ونعيمها تسعكم جميعا فلا تبخسوا الميزان، ووعدهم بخير من ذلك كثيرا، فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فجعل المسألة كلها غيبا وربطها بمنبهات تعينك يا ابن آدم على الاختبار، فأنت في ذلك مخيّر، السقم منبّه والصحة منبّه، الألم منبّه واللذة منبّه، الموت منبّه والمال والبنون منبّه، ثم أمرهم سبحانه أن سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المتقين، وأمرهم بالقراءة وأخبرهم أنها سبيل النجاة في دنيا الناس، فهو سبحانه علّم الإنسان ما لم يكن يعلم وقرن ذلك بالقراءة وفقط بالقراءة، فالكون بقوانينه وسننه قائم على القراءة، وفي الوقت نفسه ربط سبحانه تلك القراءة باسمه عز وجل، فنهانا عن الطغيان فيما بيننا وأشهد علينا رسله وعباده الصالحين وذكّرنا بمصيرنا حينا بعد حين منبّها إيانا أن السعادة الحقة هي أن يسعد الإنسان يوم يقوم بين يدي الله رب العالمين .
لقد أخبرنا سبحانه أن من نازع الإنسان هو الإنسان، نازعه في رأس ماله فأخذ منه إنسانيته، لم يرض قابيل بقسمته ونصيبه ونظر إلى قسمة أخيه ونصيبه، نظر إلى ما عند أخيه هابيل فنازعه فيه فقتله، فاختار الشر على الخير، فطغى قابيل حينما لم يحسن الظن بخالقه، ومنذ ذلك الحين صار الطغيان والقتل وسيلة غير مشروعة للنيل من رأس مال الإنسان، فكان بحق صورة الطغيان الأولى التي تولدت عنها باقي الصور والأشكال.
ينظر الإنسان إلى قسمته ونصيبه، ثم ينظر إلى قسمة ونصيب الآخرين، ذلك هو الاختبار، فإما الرضا ومن ثمة السلم والسلام والأمن والأمان وكل أوجه البر والإحسان، وإما الظلم والطغيان ومن ثمة القتل والخوف والقلق وكل أوجه الشر والإساءة والحرمان.
إن الرضا هو رأس كل قيمة في عالم القيم، أم الذين نازعوا الإنسان في رأس ماله فقد أساؤوا الظن بالله سبحانه حينما أشركوا به، ولما عجزوا عن الاختلاف في مصير الخلق وعودتهم ورجوعهم إلى خالقهم، حيث تساوى في ذلك الصغير والكبير، الحاكم والمحكوم، الغني والفقير، القوي والضعيف، السقيم والسليم، تساوى في ذلك الجميع، لا تقديم ولا تأخير، فكان ذلك شاهدًا ودليلا على وحدانية الخالق سبحانه، إذ لو تحقق اختلاف خروج الناس من دنيا الناس وارتبط ذلك بعامل اللون والجنس والقوة والمال والجاه والسلطان لكان المسيؤون على صواب، أما أن التعدد قد استحال في ذلك فإن الدليل على وحدانية الله قد قام في دنيا الناس، فمنذ خلق آدم عليه السلام كانت نهاية الإنسان واحدة، تساوى أمامها الجميع، لا تقديم ولا تأخير، الناس كلهم متساوون، حاكمهم ومحكومهم، عالمهم وجاهلهم، محسنهم ومسيئهم. فوالله لو اجتمعت الإنس والجن وكل ما في الكون، ما تقدّم وما تأخّر من شيء.
وحتى بالنسبة لأصحاب الاستدلال المنطقي فإن مثل هذا المقياس أو الميزان لا يمكن أن يكون في هذه المسألة سوى شاهدا على زيف تلك الآراء التي لا تستند إلى سند ولا تقوم على أساس في نظرتها للوجود وخالق الوجود، ثم إلى الإنسان وإلى رأس مال الإنسان.
قال الله سبحانه: “مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ” (الآية 91 من سورة المؤمنون).
وقوله سبحانه: “لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ” (الآية 22 من سورة الأنبياء).
وقوله: “أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ” (الآية 21 من سورة الأنبياء).
وبالعودة إلى منازعة الإنسان للإنسان في رأس ماله، يمكن أن نتساءل عن السبب؟ والجواب: هو هلع الانسان وجزعه ومنعه، يقول الله في محكم التنزيل: “إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُون” (الآيات 19 إلى 35 من سورة المعارج).
الهلع يتضمن جانبًا أساسيًا ومهمًّا في الإنسان وهو الخوف، والخوف يستلزم الحذر والحذر يساعد الإنسان في حياته، يساعده على ضمان سلامته وسلامة رأس ماله، أما الجانب السلبي فهو الاستثناء وهو متصل بدنيا الناس وتحديدًا بسلوك الإنسان في حالة عدم رضاه حينما لا يقنع بقسمته ونصيبه من خلال طمعه في قسمة ونصيب الآخرين، هذا ليس أصلًا، بل هو استثناء وخروج عن الأصل، أي خروج عن الحد الوسط الذي يقف حدا فاصلا بين نافية الـ “أنا” ونافية الـ”آخر”، إنه ابتعاد أو انحراف عن مركز الدوران، عن مبدأ الوسطية التي ارتضاها لنا الله. ثم ماذا يتولد عن الاستثناء؟ إنه الجزع تارة والمنع تارة أخرى، كل ذلك بسبب عدم رضى الإنسان برأس ماله ونصيبه، واعلم أن مصدر الشر بالنسبة للإنسان هو الإنسان نفسه، فإذا مسه الشر جزوعا، أي أنه بسبب طمع الإنسان في رأس مال إنسان أو جماعة من الناس يحدث الجزع، ويزداد كلما زادت درجة الطغيان، هذا بالنسبة للجزع، أما المنع فهو امتداد للجزع وأثر من آثاره، إذ لو لم يكن هناك جزع ما كان هنالك منع أصلا، فالإنسان بسبب هلعه وجزعه يتأثر سلبا فتجده حتى إذا أصابه خير يمتنع عن فعل الخير ظنا منه أن المنع سيبعد عنه شر الآخرين، وهذا معنى: إذا مسه الخير منوعا، إذن المنع ليس حالة مستقلة بذاتها أو سلوكا قائما بذاته، فهو نابع من سوء الظن وعدم الرضا، وهو مرتبط بجزع الإنسان وهلعه غير المبرر في كثير من الأحيان، وهذا يتوافق مع أبعاد قوله سبحانه: “مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ” (الآية 4 من سورة الأحزاب).
فالجزع والمنع مصدرهما واحد وهو الهلع كاستثناء، لأن الأصل في الهلع هو الخوف والخشية، وهل هناك أعظم من أن يخشى الإنسان خالقة فيتحول هلعه إلى طمأنينة واطمئنان وأمن وأمان وصلاح وإحسان. وإذن فقد سقط الزاعمون الذين اساؤوا الظن بقول الله عز وجل حينما أساؤوا الفهم واعتقدوا بهتانا وزوّرا أن الله سبحانه خلق الإنسان وخلق فيه صفة الهلع فكيف نلوم الإنسان حين يجزع وحين يمنع، أنظروا كيف سقطت حجتهم ويا ليتها كانت حجة.
إن مسالة الهلع أنستنا في صلاتنا وأثرت على طريقة كسبنا، فلا نحن رضينا ولا نحن ائتمنا.
إن الله سبحانه لم يتركنا لهلعنا في دنيا الناس ولم يتركنا هملا لطغيان الانسان بسبب عدم رضاه، لقد زودنا سبحانه برابط يربطنا به فنتذكر ونذكر، فمتى داومنا على الذكر استقمنا والتزمنا حدودنا وقنعنا بما قسم الله لنا فرضينا بنصيبنا ورأس مالنا، فذلك هو الحد الوسط، وكل ذلك سينعكس عبر الزمن على علاقتنا بخالقنا وخلائقه سبحانه، وينعكس ذلك أيضا على سائر عباداتنا فكأننا ندور بصلاتنا وزكاتنا وصومنا وحجنا من سعي وطواف، في سرنا وفي علننا، ندور حول المركز إنه توحيد الله في ملكوته سبحان الله عما يصفون، وإلا فما معنى الصلاة وما معنى الزكاة وما معنى الصوم وما معنى الحج إذا لم تتأكد شهادتنا وتتأكد وسطيتنا، بذلك فقط يستقيم حالنا ونتخلص من الجانب السلبي في هلعنا، وبذلك فقط لا يصيب صلاتنا وزكاتنا وصومنا وحجنا منع، نصلي وما أكثر المنع في صلاتنا، نصوم وما أكثر الجزع في صومنا، نزكي وما أكثر المنع في زكاتنا، نحج وما أكثر الجزع في حجنا، يقول الله سبحانه: ” أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)” (سورة الماعون).
لهذا السب كانت الصلاة عماد الدين ولهذا السبب كانت وستبقى الصلاة مصدر رضانا ومصدر راحتنا وسلامتنا وسلمنا وأماننا وأمننا.
أما الحديث عن الرأسماليات التي ولدت من رحم عدم الرضى وسوء الظن بالآخر فصورها متشابهة وتطبيقاتها نابعة من صميم شدة الهلع والجزع والمنع في أبشع صوره نتيجة الانحراف عن الحد الوسط الذي رضيه الله لنا، لقد أخطأ إنسان الغرب حينما برر مواقفه من خلال فلسفة الاستعلاء التي أفقدت عالمنا المعاصر توازنه وجماله وأناقته وصفاءه وبهجته، لقد أمعن الغرب في توسيع رأسماليته على حساب إنسانيته فأخذ من المستضعفين رأس مالهم وإنسانيتهم فأصيب بهلع شديد وجزع ومنع رهيب.
يقول الفيلسوف روجي غارودي: “ومن اليسير البرهان على النظرية الآتية: أن النمو والتخلف يرتبطان برباط جدلي، وأن علاقتهما المتبادلة هي علاقة شرط وإنجاب. وبعبارة مشخصة على نحو أعظم، إن شرط نمو الغرب إنما كان بالضرورة وليد نهب ثروات القارات الثلاث ونقلها إلى أوربة وإلى أمريكة الشمالية، وبالمقابل فإن الغرب هو الذي جعل ما نسميه العالم الثالث متخلفا. إن التخلف هو التعبير الدال على علاقة استغلال بلد بلدا آخر” (1).
وأيضا قوله: “وبعبارة ثانية، إن النمو والتخلف عنصرا منظومة واحدة، وهي المنظومة الرأسمالية. وإن تراكم الرأسمال الأولي، ثم الإنتاج الموسع الذي يسمى الآن زيادة قد تطورا خلال مراحل عدة: إبادة هنود أمريكة بدء من القرن السادس عشر، نخاسة العبيد السود التي أصبحت ضرورية لاستغلال المعادن وأراضي أمريكة التي قل سكانها بنتيجة تلك الابادة الجماعية، ثم بدء من الثورة الاقتصادية التي جعلها التكديس أمرًا ممكنًا، لم يعد الاسترقاق يسمح بالإفادة من التقنيات الجديدة، وأن إلغاء الرق، وبدء الحركة الاستعمارية بالمعنى الصحيح، أي السيطرة السياسية والعسكرية على إفريقية وعلى القسم الأكبر من آسية لتأمين الاستثمارات ذات الريع الأعظم في الصناعة وفي التجارة، وذلك بفرض السعر الادنى على اليد العاملة، والأسعار الأعلى للمنتجات المستوردة فرضًا بالقوة” (1) .
هكذا أقام إنسان الغرب رأسماليته على حساب رأسمال الآخرين وإنسانيتهم، فاستهدفهم في نصيبهم وقسمتهم وحياتهم مستهدفا بذلك إنسانيته وإنسانيتهم على حد سواء، والأسف كل الأسف هو شدة الهلع الذي صار يعيشه الغرب في عمومه والجزع والمنع الذي أصابه، والأسف كل الأسف أن ذلك انعكس عبر الزمن على إنسان عالمنا المتخلف الذي فقد توازنه، فلم يعد يسمع ولم يعد يعي ما يدور بين يديه ومن خلفه.
وإذن فلم تعد تنفعنا ثرثرتنا ولا كلماتنا المقطوعة ولا هروبنا من مواجهة هلعنا وجزعنا وامتناعنا، فإما توبة نصوح ورضا ثم رضا فإصلاح ذات بيننا وتحمل أوجاعنا، وإما فالهلع يأخذ منا ما تبقى من راس مالنا وإنسانيتنا، وثقوا فلا معنى بعد ذلك لممالكنا وأوطاننا إذا بقيت لنا أوطان، أما الغرب فلن تذهب به أنانيته وغطرسته ومكره واستعلاءه بعيدًا، فعين الله لا تنام، يقول الله سبحانه: “وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” (الآية 20 من سورة الأنفال)، فإذا كان هذا الخطاب موجها من الله الواحد الأحد إلى خاتم الأنبياء والرسل عليهم جميعا سلام الله، فإن مثل هذا الخطاب سيسع أمة التوحيد وسيصلها بإذن ربها، متى وحّدت وشهدت وصلّت وصبرت.
يقول سبحانه: “وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” (الآية 4 من سورة آل عمران).
أما أحرار عالمنا اليوم فإنّ أمامهم فرصة كي يصحّحوا مسار الفكرة ومسار الممارسة، فليختاروا مسارهم وفلكهم، فكما أن لليل والنهار والشمس والقمر فلك، فأولى بالإنسان أن يكون له فلك، وكما أن الليل والنهار والشمس والقمر في حالة دوران، فأولى بالإنسان أن يكون حدًا وسطًا في حالة دائمة من الدوران، الليل والنهار والشمس والقمر في حالة دائمة من التسبيح، فكيف بالإنسان لا يسبح لله.
يقول الله سبحانه: “وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” (الآية 33 من سورة الأنبياء).
أنظروا إلى تعاقب الليل والنهار، والشمس والقمر، كلها في رضى تام، سبحان الله، لا تقديم ولا تأخير، لا صعود ولا نزول، كلها تشهد على وحدانية الله ورضوانه، وسبحان الله الذي جعل للإنسان نصيبا من هذا التسبيح، إنه من رحمة الله بالإنسان، لنا نصيب من الليل ونصيب من النهار، نصيب من نور القمر بالليل ونصيب من نور الشمس بالنهار لا صعود ولا نزول ولا طغيان، دائما في تسبيح دائما في دوران، هذه عبرة لمن أراد أن يكون في فلك أمة الشهادة، “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً” (الآية 143 من سورة البقرة).
بشير جاب الخير
12 ماي 2016
الإحالة:
(1) روجه غارودي، حوار الحضارات، منشورات عويدات، بيروت باريس، الطبعة العربية الثانية، ترجمة الدكتور عادل العوا، الصفحتان 45 46.