عالم أفضل
إلى أين نتجه في زمن غابت عنه المرجعيات؟
فلا الدين ولا العرف ولا المألوف هو ما ينير درب خطواتنا.
بل هي الفوضى.
الفوضى في كل شيء.
فوضى الأفكار.
فوضى التوجهات.
فوضى في اختيار القدوة وصورة البطل.
فوضى في كل شيء.
فسطحية الأغلبية وسطحية التعامل مع أمور الحياة حتى البسيطة منها لا يبعث على الأمل في غد أفضل ولا الأمل في جيل أفضل بمبادئ أفضل وعالم أفضل.
والاستهتار بأساسيات الحياة ومبادئ التعامل مع الأمور ومع الغير لا تبعث على الأمل.
ففي هذا الزمان كما هو سهل التخلي عن الهاتف أو المحمول أو تغيير اللعبة، سهل التخلي عن الصديق أو الحبيب أو العائلة.
سهل الثورة على الزعيم والتضحية بالوطن.
آباؤنا كانوا لا يملكون، لا يأكلون، لا يفرحون.
كانوا مستعبدين.
لكنهم صبروا وأنجزوا ما يجب.
أنجزوا أعمالهم كمستضعفين وقدّموا أرواحهم عند اللزوم لأجل الوطن.
أمهاتنا أطَعن، أوفَين، ربَّين، أحبَبن، قمن بالكثير من أجل الرجل والوطن.
زعماؤنا تكلّموا، فكّروا، غيّروا، تغيّروا، ماتوا من أجل الوطن، من أجل فكرة حتى ولو جانبت الصواب.
أما اليوم ففي الصداقة الخيانة مشروعة، وفي الحب الخيانة مشروعة، ومع الزعيم والوطن الخيانة مشروعة.
وأغلبنا يبني عالمه على نفاق وكذب حتى مع أنفسنا.
والحل لغد أفضل يبدأ بتغيير الذات.
فصراحة وصدق أكثر في كلّ ما نقوم به.
والوفاء، خاصة في تعليم الأولاد سيكون خطوة من خطوات بناء عالم أفضل.
أدين الزين
24 أوت 2015
***
تجارة البشر
لقد تعلمنا منذ القديم أن أهم ثروة هي الإنسان.
وفي ظل الوضع الراهن الذي تمر به جل الدول الفقيرة أو دول العالم الثالث ومنها الجزائر فإننا ننصح بالاستثمار في صناعة لا تبلى ولا تقدم وهي صناعة الإنسان.
إن الوصول الى درجة عليا وازدهار دائم للدولة والشعب معا يعتمد على شيئين اثنين وهما المال والعامل الكفؤ.
فكل مجال يحتاج إلى صاحب الكفاءة العلمية والبدنية ويحتاج إلى مال يمول ويحقق كل جوانب هذا المجال أو العمل.
ومنه فلنقم بالاستثمار في الإنسان حسب حاجاتنا وحسب حاجة الدول الأخرى خاصة الدول الغنية التي تعاني من مشكل قلة الإنسان العامل الكفء.
وكمثال لذلك إننا نرى جميعا حاجة أوروبا الدائمة للاعبي كرة القدم وكيف تمدّهم أفريقيا وأمريكا اللاتينية بهؤلاء اللاعبين الذين نعتبرهم سلعة صُدّرت من أفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى أوروبا الغنية.
وإذا كان هذا في إطار شخصي فقط لحد الآن فلماذا لا نجعله إطارا تخطّط له الدولة وتنظّمه وتطوّره.
فميسي الذي يساوي 250 مليون يورو يعتبر أكثر قيمة من الكثير من الشركات الأفريقية والأمريكولاتينية مجتمعة.
فما بالك بإضافة نيمار وإيتو ودروغبا وغيرهم كثير.
ولنفرض أن الجزائر تستثمر في هذا المجال.
ونحن نعلم أن لها الوفرة في المادة الخام وما ماجر وزيدان إلا مثال.
فالجزائر عندما تكوّن الكثير من لاعبي الكرة على مواصفات عالمية ودولية فحتما سيتخرّج على الأقل 10 لاعبين سنويا من نوعية رفيعة.
ولنفرض أن كل واحد منهم يساوي 10 مليون يورو فقط، فهناك 100 مليون يورو سنويا.
ونقترح أن تدخل خزينة الدولة ويأخذ اللاعب ما يقابلها بالدينار.
ولنسقط هذا المثال على كل الرياضات وكل مجالات الحياة.
فأوروبا تحتاج أطباء فلنكوّن لهم أطباء عالميين وتحتاج خبراء في الالكترونيات والمعلوماتية و.. و…
فلنكوّن حاجيات هذا السوق بمواصفات عالمية.
كما أن هذا التكوين العالمي سيسمح لنا أيضا بأن يكون كل أبنائنا في جميع الميادين ذوو مستوى عالمي حتى لو لم يغادروا إلى هذه الدول المتقدّمة.
مجال تجارة البشر هذا مجال واسع وسوقه واسعة فأوروبا وأمريكا الشمالية ودول الخليج وغيرهم في حاجة الى الكفاءة.
ونحن في الجزائر لدينا 40 مليون شخص أي لنقل على الأقل 20 مليون استثمار ناجح في قطاع ما.
فلنبدأ التجارة.
والبداية تكون طبعا بتجهيز السلعة ذات الجودة العالمية.
أدين الزين
25 أوت 2015
***
بناء الذات
الدنيا هي فتاة باهرة الجمال والجسم تغرق في البحر.
ونحن اثنان ننظر إليها.
أنت سباح ماهر وأنا مسعف ماهر.
أنت ستخرجها من الماء.
لكنها فاقدة للوعي وشربت الكثير من ماء البحر.
أنا سأسعفها.
وعندما تفتح عينيها الجميلتين ستراني ستعشقني وسنتزوج.
وحتى لو علمت أنك أنت من أخرجها من البحر فلن يغيّر ذلك شيئا فقلبها أحبني.
عندما نسمع أنا وأنت هذا السيناريو قبل حدوثه.
أنا المسعف الماهر قررت أن أصبح سباحا ماهرا حتى لا أحتاج من يخرجها من الماء.
وأنت السباح الماهر حسب رأيي عليك بتعلم الاسعافات الأولية حتى لا تحتاجني بعد سباحتك البطولية.
ثم في الأخير فليتمنى كل واحد منا أن تغرق دنياه لينقذها ويحصل عليها.
أدين الزين
26 أوت 2015