أعلنت شركة “سويسرا” للطيران عن عودة رحلتها للجزائر بعد عشرين سنة من الغياب، معلنة عن أسعار تنافسية مغرية للغاية بالنسبة للمسافرين الجزائريين الراغبين في السفر إلى الأراضي السويسرية. وستعود شركة “سويسرا” للطيران للعمل بالجزائر بداية من يوم 27 جوان المقبل حسب ما كشفت عنه الشركة السويسرية هذا الاسبوع، مؤكدة أن عودتها للأجواء الجزائرية ستكون بدافع المنافسة الشريفة والقوية من خلال الأسعار التنافسية المغرية.
وحسب تصريحات مديرها لورنزو ستول، فإن الخط الجوي الذي سيربط مدينة جنيف السويسرية بالجزائر العاصمة، سيكون بمعدل ثلاث رحلات في الأسبوع، مشيرا أيضا فيما يخص أسعار التذاكر، أنها ستكون مغرية جدا للمسافرين بحيث لا يتعدى سعر تذكرة الرحلة التي تربط الجزائر بجنيف مائة يورو أي ما يعادل 99 فرنكا سويسريا.
وكانت شركة “سويسرا” للطيران قد أوقفت رحلاتها للجزائر بتاريخ 7 سبتمبر 1994 لأسباب أمنية بسبب الأزمة الأمنية التي عاشتها الجزائر آنذاك، وستكون عودتها من الباب الواسع بعد عشرين سنة من الغياب، لاسيما في ظل الأسعار المنخفضة التي أعلنت عنها والتي من شأنها أن تجبر باقي شركات الطيران الدولية على تخفيض أسعارها، خاصة منها الخطوط الجزائرية التي لا تعرف تغييرات في أسعارها إلا نادرا، رغم ذلك فالتذكرة اليوم على “الخطوط الجزائرية” لا زالت تتأرجح بين 600 إلى 900 فرنكا سويسريا منذ سنين أي 6 إلى 10 أضعاف السعر على الخطوط السويسرية، و هو سعر جد غال حتى بالنسبة لتجار الشنطة الجزائريين ” الغلابة ” الذين كانوا يغامرون بدل ذلك باستعمال النقل البحري عن طريق سفن أسطول ” لاكنان” الجزائرية إنطلاقا من ميناء مارسيليا الفرنسي إلى سواحل الموانئ الجزائرية، فأسعارها لا تغري إلا أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، فسعر المقعد الواحد حسب موقع الوكالة يقدر ثمنه بـ 34752 د.ج. و ثمن شحن السيارة بـ 50420 د.ج. و في صورة ما إذا كانت العائلة كبيرة بأربعة أفراد مثلا، فكم يكون السعر، بالنسبة لعائلة متوسطة المدخول؟
عموما ، بعد إعلان سويسرا عن إعادة فتح هذا الخط بين جنيف و الجزائر، الكثير من أفراد جاليتنا في سويسرا وشرق فرنسا وجنوب ألمانيا، فرحون جدا بهذه المبادرة التجارية وهذا السعر الذي تقترحه الخطوط السويسرية مع حسن الاستقبال و البسمة اللطيفة، و أنعدام “ورم المعرفة” التي كرهت الجزائريين في شركتهم “الخطوط الجزائرية” و طواقمها، لأنك أحيانا حتى و لو عندك الحجز، ممكن يعطى مكانك لغيرك وتعود ببساطة بخفي حنين، أما عن وزن الشنط، فأحينا و أمام الناس ” عيناني ترى العوج” كما يقول المثل الجزائري، ممكن تدفع أو لا تدفع أي سنتيم، حسب علاقاتك مع ” سي السعيد أو سي فلان”، يعني ممكن من أجل قنطار أثاث لا تدفع شيء ومن أجل 5 أو 7 كلغ وزن زيادة تدفع 70 أورو أي تقريبا ثمن التذكرة التي تقترحها اليوم الخطوط السويسرية.. هذه هي عقلية مسيري الخطوط الجزائرية مع كل أسف طوال عقود، هذا هو “القماش تدي و إلا تخلي” كما يقول المثل المغاربي.. فهل يستيقظ الضمير المهني لشرفاء بلادي و التعامل بمهنية في وقت لن تدوم معه الواسطة و ” التشيبة” بل الأولوية للأجدر والأقوى و ألأنظف، قبل أن يجرفنا السوق التنافسي المفتوح يومها نندم من حيث لا ينفع ندم، و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل..
محمد مصطفى حابس
25 مارس 2015