قولوا لي بربّكم: ما الذي يجعل إنسانا يسافر عشرات الآلاف من الكيلومترات برّا وجوّا وبحرًا ليُدلي بشهادة على قناة فضائية، وهو يستطيع فعل ذلك في البلد الذي يقيم فيه دون أن يتحمّل عبء الأسفار؟
قولوا لي بربّكم: ما الذي يجعل الإنسان يتغاضى الطرف عن جرائم وقعت في بلده وهو ضابط في مكافحة الإرهاب، ويحاول بكلّ ما أوتي من مكر ومن خداع تضليل الرأي العام لعدم التحقيق في المجازر التي ارتُكبت في حق الجزائريين، ويطلب أن يشهد في قضية مقتل الرهبان الفرنسيين الذين قتلوا في المدية الجزائرية لتبرئة الجنرالين محمد العماري وتوفيق مع أنه لا صلة له بالموضوع… ويذهب إلى سوريا وهو لا يعرف مدنها وقراها للتحقيق في جرائم؟
قولوا لي بربّكم: هل يُعقل أنّ لاجئا سياسيا يطلب من فرنسا الحماية ويزعم أنّه أتى إليها طالبا للأمن والعيش، ويسافر إلى دولة في حالة حرب؟
قولوا لي بربّكم: هل يُعقل أنّ لاجئا فارّا من نظام بلد يعمل مراسلًا في صحيفة ناطقة باسم المخابرات؟
قولوا لي بربّكم: هل يُعقل أنّ ضابطا في مكافحة الإرهاب يصبح بقدرة قادر هكذا عضوًا في لجنة حقوق الإنسان العربية؟
قولوا لي بربّكم :هل يُعقل أنّ إنسانا شريفا يسبّ العرب ويتودّد للظهور في قنواتهم وعلى صحفهم؟
قولوا لي بربكم: هل يعقل أن يسبّ شخص الشيعة ويؤلّف التقارير المغلوطة عنهم وهو يتودّد ليل نهار للظهور على قنواتهم؟
قولوالي بربكم: هل يُعقل أنّ وطنيا وابن مجاهد شارك في ثورة التحرير يتودّد إلى المغرب وينشر غسيل وطنه على مواقعها ووسائل إعلامها ويذهب ليأكل ويشرب في فنادقها هو وزوجته… ومن ثمّ يدّعي أنه اخترق أجهزتها الأمنية ويؤلف القصص والحكايات؟
قولوالي بربّكم: هل يُعقل أن إنسانا يدّعي أنه مطارد من شرطة الانتربول الدولية وهو يسوح شرقا وغربا؟
قولوالي بربّكم: هل يعقل أن يتهم شخص عباسي مدني بأنه يعيش في قطر ويتنعم فيها تحت الرعاية السامية لأمير قطر ومن ثم يطير إليها هذا الكائن ليمكث فيها دقائق أو سويعات؟
قولوا لي بربّكم: هل يعقل أن ينتظر عربي شريف الخير من إنسان سبّ العرب، واتهمهم بالتخلف وبالسّرقة وووو…. على قناة عربية؟
إنّ أيّ منصف وأيّ باحث عن الحقيقة، لا يستطيع أن يكون مع الضحية ومع الجلاّد في نفس الوقت.
وإنّ أيّ منصف وأيّ حرّ شريف وباحث عن الحقيقة وأيّ إنسان فوق الأرض يمتلك الآدمية والكرامة لا يمكنه أن يسيء إلى من أحسنوا إليه وآووه وساعدوه في الشدائد وزوّجوه وساهموا في إبرازه…
اللّهم إلاّ إذا كان هذا الشخص عديم الإحساس مُنعدم الضمير وهمّه هو الأكل والشرب والمبيت، وصديقه هو من يعزمه أكثر.
إنّ الباحث عن الحقيقة يبذل الغالي والنفيس، في السرّ والعلن ووقت الشدّة ووقت الرّخاء، لبلوغ هدفه وهو: معرفة الحقيقة لا غير، وقناعاته ثابتة وراسخة رسوخ الجبال ومبادئه لا تحرّكها الرياح، أمّا الباحث عن الأضواء فتراه يعمل في الظلام، وكلّما أشعّ بريق كان هو أوّل من يراه الناس، فلا تستطيع أن تُحدّد له موقفا ولا تستطيع أن يثبت على مبدأ فهو كمؤخرة الديك يميل مع كل هبة ريح.
نور الدين خبابة
11 يناير 2012