ها هو علم من أعلام الجزائر يغادرنا في يوم مبارك من شهر كريم بعد عمر قضاه في خدمة دينه ووطنه والدفاع عن مقومات شعبه. إنه الشيخ الفاضل عبد الرحمن شيبان الذي رحل إلى جوار ربه يوم الجمعة الماضي، والذي كان يجسد حقيقة الجزائري الأصيل بأبعاده الأمازيغية العربية الإسلامية.
أبقى بالسلامة يا شيخ وروح في الأمان
جمعيتك راها وصيّة مكتوبة كالقرآن
الجزائريين أصحاب نيف ورجال
ما يعرفوش الخيانة ولا يحبّوا النُّكران
ما نبكيش عليك يا عبد الرّحمان
ثورة ثمان سنين محفورة في الذّاكرة
قتلت شيوخ وعجائز ورجال وصبيان
حاولت تمسخ وتنصّر الشعب بجبروتها
تكسّرت في النهاية كاللإبرة في فنجان
ما نبكيش عليك يا عبد الرّحمان
جبال انضربت بالكور وبقت شامخة
زادها العناد والإصرار من عند الشبّان
تكلّم عليهم شيخ الشيوخ ابن باديس
اليوم الأستاذ والقائد والطيّار والترجمان
ما نبكيش عليك يا عبد الرّحمان
فتنة عصفت بالبلاد كنت شاهد عليها
عرفناك بالحكمة والصّبر والثبات والإحسان
تبكي على شعبك ووطنك وتنصح للناس
ما كليت مع الذيابة ولا تسخّطت مع الرّعيان
ما نبكيش عليك يا عبد الرّحمان
بلّغ سلامي لشيوخنا وعلمائنا وشهدائنا
وقل لهم راني نسعى باش نحجز معكم مكان
إذا قبلتونا وفتحتولنا الأبواب ورحبتوا
نجتمعوا كلنا مع الصادقين في جنة عدنان
ما نبكيش عليك يا عبد الرّحمان
وصيّتك وصيّة كل الشرفاء وأمانة
في رقبة كلّ حرّ يعرف قيمة الإنسان
الواحد يبذل جهده والموفق ربّ الكون
خلقك في الشّرفة وأعادك إليها في رمضان
ما نبكيش عليك يا عبد الرّحمان
نور الدين خبابة
15 أوت 2011