عندما يُذكر نوفمبر، يقترن اسمه ويتلازم بالثورة الجزائرية، التي أصبحت تُدرّس في بعض المعاهد والجامعات الدولية، لكن المؤسف له، هو أن يعيش الشعب الجزائري الذي أعطى الدروس عبر التاريخ، اليوم، وضعا مختلفا مؤسفاً، فبعض أبناء الشهداء والمجاهدين يعيشون المنفى في أوطان الناس، بسبب الصراعات السياسية حول محتوى بيان نوفمبر،الذي يعلن صراحة على بناء دولة عصرية، اجتماعية، ديمقراطية في إطار المبادئ الإسلامية
أعذرونا أيها السادة الأفاضل، فنحن لا نقول إلا واقعاً، ليس تحاملا على شهر العزة والكرامة، فهو منّا ونحن منه، وإنما حديثنا عن شهر الشعارات الرنّانة.
أنظروا إلى أوّله وآخره في الأيام، فسترون وستشهدون بما نقول.
أوله، أي 1 نوفمبر 1954، تغيرٌ من حال إلى حال، و 29 نوفمبر، وهو آخره، العودة إلى الوراء أو القفز إلى المجهول. فقد أحسن من اختار تاريخ 29 نوفمبر، يوماً للانتخابات البلدية في جزائر2007، جزائر التناقضات، هي رسالة للدار كين لمن فقه معانيها، فحبذا لو اختار هؤلاء المنهزمون شهرا آخر لكان أفضل لهم، وابتعدوا بذلك من لعنات نوفمبر.
أصبحوا يتحرشون بالأشهر التي لازالت راسخة في الأذهان، من أجل زعزعة بريقها وتشويهها لدى بقية أبناء الشعب لاسيما عند الشباب، فيختارون مناسبات لجلب الثقة باسم الشرعية التاريخية.
نوفمبر شهر دوّت صيحاته وتعدّت المحيط لتصل إلى قارات أخرى، وأصبح مرجعاً لحركات التحرر، فهناك من يستبشر بقدومه ويعتبره فال خير، هاهو آخره يتحول اليوم إلى هزيمة نكراء، فقد اختار آخره حتى بوش، موعدا ليضفي شرعية تناساها الكثيرون، وأصبح العرب بعدما كانوا يطالبون بعدم الاعتراف بدولة إسرائيل، أصبحوا يطالبون بالاعتراف بدولة فلسطين .
إنها مفارقة بين أول نوفمبر وآخره.
نورالدين خبابه
26 أكتوبر 2008