الكاتب: فرحات عباس

“فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا” سورة فاطر، الآية 43 تمهيد 26 جانفي 2016، يصدر الشيخ يوسف القرضاوي بيانا يحمل نتائج الوساطة التي قام بها بعد استشارة العديد من المفكرين والعلماء لحل الأزمة المتفاعلة منذ أشهر وازدادت حدتها شهر ديسمبر الفارط داخل جماعة الإخوان المسلمين المصرية بين القيادة التاريخية والقيادة الجديدة حيث انشطرت إلى هيكليين تسييرين داخليا وخارجيا ومكتبين إعلاميين. استدعاء الوسطاء لحل الأزمة يعني استفحالها وخروج مفاتيح حلها من أيدي أصحابها، وإقرار أحد طرفي الأزمة على اعتبار عناصر الحل المقدمة غير ملزمة مؤشر على وصولها إلى نقطة اللاعودة وتوجه حثيث نحو المجهول. كيف ظهرت الأزمة…

المزيد

“آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق” (الإمام علي كرم الله وجهه) مقدمة بعد ثورة يناير2011 وانخراط جماعة الإخوان المسلمين في العمل السياسي العلني وصولا إلى سدّة الرئاسة والدخول في صراع مفتوح مع خصومها السياسيين ثم ما تلا ذلك من تظاهرات حركة “تمرد” والانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي واعتصامات ميداني رابعة والنهضة اللّذين تم فضهما بمجزرة رهيبة لم يشهد لها التاريخ المصري الحديث مثيلا تلتها مواجهات بين الحركة والقوى الأمنية لازالت مستمرة منذ أكثر من عامين مخلفة زيادة عن القتلى والجرحى ألاف المعتقلين. كيف أثرت هذه التحديات العنيفة والقاسية على الجماعة؟ وما طبيعة التحوّلات التي خضعت لها؟ وما…

المزيد

الشفرة الدبلوماسيّة بعد شدّ وجذب إعلامي وسياسي حول تدخّل الجزائر في الأزمة التونسيّة تدخّل سفير الجزائر في تونس عبر بعض وسائل الإعلام ليفصح عمّا يلي: 1- نفى أن يكون ما تقدّمه الجزائر وساطة حيث قال: “هي ليست وساطة هي عناية واهتمام وحرص على متابعة الأوضاع في تونس ولقاءات تعقد مع شخصيات سياسية، والوساطة لما يكون هناك برنامج أو خريطة طريق تتمّ مناقشتها أو تقريب وجهات النظر حولها، والجزائر لم تقدّم خارطة طريق للفرقاء حول ذلك”. 2- هناك اهتمام أمريكي وجزائري مشترك بحيث أنّ سفيري البلدين هما الوحيدين اللذين لم يأخذا إجازتيهما الصيفية وفضّلا البقاء في تونس لمتابعة الوضع: “كيف للأمريكان…

المزيد

لم يوقّع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الأمر الرئاسي رقم 11-01 المتضمّن رفع حالة الطوارئ إلا بعد أن سبقتها دعاية واسعة وإشارات قويّة بأنّ تنازلا عظيما سيقدم عليه النظام في الجزائر. تمّ ذلك في إطار الأجواء الصاخبة التي كانت تعيشها الثورة المصرية وتهزّ العالم بأكمله هزّا، فبدا للعيان وكأنّ السلطة “خائفة” وتريد أن تستبق تفاعلات الأوضاع الجديدة على أرضها من خلال تلبية أبرز “مطالب” المعارضة السياسية. لكنّ الاستجابة جاءت على شكل حزمة من الأوامر الرئاسية تشدّ بعضها بعضا للمحافظة على البنيان المرصوص لحالة الاستثناء.

المزيد

“عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه.” (الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري) مقدمة بين خريف سنة 2009 وربيع 2010، شهدت الجزائر جملة من الحركات الاحتجاجية لعل أبرزها ما خاضته النقابات المستقلة للتربية وما أسفرت عنه من تداعيات زادت من تعميق حالة الشك والقلق في المستقبل وجذّرت مشاعر الاستياء والإحباط خاصة بعد الضربات الشديدة التي تلقتها آخر معاقل الحرية في الحياة الاجتماعية من خلال ضرب النضال النقابي كأبرز وآخر أشكال النضال السلمي في مجتمع لم يلملم جروحه بعد من مرحلة المواجهات الدامية التي كادت تعصف بالدولة والمجتمع معا.

المزيد