في ذكرى ميلادها الــ 72
La revue algérienne, Le JEUNE MUSULMAN.
مصطفى محمد حابس: جينيف / سويسرا
في سعي من مخلصي جمعية العلماء المتواصل لنشر ما يختزنه تاريخها و نوادر تضحيات رجالها ومسيرتهم الإصلاحية التربوية، والتعريف برموزهم و بمنهجهم وتراثهم، وتقديمها للقارئ والباحث الفرنكفوني في ثوب قشيب، صدر أخيرا – بعد طول انتظار- العدد الـ 53 من مجلة «الشاب المسلم»، بالفرنسية والإنكليزية وهي المجلة التي تسعى من خلالها جمعية العلماء إطلاع القارئ الجزائري والباحث الفرنكفوني عموما على الكثير من أوعية الثقافة المفقودة أو النادرة بأسواق ومكتبات الغرب الفرنكفوني خصوصا.
ضم العدد الجديد من المجلة – بثوب قشيب مميز – بين دفتيه باقات متنوعة من الفكر والتحليل والفقه وعلوم الإعجاز في عشرات المقالات بالفرنسية والإنكليزية من أندر ما يطلع عليه أبناء جاليتنا خصوصا والذين لم يسعفهم الحظ لتعلم لغة وتاريخ بلادهم وأجدادهم في بلاد الغرب، خصوصا، فجاءت مجلة «الشاب المسلم»، لربط الحاضر بالماضي والخلف بالسلف، ولله الحمد من قبل و من بعد.
وتتوزع عناوين العدد الجديد على محاور كبيرة مهمة، منها: أخبار وتحاليل وطنية ودولية، قضايا فلسطين و الصهيونية والاستعمار وتاريخ الذاكرة الوطنية، ثم يليها محور مميز عن الفكر الاسلامي المعاصر والغرب، وفي الثقافة واللغة مقال مميز عن اللغة العربية وتطورها ومقال مميز عن أبعاد وروح الاسلام في مسيرة الشاعر الفرنسي الكبير فيكتور هيقو، و في محور نشاطات جاليتنا في الغرب أخبار مقتضبة عديدة من أمريكا وأوروبا و تغطية لندوة أوروبية عن رحيل المفكر الجزائري الدكتور هبري بوسروال شارك كتاب ومحاضرون من 5 دول اوروبية، وفي نفس المحور نقرأ تهنئة وسيرة مفكر جزائري في ماليزيا على نيله أعلى وسام يمنحه ملك مليزيا تكريما لمن يقدم خدمات دولية لبلدهم ماليزيا، متبوعة بقراءة في فكر و تراث الراحل الشيخ عبد المجيد الزنداني، مختومة بمناشدة في عدة صفحات لمشروع “موسوعة للتعريف بجهود الجزائريين في العالم” ، كما زين العدد بباقة أشعار عن القضية الفلسطينية كتبها خصيصا أصحابها لمجلة «الشاب المسلم»، إضافة إلى اهتمامات أخرى في كل عدد، مثل: اللغة والعلم والطب، ودواوين الشعر، وعجائب العلوم و الإعجاز القرآني والنبوي، والرحلة والدراسة في الخارج، والقضايا الاجتماعية وجاليتنا في الغرب وتاريخ الشعوب والدول .. الخ
مجلة «الشاب المسلم» لا يعرفها إلا القليل منا.. لماذا؟
يعرف الكثير من الباحثين وحتى القراء المتابعين لتاريخ الجزائر المعاصر الصحف والجرائد التي أصدرتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وبإمكانهم أيضا أن يذكروها بإسمائها وبسنوات صدورها، كما يعرفون أيضا الصحف التي اصدرها الشيخ عبد الحميد بن باديس، والتي كثيرا ما ينسبونها للجمعية أيضا. غير أن الكثير من هؤلاء يجهلون أن الصحافة الاصلاحية لم تكن ناطقة باللغة العربية فقط وإنما أيضا باللغة الفرنسية. ويعود هذا الجهل دون شك إلى أن أغلب الدراسات باللغة العربية قد ركزت على الصحافة العربية بصفة عامة والإصلاحية منها بصفة خاصة، وحتى أن الدراسات التي أنجزت باللغة الفرنسية قد ركزت على بدايات ظهور هذه الصحافة أو أنها أهتمت أيضا بالصحف الناطقة باللغة العربية، زيادة على ذلك أن جهل العديد من الباحثين بجريدة الشاب المسلم التي نحن بصدد التعريف بها يعود إلى أنها ظهرت في سنوات متأخرة من عمر الحركة الوطنية، كما أنها لم تدم إلا فترة قصيرة فقط 1952-1954، هذا زيادة على عدم توفر هذه الجريدة في المكتبات وحتى في دور الأرشيف، قبل أن يتم جمعها وطباعتها في السنوات الأخيرة الماضية. ولذلك ارتأينا التعريف بها وبكتابها وبمضامينها، وخاصة مدى الأثر الذي تركته آنذاك على الساحة السياسية، ذلك أن جريدة الشاب المسلم قد ظهرت في السياق التاريخي لظهور هذه الصحافة العربية والفرنسية الوطنية المعبرة عن البعد الوطني والرافضة للوجود الاستعماري، وها هي تواصل مشوارها بمهنية عالية في السنوات الاخيرة..
مجلة «الشاب المسلم» الصادرة بالفرنسية والإنجليزية اليوم، عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، منذ عددها الأول بتاريخ 6 جوان 1952، حيث أضحت من المجلات النادرة التي بصمت صفحات تاريخ الجزائر والعالم الإسلامي الفرنكفوني، بمداد من نور ونار، طيلة 72 من عمرها الزاخر بالعطاء المتجدد، ورغم تعثرها مرات تلو المرات، أثناء الثورة المباركة وأخرى بعد الاستقلال إلا أنها استطاعت في كل مراحل وجودها الصعبة القيام من وعكتها العابرة وإتمام مسيرتها الإعلامية التبصيرية الدعوية بمهنية نادرة وتواضع حكيم حليم !!.
إلى جانب الجرائد الوطنية العربية ظهرت صحف بالفرنسية:
وإلى جانب هذه الجرائد الوطنية العربية فقد ظهرت أيضا العديد من الصحف الوطنية الناطقة باللغة الفرنسية. ومن ضمن الجرائد المساندة للحركة الإصلاحية ومن أهمها جريدة الدفاع La Defense (1934) للأمين العمودي، أول كاتب عام لجمعية العلماء عند تأسيسها، وتعتبر هذه الجريدة الناطق شبه الرسمي بإسم العلماء والمعبر عن أفكارهم لدى النخبة الجزائرية المفرنسة ولدى الفرنسيين والإدارة الإستعمارية. ومنذ اختفاء هذه الجريدة سنة 1938لم تلق جمعية العلماء من الجرائد الوطنية باللغة الفرنسية الصادرة آنذاك الدعم الذي كانت تلقاه من قبل جريدة الدفاع.
ولذلك فلا غرابة أن الهيئة الإدارية لجمعية العلماء لم تعارض صدور جريدة باللغة الفرنسية، بل لقد رحبت بصدور جريدة الشاب المسلم الناطقة باسم شبان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وفي هذا الصدد يذكر أحمد طالب الإبراهيمي، صاحب فكرة إنشاء هذه الجريدة: “عرضت المشروع على الشخصيات الثلاث التي تدير جمعية العلماء في غياب والدي (العربي التبسي، ومحمد خير الدين، وأحمد توفيق المدني) فوافقوا عليه، واعتبروه مقدمة لإنشاء حركة لشباب الجمعية، وكدليل على تشجيعهم للفكرة قبِل أحمد توفيق المدني كتابة افتتاحية العدد الأول التي تناولت أفكار مشروعي نفسها.”
وقد ظهر العدد الأول من الجريدة يوم الجمعة 06 جوان 1952، وهي نصف شهرية. والجريدة لا تتوفر على مقر مستقل وإنما تعتمد على مقر الجمعية وعلى إمكانياتها المادية الأخرى، وحتى أن مدير الجريدة عطاء الله سوفاري هو عضو في هيئة إدارة جريدة البصائر. وكان من بين أهم ركائز هيئة تحرير الجريدة، علي مراد، الطالب بكلية الآداب بجامعة الجزائر آنذاك، والأستاذ بجامعتي ليون والسربون فيما بعد.
أما عن فكرة إنشاء الشاب المسلم فهي تعود إلى أحمد طالب الإبراهيمي الذي أراد أن تساهم الجريدة في المعركة السياسية والثقافية، فحسب رأيه أن الفكرة جاءته وهو طالب بجامعة الجزائر، إذ كان يرى ضرورة تأسيس جريدة موجهة للشبان الجزائريين الذين تكونوا بالمدرسة الفرنسية والذين ابتعدوا عن أصولهم وتراثهم. وقد يكون الدافع أيضا ربط الصلة ما بين النخبة المعربة والنخبة المفرنسة، ومحاولة إبعاد هذه الأخيرة عن التأثير الأوروبي. وفي هذا الصدد يقول أحمد طالب الإبراهيمي: “خلال السنتين الأوليين اللتين قضيتهما في الجامعة لاحظت أن بعض زملائي من الجزائريين يجسدون الاستلاب الإيديولوجي الذي لم أكن أعرفه إلا من خلال الكتب، والذي هو نتيجة طبيعية للظاهرة الاستعمارية فهم يعانون من مركب الاغتراب في الوسط الذي نشأوا فيه ويبتعدون عن عادات شعبهم وقيمه. ولأول مرة اتضحت في ذهني أهداف التعليم الاستعماري: فصل النخبة عن ثقافتها الأصلية وإشباعها بثقافة دخيلة تنهل منها حتى تصبح مجرد أداة للهيمنة الاستعمارية…”.
من محتويات مجلة ” الشاب المسلم ” التاريخية:
. أما عن الأبواب التي كانت تعالجها “الشاب المسلم” والتي أصبحت من المواضيع الثابتة والأساسية فنذكر ركن “في ضوء القرآن والسنة” الذي كان يعالجه أبو جميل طه، وهو الإسم المستعار لعلي مراد. كما نلاحظ أن الجمعية وفي إطار دفاعها عن شؤون العبادة في الجزائر والمطالبة باستقلاليتها عن الإدارة الإستعمارية خصصت العديد من صفحات أعداد الجريدة الى موضوع وضعية الإسلام في الجزائر وقضية فصل الإسلام عن الإدارة الاستعمارية بقلم العربي التبسي. كما خصص العدد العاشر من الجريدة لذكرى المولد النبوي لسنة 1372ه .
وقد واكبت هذه الجريدة آنذاك ما كان ينشر ويتداول في الساحة الأدبية، فعرفت بإنتاج العديد من الكتاب والأدباء فتناولت بالنقد كتابي محمد ديب الدار الكبيرة والحريق واللّذين سيكون لهما شأنا كبيرا فيما بعد، كما أثار مولود معمري بكتابه الربوة المنسية جدلا كبيرا في الأوساط الوطنية وأوساط النخبة، وقد دار ما بينه وبين محمد الشريف ساحلي ومصطفى الأشرف نقاشا حول محتوى الربوة المنسية على صفحات جريدة الشاب المسلم. وعلى أية حال فإن هذه الجريدة كانت متفتحة على مشاكل عصرها ومتابعة لقضايا الوطن والمجتمع الجزائري.
المجلة وزعت الكترونيا آلاف بل ملايين المرات !!
واليوم – والحمد لله – سُمعتها باتت رائدة حيث اكتسحت بجدارة ساحة الإعلام الاسلامي الغربي باللغة الفرنسية خصوصا، وصارت لها – بحمد الله – مقروئية محترمة ” أكثر من باقي الجرائد الجزائرية الأخرى بالفرنسية مجتمعة والموزعة والمتداولة في فرنسا وبعض الدول الفرنكوفونية، منذ عقود”!!
وعلى حد تعبير أحد المختصين الإعلاميين الجزائريين المقيمين في باريس، الذي لاحظ أن هذه المجلة الفصلية صارت في المدة الأخيرة أكثر رواجا إلكترونيا، لا يشق لها غبار عبر أكوام من المجلات المغاربية واللبنانية المفرنسة المهاجرة والوافدة !!
طبعا هذه السمعة وذلك الاقبال، لم يأت من العدم وله ما يبرره، لعدة اعتبارات ذاتية وموضوعية، منها وسطية طرحها الإسلامي وقوة حجتها ببعدها عن السياسة السياسوية التي تنتهجها بعض الأبواق الإعلامية هنا وهناك دفاعا عن عروش أو مداهنة زعامات وحكومات. كما لاحظ آخرون أيضا “أن أقلام مجلة (الشاب المسلم) تمتلك قوة في ناصية وسلاسة لغتها الفرنسية الراقية، مع مهنية أصحابها في نقل الأخبار بدقة وموضوعية متناهي، بل واحترافية في التحليل الموضوعي وتقصي الأخبار والأحداث بروية، بعيدا عن التهريج الممقوتة المتداولة أحيانا بين الأشقاء العرب والمغاربة !!.. بحيث ولله الحمد، غطت بمهنية مجلة (الشاب المسلم) فعاليات ونشاطات جاليتنا المسلمة في أمريكا وأوروبا خصوصا في السنوات الأخيرة، بشكل يربط الإنسان بموطنه ومسقط رأس أجداده، ناصحة للسلف والخلف من الشيب والشباب، ومرشدة للأجيال دون تهويل ولا تجريح للأشخاص والهيئات والمؤسسات !!.
في الغرب كما في الشرق، ” أهل مكة أدرى بشعابها” ..
كما أحسنت أقلام هذه المجلة صنعا وهي في أرض الهجرة في مخاطبة الآخر- من غير المسلمين – بحكمة ودراية وروية، بوسائلها في عقر دارهم، لإقناعهم من باب (أهل مكة أدرى بشعابها)، وقد كانت سباقة في العديد من المناسبات، لاستقبال وتهنئة معتنقي الإسلام الجدد وما أكثرهم.. وقد تمكنت أسرة مجلة (الشاب المسلم)، التي تزخر بأقلام جلها شابة ومتمرسة بل واعدة متوضئة من نساء ورجال من أصول جزائرية خصوصا، عربية واسلامية عموما.. بل فتحت صدر صفحاتها من أجل إبراز الحقيقة مرحبة حتى بأقلام غربية من غير العرب، كاليهود والنصارى المناصرين والمدافعين عن جاليتنا ومراكزنا الإسلامية ضد الإسلاموفوبيا والمناصرين لقضيتنا في فلسطين، ناهيك عن ترحيبها بشخصيات وازنة عربية مقيمة في الدول غربية، بمناصب أكاديمية وعلمية ومهنية محترمة، .. كل هذا الكوكتيل أو الفسيفساء من الأقلام التي تقتات من حبره وأفكاره المجلة الفتية، بحيث نجح العدد الأخير من مجلة الشاب المسلم “العدد الخاص بفلسطين ، رقم 52″، حسب سبر للآراء في صفوف جاليتنا المسلمة الناطقة بالفرنسية، قامت به مؤسسات إعلامية محلية منصفة محترمة، كثيرا ما يأتي غالبا ترتيب مجلة (الشاب المسلم)، في أوائل المجلات الأفضل مقروئية، والتي تقدم طرحا ناضجا للشباب المسلم خاصة حول الصراع “الفلسطيني – الإسرائيلي” في السنوات الاخيرة، ودليل ذلك تداول ” العدد الخاص بفلسطين”، من طرف جل الهيئات الاسلامية تقريبا في الدول الناطقة بالفرنسية (بلجيكا، سويسرا، فرنسا، كندا)، ودول افريقيا السوداء أي المستعمرات الفرنسية القديمة، وجهات أخرى كالتي بها جالية مغاربية تتكلم بالفرنسية، مثل الأشقاء في دول المغرب الإسلامي كتونس والمغرب وموريتانيا وحتى الصحراويين على قلتهم في أوروبا، خاصة في إسبانيا.
مجلة “الشاب المسلم” حاضرة في التجمعات والتظاهرات الأوروبية من أجل نصرة غزة
ضف لذلك أن العدد 52 الخاص بفلسطين، وزع أيضا أمام المساجد والكنائس، وحتى في التجمعات والتظاهرات التي تنظمها الأحزاب الخضر والاحساب اليسارية الأوروبية التي تدافع تقليديا عن القضية الفلسطينية وتساند شعبها ونضاله على ما حل بهم من ضيم وظلم وجور، لا لشيء إلا لأن هذا العدد ساهمت في توزيعه الجالية الفلسطينية نفسها في الداخل وفي الشتات، وكذا الجالية السورية واللبنانية المهاجرة الناطقة بالفرنسية ومتناثرة في جهات أخرى خاصة في أوروبا وأمريكا.. فصار بالتالي هذا العدد مسك متداول في تتعطر به التجمعات والتظاهرات من أجل غزة، بل وزع حتى ورقيا بنسخ بعض مواضيعه المهمة كقضية مقاطعة البضائع الإسرائيلية، ومواضيع أخرى بأقلام غربية غير مسلمة، بل لازال هذا العدد يوزع في الاعتصامات في الجامعات الأوروبية لحد الساعة مثل جامعتي لوزان وجنيف، ذلك ما وقفت عليه شخصيا وأنا قادم مع مجموعة من شبابنا يوم الجمعة والسبت الماضيين من تجمعين في كل من جامعتي جنيف ولوزان، مناصرين لاعتصام طلبتنا هناك، مسلمين كانوا وغير مسلمين!! وأمانة لله وللتوضيح فقط، كما قال لنا أحدهم “مسالة موضوع غزة تعدت المسلمين، وصارت محل اهتمام يدافع عليها أحرار الإنسانية عموما، وهذا مكسب عظيم في دنيا الناس اليوم، في الغرب تحديدا حيث طغت عليهم شهواتهم ودنياهم، فجاءت حرب غزة لتقلب الموازين، وتضع الناس على المحك، أمام ضمائرهم الحية ” !!
العدد الوحيد في الصحافة المغاربية الفرنكوفونية مجتمعة، الذي لاقى فعلا هذا التوزيع الالكتروني السريع البديع !!
وقد حكى لي أحد إخواننا من فرنسا التي يعيش فيها أزيد من سبعة ملايين جزائري والذي طالع العدد ووزعه الكترونيا، جازما أن العدد وزع آلاف بل ملايين المرات – على حد تعبيره، مضيفا لنا بقوله ” أظن أن هذا العدد من مجلة (الشاب المسلم )، رقم 52، هو العدد الوحيد في الصحافة الجزائرية مجتمعة منذ الاستقلال، الذي لاقى فعلا هذا الزخم العرمرم الهائل من المقرؤية والتوزيع الالكتروني السريع المبهج !!”.
صحيح، قد يقول قائل، أن العدد 52 واكب حدثا دوليا غير مسبوق، كقضية حرب غزة، التي صارت بفضل الله قضية القرن دون منازع، بل “شاهد القرن” إذا استعرنا ذلك من عنوان أحد كتب المفكر الإسلامي المرحوم مالك بن نبي، رحمه الله ..
وبالتالي حقّ للإعلام الجزائري خصوصا والإسلامي عموما باللغة الفرنسية في الخارج، أن يفتخر ويهنئ فريق جمعية العلماء وإعلامها بالفرنسية المتمثل في مجلة ” الشاب المسلم”، على هذا السبق الإعلامي المتميز، وعلى حنكة أقلامه ومهنيتهم العالية، بل على اقتناص هذه الفرصة السانحة في حينها، بإنجاز عدد خاص بحدث تاريخي دولي فريد من نوعه لا يتكرر، وكسر مونولوج احتكار السبق الإعلامي والمهنية التي طالما روجت لها مؤسسات إعلامية غربية عريقة – ولا داعي لذكر الأسماء – على حد قول المثل، ” أولاد الكلبة كلهم كلاب” !!..
العدد الخاص بفلسطين، لوحده يصح أن يكون أطروحة رسالة جامعية !!
وأنا متأكد، أن هذا العدد لوحده، يصح أن يكون أطروحة رسالة جامعية، من حيث العديد من الأمور المتراصة والمتشابكة، بل والمتنوعة في مواضيعه بتنوع أقلامه، وكانت فعلا تنتقي من كل بستان زهرة، كما يقول المثل العربي، بما فيه طبعا أقلام النصارى واليهود المناصرين لفلسطين، وأمور أخرى يضيق المجال لشرحها ناهيك عن الصور المعبرة المنتقاة بمهنية !!…
وقد وصلتني شخصيا رسالات إعجاب وإكبار من جاليتنا المسلمة في الغرب، لأن أقلام كُتَّاب (الشاب المسلم) كانت تذكر حقائق وتكشف مستورا بخطى ثابتة بثقة في الله بحكمة وتجرد وإخلاص في نقل الخبر وتحليله، ضد التيار الجارف المهول للدعاية الصهيونية البغيضة عبر وسائل “البلدوزر الغربي”، بما فيها بعض الأبواق المستغربة في المشرق والمغرب..
وبعد كل هذا الانجاز الدولي الغير مسبوق للصحافة الجزائرية، في الخارج، الذي قد يطلع عليه لأول مرة القارئ الجزائري وحتى بعض أقلام (الشاب المسلم) ذاتها في الداخل، وقد يكتشفون بسرور وفرحة هم وقيادة جمعية العلماء وشُعَبها عبر ولايات الوطن، هذا الإنجاز الطيب المبارك !!
يتبع ان شاء الله …