الإسلام دين الوسطية، ولقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الوسطية (جَعْلاً إلهيّا)، وليس مجرد خيار من خيارات المؤمنين بالإسلام، فقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ (البقرة:143). ونحن نلاحظ أن هذه الآية الكريمة قد جعلت الوسطية علة وسببا يترتب عليه اتخاذ الأمة الإسلامية موقع (الشهود) على العالمين، بما في هذا العالمين من أمم وشعوب وملل ورسالات وثقافات وحضارات. وذلك التعليل وثيق الصلة بمعنى (الوسطية) ومعنى (الشهود)..
وسطية الإسلام رافضة للغلو المادي والغلو الروحي
فالوسط ـ كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ هو العدل. والعدل هو الشرط المؤهل للشهادة والشهود على العالمين. ولأن هذه الأمة الخاتمة قد آمنت بكل النبوات والرسالات والكتب السماوية، كانت وحدها المؤهلة عدالتُها بالشهادة على العالمين، بما في ذلك الشهادة على تبليغ كل الرسل رسالاتهم إلى أمم هذه الرسالات
فوسطية الإسلام الرافضة للغلو المادي والغلو الروحي، كما يعرفها الدكتور محمد عمارة- حفظه الله- في إسلامية المعرفة.. ماذا تعني؟ للدكتور محمد عمارة،( دار المعارف، القاهرة 1999م) هي وسطية لا تلغي المادة والمادية ولا الروح والروحانية كليا، وإنما هي الوسطية الجامعة لعناصر الحق والعدل من المادية والروحانية جميعا، على النحو الذي يوازن توازن العدل بينهما. ولذلك فإنها (هذه الوسطية الإسلامية الجامعة) تصوغ الإنسان الوسط: راهب الليل وفارس النهار، الجامع بين الفردية والجماعية، بين الدنيا والآخرة، بين التبتل للخالق والاستمتاع بطيبات وجماليات الحياة التي خلقها الله وسخرها لهذا الإنسان
يوم العيد أشبه بيوم الوعيد، أشبه بيوم القيامة
ولنتذكّر أنّ الهجرة تتطلب الصبر، والصبرُ ثوابه الجنة، وهو نصفُ الإيمان، وأن قيامَنا بمسئولية الدعوة، أمانةٌ عظيمة، أمانة الأنبياء عليهم السلام، مطمئنّين إلى وعد الله: (وعَدَ الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات، لَيستخلفنّهم في الأرضِ كما استخلفَ الذين من قبلهم، ولَيمكّننّ لهم دينَهمُ الذي ارتضى لهم، ولَيبدّلنّهم من بعدِ خوفهم أمناً..)، هذا وعد حق من الله العلي العليم … فاللهم لا أمن إلا أمنك، ولا ملجأ منك إلى إليك.. أنت رجاؤنا ومنقذنا، فإن لم ترحمنا لنكنن من الخاسرين.. فلا تجعلنا من الخاسرين في يوم عيدنا هذا يا أرحم الراحمين.. لا لشيْ إلا لأن يوم العيد أشبه بيوم الوعيد، أشبه بيوم القيامة، مصداقا لقوله تعالى:” وجوه يومئذ مسفرة، ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبرة، ترهقها قترة” < عبس:37>، فأما المستبشرون الفرحون ، فأولئك الذين أتم الله عليهم نعمة الصيام والقيام، فهم في هذا اليوم يفرحون وحق لهم أن يفرحوا. وأما الوجوه التي عليها غبرة، ترهقها قترة، فوجوه أولئك الذين لم يقدروا نعمة الله، ولم يمتثلوا لأمر الله في الصيام والقيام، فيا ويلهم ثم يا ويلهم ( فلا صدق ولا صلى، ولكن كذب وتولى ، ثم ذهب إلى أهله يتمطى، أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى) <القيامة 31-37>، عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجرُ من هجر ما نهى الله عنهُ” متفق عليه.
قصة وعبرة، من هجرة الرسول وأصحابه
وقفة مع هجرة الرسول، دروس وعبر بمناسبة هجرة العديد من المهجرين قصرا للغرب وترك اموالهم وممتلكاتهم، فيهم نسى أو تناسى من أين جاء، دخل في المجون والبذخ، نسوا صيامهم، نسوا هموم بلدانهم، تنكروا لأصولهم، للغتهم، خلعوا لباس الحشمة نساء ورجالا، وهتكوا صيام رمضان.. ، فكيف هاجر الرسول وأصحاب الرسول ؟
لما هاجر أصيل الغفاري، فقال له النبي:(يا أصيل! كيف عهدت مكة؟) قال: والله عهدتها قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق اذخرها، وأسلت ثمامها، وأمشّ سلمها، أي أن أصيل بدأ يتكلم عن جمال مكة .. وهواء مكة.. وزينة مكة .. فاسكته الرسول وقال له: “حسبك يا أصيل لا تحزنا، لا تبكينا.. دع القلوب تقر قرارها”… حتى أن النبي بكى لفراق مكة، بل كان يخاطبها، ويقول: “ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك” وقال أيضا صلى الله عليه وسلم:” اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد”
و الواقع أنه من زار مكة يعرف أنها صحراء، لا تصلح للعيش بوصف القرآن الكريم نفسه،” وادي غير ذي زرع”.. لكنها كانت له وطن، ولا يعرف الوطن إلا من عاش مرارة الغربة.. القرآن جعل ألم الغربة أو فراق الوطن بعد ألم الموت مباشرة ، حيث قال تعالى:(:
وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ) من سورة النساء، فكما أن الموت فراق فالهجرة القصرية أيضا تمزق وفراق ..
حتى في العقوبات السياسية يأتي النفي من الوطن كعقوبة مباشرة بعد الإعدام، ولنا في التاريخ أسماء كبيرة، عبد الرحمان الداخل، عبد الرحمان الكواكبي ، الأمير عبد القادر الجزائري، العلامة بن خلدون، نابليون وغيرهم..
حتى ” المهاجرين” في تاريخ الاسلام، بقي اسمهم ” مهاجرون” بالرغم من قسوة هذه الكلمة ومرارتها.. حتى النبي ظل اسمه النبي المكي القرشي، بالرغم من أنه عاش أهم فترة للرسالة في المدينة، لكنه ما خلع جلده وما تنكر لأصله، بالرغم من كل السوء والظلم الذي لحق به من أذى الناس له..
هاجر الرسول ليعلمنا أن الهجرة محنة ومنحة
.الرسول هاجر لكنه أسس امة عاد بها إلى مكة ودخلها برايات بيضاء وخضراء
هاجر صلى الله عليه وسلم ومعه مسلم واحد، لكنه عاد إليها ومعه 10 آلاف مسلم .. ومع ذلك لم ينقل الرسول مركز الدولة الإسلامية من المدينة إلى مكة .. حتى أنه لم يوصي أن يدفن في مكة أو ينقل جثمانه الشريف من المدينة إلى مكة مسقط رأسه..
هو هاجر صلى الله عليه وسلم ليعلمنا أن الأهداف تبقى ثابتة، رغم قسوة الظروف، ليعلمنا أن عملنا ليس بالضرورة أن يكون في الوطن، لكن أثره لا بد أن يصل إليه ..
هو هاجر صلى الله عليه وسلم ليعلمنا أن المكاسب في الغربة قد تكون أكثر بكثير من الخسائر لو أردنا نحن أن نحولها نحو لذلك..
هو هاجر صلى الله عليه وسلم ليعلمنا أن كثرة الناس من حولنا لا تجلب السعادة بالضرورة، ولا غيابهم يجلب البؤس بالضرورة..
هو هاجر صلى الله عليه وسلم ليعلمنا أن ما بين أهدافنا وتحقيقها حاجز هو نحن، أنا أو أنت..
هو هاجر صلى الله عليه وسلم ليعلمنا أن الحق جهاد والعلم جهاد والعمل جهاد والعبادة جهاد إذا كانت خالصة لوجه الله العظيم الحليم الكريم..
هو هاجر صلى الله عليه وسلم ليعلمنا أن الحق عالي والعلم غالي والكسب غالي، وثمن الغالي غالي .. لا يناله أصحاب الخمول..
هو هاجر ليعلمنا، أن الحرية هي حرية الفكر والكلمة ، لا حرية العري والتنكر للمبادئ..
هو هاجر ليعلمنا أن النهضة تبدا بفكرة مع يدين مرفوعتين إلى السماء وقلب منكسر معلق برب السماء ..
هو هاجر ليعلمنا أن هذا الكون هو أكبر مني ومنك، فيه من الاختلاف ما لا يسعه عقلي وعقلك، بل يسعه قول الله تعالى :” وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ ..
و أننا خلق بين الخلق ، وأمة بين الأمم ، لن تحترم ، إلا إذا هي احترمت، وأن الاعتزاز بهويتنا وديننا ، هو إعتزاز بإنسانيتنا في الاختيار..
هاجر ليعلمنا أن نفكر بالرأي المخالف من وجهة نظره هو، لا من وجهة نظرنا نحن، وأن نرى بعينه وأن نسمع بأذنه فلربما حكمنا إذن بحكمه ..
هاجر ليعلمنا أن لا ننتظر بل أن لا نتأمل من أحد شيء فالأمل الوحيد هو بالله وحده ومنا ومن مجهودنا الفردي أو الجماعي..
هاجر ليعلمنا أن الخير موجود في كل مكان، نحن الذي لا نراه عندما لا نمعن النظر..
ليعلمنا أن الآخر ليس دائما على الخطأ، ممكن نحن الذين لا نسمع بإصغاء عندما يأخذنا الغرور بالنفس ..
هاجر ليعلمنا أن الحرية هي ما يجعل الانسان إنسانا ويكرمه فوق غيره ..
هاجر ليعلمنا أن أن الهجرة قد لا تكون بالضرورة النهاية، بل ربما تكون بداية كل شيء..
الهجرة للغرب عبادة وليست انفلات ولا انطلاق شهوات
أيها المسلمون في الغرب كما في الشرق، الهجرة أيام سياحة وعبادة وليست ايام انفلات ولا انطلاق شهوات، كما هو الحال عند بعض الملل والنحل، التي نعيش اليوم بين ظهرانيهم في ديار غرب مضيافة، هجرات بعضهم شهوات، إباحية وسكر وملذات.. أما هجرتنا فهي عبادة تبدأ باسم الله والله أكبر، وتختتم بالصلاة والسلام على النبي الأكرم.
و المسلم الصادق مع ربه يعطي كل شيء ولا يطالب بأي شيء من زخرف الدنيا وحطامها، عدا مغفرة الله ورضوانه، ورحمته غدا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..امتثالا لقوله تعالى:( هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) ( سورة محمد ).
بمثل هذا الموقف من الحياة والمبدأ والرسالة والقضية.. وحده تتكامل إنسانية الإنسان، وترتقي روحه وتتكامل وتتوازن، ويرتقي طموحه ويسمو، ويحس بقيمة حياته ولذة جهده، حين لا يعيش أنانيا لنفسه فقط، بل يعيش لرسالة سامية، غالية الثمن .. يعيش لهمٍّ وأمر آخر أعظم وأجل، يكبر ويعظم نفعه ويعم بكبر بعد نظر أصحابه، وتفانيهم في خدمة قضيتهم الإسلامية العادلة، التي لا ينبغي أن تتزعزع ثقتهم فيها، أو يفتر حماسهم وتصميمهم على البلوغ بها إلى نهايتها المأمولة، التي تعيد الحقوق إلى أصحابها، وفي مقدمتها حق الإسلام في هذه الديار الغربية وغيرها أن يُحترَم، وأن يعلَّم ويُتعلَّم، وأن يُدعا إليه بحرية، وأن يحترم دعاته من الرجال والنساء، وأن تحترم المؤسسات الفكرية والتربوية والثقافية والاجتماعية .. التي تقام لخدمة هذا الإسلام العزيز
إرسال بطاقة تهنئة السنة الهجرية، تفتح نافذة الإحسان بيننا وبين الاخر في أرض الهجرة
وكما لا يخفى علينا فإن الإحسان للآخر – مهما كان هذا الآخر، مسيحيا كان أو يهوديا وحتى مجوسيا- من غير المحاربين طبعا- والتفكير في حاضر الأمة ومستقبلها ومصيرها، له تأثير مدهش في انشراح الصدور، والارتفاع بإنسانية الإنسان إلى الحد الذي يحس فيه أنه مسؤول عن الإنسان أينما كان هذا الإنسان … وهو ما يعلمه لنا القرآن، ويدعونا إلى الارتقاء إلى مستواه في مثل قوله تعالى: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) ( سورة العنكبوت: 69 ) ، نعم : وإن الله لمع المحسنين، مهما كانوا وحيث ما وجدوا، حتى ولو كانوا من أقوام غيرنا، وبالتالي أصبحت التهنئة بالسنة الهجرية من الدعوة للتعارف، وفينا من تأتيه تهنئة السنة الميلادية واليهودية، فكيف لا يرسل بطاقة التهنئة الهجرية، ليفتح نافذة بينه وبين الاخر في المدينة الواحدة في بلاد الغرب، هذا ما أفتى به الشيخ فيصل مولوي رحمه الله، ومن سبقه في أوروبا..
صحيح أن المرء يكون أحيانا في حيرة من أمره، أمام تعدد المشاكل والإكراهات وتنوعها، لكن ذلك كله لا يجب أن ينسينا بأي حال أننا مسلمون .. أننا محاسبون اليوم قبل الغد، عن ماذا قدمنا لقضيتنا، لا بل قضايانا المتعددة وجراحات أمة محمد الدامية؟ وعن ماذا قدمنا لهذا الإسلام العزيز، الذي نتشرف بالانتماء إليه وتمثيله، أما اليوم، فـقد يتقاضانا العرف والعادة أن نفرح في العيد الهجري الجديد ونبتهج وأن نتبادل التهاني، وأن نطرح الهموم بعض الوقت، وأن نتهادى البشائر، في حـــــــــــــــين، يحاسبنا ويتقاضانا إسلامنا الممتحن في كل مكان من أرض الإسلام، لأننا لسنا سواح في هذه الديار ولا طامعي قوت، رغم أن السياحة حلال طيب مباح والارتزاق والكسب الحلال مشروع طيب.. كل هذا يشجعنا على العمل من باب مخاطة الناس والصبر على أذاهم، عملا بقول الرسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم”
الهجرة محطة للمحاسبة والتذكر
لابد أن ينظر الإنسان في عمله ويتأمل حاله كيف قضى عامه ؟ وفيم صرف أوقاته ؟
في عامه الراحل كيف كانت علاقته بربه ؟ هل حافظ على فرائضه واجتنب زواجره ؟ هل اتقى الله في بيته
هل راقب الله في عمله وكسبه وفي كل شؤون حياته ؟
فإنه إن فعل ذلك صار يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه؛ ومن حاسب نفسه في العاجلة أمن في الآخرة ….. ومن ضحك كثيراً في الدنيا ولم يبك إلا قليلاً فإنه يخشى عليه أن يبكي كثيراً في حسابه فقد قال تعالى: (فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً- التوبة:82) قال إبن عباس رضي الله عنه :”الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاءوا فإذا انقطعت وصاروا إلى الله تعالى استأنفوا في بكاء لا ينقطع عنهم أبدا “
إن عامنا يمضي وذنوبنا تزداد وآخرتنا تقترب ونحن عنها غافلون إلا من رحم ربك من عباده المخلصين.. وللأسف نمن على الله بالطاعات ونواجهه سبحانه بالكبائر والموبقات ونقول إن الله غفور رحيم ونلغي من قاموسنا أن الله شديد العقاب
فيامن ابتلي بالبــــــــلاء، كما يقول أحد الصالحين:
تذكر : ان الله عزوجل يبتلي العبد وهو يحبه ، ليسمع تضرعه
تذكر :ان أفضل العبادة انتظار الفرج. تذكر: ان ما يكره العبد خير له مما يحب ، لأن ما يكره يهيجه على الدعاء
وما يحب يلهيه عنه . تذكر : ان المؤمن أمره كله خيــر . تذكر : ان من اتبع الصبر ، اتبعه النــصر
تذكر : ان من صبر ظفر . وان الصبر مفتاح الفرج .. وعند اشتداد البلاء، يأتي الرخــــاء
تذكر: ان رُب محبوب في مكروه. ومكروه في محبوب، وكم من مغبوط بنعمة هي داؤه. ومرحوم من داء هو شفاؤه
تذكر : ان من ساعة إلى ساعة فـرج .. تذكر : رُب خيـــر استفدته من شر .. ونفع من ضر
تذكر : انه ربما امتحن الله العبد ، بمحنة يخلصه بها من الهلكة فتكون تلك المحنة .. منحة أجل من نعمة
تذكر : إن كل مقدر كائن ولا بد .. تذكر ان من لم يرضي بالقضاء والقـدر ، لم يهنأ له عيش
تذكر : ان المحن تأديب من الله ، والأدب لا يدوم ، فطوبى لمن تصبر على التأديب
تذكر : أن الفرج والروح والحيــاة في اليقين والرضا ، والهم والغم والحزن في الشك والسخط
تذكر : أن المحن فيها تمحيص من الذنب ، وتنبيه من الغفلة ، وتعرض للثواب بالصبر ، وتذكير النعمة
فتحية ود وسلام إخاء، إلى كل مؤمن عامل صابر محتسب هل عليه هلال العام الهجري الجديد في بلاد الغربة، فكان من الفائزين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون.
وتحية ود وسلام إخاء، إلى كل من صفا قلبه، فصفا ليله ونهاره مع الله، يناجي ربه في أحب أوقاته، راجيا أن يفتح له الأبواب، ويؤمنه من الفزع الأكبر يوم الحساب.. فاللهم أمنا من الفزع الأكبر يوم الحساب .. وعام هجري جديد عام مبارك سعيد.
محمد مصطفى حابس
8 أكتوبر 2016