منذ أشهر تصل تباعا أعداد قياسية و مهولة من المهاجرين كل يوم للدول الأوروبية، وبالرغم من ذلك تتجنب السلطات السياسية الأوروبية اتخاذ التدابير التضامنية اللازمة، وأصبح مؤكدا أن القارة أوروبية وصلت إلى طريق مسدود في إدارتها لملف المهاجرين، ويبدو أن ألمانيا، في الوقت الراهن، هي الوحيدة التي تستشعر هذا الوضع الحرج، فقد قالت المستشارة الألمانية ميركل يوم الأحد الماضي في حوار تلفزيوني أن الوضع “غير مرضي بالمرة”، وحذرت من أن مسألة المهاجرين ستشغل الأوروبيين “أكثر من اليونان ومن استقرار العملة الأوروبية اليورو“. ويتضح من خلال موقف المستشارة الألمانية قلق برلين، فألمانيا يمكنها أن تستوعب ما يصل إلى 750.000 لاجئ في عام 2015، وفقًا لتقديرات غير رسمية تم الكشف عنها يوم الثلاثاء، في مقابل 203.000 في عام 2014
و قد يواجه العالم أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، كما لوحظ “تسيب و تسكع العديد من الوافدين لأوروبا من العرب والأفارقة نخشى أن يكدروا صفو العيش على شعوب أمنة، بحيث أصبحت أوروبا مرتعا لهم” على حد تعبير العديد من العنصريين المهتمين بملف الهجرة، نظرا لارتباط أوروبا اقتصادياً وسياسياً بالعالم أجمع ارتباطاً وثيقاً، ضف إلى ذلك أنها تجسد، من وجهة النظر الجغرافية، بوابة الطرف الغربي من القارة الأوربية-الآسيوية.
وعموماً يمكن القول إن بني البشر قد دأبوا على الهجرة دائماً وأبداً إلا أن استقبالهم بهذه الأعداد المهولة يتطلب ترتيبات جيوسياسية وإعداد مادي ولوجستي، لأن الإشارة إلى هذه الحقائق أمر مهم وذلك لأنها تمكننا من الإحاطة بالظروف الجوهرية المحيطة بأوروبا باعتبارها أحد مسارح تنقلات المهاجرين على مستوى العالم أجمع، بحيث يرى اليوم الدارس العادي للوضع أن أوصال العالم تلاحمت وغدا بُعْدُ المسافات بين بلدان العالم أمراً نسبياً؛ بهذا المعنى صار العالم في حركة مستمرة سياسياً وجغرافياً وسكانياً وسلعياً.
وبالتالي فالهجرة لا تشكل أحد مظاهر العولمة الموزعة أبعادها على العالم فحسب، إنما هي أيضاً حصيلة منطقية أفرزتها العولمة ذاتها.
فهجرة هذه الأشهر الاخيرة، شبيهة بالهجرة الأوربية الكبيرة التي نزح يومها ما يزيد على ستين مليون أوربي إلى أمريكا وأستراليا، وستظل حالة استثنائية في أغلب الظن، رغم ذلك يخشى الكثير من الناس أن تتكرر حالة الهجرة الجماعية هذه، من شعوبنا العربية خاصة مع ما هو واقع اليوم من حروب و مآسي في سوريا والعراق وبعض دول الربيع العربي.
الهجرة أنواع وأشكال
ومهما كان الحال، يمكن أن تكون “الهجرة استراتيجية للبقاء على قيد الحياة، فرارا من موت محقق، أو هروبا من الملاحقة والرغبة في الخلاص من فخ العوز والفاقة وهي دوافع لا يصعب فهمها لكن يتفهمها الغرب عموما بشكل أو بأخر” كما يصفها الباحث الألماني الدكتور فرانك ديفيل.
كما تجسد الهجرة استراتيجية اقتصادية – في نظره أيضا- ، “كالتفتيش عن المكان الذي يتيح للتاجر الفرصة المناسبة لعرض قوة عمله والحصول على أكبر أجر ممكن”، كما هو ملاحظ مثلا عند اليد العملة السورية التي زحفت على السوق التركية، والجالية العراقية التي استحوذت على العديد من المشاريع في الأردن، أو حتى بتبييض الأموال من طرف بعض السماسرة..
أضف إلى هذا، أن الهجرة يمكن أن تكون صيغة احتجاج يريد المهاجر من خلالها القول: “إني أحتج على الظروف السائدة في مسقط رأسي، إني لم أعد قادراً على الرضوخ لهذه الظروف، ولذا فإني أهاجر إلى عالم آخر”، كما يرى بعض الساسة، و بالتالي تصبح الهجرة النتيجة المنطقية ماديا أو معنويا، لتوزيع الخيرات والرفاهية المتحققة على المستوى العالمي توزيعاً يفتقر إلى العدالة.
من ناحية أخرى يقر باحثون اجتماعيون كثر، أن الهجرة تشكل سبيلاً للاطلاع على العالم والتعلم من البلدان الأجنبية، فمن خلال الهجرة يكتسب المرء تجارب قد تنفعه طيلة حياته، وتنطوي الهجرة على هجرة المعارف والخبرات أيضاً؛ من هنا لا عجب أن يتزايد عدد العمال المهاجرين، فهؤلاء صاروا يتنقلون إلى كل بقعة تخطر على البال.
كما يحلو للباحث فرانك ديفيل وصفه بقوله “إن الهجرة معبر قوي عن التحولات الاجتماعية؛ فالهجرة تشارك في خلق التحولات التي تطرأ على الدول والأقاليم المعنية؛ إلا أنه لا يجوز أن يغيب عن بالنا أن التغيرات والتحولات تطرأ على الهجرة ذاتها أيضاً. فالهجرة تؤدي إلى تطعيم سكان أوروبا بأناس جاءوا من أقاليم أخرى، وإلى حدوث تغير على التركيبة السكانية فيها باستمرار وبنحو بين للعيان..”
هجرة المسلمين إلى أوروبا، تاريخها و مسوغاتها
أما هجرة المسلمين إلى أوروبا فتاريخها ومسوغاتها تتفاوت من قطر أوروبي إلى آخر، والبعض يرجعها إلى قرون خلت وهذا ما يحتاج إلى بحث دقيق لا أحسب أن هذه الورقة تستوعبه، غير أنه يمكن القول أن جذور الهجرة الحديثة المعتبرة التي هي أساس الوجود الإسلامي الحاضر في أوروبا يمكن إرجاع بداياتها إلى منتصف القرن التاسع عشر عندما وقعت بعض البلدان العربية والإسلامية ضمن دائرة الاستعمار الأوروبي. وأوضح مثل على ذلك الاستعمار الفرنسي للجزائر وبعدها للكثير من بلدان الشمال الإفريقي واستعمار بريطانيا لشبه القارة الهندية ومن ثم لجل بلدان المشرق العربي والإسلامي، واستمرت تلك الهجرات بعد استقلال هذه الدول والتي كان هدف أصحابها الأساسي وفي بداية الأمر العمل ولفترات مؤقتة ولتحسين أوضاعهم المعيشية ثم الرجوع إلى الوطن الأصلي، خاصة أن جل المهاجرين لم يصحبوا عائلاتهم معهم في البداية..
أقول استمرت تلك الهجرات وتطورت لتشمل أعداداً كبيرة من الطلبة الدارسين من معظم الأقطار العربية والإسلامية إضافة إلى أعداد غير قليلة من القدرات والكفاءات العلمية التي غادرت البلاد هرباً من الأوضاع السياسية المتقلبة والمتوترة والتي سادت جل البلاد العربية والإسلامية منذ بداية ستينات وسبعينات القرن الماضي وحتى يوم الناس هذا.
رغم ذلك تطورت أحوال الجالية المسلمة في أوروبا مع ازدياد أعداد المسلمين وانتشارهم في جل الأقطار الأوربية وبروز الجيل الثاني والثالث بل والرابع في بعض الأقطار التي هاجر إليها المسلمون في وقت مبكر، وقد بات الاتجاه السائد في صفوف المسلمين هو الاستقرار. ولا شك أن متطلبات الاستقرار غير متطلبات الإقامة المؤقتة وشعور المسلمين بأنهم جزء لا يتجزأ من مجتمع أوربي متعدد الأعراق والأديان غير شعورهم بأنهم جسم غريب يبغي الارتحال كل يوم، بحيث توسعت مؤسساتهم الإسلامية وانتشرت في معظم دول أوروبا وتعددت وتنوعت فمن المساجد والمراكز والمنظمات الإسلامية والعربية إلى المؤسسات التعليمية والاجتماعية والمهنية التخصصية إلى الاتحادات الطلابية والمؤسسات الشبابية والنسائية.
تصرفات العديد من الوافدين الجدد قد يفسد على جاليتنا المسلمة ما بنته منذ عقود
رغم كل هذه النجاحات لجاليتنا المسلمة، إلا أني أخشى على هذه الحالة من الوفود الجديدة من المهاجرين الذين لم يقدروا الهجرة حق قدرها و يفسدوا على جاليتنا إستقرارها وأمنها.. لأن هؤلاء المهاجرين الجدد، ورغم أنهم فروا بجلودهم من أتون جحيم الحروب في دولنا العربية والافريقية، إلا أن تصرفات العديد منهم أو جلهم،- إلا من رحم ربك- لا يبعث على الارتياح، فانتشار ظواهر التنكر للمبادئ الاسلامية، وانتهاك حرمة صوم رمضان جهارا نهارا، وخلع سترة الحجاب لبعض الوافدات بعد اشهر فقط من وصولهم طمعا “في الاندماج أو نكاية في الأعراف”. أما تسكع بعض الشباب المبهور بالمادية فحدث عن البحر ولا حرج، خاصة في ملاهي المدن الكبرى باسم الحرية الشخصية، مستعملين وسائل التواصل الاجتماعي الاباحي بهواتف نقالة آخر طراز، علما أنهم كانوا في بلدانهم لا يملكون حتى ثمن رغيف.. كل هذا قد يعطي صورة ليس فقط مشينة للمسلمين، بل تثير عند أهل البلد نزعة العنصرية والاسلاموفوبيا، وتعطي مثلا سيء، للمسلمين الجدد أصلاء هذا الوطن الذين رحبوا بهم في بداية وفودهم.
مراكزنا الإسلامية تتجند لترشيد الوافدين الجدد
و لكي لا يستفحل هذا الوباء لا قدر الله، بادرت جمعيات إسلامية أوروبية بحملات شرح وتحسيس للوافدين الجدد، بشرح الأهداف النبيلة للهجرة عموما، والمسلم سفير لدينه قبل عائلته، ومن الأمور التحسيسية هذه يطيب لنا تلخيص ورقة ” معنى الهجرة عند رسول الإنسانية محمد”، المتداولة في بعض المراكز الأوروبية، وهي وقفة مع هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بمناسبة هجرة العديد من المهجرين قصرا للغرب وترك اموالهم وممتلكاتهم واهاليهم، وتذكير لمن نسى أو تناسى من أين جاء، خاصة للذين نسوا هموم بلدانهم وتنكروا لأصولهم وللغة أجدادهم.. خلعوا لباس الحشمة نساء ورجالا، وهتكوا صيام رمضان لانهم في بلد أوروبي.. وهو عذر أقبح من ذنب؟
فبعد تقديم الوثيقة بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم القائل: ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجرُ من هجر ما نهى الله عنهُ.”
أستطرد المنشور في قصة هجرة الرسول ومعاناته، منها القصة المعروفة لهجرة أصيل الغفاري الذي ما إن علم الرسول بقدومه من مكة إلى المدينة واستفسر عنه، حيث قال له النبي:(يا أصيل! كيف عهدت مكة؟)، رد اصيل بقوله: “والله عهدتها قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق اذخرها، وأسلت ثمامها، وأمشّ سلمها”، أي أن أصيل بدأ يتكلم عن جمال مكة.. وهواء مكة.. وزينة مكة .. فأسكته الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: (حسبك يا أصيل لا تحزنا، لا تبكينا.. دع القلوب تقر قرارها).. حتى أن النبي بكى لفراق مكة، بل كان يخاطبها، و يقول: (ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك).. (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد).
علما أنه من زار مكة يعرف أنها صحراء، لا تصلح للعيش بوصف القرآن الكريم نفسه،” وَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ “.. لكنها كانت له وطن، ولا يعرف الوطن إلا من عاش مرارة الغربة.. بل القرآن جعل ألم الغربة أو فراق الوطن بعد ألم الموت مباشرة، حيث قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ) ، الموت فراق والهجرة فراق..
ثم يستطرد المنشور مبينا أنه “حتى في العقوبات السياسية يأتي النفي من الوطن كعقوبة مباشرة بعد الإعدام”، مذكرا بأسماء كبيرة في التاريخ، منهم عبد الرحمان الداخل، عبد الرحمان الكواكبي ، الأمير عبد القادر الجزائري، العلامة بن خلدون، نابليون و غيرهم ، حتى من المعاصرين في سويسرا أمثال العلامة الشيخ محمود بوزوزو والدكتور سعيد رمضان و غيرهم كثير.. مبينا أنه “حتى المهاجرين، بقي اسمهم ” مهاجرون” بالرغم من قسوة هذه الكلمة ومرارتها.. حتى “النبي ظل اسمه النبي المكي القرشي، بالرغم من أنه عاش أهم فترة للرسالة في المدينة، لكنه ما خلع جلده وما تنكر لأصله، بالرغم من كل السوء والظلم الذي لحق به من أذاهم”.
دروس وعبر متجددة للأجيال من هجرة الرسول
وفي الختام، ذهب محررو المطوية في شرح معنى هجرة الرسول بقولهم:”
– الرسول هاجر لكنه أسس أمة، عاد بها إلى مكة ودخلها برايات بيضاء و خضراء المزهرة
– هاجر ومعه مسلم واحد، لكنه عاد إليها ومعه 10 آلاف مسلم ومع ذلك لم ينقل الرسول مركز الدولة الإسلامية من المدينة إلى مكة.. حتى أنه لم يوصي أن يدفن في مكة أو ينقل جثمانه الشريف من المدينة إلى مكة مسقط رأسه
– هو هاجر صلى الله عليه وسلم ، ليعلمنا أن الأهداف تبقى ثابتة، رغم قسوة الظروف
– هاجر صلى الله عليه وسلم ليعلمنا أن عملنا ليس بالضرورة أن يكون في الوطن، لكن أثره لا بد أن يصل إليه
– هو هاجر، ليعلمنا أن المكاسب في الغربة قد تكون أكثر بكثير من الخسائر لو أردنا نحن أن نحولها لذلك
– هو هاجر، ليعلمنا أن كثرة الناس من حولنا لا تجلب السعادة بالضرورة، ولا غيابهم يجلب البؤس بالضرورة
– هو هاجر، ليعلمنا أن ما بين أهدافنا وتحقيقها حاجز هو أنانيتنا نحن، أنا و أنت أو أنت
– هو هاجر ليعلمنا أن الحق جهاد، والعلم جهاد، والعمل جهاد، والعبادة جهاد إذا كانت خالصة لوجه الله العظيم الحليم الكريم
– هو هاجر ليعلمنا أن الحق عالي، والعلم غالي، والكسب غالي، وثمن الغالي غالي لا يناله أصحاب الخمول
– هو هاجر ليعلمنا، أن الحرية هي حرية الفكر والكلمة ، لا حرية العري و التنكر للمبادئ
– هو هاجر ليعلمنا أن النهضة تبدأ بفكرة مع يدين مرفوعتين إلى السماء وقلب منكسر معلق برب السماء
– هو هاجر ليعلمنا أن هذا الكون هو أكبر منا ومنهم، فيه من الاختلاف ما لا تسعه عقولنا وعقولهم، بل يسعه قول الله تعالى :” وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ.” وأننا خلق بين الخلق ، وأمة بين الأمم، لن تحترم، إلا إذا هي احترمت، وأن الاعتزاز بهويتنا وديننا، هو إعتزاز بإنسانيتنا في الاختيار
– هاجر ليعلمنا أن نفكر بالرأي المخالف من وجهة نظره هو، لا من وجهة نظرنا نحن، وأن نرى بعينه وأن نسمع بأذنه فلربما حكمنا إذن بحكمه
– هاجر ليعلمنا أن لا ننتظر أحد، بل أن لا نأمل من أحد شيء، فالأمل الوحيد هو بالله وحده ومنا ومن مجهودنا الفردي أو الجماعي، لا غير
– هاجر ليعلمنا أن الخير موجود في كل مكان، نحن الذي لا نراه عندما لا نمعن النظر
– هاجر ليعلمنا أن الآخر ليس دائما على الخطأ، ممكن نحن الذين لا نسمع بإصغاء عندما يأخذنا الغرور بالنفس
– هاجر ليعلمنا أن الحرية هي ما يجعل الانسان إنسانا و يكرمه فوق غيره
– هاجر ليعلمنا أن الهجرة قد لا تكون بالضرورة النهاية، بل ربما تكون بداية كل شيء
و أختتمت المطوية بنداء، يقول فيها أصحابها:” أيها المسلمون، الهجرة أيام علم وعمل وسياحة وعبادة، وليست ايام انفلات ولا انطلاق شهوات، كما هو الحال عند بعض الملل والنحل، التي نعيش اليوم مكرهين بين ظهرانيها في ديار غرب مضيافة، هجرات بعضهم شهوات، إباحية وسكر وملذات.. أما هجرتنا فيجب أن تكون عبادة و نسك تبدأ باسم الله والشكر لله والله أكبر، وتختتم بالصلاة والسلام على النبي الأكرم.
يا رب .. يا رب في هجرتنا هذه علمنا أن نحب إخواننا كما نحب أنفسنا، وعلمنا أن نحاسب أنفسنا كما نحاسب الناس
يا رب .. يا رب في هجرتنا هذه علمنا أن التسامح هو أكبر مراتب القوة، وأن الانتقام هو أول مظاهر الضعف
يا رب .. يا رب في هجرتنا هذه ، لا تجعلنا نصاب بالغرور إذا نجحنا ولا باليأس إذا أخفقنا، بل ذكرنا دائما أن الإخفاق هو التجربة التي تسبق النجاح
يا رب، إلهنا .. إذا أعطيتنا نجاحا فلا تأخذ تواضعنا، وإذا أعطيتنا تواضعا فلا تأخذ اعتزازنا بكرامتنا، وإذا أسأنا يا رب إلى الناس، فامنحنا شجاعة الاعتذار، و إذا أساء إلينا الناس فامنحنا شجاعة العفو..والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
محمد مصطفى حابس
27 أوت 2015