سيكتب التاريخ… أن هذا الرجل ساند كثيرا من الشعوب العربية في ثورتها على الحكام المفسدين والمستبدين، وفي الخمسينات – وقد كان في صباه – كان يرأس اللجنة القطرية لدعم الثورة الجزائرية.
سيكتب التاريخ… أنه أنشأ قناة الجزيرة في 1996، بعيد الانقلاب على والده – الذي كان لعبة في أيدي أمراء السعودية – في27 جوان 1995، وهي القناة التي أصبحت مع الزمن إمبراطورية إعلامية حقيقية، ولعبت مع الكبار، بل وفرضت نفسها عليهم، وفرضت نفسها على سلاطين العرب وملوكهم المستبدين.
وهو ما سمح لقطر أساساً، أن تهيمن على القرار العربي، وهي الجزيرة النائية التي لم يكن يسمع بها إلا القليل ولا يساوي عدد سكانها حي من أحياء الجزائر العاصمة أو القاهرة أو الدار البيضاء (عدد القطريين 125 ألف نسمة).
سيكتب التاريخ… أنه تحالف، بشكل أو بآخر، مع الأضداد المتصارعين في المنطقة وعليها، من إيران إلى إسرائيل، مرورًا بعراق صدام وتركيا أردوغان، وهو الذي كان أمراء السعودية، الغارقين في الفساد، يهددون بابتلاع بلده.
سيكتب التاريخ… أنه أصبح لاعبًا مع كبار هذا العالم، الذي يتنافس زعماؤه على الظهور في قناته التي لا يظهر فيها هو إلا نادرًا، وقد أراد يومًا كبراء العالم، بوش وبلير، أن ينسفاها من الوجود وقد أزعجتهما في أفغانستان والعراق حتى وُصمت بأنها الناطق باسم الإرهاب والإرهابيين.
سيكتب التاريخ… أنه استضاف أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، وفتح مكتبًا للكيان الغاصب، وسجن وضيّق على بعض معارضيه بما فيهم الشعراء، وفي نفس الوقت، استضاف وأجزل العطاء، لكثير ممن يوصفون بالعنف والإرهاب في قاموس الغرب وحكام العرب، وتدخّل في أكثر مشاكل العالم، محاولا المساعدة حينًا والمنافسة أحيانًا أخرى.
بالنسبة إلينا كجزائريين، سيكتب التاريخ… أنه تحالف – أو على الأقلّ تعاون- مع العصابة الحاكمة، ممثّلة في عبد العزيز بوتفليقة، منذ أن جيء به إلى رأس الحكم، بوتفليقة الذي ذهب إليه ذات يوم في عام 1979، يشتكي عسكر الجزائر، الذين طردوه وأهانوه بعد وفاة سيّده وصانع أمجاده بومدين، وتوسّل لديه ليشتري له شقة في باريس، وقد فعل. ومازالت الشقة في واحد من أرقى أحياء باريس تشهد علي تلك العلاقة الخاصة، يومها كان وليا للعهد.
ومنذ ذلك التاريخ، وبوتفليقة يلقى دعمه ورعايته… فتحالف معه، وأيّده وانتصر له، وبالمقابل حصل الشيخ الأمير على ما أراد من الجزائر بما فيها آلاف الهكتارات للصيد والاصطياد، وأشياء أخرى…
سيكتب التاريخ ذاك التناقض الصارخ، كيف يمكن لهذا الرجل أن يقف الموقف وضده في نفس الوقت، كيف يسارع حتى التمادي، في دعم الثوار في هذا البلد العربي أو ذاك، ويواصل في، في نفس الوقت، دعم عصابة هي من أفظع وأبشع وأجرم طغاة العرب في بلد عربي آخر، وأيّ بلد: الجزائر موطن الثورة والثوار.
ولئن كان أحرار الجزائر وشرفاؤها لم يعتمدوا يوما ولن يعتمدوا، بعد الله، إلا على إخوانهم، وأبناء وطنهم الأحرار، فإن التناقض سيبقى صارخا، واضحا وفاضحا، والتساؤل يبقى مطروحا أيا كانت التفسيرات والتبريرات.
ومع ذلك ليت كل حكام العرب يرحلوا قبل أن يُرحّلوا، والأهمّ ليتهم يأتوا إلى الحكم عبر إرادة شعوبهم وليس عبر الدماء “المقدّسة” بالماء المهين أو البيان الأول أو دبابة المحتل.
محمد العربي زيتوت
25 جوان 2013
تعليقان
RE: سيكتب التاريخ… عن أمير قطر
il est vrai que les chèques en dollars inspirent de jolis articles
قال عجبا
][b]بسم الله اللدي خلق وعلم وقدر وهو العزيز الحكيم
لا اريد الاطالة لكن الكلام عن الناس وخاصتا المسلمين منهم بالمديح مذموم ومحرم لقول نبي المسلمين عليه الصلات والسلام لا تمادحو فإنه الدبح
ولكي لا اكون متناقدا اسال مذا قدم الامراء لشعوبهم الا العيش اي عيش كعيش كل انسان في الارض لا فرق الا في ان اسباب العيش ليست من صنع اهل الارض اما ما قدمه للمسلمين وسكان المعمورة هو وعد بان تكون الحضارة اللتي تقوم على جهد المجهول صنعا وحفظا هي حظارة ازلية لا تفنى ام انا لا افهم معنى ان يشتري الامير كل ما هو متطور مع الصانع بدون ان يكلف نفسه ويسال هل هدا اللدي صنع له صانع بل يسال من المالك لا يعلم ان العلم ليس له ثمن وان العلم لا يشترى ولا يباع كما ان العلم مقدس قداسة خالقه نسبة لتسمية الخالق به العليم
لا اريد ان ازيد الا قول ان الحكمة تقول من كان محسنا فليوصل الاعمى الى اهله لا يكفي ان تقول له انه ظال او تقول له انه مظلوم او تعطيه خنجرا وتمدح بدنه وتتركه يواجه العالم بسلاح من صنع عدوه ولا حول ولا قوت الا باللله
لا اقول ان الامير اثم لاكن لا شرف في قتال من يطعمني ويسقيني ويعلمني ويكسوني وتكلف ليسليني لا اقول خلقا لكن لست من صنع جيشا يدافع عن المسلمين او عن المظلومين من البشر لست من اعد العد لقتل كل من يقول لا فاقول يا امير القطريين والمسلمين ان شاء الرب كن صبورا وكن حكيما ولا تبالغ في اكبار الكفار ولا تغتر بولاء المنفق فسيريك الله حقا من انت معه نصير ومن هو الولي ومن هو العدو فسوريا تبكي الحجر لكن هل قطر هي احسن حال من فلسطين.؟[/b]