عيش تشوف

حوّل عبد العزيز بوتفليقة أواخر السبعينات 30 مليون دولار من الميزانية المخصّصة لتسيير القنصليات الجزائرية عبر العالم، حوّلها إلى حسابه الخاص في بنك بمدينة جينيف.

أدان القانون الجزائري هذه الجريمة التي اعتبرها تلاعبًا بالمال العام وخيانات في التسيير وكتب هذا التقرير في الجريدة الرسمية… عبد العزيز بوتفليقة لم يمض دقيقة واحدة في السجن، بل أصبح رئيساً للدولة…

حوّل سيدي السعيد رئيس النقابة الوطنية للعمال ما يقارب 6000 مليار سنتيم من صندوق التضامن إلي بنك الخليفة بفائدة 11٪ في السنة، انفجرت العلبة السحرية لخليفة بنك، ولم يقض سيدي السعيد دقيقة واحدة في السجن، بل لازال يغدق بالأسفار والفنادق الفخمة في سويسرا لأرباب الأعمال الذين يسافرون معه في الدرجة الأولى بدراهم الشعب…

تحصّل بوﭬرّة سلطاني على عدة امتيازات من خليفة بنك، من بينها بطاقة ڤولد للسحب الفوري لأكثر من 30 ألف أورو في اليوم، كما عيّن ابنه الذي لم ينه دراسته الثانوية، مسؤولًا في مصرف بنكي لخليفة بنك، سألت القاضية بوﭬرّة عن كل هذا خلال محاكمة قضية مجمّع خليفة فأجابها: سيدتي القاضية كل الشعب الجزائري عمل عند خليفة… لم يقض سلطاني دقيقة واحدة في السجن.. بل صرّح مؤخّرًا بأنه لن يستوزر بعد اليوم لأنّ الرئاسة تهمّه…

حوّل شكيب خليل مجمّع سوناطراك إلى بنك عائلي، ثم فرّ إلى العم صام بعد أن أفشت الجرائد المخابراتية عن الفضائح التي فجّرت سوناطراك…

لم يقض هذا الرجل دقيقة واحدة في السجن، بل لا يزال يسافر بجواز دبلوماسي يعطيه الحصانة حيث ما حلّ…

وجدت تحريات الأمن الاقتصادي في بنك بباريس 200 مليون أورو، سُرقت من ميزانية الطريق السيار شرق غرب، لم يسجن إلا مسؤولون صغار لا علم لهم في قضية الاختلاس أما وزير الأشغال العمومية فلم يقض دقيقة واحدة في السجن…

نزار الذي كان عسكريا في الجيش الفرنسي، أصبح جنرالًا بعد أن أدخل هو وعصابته البلاد في دوامة العنف، هو الذي قال قولته الشهيرة “لقد أطلقنا الرصاص الحي على الشباب في أكتوبر 1988 لأننا لم نكن نملك الرصاص المطاطي”، هذا الاعتراف بالجريمة لم يدخله إلى السجن دقيقة واحدة… بل لا زال يسافر إلى سويسرا بجواز سفر دبلوماسي لما قدّمه للبلاد من خير وعطاء… صرّح مؤخرًا القاضية السويسرية أنه في عطلة ليكفّ عن التدخين مع mon psychothérapeute…

القائمة أطول من أن نسردها في هذا المقام، لكن اسمحوا لي أن أذكّركم بأن الآلاف من الجزائريين قضوا أكثر من 10 سنوات في السجن وفي غيابات الصحاري المملوءة بالأشعة النووية القاتلة بتهمة انتمائهم لحزب فاز بانتخابات قال عنها النظام نفسه أنها جرت في ظروف جيدة.

الآلاف من الإطارات الجزائرية فرّوا بأجسادهم خشية التصفية من طرف العصابة الحاكمة…

أطباء وجراحون، مهندسون وباحثون في شتى المجالات ممنوعون من العودة إلى الجزائر بحجّة أنهم ينشطون في جمعيات دولية تدافع عن حقوق الإنسان وتندّد بالسياسة القمعية للنظام الحاكم في الجزائر…

وذهب الأمر إلى التحالف مع المستعمر الفرنسي لاعتقال رواد التغيير والنشطاء الحقوقيين، كان آخر هذه الاعتقالات مسّ الدكتور مراد دهينة…

غاني مهدي
28 جانفي 2012