واستبعد زيتوت في تصريحات خاصة “قدس برس” أن تزول صفحة التوجس وعدم الثقة التي تطبع علاقات الجزائر الرسمية مع القيادتين السياسيتين في تونس وليبيا بعد نجاح ثورتهما، وقال: “أعتقد أنه مهما قدم حكام تونس وليبيا الجدد من تنازلات وتطمينات إلى النظام الجزائري، فإن ذلك لن يزيل شيئا من أذهان قادة النظام الجزائري من أن هؤلاء ليسوا إلا تعبيرا إسلاميًا، وأنهم أسقطوا أنظمة حليفة وشبيهة له في تونس وليبيا، وأنه لن يأمنهم لأنه جاء على ظهر انقلاب ضد انتخابات حرة ونزيهة فاز فيها إسلاميو الجزائر قبل عقدين من الزمن تحديدا، وأنه لن يقبل باستقرار الأمر لجار إسلامي حتى وإن تخلى هذا الجار عن قناعاته ومبادئه، لأنه سيظل مقتنعا ـ عن حق أو عن باطل ـ أن ما ذاك إلا مناورة وأن استقرار الأمر في البلدين يعني أنه المحطة المقبلة”.
وأشار زيتوت إلى أن النظام الجزائري يفعل كل ما في وسعه لإجهاض الثورتين التونسية والجزائرية، وقال: “إلى حد الآن لازال النظام الجزائري يروج لمخاوف نشأة الدولة الإسلامية على الضفة الجنوبية للمتوسط، ويحذر أوروبا منها ومن القاعدة والإرهاب، وهو في صحافته الرسمية وغير الرسمية، خصوصا المعرّبة منها، لا ينقل من أخبار الثورتين إلا ما يسهم في إشاعة أجواء الفشل. وحتى وإن دعا بعض رموز العهد الجديد في تونس إلى زيارة الجزائر، فإنه يقيد ذلك بشروطه، ولا أستبعد أن يتم إلغاء أو تأجيل زيارة المرزوقي بعدما نقل عنه من أنه كان يرى أنه لو تم تمكين من فازوا بالانتخابات في الحكم لما حصل ما حصل من كوارث للجزائر”.
وقلل زيتوت من أهمية تهمة “الإرهاب” في تحريض الغرب على القيادتين التونسية والليبية، وقال: “الغرب يعتقد أن حكم الإسلاميين في العالم العربي وفي شمال إفريقيا بالأخص هو حتمية تاريخية، مثلما كان الاستقلال في منتصف القرن الماضي، وهو يعمل للتخفيف من تأثيراتها السلبية على مصالحه، ويبحث عن أرضية للتوافق مع هذا التيار بشكل أو بآخر، وهو مضطر للتعامل مع واقع لا يريده لكنه يرى أن لا مفرا منه، وسيسعى قدر ما أمكنه ذلك لتحجيم هؤلاء واحتوائهم”.
ودعا زيتوت قيادات تونس وليبيا الجديدة إلى الوفاء لمبادئ الثورات التي جاءت بهم، والالتزام بالمبادئ التي ناضلوا من أجلها في علاقاتهم مع الجزائر، وقال: “ما قلناه لقادة تونس وليبيا الجدد أنهم مهما قدموا للنظام المتحكم في الجزائر من تطمينات وتنازلات فإنه لن يتوقف عن مطالبتهم بالمزيد، وسيرى في تنازلاتهم دليل ضعف، والأصل أن هذه الحكومات نابعة من ثورات شعبية على مستبدين أن تحتفظ بحد أدنى من المبادئ والأخلاق بعيدا عما يسمونه بإكراهات الجغرافيا، لأنه وفق هذا المنطق يمكن تبرير كل شيء. ونحن نعتقد، وقد قلنا لهم ذلك، أنه ليس من الحكمة فتح مواجهة مع النظام في الجزائر، وفي نفس الوقت ليس من الشهامة والمروؤة والحكمة في شيء الانحناء لابتزازات هذا النظام المنافية بالتأكيد لروح الثورات الشعبية العربية المتزايدة، والتي هي من جاءت بالحكومات الجديدة أصلا”، على حد تعبيره.
خدمة قدس برس
10 يناير 2012