ولكن بعد مرور أكثر من 20 شهرا على الكارثة مازال غالبية المنكوبين يعانون ويقاسون من ثقل البيروقراطية وطول الإجراءات ولكن أخطر ما في الأمر هو:
1― الظلم والإجحاف وضياع حقوقهم الذي لحق بهم على إثر القرار الجريء الذي اتخذته السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي والذي يتلخص في أنّ “المنكوبين ستعطى لهم إعانات من صندوق السكن وليس تعويضات من الصندوق الوطني للكوارث الطبيعية” وهذا في تحدّ واضح وخرق كامل للقرارات وللمراسيم التنفيذية المذكورة أعلاه، وبهذا:
― يحرم كل منكوب من حقه الدستوري والقانوني في التعويض المناسب والعادل، للضرر الذي لحق بأملاكه؛
― ويحرم كل منكوب من أيّ تعويض أو حتى أيّ إعانة إذا استفاد من إعانة ما للسكن سابقا؛
― ويحرم كل منكوب من التعويض إذا استفادت زوجته التي تملك عقار منكوبا من إعانة ما.
2― قبول السلطات المحلية لتصنيفات بعض الفرق التقنية للعقارات المنكوبة والتي أقل ما يقال عنها أنها عنصرية ومثيرة للسخط والتذمر والتعجب، ورفضت كل الطعون المقدمة ضدها: فمساكن منكوبة موجودة في أحياء غمرتها مياه الفيضان إلى أكثر من أربعة أمتار وفقد سكانها كل ما يكسبون، لم يستفيدوا ولو بدينار رمزي من التعويضات. وفي نفس الوقت فإن مساكن موجودة في أحياء أخرى معروفة لم يمسها ولم تدخلها قطرة من مياه الفياضان، استفاد أصحابها من أقصى التعويضات !
3― خرق قرارات مجلس الحكومة، وخاصة الفقرة السادسة، وهذا بإلغاء حق المواطن من الاستفادة من التعويض للكراء وإجباره على السكن في الشاليات التي بناها المقاولون بعدد يفوق الاحتياجات…
فبالرغم من النداءات والتظلمات والشكايات وحتى الاحتجاجات التي قام بها المواطنون باسم الجمعيات والتنظيمات المختلفة وحتى الأحزاب السياسية المعتمدة، إلا أن دار لقمان بقيت على حالها.
لماذا هذا التحدي وكل هذا الظلم؟ لماذا هذا الخرق للقوانين والمراسيم؟ هل صارت كل ولاية عبارة عن جمهورية مستقلة أو إمارة إقطاعية، يتصرف فيها المسؤول الأول بكل حرية، ينفذ ما يشاء من قوانين الجمهورية ويلقي في سلة المهملات ما لا يروق له منها، بل وصل الأمر إلى سن ما يشاء من القوانين! بدون رقيب أو محاسب فما بالك بمعاقب.
وحتى إذا جاءت لجنة تحقيق ما أو لجنة للمحاسبة فسيكون مقر إقامتها وضيافتها ومأكلها ومشربها هو مقر الولاية! ومجال تحقيقاتها لا تخرج عن دائرة معينة من الإدارات والمصالح المترابطة بعضها ببعض ويكون الوالي هو قمة الهرم بصفته المسؤول الأمني الأول على مستوى الولاية.
فمَن يحقق مع مَن؟ ومَن يحاسب مَن؟ ومَن سيعاقب مَن؟
وهكذا ضاعت الملايير من الدينارات الموجهة أصلا للمنكوبين بين المسؤولين والمقاولين والوسطاء من مختلف الرتب!
أما المواطن المنكوب الذي ضاع شقاء عمره بين عشية وضحاها ورأى بصيصا من الفرج وفسحة من الأمل ساعة إعلان غرداية منطقة منكوبة، صار لا يعرف هل هو يعيش في جمهورية اسمها الجزائر أم في إمارة إقطاعية اسمها غرداية!
كمال الدين فخار
22 جويلية 2010
تعليقان
لا يـخـتـلـف اثـنـان عـلـى كـون والـي غـردايـة الـحـالـي – الـمـدٌعـى فـهـيـم يـحـيـا – هـو مـن أسـوء وُلاٌت عـرفـتـه الـولايـة، كـفـاءة وأخـلاقـا. بـل إنٌ للـشـخـص سـوابـق قـضـائـيـة سـيٌـئـة، كـمـديـر سـابـق لـمـؤسـسـة عـمـومـيـة، طـُمِـس عـلـى الـمـلـفٌ الـمـتـعـلـق بـهـا، بـحـكـم انـتـمـائـه الـجـهـوي الـتـلـمـسـانـي….وهـذا هـو شـأن الـجـزائـر كـمـا يـعـلـمـه الـكـلٌ.
والـذي يـدعـو إلـى الـمـزيـد مـن الاسـتـنـكـار، هـو أنٌ “بـاش آغـا غـردايـة” كـمـا وصـفـوه، هـو رجـل مـسـنٌ ومـصـاب بـمـرض مـزمـن، كـثـيـرا مـا يـتـطـلـب غـيـابـه عـن الـولايـة، مـن أجـل الـعـلاج، تـاركـا قـضـايـا الـنـاس ومـصـالـحـهـم ومـلـفـاتـهـم قـيْـد انـتـظـار عـودتـه، إذ لا تـسـمـح “سـعـادتـه” لأيٌ مـوظـف دونـه – مـهـمـا كـانـت رتـبـتـه – بـأن يـقـرر قـرارا أو يـمـضـي مـلـفـا، نـيـابـة عـنـه، حـتـى وإن سـمـح الـقـانـون بـذلـك….
لـكـن مـن جـهـة أخـرى، وحـتـى نـضـع الـقـرٌاء فـي الـصـورة، يـنـبـغـي الـقـول أنٌ الـعـنـصـريـن الاجـتـمـاعـيـيـن الـرئـيـسـيـيـن مـن سـكـٌان ولايـة غـردايـة – مـن إبـاضـيـيـن وشـعـانـبـة – سـاهـمـا بـالـدرجـة الأولـى – سـواء أكـان الأمـر مـقـصـودا أم لا – مـن خـلال تـوَرٌطـهـمـا فـي لـعـبـة “فـرٌق تـسـد” الـتـي مـا فـتـئ الـنـظـام وسـلـطـاتـه الـمـحـلـيـة، كـعـادتـهـم، يـلـعـبـونـهـا بـيـن فـئـات مُـوٌاطـنـي الـوطـن الـواحـد، مـتـحـيٌـزيـن تـارة إلـى هـذه الـفـئـة وتـارة أخـرى إلـى تـلـك، حـسـب اعـتـبـارات مـتـعـلـقـة بـمـصـالـح الـنـظـام الآنـيـة، دون غـيـرهـا ؛ كـمـا حـصـل الأمـر مـؤخـرا فـي دائـرة “بـرٌيـان”.
إنٌـه لـمـن الـبـسـاطـة، الاعـتـمـاد عـلـى نـظـام هـو فـاسـد أخـلاقـيـا، فـاسـق عـقـائـديـا، مـرتـد وطـنـيـا، مـن قـمٌـتـه إلـى أسـفـلـه. فـأحـرى بـالـنـخـب أن تـتـجـاهـل وجـوده وتـشـرع فـي مـمـارسـة إحـدى مـن واجـبـاتـهـا الإسـلامـيـة الاجـتـمـاعـيـة الـعُـرفـيـة الـنـبـيـلـة الـرامـيـة إلـى الـصـلـح مـا بـيـن فـئـات الـمـسـلـمـيـن كـمـا كـان يـفـعـل آبـاؤهـم مـن قـبـل، عـوضـا عـن اللـجـوء إلـى حـكـام أصـبـح مـعـظـمـهـم عـبـارة عـن مـجـرد عـصـابـات لـصـوص.
manupulation médiatique de Mr Fakhar
Mr Fakhar, le jour où l’état mettra un wali Ibadite, tu ne vas plus critiqué l’état, n’est ce pas ? Je connais Ghardaia depuis qu’elle était une simple Daira gouverné par les Ibadites . A ce moment là on ne voyai pas des critiques sur la gouvernance algérien sur Ghardaia?Tu profites de cette tribune pour passer des informations qui divisent plus le peuple algérien. Allah te guide.