وعلى الرّغم من أنّها مؤلفة من ثمانية أقسام فإنّ أهم السياسات تضمّنها القسم الثامن والأخير من التقرير (1) تحت عنوان “تقوية التحالفات العالمية (Strengthening Global Alliances)”، الذي جاء فيه “إنّ الأمن القومي الطاقوي يعتمد على توفّر مصادر للطاقة لدعم نمو الاقتصاد الأميركي والعالمي على حد سواء”، ويضيف التقرير أنّه لتحقيق هذا الغرض “يجب أن نعمل مع البلدان الأخرى لمزيد من الإنتاج العالمي للطاقة، إنّه لمن الحيوي أن نجعل أمننا الطاقوي أولوية تجارتنا وسياستنا الخارجية”.
واقع الأمر إذن، أنّ الهدف الأساسي لخطة تشيني هو إيجاد مصادر خارجية إضافية من الطاقة لتُضخ في الاقتصاد الأميركي خاصّة أنّ التقرير لاحظ ابتداءً أنّ أميركا التي ستنتج 8.5 ملايين برميل يوميا في 2002 لن تستطيع في سنة 2020 إلا إنتاج ما يقارب سبعة ملايين برميل يوميا، في حين أنّ حاجتها ستزيد على 19.5 مليون برميل يوميا في 2002 وتصل إلى 25.5 مليون برميل يوميا في 2020. أي أنّها ستضطر إلى استيراد ما يقارب أربعة أضعاف إنتاجها لسدّ حاجتها آنذاك، في حين أنّها لن تستورد في سنة 2002 إلاّ نصف ما تحتاج إليه من النفط.
تقرير تشيني هذا سيكون له أثر بالغ على كافة السياسات الأميركية وعلى رأسها السياسات العسكرية والخارجية.
ولكن بدا أنّ الإشكال الأكبر الذي يواجه هذه الإستراتيجية هو أنّ بقية دول العالم قد لا توافق عليها فهي تبدو أقرب إلى الهيمنة منها إلى التبادل التجاري الحر بين الدول.
جاءت أحداث 11 سبتمبر 2001 لتقدم أكبر تبرير لبدء تنفيذ سياسات الهيمنة على مصادر الطاقة في العالم، لتزدهر معها شركات النفط والسلاح العابرة للقارات والقريبة جدًّا من مصالح المسؤولين الجدد في البيت الأبيض.
كانت البداية مع احتلال أفغانستان “مصدر الإرهاب ومأواه” فاحتُلت البلاد واقتربت الجيوش الأميركية من حوض بحر قزوين وما حوله حيث يقع ثاني احتياطات النفط العالمية بعد نفط الخليج.
ثم جاء احتلال العراق الذي “ثبت أنّ له علاقات مع القاعدة وزعيمها بن لادن”، والذي “يمتلك رئيسه الدكتاتور أسلحة دمار شامل تهدد العالم” (2). باحتلال العراق أصبحت الجيوش الأميركية الحليفة تمشي على بحور النفط في الخليج حيث يوجد ما لا يقل عن 60% من احتياطات العالم وحيث يستورد الحلفاء الغربيون أكثر نفطهم من هناك على الرغم من أنّ الولايات المتحدة لا تستورد منه إلا ما يعادل 18% من احتياجاتها حسب تقديرات 2002.
بقيت منطقتان في العالم الثالث حيث الكنوز القابلة للإخضاع، أميركا اللاتينية التي تُعتبر خمس من دولها ضمن قائمة أكبر 15 مصدرا للنفط إلى الولايات المتحدة، وأفريقيا التي ستستورد الولايات المتحدة منها 25% من احتياجاتها النفطية في عام 2020 وهو ما سيزيد عن 35% من كل النفط الأفريقي المُصدّر في نفس العام.
وإذا كانت أميركا اللاّتينية لم تعد لعبة في أيدي الأخوات السبع (3)، ففي المنطقة الأفريقية كثير ممن ينتظر الوعد الأميركي.
مدرسة بمكافحة الإرهاب
عندما ضربت الرحلة 77 صبيحة 11 سبتمبر/أيلول 2001 مقر البنتاغون، كان أحد أهم حلفاء المستقبل موجودًا هناك، وهو الجنرال محمد مدين المدعو توفيق، رئيس المخابرات الجزائرية المعروفة اختصارًا بـ”DRS”، الذي نجا هو ومن معه من الجنرالات الجزائريين والأميركيين من الهجوم، ولكنه سيكون واحدا من أكبر المستفيدين منه على الإطلاق.
في هذا الوقت كانت الجزائر تشهد تحرّكات شعبية هائلة في منطقة القبائل بعد أن أدّت مواجهات بين سكان المنطقة وأجهزة قمع “الشغب” ابتداءً من أبريل/نيسان 2000 إلى مقتل أكثر من 123 متظاهرًا برصاص قوات الشرطة والدرك، وهي انتفاضات أنذرت بامتدادها إلى مناطق أخرى كانت القوات الحكومية والمليشيات التابعة لها والجماعات الإسلامية المُخترقة، قد عبثت بها في عشرية التسعينيات التي شهدت واحدة من أقذر الحروب الداخلية التي عرفها العالم نهاية القرن العشرين وخلفت رسميا ما لا يقل عن 200 ألف قتيل غالبيتهم العُظمى من المدنيين قُتل أكثرهم في مجازر مروّعة.
في حقبة التسعينيات تدفّقت المساعدات الغربية والفرنسية بشكل خاص على جنرالات الجزائر الذين كانوا يحاربون كما يقول قائد انقلاب 11 يناير/كانون الثاني 1992 الجنرال خالد نزار وهو ضابط سابق في الجيش الفرنسي “من أجل إنقاذ الجزائر والمنطقة والغرب بأكمله من خطر الإرهاب الإسلامي”.
“الخطر الإسلامي” الذي اختاره الشعب في انتخابات شهد صانع الرؤساء كما أصبح يُعرف فيما بعد الجنرال العربي بلخير وكان يومها وزيرًا للداخلية، شهد بنزاهتها صباح 27 ديسمبر/كانون الأول 1991.
لم يعد كبار جنرالات المخابرات والجيش الجزائري في حاجة إلى طلب معدّات عسكرية عالية الدّقة للقضاء على ما يسمّونه بقايا الإرهاب الإسلامي، فقد انهالت العروض من كل مكان لأن “الحرب العالمية على الإرهاب قد بدأت ومن ليس معها فهو ضدّها وسوف يدفع الثمن”.
ولم تكن الإدارة الأميركية في حاجة لمن يذكرها بأنّ “الجزائر مدرسة في مكافحة الإرهاب وجب التعلّم منها” بحسب وصف من وزير بريطاني للحلفاء الجدد في شمال أفريقيا (4).
عدو بأفريقيا
لكن ما كانت الإدارة الأميركية بحاجة إليه هو “عدو” في أفريقيا وخاصة في منطقة الساحل والصحراء، وهو ما ستتولى المخابرات الجزائرية ترتيبه عن طريق تهويل خطر الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تحولت إلى قاعدة المغرب الإسلامي، ونقلت – حسبما تقول السلطات الجزائرية – مركز نشاطها إلى أقصى الجنوب بعد أن تلقّت ضربات قاتلة في الشمال.
وأصبحت الجماعة تشكل خطرًا حقيقيًّا على العالم بعد أن انضمّ إليها “الأصوليون” من كل بلدان المنطقة، حتى إنّ جورج بوش وصف أميرها الأشهر عبد الرزاق البارا وهو مظلي عسكري جزائري منشق بأنّه ممثل بن لادن في الصحراء بعدما قيل إنه وراء عملية خطف 32 سائحًا ألمانيًّا في الصحراء الجزائرية بين 11 فبراير/شباط و 9 أبريل/نيسان 2003 وهو ما “صادف” سقوط بغداد.
تضخيم الخطر الإرهابي في الصحراء الذي دأب بعض الصحافة الجزائرية على نشره، والتحقت به مؤخرا وسائل إعلام عربية وغربية تردد مزاعم الخطر الإرهابي الإسلامي الزاحف على أوروبا من الساحل والصحراء (*) هو ما سيسهّل انتشار نظرية العنف المطلوب والمحدود التي اهتدى إليها الجهاز الأمني العسكري الحاكم في الجزائر منذ أن استطاع القضاء على الجماعات الإسلامية الأصلية بحلول خريف 1995 سواء بالاستئصال الكامل لبعضها عضويًّا أو فكريًّا أو بالاختراق الكلّي أو الجزئي لبعضها الآخر.
مفاد هذه النظرية يتلخّص في أنّه حتى يمكن الاحتفاظ دائمًا بالسلطة لإدارة الدولة والمجتمع (المشاغب) فإنّ وجود خطر إرهابي محدود – حقيقيًّا كان أو مزعومًا – ضروريٌ لتبرير أهم السياسات داخليًّا وخارجيًّا.
دون الخوض كثيرًا في القضايا الداخلية، فإنّه باسم مكافحة الإرهاب تُبرر أكثر السياسات الأمنية تشدّدًا وقمعًا وتستمر حالة الطوارئ (منذ فبراير 1992) في تكبيل كل الحريات وعلى رأسها الحريات السياسية والنقابية.
ولإعطاء الانطباع بوجود حياة ديمقراطية –شكلية- في البلاد كما يوصي به الحلفاء الغربيون، تُجرى انتخابات “تعددية” يفوز فيها دائمًا ممثل أو ممثلو السلطة الخفية، وتنشأ صحافة “حرة ومستقلة” تكتب وتنتقد الجميع بمن فيهم الرئيس مستثنيةً أصحاب السلطان الحقيقي.
خارجيًّا، وباسم مكافحة الإرهاب أيضا حدث انقلاب كامل على مبادئ السياسة الخارجية التي عُرفت بها الجزائر وأهمّها مناوأة قوى الهيمنة والاستعمار العالمية، فأصبحت العقيدة العسكرية والسياسية للدولة هي أنّ الجزائر جزء لا يتجزأ من الحرب العالمية على الإرهاب بكل ما يعنيه ذلك من تعاون وصل حد التحالف مع الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى لتنفيذ سياسات أميركية عبر العالم، حتى اعتبر المسؤولون الأميركيون وبينهم الرئيس بوش أنّ “الجزائر هي أكبر حليف لأميركا خارج الحلف الأطلسي” (5).
ومن مظاهر ذلك التعاون:
― الاشتراك في المناورات العسكرية التي تجريها القوى الغربية فرادى أو ضمن الحلف الأطلسي، بمشاركة إسرائيلية؛
― المساهمة في احتلال الصومال الذي شاركت فيه الجزائر بنقل قوات إثيوبية وأوغندية إلى مقديشو (6) ناهيك عن خدمات أمنية أخرى منها المشاركة في استنطاق أفراد متهمين أميركيا بممارسة الإرهاب (7)؛
― توتير منطقة الساحل والصحراء لتبرير الوجود الاستخباري والعسكري الأميركي.
هذا الأخير الذي اتخذ جملة من المشاريع توجت بالإعلان عن إنشاء أفريكوم نهاية عام 2007.
أهداف أفريكوم
تسعى الولايات المتحدة من وراء إنشاء “أفريكوم” لتحقيق جملة من الأهداف منها:
― جيوستراتيجيا: محاصرة نفوذ القوى الصاعدة الأخرى الآخذة في التنامي في أفريقيا خاصة الصين؛
― نفطيا: الهيمنة على النفط الأفريقي العالي الجودة والأقل أخطارًا والأقرب جغرافيا؛
― موارد أولية أخرى: كاليورانيوم حيث يوجد ثاني احتياطات العالم خاصّة في النيجر؛
― عسكريا: التدخل عند الضرورة في مناطق حيوية لمصالحها.
غير أنّ أميركا لم تعد ترغب في التدخل العسكري بعد تجربتي العراق و أفغانستان، وعليه يُصبح الهدف الأول حسب Daniel Volman دانيال فولمان (8) هو تقوية حلفائها من الأنظمة الأفريقية للبقاء في السلطة بدعمهم عسكريا ولوجستيا. وهي نفس السياسة التي ينتهجها أوباما الآن مع تجميلات شكلية للخطاب الجديد.
أهمّ هؤلاء الحلفاء هم الذين تختزن بلدانهم الموارد الأوّلية وعلى رأسها الموارد النفطية وهم أساسًا نيجيريا وأنغولا وتشاد والجزائر.
والذين يعملون لصالح الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب مثل كينيا وإثيوبيا والجزائر.
يتّضح أنّ اسم الجزائر في القائمتين، فهي تاسع ممول نفطي لأميركا حسب مصادر إحصائيات سنة 2009، وهي قوة أمنية وعسكرية بالغة الأهمّية في الحرب العالمية على الإرهاب.
أهداف الجزائر
أمّا بالنّسبة للشريك الجزائري فإنّ له مجموعة من الأهداف يسعى إليها وهي:
― عزل الغريم المغربي عن الساحل والصحراء الكبرى مما يُكثف حصاره أفريقيا ويُضعف على المدى البعيد سيطرته على الصحراء الغربية؛
― محاصرة ومواجهة النفوذ الليبي المتزايد لدى قبائل الطوارق التي يريد العقيد القذافي أن يوحّدها ضمن ما يسمّيه وطنا قوميا للطوارق (تارغستان)؛
― إضافة إلى الضغط على ليبيا للاعتراف بالحدود الجزائرية معها حيث تتركز ثروات ضخمة من مخزونات المياه والنفط وربما اليورانيوم والذهب (9)؛
― مزيد من النفوذ في دول الجوار الصحراوي النيجر ومالي وبشكل خاص موريتانيا.
والأهم من ذلك كله المحافظة على صفة الشريك الحيوي في مكافحة الإرهاب العالمي والبروز قوة إقليمية ضرورية للإستراتيجية الأميركية والغربية، وبمقتضى ذلك توكل له – أي الشريك الجزائري – مهام الدركي للحفاظ على أمن أفريقيا الشمالية الغربية، وإن اقتضت الضرورة بالاشتراك مع نيجيريا، أمن أفريقيا الغربية أيضا. فعين قزام، وهي آخر بلدة في أقصى الحدود الجنوبية الجزائرية أقرب إلى 15 عاصمة أفريقية منها إلى العاصمة الجزائر.
أمّا أوروبا الحليفة الأولى لأميركا والشريكة لها من حيث المبدأ في هذه الإستراتيجية، فأكثر ما يُقلقها هو رفاهية شعوبها الآخذة في التدهور، فقد بنت أسوارًا حولها حتى لا تتفاقم “متاعبها” بما تسميه مخاطر الهجرة والإرهاب والجريمة المتنامية القادمة من القارة السوداء، هذه القارة التي تدير بلدانها نُخبٌ غارقة في الفساد ولكنّها تضمن نوعا من الاستقرار ولو كان بالقهر والاستبداد، وذلك هو المهم في الإستراتيجية الغربية في مطلع هذه الألفية.
محمد العربي زيتوت
7 جويلية 2010
هوامش:
1― http://www.pppl.gov/common_pages/national_energy_policy.html
2― زعم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير قبيل الهجوم على العراق أنّ باستطاعة صدّام حسين استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد الحلفاء في ظرف 45 دقيقة.
3― وصف يُطلق على الشركات السبع الأميركية النفطية الكبرى.
4― تصريح وزير الدولة البريطاني كيم هاولز، والبارونة سايمونز في 2005.
5― بعث بوش بعدد كبير من الرسائل إلى بوتفليقة تحمل هذا المضمون وكانت الصحف الجزائرية تضعها بعناوين كبيرة على صفحاتها الأولى.
6― أسقطت المقاومة الصومالية إحدى طائرات النقل العسكري الجزائرية فقُتل فيها ستة ضباط جزائريين في 2007. وقد ذكر لي الرئيس الحالي للصومال الشيخ شريف وكان يومها لا يزال معارضا، أنّ الصوماليين استاؤوا جدّا عندما اكتشفوا أنّ الطائرة التي أسقطوها كانت جزائرية، وذلك أنّهم ما كانوا يعتقدون أن جزائر الثورة ستشارك في احتلال بلد شقيق.
7― حسبما أورده المستشار السويسري ديك مارتي في تقريره عن التسهيلات التي قدمتها الجزائر لتسهيل عمليات الترحيل القسرية التي نفذتها المخابرات الأميركية ص.16
http://assembly.coe.int/CommitteeDocs/2006/20060606_Ejdoc162006PartII-FINAL.pdf
8― مدير مشروع أبحاث الأمن الأفريقي في واشنطن.
9― لا تعترف ليبيا بالحدود الراهنة وتقول إن فرنسا اقتطعت منها ما بين ٢٠ و٣٠ ألف كيلومتر مربع وضمتها للجزائر في الخمسينيات من القرن الماضي.
The neoconservative takeover of the US government in 2001 overturned the previous American position on Africa, from which the US had stood aloof for most of the 1990s, particularly after 18 American soldiers were dragged to death through the streets of Mogadishu in 1993. Dick Cheney, former Secretary of Defence and CEO of Halliburton before his appointment as Bush’s Vice President, had wide-ranging links and interests with oil and military industry leaders. This predisposed him to take into hand many sensitive files, including the design of what became known as the National Energy Policy (NEP), set out in what would be called the Cheney report in 17 May 2001. Although it consists of 8 parts, the most important policy it contains is the 8th and last section of the report (1), under the title of “Strengthening Global Alliances”, which states that “U.S. national energy security depends on sufficient energy supplies to support U.S. and global economic growth.” The report adds that, to achieve this goal, the US must “[work] cooperatively with key countries and institutions to expand the sources and types of global energy supplies” and “make energy security a priority of our trade and foreign policy.”
In fact, then, the essential goal of the Cheney plan is to find additional foreign sources of energy to feed the US economy in particular. The report observes first of all that the US, which would produce 8.5 million barrels a day in 2002, would by 2020 be able to produce no more than about 7 million barrels a day, while its needs would increase from 19.5 million barrels a day in 2002 to 25.5 million barrels a day in 2020; thus it will be forced to import nearly four times its needs by then, whereas in 2002 it would import only half its oil needs.
This Cheney report would have a major impact on other US policies, above all in military and foreign policy. But the biggest problem facing this strategy was clearly that the rest of the world’s nations might not accept it; it looked more like domination than like mutual free trade between nations.
The events of 11 September 2001 ended up giving the perfect excuse to implement the policy of dominating energy sources worldwide, benefiting transnational oil and arms companies very close to the interests of the new policy makers in the White House. It started with the occupation of Afghanistan, which “supported and gave safe haven to Al-Qaeda”; with its occupation, US forces drew near to the Caspian Sea basin, which contains the second largest oil reservoirs after the Gulf. Then came the occupation of Iraq, for which it was “proved” that “there was a relationship between Iraq and Al-Qaeda”, and which “threaten[ed] America and the world with horrible poisons and diseases and gases and atomic weapons” (2). By occupying Iraq, US allied forces were moving over seas of oil in the Gulf where not less than 60% of world reserves are located and from which the Western allies import most of their oil even though the United States imports only 18% of its needs from there (2002 figures.)
There remained two areas of the Third World with treasures ripe for the taking: Latin America, 5 of whose states are among the top 15 oil exporters to the US, and, finally, Africa, from which the US is predicted to import 25% of its oil needs by 2020, amounting to more than 35% of African oil production in that year. But if Latin America is no longer a plaything in the hands of the “Seven Sisters” (3), many oil companies are in the Africa region waiting for America’s promise.
When Flight 77 hit the Pentagon on the morning of 11 September 2001, one of the most important future allies was in it – General Mohamed “Toufik” Mediene, head of the Algerian secret services, the DRS. He and the Algeria and American generals with him escaped the attack, but he would be one of its biggest beneficiaries by far.
At this time Algeria was experiencing formidable popular movements in the Kabyle region after confrontations between locals and “anti-riot” forces starting in April 2001 led to the killing of more than 123 demonstrators by the bullets of the police and gendarmes. These uprisings looked likely to spread to other regions which had suffered at the hands of government forces and government-sponsored militias and infiltrated Islamist groups throughout the 1990s in the course of one of the dirtiest internal wars in the world in the later 20th century, which according to official statistics killed no less than 200,000, the vast majority of them civilians mostly killed in horrifying massacres.
In the 1990s Western, especially French, aid poured in for the Algerian generals who – in the words of the leader of the coup of 11 January 1992, Khaled Nezzar, a former officer in the French army – were fighting to “save Algeria and the region and the entire West from the danger of Islamist terrorism.”
It was this “Islamist threat” that the people had chosen in the elections, according to then-Minister of the Interior Gen. Larbi Belkheir who would come to be known as the president-maker, who attested to the elections’ fairness on the morning of 27 December 1991.
The top generals of the secret services and the army did not need to ask for high-precision military equipment to combat what they called the remnants of Islamist terrorism. Offers poured in from every side because the “war on terror” had begun and whoever is not “with us” is “with the terrorists” and is “going to pay a price”.
The US government did not need to be reminded that “Washington has much to learn from Algeria on ways to fight terrorism”, as US Assistant Secretary of State for Near Eastern Affairs William Burns put it (4). What they needed was an “enemy” in Africa and especially in the Sahel-Sahara region. The Algerian secret services were happy to oblige with fear-mongering about the Islamic Group for Preaching and Combat, the GSPC, which became Al Qaeda in the Islamic Maghreb. According to the Algerian government, it moved the centre of its operations to the far south after being dealt killing blows in the north, and became a real threat to the world after being joined by “fundamentalists” from every country in the region. George Bush described its head, Abderrezak El Para, an Algerian paratrooper and deserter, as Bin Laden’s representative in the Sahara after he was said to be behind the kidnapping of 32 German tourists in the Algerian Sahara between 11 February and 9 April 2003, “coinciding” with the fall of Baghdad.
Parts of the Algerian press, recently joined by Arab and Western media, have continually spread exaggerations of the terrorist threat in the Sahara, painting the picture of an Islamist terrorist threat creeping over Europe from the Sahel and Sahara. This aids the spread of the idea of a necessary level of limited violence followed by Algeria’s ruling security-intelligence apparatus ever since they succeeded in crushing the original Islamist groups around the start of autumn 1995, by complete physical and/or ideological eradication of some and by complete or partial infiltration of others. The core of this idea is that, in order always to keep the administration in power over the “insubordinate” society, it is essential that there should be a terrorist threat – real or fake – to provide an excuse for their most important internal and external policies.
Without going too deeply into internal affairs, the excuse of combating terrorism has been used to legitimise the most extreme and oppressive security policies. The State of Emergency has continued since February 1992, limiting many freedoms chief among them political and union rights. To give the impression of the existence of a – formally – democratic life in the country, as described by its Western allies, “pluralistic” elections are held, in which the representatives of the hidden government always win, and there has emerged a “free and independent” press that writes about and criticises everything (even the President) except those with real power.
Abroad, again in the name of combating terrorism, there has been a complete revolution in the principles of foreign relations for which Algeria had been known, most importantly opposition to the forces of world domination and colonialism. It has become the military and political credo of the State that Algeria is an integral part of the global War on Terror, with everything that entails in terms of cooperation. The alliance with the US and other Western forces to enact US policies worldwide has reached the point that US officials including President Bush described Algeria as the US’s closest ally outside NATO (5). Examples of this cooperation include:
― Participation in military exercises conducted by Western forces alone or as part of NATO, with Israeli participation;
― Contribution towards the occupation of Somalia, which Algeria participated in by ferrying Ethiopian and Ugandan troops to Mogadishu (6);
― Not to mention other security services including participation in the interrogation of individuals accused by America of terrorism (7);
― Raising tensions in the Sahel-Sahara region in order to provide an excuse for the US secret service and military presence;
― This latter involved a group of projects, crowned by the announcement of the establishment of AFRICOM in 2007;
― Following the establishment of AFRICOM the US is in a position to realise a number of goals, including:
― Geostrategic: Domination of Africa’s oil, which is high-quality, less dangerous, and geographically closer.
• Other natural resources, such as uranium: the second largest reserves in the world are there, particularly in Niger.
• Military: intervention if necessary in areas vital to security.
But America no longer wants to intervene militarily after its experience in Iraq and Afghanistan. As a result, its primary goal, according to Daniel Volman (8), is to strengthen its allies among African governments to stay in power through military and logistical support. Obama is continuing the same policy now, with superficial cosmetic changes for the new discourse.
The most important of these allies are: those whose countries contain natural resources, most importantly oil: the main ones are Nigeria, Angola, and Algeria; and those who work for the US’s benefit in the War on Terror, such as Kenya, Ethiopia, and Algeria. Note that the name of Algeria appears in both lists; it is the US’s 9th biggest oil supplier (2002 figures), and is a very important security and military power in the Global War on Terror. The Algerian partner, in turn, has several goals it seeks to achieve:
― To isolate its rival Morocco from the Sahel and greater Sahara, blocking it off from Africa and ultimately weakening its hold on the Western Sahara;
― To block and confront increasing Libyan influence among the Tuareg tribes, whom Col. Qaddafi wants to unite into a so-called Tuareg national homeland (“Targuistan”), as well as to pressure Libya to recognise its border with Algeria, which includes enormous reserves of untapped water and oil resources, and perhaps uranium and gold (9);
― To increase its influence over the neighbouring Saharan states Niger, Mali, and especially Mauritania.
And, most importantly, to preserve its status as a vital partner in combating global terrorism and appear as a strategically essential regional power for the US and the entire West, given the task of policing the security of Northwest Africa, and, alongside Nigeria if necessary, of West Africa as well. Recall that In-Guezzam, the last town on the southernmost Algerian border, is closer to 15 African capitals than it is to Algiers.
As for Europe, the US’s foremost ally and its partner in principle in this strategy, what concerns it is the declining prosperity of its people. It has built walls around itself to limit its “problems” with what it terms the dangers of immigration and terrorism and organised crime coming from the Dark Continent – a continent whose countries are administered by elites wallowing in corruption, yet providing a sort of stability even if through oppression and despotism. This is the priority of Western policy at the start of this millennium.
Mohamed-Larbi Zitout
7 July 2010
Footnotes:
1. http://www.pppl.gov/common_pages/national_energy_policy.html
2. Former UK prime minister Tony Blair claimed just before the attack on Iraq that Saddam Hussein had weapons of mass destruction that he could use against the allies at 45 minutes’ notice
3. A term used in reference to the seven largest American oil companies.
4. In Barry James, “Arms Sales Overcomes Rights Record Qualms: US Enlists Algeria in Terror Battle,” International Herald Tribune, (December 10, 2002.) Compare the remarks of UK Secretary of State Kim Howells and Baroness Simons in 2005.
5. Bush sent a number of letters to Bouteflika to this effect, which made front-page headlines in the Algerian press.
6. The Somali resistance brought down one of the Algerian troop carrying planes, killing 6 Algerian officers, in 2007. The current president of Somlia, Shaykh Sharif, who was still in the opposition at the time, has told me that the Somalis were very saddened to find that the airplane that they had brought down was Algerian, because they had never imagined that the Algeria of the Revolution would cooperate in the occupation of a fraternal country.
7. According to the Swiss investigator Dick Marty in his report on Algeria’s role in assisting forced transfers carried out by the US secret services, p. 16: http://assembly.coe.int/CommitteeDocs/2006/20060606_Ejdoc162006PartII-FINAL.pdf
8. Director of the African Security Research Project in Washington DC.
9. Libya does not recognise the de facto borders and claims that France took away 20-30,000 square kilometres from it and added them to Algeria in the 1950s.
تعليق واحد
التحليل منطقي جدا جدا..
تحية للأخ محمد العربي زيتوت،
أرى أن التحليل منطقي جدا جدا..لهذا مع احترامي الشديد لك محمد في مسعاك لتغيير النظام في الجزائر و كلنا معك طبعا ، فإن أمريكا لا و لن تسمح لحدوث ثورة على الطريقة التونسية أو المصرية، في الجزائر..اللهم إلا إذا وجدت في من يقودون التغيير من يحافظ على مطامعها هنا..
و شكرا