وفي خطوة ثانية ولمواصلة الضغط وسياسة الترهيب والتخويف، برمجت محكمة غرداية حوالي ثلاثين قضية مفبركة ضد إطارات ومنتخبين ومناضلين في فدرالية غرداية لحزب جبهة القوى الاشتراكية وقد استغلت السلطة إضراب التجار التضامني مع “قضية محمد بابا نجار” لتحريك أذيالها داخل المجتمع لمحاولة كسر الإضراب وجر التجار المضربين المتضامنين للتصادم معهم.
فهل بعد نجاح السلطة في بريان القضاء على أي نشاط سياسي أو حزبي معارض وهذا باستعمال نفس سلاح القمع المبرمج: جهازي الأمن والعدالة وهذا بإصدار أحكام سجن نافذ ضد إطارات ومناضلي حزب جبهة القوى الاشتراكية في بريان، ذنبهم الوحيد هو تحدي السلطة والوقوف مع المواطنين في محنتهم. تحاول السلطة جاهدة في غرداية إعادة سيناريو بريان للقضاء على أية معارضة أو مطالبة سلمية بالحقوق وهي التهمة الرئيسية الحقيقية الموجهة لفدرالية الأفافاس بغرداية خاصة وللحزب على المستوى الوطني عامة. وهذا لسبب وجيه وهو ضمان استمرارية وبقاء الحكم الدكتاتوري القائم.
فهل بقيت هناك شخصيات وطنية أو مناضلين حقيقيين من أجل الدفاع عن الحقوق أو مواطنين يرفضون الرضوخ لسياسة الأمر الواقع؟ من يُسمع صوته للسلطة؟ ويصرخ بأعلى صوته كفى! ويوجه نداءه لكل ذا ضمير حي في جهاز العدالة كفى! قليل من احترام النفس ولشرف المهنة، كفى! مذلة وانصياعا لأوامر السلطة التنفيذية مهما كانت ولو على حساب شرف المهنة والضمير – مثل الحكم بالإعدام ثم المؤبد ظلما ضد محمد بابانجار – كفى! ظلما للعباد. فمهمتكم الأساسية هي متابعة المجرمين والمنحرفين والقتلة للقضاء على الآفات الاجتماعية وتوفير الأمن للمواطنين وليس حمل العصا الغليظة وفبركة التهم القذرة ضد المواطنين الشرفاء والمعارضين النزهاء والناشطين في مجال حقوق الإنسان.
كمال فخار
1 أكتوبر 2009