4 تعيشون تحت مراقبة إدارة الهجرة بنواحي واشنطن منذ 2000، فهل من الممكن أن تعرفوا الجزائريين الذين يتابعون أخباركم عن واقعكم في أمريكا وخاصة أن البعض يروجون لدعم تتلقونه من الإدارة الأمريكية؟
أنور هدام: تقولون إنني أتلقى دعما من الإدارة الأمريكية !!! إن المروجين لمثل هذه الإدعاءات هم الذين يعملون اليوم على رهن مستقبل الجزائر بأيدي أمريكا من خلال صفقات بترولية أقل ما يمكن وصفها بالمشبوهة مع شركات لها علاقات وطيدة مع أركان الإدارة الأمريكية الحالية و هم الذين أقدموا على "تخزين" أموال الشعب بالملايير من الدولارات لدى الخزينة الأمريكية الأموال التي سوف يتم تجميدها بمجرد حدوث تغيير في النظام القائم في اتجاه لا يرضي الأمريكان … زد على هذا ذلك "التعاون" الأمني المذل. ليس من عادتي الحديث عن وضعي الخاص، لكن أصحاب تلك الشائعات بالتأكيد يجهلون طبيعة النظام السياسي الأمريكي القائم و الذي بالفعل يضمن الفصل بين السلطات التنفيذية و التشريعية و القضائية. فالقضاء الفدرالي قضاء مستقل كما أن اضطراري لطلب اللجوء السياسي إنما كان أمام الدولة الأمريكية و ليس أمام إدارتها الحالية أو السابقة… الأمر الذي سمح لي و لله الحمد الحفاظ على استقلالية تحركاتي رغم المحاولات تلوى الأخرى إن ملف طلبي للجوء عمره 15 سنة فهو من أقدم الملفات لدى محاكم الهجرة الأمريكية لإسكات الصوت الرمز لخيار الشعب ذات يوم 26 كانون الاول / ديسمبر 1991… بالفعل يصعب على من يسمون أنفسهم "أصحاب القرار" في بلدنا الغالي الجزائر فهم النظام الديمقراطي: هم الذين لا يفرقون بين الدولة و النظام حيث كل معارض للنظام يتهم بالمساس بأمن الدولة!!!
5 يروج الكثيرون لفشل ذريع مني به ميثاق السلم، فما هو موقفكم؟ وما هي الأسباب التي جعلت من هذا الميثاق يولد ميتا؟
أنور هدام: لعل رئيس الجمهورية كان صادقا عندما أعلن أن ما قدمه من مشروع للمصالحة هو ما تسمح به ما اسماه "بالتوازنات الوطنية". إلا أنه الذي لم يقل به و لم يعمل ما يكفي لتصحيحه هو عدم شرعية هذه التوازنات لا من الناحية الدستورية ولا من الناحية الشعبية. و هذا لعله السبب الرئيس في تعثر المشروع… لكن علينا أن لا ننكر أنه، رغم محاولة المجرمون من "أصحاب القرار"، و حتى بعض أصحاب المجموعات المسلحة المشبوهين، رغم محاولة استغلالهم المشروع لتبرئة ساحتهم ضنا منهم بإمكانهم محو من الذاكرة الجماعية الجرائم البشعة التي ارتكبوها في حق الشعب: و هنا لا أخص بالذكر جهة معينة بل جميع الأطراف المتورطة في تلك الجرائم ، رغم ذلك كله علينا أن لا ننسى أنه لقد استفاد من ميثاق السلم والمصالحة الكثيرون من ضحايا تعسف الانقلابيين "أصحاب القرار" وسيطرتهم على مفاصل الحكم بما فيها المنظومة القضائية…فلا يمكننا أن نقول أن المشروع ولد ميتا… إننا في حركة الحرية و العدالة نرى ضرورة العمل من أجل ترقية مشروع الرئيس إلى مستوى مصالحة وطنية حقيقية. إنها الخطوة الأولى والأساسية نحو إعادة ترتيب البيت الجزائري و تعزيز الجبهة الداخلية التي أشرت إليها آنفا. على جميع الوطنيين المهتمين فعلا بمصالح شعبنا و رفع الغبن عنه، و رغم التراجع الذي يشهده المشروع، علينا جميعا السعي الجاد لترقية المصالحة وتحويلها إلى حقيقة اجتماعية. إن هذا الموضوع من أولويات فريق عمل حركة الحرية و العدالة …
6 أعلنتم من قبل عودتكم إلى الجزائر ثم تراجعتم عن القرار لعدة أسباب تحدثتم عنها، ولكن مصادر أخرى تشير إلى وجود خفايا في الموضوع لم تتحدثوا عنها، فهل من الممكن والجزائر تعيش على وقع أزمة أمنية حقيقية أن تكشفوا من خلالنا الأسباب والأحداث التي رافقت ذلك؟
أنور هدام: أنا لم أتراجع يوما عن حق العودة إلى أرض الوطن، وإنني بالتأكيد مستعد للعودة متى توفرت الظروف التي تسمح لي مواصلة نضالي من أجل شعبي و فوق أرض أبائي و أجدادي…نحن لا زلنا على استعداد للعودة متى توفرت الظروف للمساهمة في السعي إلى جانب باقي القوى و الشخصيات الوطنية لتوفير المناخ المناسب لتقوية الجبهة الداخلية، بدءا من إعادة الحقيقة حول كل الجرائم بعيدا عن أي روح انتقامية و إنما حتى لا تتكرر في المستقبل. إنه السبيل الوحيد لضمد الجراح و تحقيق التصالح الحقيقي يمكن شعبنا من طي عادل لصفحة الماضي المؤلم و فتح صفحة جديدة تمكنه من إقلاع تنموي حضاري. و للتذكير، إنني دعيت قبل ظهور الميثاق للعودة إلى أرض الوطن للمساهمة في الجهود التصالحية منذ أواخر 2005 من قبل السيد عبد العزيز بالخادم الذي كان يتحدث باسم الرئيس شخصيا، وفي آخر لحظة تم تأجيل الأمر لسبب يتعلق بتلك التوازنات التي أشار إليها الرئيس الذي نتمنى أن يتخلص منها قبل انتهاء عهدته الرئاسية الحالية. كما أنني و بعد صدور ميثاق السلم و المصالحة و رغم تحفظاتنا الكثيرة عليه لقد قبلت به و قمت بطلب رسمي للاستفادة منه و في الوقت المحدد قانونيا و ها نحن بعد قرابة سنتين لم أحصل بعد على جواب رسمي كتابي…
7 تشير بعض المعلومات أن الاتصالات لا تزال جارية معكم من أجل عودتكم حتى تعطوا نفسا جديدا لميثاق السلم، بعدما راهن النظام على عودة رابح كبير، وراهن أيضا على تسليم حسان حطاب لنفسه، فما الحقيقة؟ وكيف ترون قضية حسان حطاب التي لفها الغموض واكتنفها المجهول؟
أنور هدام: تحركاتنا كلها نسعى من خلالها إلى تحقيق أولا مرضاة الله عز و جل ثم إلى خدمة الصالح العام … و ليس من طبيعتنا الحديث قبل الوقت المناسب عن هكذا اتصالات… المهم هو كنا و لا زلنا دوما نتحرى المشورة مع إخوتنا و الالتزام بها… كل ما يمكني التصريح به في هذا المقام هو إنها الجهة نفسها التي رفضت دعوة الرئيس لعودتي تعمل على تعطيل حقي من الاستفادة من الميثاق بل و هي نفس الجهة التي تكثف هذه الأيام تحركاتها لدى الإدارة الأمريكية من أجل دفع محاكم الهجرة على ترحيلي قصرا إلى البلد تحت تهمة دعم الإرهاب و منعي هكذا من حقوقي المدنية و السياسية لدى عودتي!!! بالطبع نحن نقف بالمرصاد أمام هذه الشطحات الغير المسئولة و سوف نعمل بإذن الله على "قلب السحر على الساحر" و ملاحقة تلك الجهات أمام المحاكم الفدرالية الأمريكية التي والحق يقال أكثر استقلالية من محاكم الهجرة. هذا مؤشر بسيط جدا لما تعيشه الجزائر من أزمة متعددة الأبعاد، أزمة هيكلية ( السلطة بيد من؟) سياسية اجتماعية (تم ضرب شبكة العلاقات الاجتماعية تفكيك الأسرة الجزائرية…) اقتصادية و أمنية… و قضية حسان حطاب تشكل مؤشر آخر لخطورة الوضع في بلدنا الجزائر: الرجل تم الحكم عليه غيابيا و هو في ضيافة رئاسة الجمهورية !!! إنه بمثابة "الشاهد المحرج" بالنسبة لـ "أصحاب القرار" حيث بالتأكيد في حوزته أدلة قطعية على ما يقوم به بعض أفراد المخابرات الجزائرية المعروفة بـ DRS من اختراق للمجموعات المسلحة على غرار المجموعة التي أسسها حسن حطاب و التي باعتراف جل الصحافة الوطنية و الدولية كانت مشهورة بتفاديها الاعتداء على المدنيين و كيف تم تحويلها من قبل بعض أفراد DRS إلى تنظيم إرهابي ذو أبعاد حسب زعمهم دولية، و هكذا تبرير التدخل الأمريكي في منطقتنا…
8 دخلت الجزائر مرحلة حاسمة من خلال العد التنازلي للانتخابات الرئاسية القادمة، وتتجه السلطة نحو تعديل دستوري يتيح لبوتفليقة الاستمرار في منصبه، فما هو موقفكم من كل ما يحدث في هذا الإطار؟
أنور هدام: في نظرنا، ما تشهده اليوم الساحة السياسية الرسمية في الجزائر من جدل واسع حول مشروع مجموعة تعديلات للدستور، تم الترويج منها سوى لمسألة فتح المجال لعهدة ثالثة لشخص رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بذريعة مواصلة الإصلاحات بما فيها المصالحة الوطنية، تاركين باقي التعديلات مبهمة، في نظرنا إنما هو جدل يعكس صراعات كبيرة ومكلفة تجري حاليا بين ما يٌعرف بـ "أصحاب القرار". كل ذلك الضجيج حول العهدة الثالثة يحدث في وقت يتم فيه تعتيم إعلامي رهيب حول ملفات ساخنة: مثل ملف المحروقات و ما يجري من تلاعب بثروتنا الوطنية بل وبأمننا القومي والمصالح الإستراتيجية لشعبنا وأجياله المستقبلية و ذلك من قبل "أصحاب القرار" و صفقاتهم مع جهات أجنبية خدمة لمصالحهم الخاصة.
تعليقان
سؤال
نشكر الموقع على هذا الحوار
سؤال فقط للدكتور انور هدام
بعدما اسست حركة باسمكم هل تخليتم عن مطالبكم المعروفة بصفتكم رئيس البعثة البرلمانية للخارج؟
ياريت يجيبني قبل ان يدخل الجزائر ويصوم عن السياسة كما جرى مع رابح كبير.
إلى الأخ ياسين
أخي ياسين السلام عليكم
أولا اشكركم على اهتمامكم و على سئالكم
إنني بإذن الله و عونه على العهد باق و أرجو من الله لنا جميعا الثبات على الحق و العدل.
و للتوضيح أخي الكريم لم تكن لناداخل الجبهة الإسلامية للإنقاذ ـ على الأقل بالنسبة إلى أخوكم العبد الفقير إلى ربه ـ لم تكن لنا مطالب فحسب بل بل مشروع متكامل نريد تحقيقه… نسئل الله التوفيق لمواصلة العمل على تحقيقه خدمة للصالح العام نريد بتلك الأعمال التقرب إلى الله.
فكما جاء في جوابي على السئال 12:
” …إخوانكم في مدرسة البناء الحضاري الإسلامية في الجزائر، منذ عقود من الزمن و نحن نعمل من أجل تهيئة الظروف الضرورية للانتقال إلى مرحلة تالية عن مرحلة التعريف بالفكر الإسلامية والتعريف بالاقتصاد الإسلامية كمفاهيم، إلى مرحلة التطبيق والممارسة وتنفيذ الخطط التنموية المنبثقة عن قيم الإسلام و مقاصده وعن الرؤية الإسلامية التي تسع عدة اجتهادات متنوعة ومتكاملة في جوهرها. … كما أن التحاق بعض إطاراتنا بصفوف الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي اعتمدتها آنذاك مدرستنا كإطار للعمل السياسي العلني، في نفس الفترة، كان من أجل المساهمة في تحقيق ذلك. لكن الظروف العامة في الجزائر آنذاك لم تكن مواتية: فلا الزمرة المستولية على مفاصل الحكم كانت جاهزة للانتقال من مرحلة التغني بالأيديولوجية إلى مرحلة التنافس النزيه على الإنجاز والبناء، … فحولت منافسة سياسية سلمية إلى صراع عسكري دموي كلف البلاد الكثير. و لا بعض فصائل الحركة الإسلامية هي الأخرى كانت في مستوى التحديات، فسقطت فريسة تلك الدوائر و مناوراتها المختلفة … و لذلك نريد في حركة الحرية و العدالة التركيز أولا على السعي الجاد من أجل انعقاد مؤتمر وطني لجميع القوى و الفعاليات الوطنية، في أقرب الآجال و فوق أرض الوطن، للوصول إلى توافق وطني حول ضرورة طي صفحة المواجهة طيا عادلا و إيجاد ميثاق يضمن لجميع أبناء و بنات الشعب التساوي في المواطنة من حيث الحقوق و الواجبات و كذلك التوافق على الالتزام بمجموعة من المصالح الإستراتيجية لبلدنا و شعبنا و الحفاظ عليها مهما كانت الجهة التي تفوز بثقة الشعب في تولي مهام الدولة … أملنا تحقيق ذلك في أقرب الآجال فوحدة الشعب و سلامة أراضيه في خطر حقيقي تحقيق ذلك هي أولويتنا الإستراتيجية.”
من أجل ذلك أخي الكريم نحن في الحركة نرى من الواجب علينا جميعا السعي لاستعادة حقنا في العودة إلى أرض الوطن بكل حقوقنا المدنية و السياسية لمواصلة الطريق … علينا العمل الجاد pour reoccuper le terrain
ودعم إخواننا في الداخل الثابتون على الحق و العدل …
و كما تعلم الثبات على الحق معناه العتراف بالأخطاء و الإقلاع عنها و مواصلة الطريق مهما كلف ذلك: “تعددة الأسباب و الموة واحد…” كما قال الشاعر
في الختام، ندعو الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و ان يرينا الباطل باطلا و يلهمنا اجتنابه
و السلام
أخوكم أنور