"البي أر سي" الأمريكية في قلب الفساد والتجسس !!

شركة "براون روث أند كوندور" التي إنهارت مؤخرا وأعلن حلها وعين لها مصفي ودخلت فضائحها أروقة محكمة بئر مراد رايس، وهي تدخل في إطار مجموع الفضائح التي تهز نظام الحكم وتشكل لها محاكمات هزلية ومسرحية تعبث بالقانون وعقول الناس والعجب أن تلقى الدعم الإعلامي من الصحف المأجورة وللأسف تدعي أنها مستقلة، هذه الشركة التي تصنع حدث الفساد من جديد، هي شركة مختلطة أمريكية جزائرية بين "كيلوج براون أند روث" وبدورها تعتبر أحد فروع الشركة الأمريكية العملاقة "هاليبرتون" التي يمتلكها نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، ونسبة اسهمها تقدر بـ 29 بالمئة، إلى جانب شركة "كوندور" للهندسة وهي فرع من شركة النفط الرسمية الجزائرية "سوناطراك" بـ 30 بالمئة، أما مركز التطوير النووي بالدرارية (الجزائر العاصمة) فيحوز على 11 بالمئة… للتذكير أن الشركة كانت هدفا لعملية مسلحة في منطقة بوشاوي في 10 ديسمبر 2006 خلفت قتيلين، مما قد يعطي دلالات كثير لعلاقة "الإرهاب" بـ "الفساد"… كما قلنا أن الشركة تعرضت لهزات عنيفة بسبب فضيحة تجاوزت 187 مليار دينار، وحسبما نقلته جريدة الخبر في عددها الصادر بتاريخ 01 سبتمبر 2007 بأن الفضيحة توزعت بين الفساد والتجسس، حيث أنه تم تضخيم الفواتير في كل الصفقات التي عقدتها الشركة مع وزارة الطاقة والمناجم ووزارة الدفاع الجزائرية، وقد بلغت قيمة الصفقات 57 مليار مع وزارة الطاقة و130 مليار دينار مع وزارة الدفاع… وتم هذا التضخيم في مشاريع منجزة، حيث أن الشركة حصلت في الفترة ما بين 2001 – 2005 على 72 صفقة من سوناطراك وهو ما يشكل 4 بالمئة من مجموع الصفقات التي عقدتها الشرك! ة الحكوم ية الجزائرية خلال تلك الفترة، وأيضا الصفقة التي فجرت الأمور على رأس الشركة الأمريكية وهو مشروع إنجاز مقر وزارة الطاقة والمناجم بوادي حيدرة (العاصمة)، في حي رجل الأعمال الوردي شعباني الذي أنجز فيلات فاخرة للمسئولين الجزائريين، وكذلك صفقة إنجاز مراكز الخدمات الإجتماعية لشركة سوناطراك كقرى سياحية كالفيلات الفاخرة التي تم تشييدها بزرالدة (العاصمة)، أيضا فواتير الإقامة بفندق الشيراطون بالعاصمة التي فاقت حدود الخيال وأنفقت الملايين من الدينارات في حفلات وسهرات ماجنة بالفندق، وكذلك فضائح أخرى تصب في مشاريع التنقيب عن البترول، حيث منحت صفقة 47 مليون دولار خاصة بتجهيزات النفط في حقول الإستغلال بمنطقة "ورد النوس" بورقلة لشركة "إتمان لاتوي" وهي أيضا شركة أمريكية يملكها ويديرها الملياردير الإسرائيلي "بيتي شتا ينماتز"وهو رجل أعمال كون ثروته الطائلة من تجارة الماس، وهذا يكشف أمر آخر شديد الخطورة وهو الوجود الإسرائيلي عن طريق شركات أمريكية في الجزائر… أما بالنسبة لوزارة الدفاع فقد تحصلت الشركة على صفقات بلغت تكاليفها 130 مليار دينار لبناء مستشفيات عسكرية بالبليدة وقسنطينة، وطبعا بتواطؤ من ضباط سامون وقيادات عسكرية نافذة، وهذا الذي كشفه الملف المعروض على عميد قضاة التحقيق بمحكمة بئر مراد رايس، والتي تتخذ بدورها إجراءات مشددة في التعامل مع القضية، لأجل حمايتها من تسريب المعلومات على عكس ما حدث مع ملف الخليفة في محكمة البليدة حيث سربت معلومات من الملف للصحافة وشكل حينها فضيحة لوزارة العدل الجزائرية، غير أنها طويت بفعل فاعل كعادة الفضائح التي تنخر النظام الجزائري وخاصة منذ بلوغ الرئيس بوتفليقة سدة الحكم، حتى أن أحد المراقبين يرون أن الرئيس بوتفليقة يتحكم في دواليب الدولة عن طريق الفضائح التي تعصف بهم، فمن عاند يجد نفسها أمام النيابة متابع في قضية خطيرة ومن سانده وصفق له فهو مصون بإذنه وبإذن عصابته… تعتبر هذه الفضائح التي هزت عرش الشركة والطرف فيها مباشرة هو وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل وهو أحد ما يسمى رجال الرئيس إلى جانب أنه يحمل الجنسية الأمريكية، ففي قلب الحدث فضيحة أخرى وهي التجسس والتخابر لصالح دولة أجنبية والمساس بأمن الدولة، ويقصد طبعا بالدولة الأجنبية الولايات المتحدة الأمريكية، حيث توبع بالتهمة عبد المومن ولد قدور وهو المدير العام السابق للشركة، إلى جانب عدد من المسئولين السامين بينهم ضباط! في الجي ش ومدنيين أحدهم يعمل مدير لشركة تأمين قدمت لها تسهيلات خارقة من قبل، حيث مما يذكر أن مصالح المخابرات ومكافحة الجوسسة التي يتراسها الجنرال الراحل إسماعيل العماري، قد "إكتشفت" والعهدة على الراوي أن ضابط عسكري سرق وسرب وثائق سرية للغاية وقدمها لولد قدور الذي وضعه القضاء العسكري تحت الرقابة القضائية… وهنا وجب أن نشير إلى الحملة الجديدة التي يشنها النظام فبعدما كانت التهم هي الإرهاب التي توزع بالمجان ثم صارت الفساد، هاهي حملة جديدة تسمى التجسس لصالح دول أجنبية، بالرغم من أن أغلب الوزراء الذين تعاقبوا على وزارات ما يسمى بالسيادة يحملون الجنسيات الأجنبية، فبعد الصحفي سحنون سعيد الذي حكم عليه بعشر سنوات نافذة، إختفى البروفيسور وسفير النوايا الحسنة من قبل نورالدين بن زياد وابلغت عائلته بأنه قبض عليه من طرف مصالح المخابرات بتهمة التجسس، للعلم أن البروفيسور متحصل على جوائز عالمية ودولية وهو خبير نفساني أشاد به الرئيس الجزائري بوتفليقة من قبل في رسالة له مهنئا باسمه وباسم الشعب الجزائري بمناسبة حصوله على الجائزة الأولى للدورة 56 للمركز الدولي للدراسات المعمقة في العلوم النفسية بهلسنكي، وللموضوع عودة في موضع آخر… نعود إلى فضيحة التجسس التي تقف وراءها الشركة الأمريكية، والذي أكدت التحريات أن السلطات الأمريكية على علم وتواصل بخصوص تنصيب وتركيب مختلف التجهيزات التقنية الحديثة والسرية التي قامت بها الشركة على مستوى الصفقات المبرمة مع وزارة الدفاع، وهذا الذي يعني أن الوثائق المسربة عسكرية وأكد لنا مصدر رفض أن نكشف عن هويته أنها تتعلق بمجال التسليح ومكافحة الإرهاب ووثائق سرية عن الأحداث الأمنية التي وقعت بالجزائر خلال الحرب الأهلية…

محطــــات عابرة

العمل المسلح في الجزائر له تاريخ فقد ظهر جليا في بداية الثمانينات وقاده مصطفى بويعلي المعروف بالشيخ ياسين، ثم اعتقل أتباعه لتختفي على الأقل حركيا وإن كانت عقائديا تنمو بسرعة بين المساجين خاصة، والذين ظلوا يطلقون على الزنازين بالمدرسة اليوسفية نسبة للنبي يوسف عليه السلام، والتي فيها يتعلمون ويتدربون على أساليب الانتقام من السجانين والأنظمة… تحركت مجموعة بويعلي التي انضوت تحت لواء جبهة الإنقاذ الإسلامية بعدما عفي عنهم من طرف الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد عام 1989، وقد وجدوا فرصتهم وضالتهم في تحريك غرائز الشباب المتحمس لدولة إسلامية نظر لها علي بن حاج وآخرون على مدار عامين تقريبا من النشاط السياسي العلني المكثف، فولدت الحركة الإسلامية المسلحة بقيادة عبد القادر شبوطي المدعو "الشيخ عثمان" وهو أحد "البويعليين" السابقين، ثم تأسست أيضا حركة الدولة الإسلامية من طرف العسكري السابق السعيد مخلوفي وهو صاحب كتاب مثير أحدث ضجة حين نشره تحت عنوان (العصيان المدني)، ونجد الجماعة الإسلامية المسلحة بقيادة منصور الملياني الذي نفذ فيه حكم الإعدام على خلفية تفجيرات مطار الجزائر الدولي، وقادها في ما بعد محمد علالو المدعو موح ليفيي ثم عبد الحق العيايدة الذي قبض عليه في المغرب وسلمته للجزائر ليقضي ما يقارب 14 سنة بسجن سركاجي ويفرج عنه في إطار ميثاق السلم والمصالحة في مارس 2006، ونجد أيضا الجبهة الإسلامية للجهاد المسلح المحسوبة على جناح ما يسمى بالجزأرة التي قادها محمد السعيد، وقد قاد التنظيم محفوظ طاجين المعروف بولائه للشيعة في لبنان وإيران، ونجد أيضا تنظيم الكتاب والسنة للجهاد التي قادها بوعلام عبد القادر شكندي، ونجد جماعة الهجرة والتكفير التي تسمي نفسها بجماعة التوحيد والجهاد قادها كمال الأسمر، ثم الجيش الإسلامي للإنقاذ الذي قاده مدني مزراق ويعتبر الجناح العسكري للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة وقد تم حله بعد هدنة بدأت عام 1997 وإنتهت بعفو شامل أصدره الرئيس بوتفليقة في جانفي 2000، ثم تنظيم السلفية للجهاد بقيادة بن حجر علي وكرطالي الذي تعرض أخيرا لمحاولة إغتيال بترت لأثرها ساقه… التنظيمات كثيرة جدا! خلال ال عشرية الدموية للحرب الأهلية الجزائرية، وقد عرفت مجازر مروعة إقترفها تنظيم "الجيا" التي لا زالت الشكوك تحوم من حوله حول تأسيسه ومن يقف وراءها، وخاصة أن العسكريين الذين تمكنوا من الفرار للخارج ونشرت شهاداتهم تؤكد على أن التنظيم تم إختراقه من طرف المخابرات، بل هناك من ذهب كالعقيد سمراوي على أنها تنظيم تابع لمصالح الاستعلامات والأمن (المخابرات)، وأعد القارئ الكريم بملف عن هذه الجماعة من التأسيس إلى النهاية مستقبلا لما أحتوي بكل المعلومات… وبسبب الحملة الإعلامية الرهيبة التي استهدفت "الجيا" أعلن حسان حطاب تأسيس تنظيم جديد من خلال كتيبته التي كان يقودها وتعرف بالكتيبة السلفية للدعوة والقتال وكانت تنشط في منطقة تيزي وزو وبومرداس وفي غابة سيدي علي بوناب، ليعرف المشهد المسلح في الجزائر تحولات كبرى وخاصة في ظل سياسة الوفاق التي إنتهجها بوتفليقة ورفضها في هذه الصورة من قبله اليمين زروال عجلت برحيله المفاجئ وغير المتوقع بعد حملة شعواء استهدفت ذراعه الأيمن الجنرال محمد بتشين كمقدمة للإطاحة به، غير أنه تدارك الأمر واختصر الطريق على خصومه النافذين في دواليب السلطة، وإستقال في إنتخابات رئاسية مبكرة لا يترشح لها بعد تدخل شخصي من رئيس مجلس الأمة حينها بشير بومعزة، الذي عاد لتوه من موسكو بعدما إتصل به الجنرال وما يسمى بصانع الرؤساء العربي بلخير وأخبره بما عزم عليه الرئيس زروال من استقالة مباشرة، ولم يرضخ لأي أحد منهم في ثنيه عن قراره الذي سيدخل الجزائر دوامة جديدة على حد زعمهم، وإن كانوا في الأصل يريدون بعض الوقت لتحضير من سيخلفه؟… بالفعل ظهرت للوجود "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" والتي أعطت مفهوما جديدا للعمل المسلح الذي كان يتخذ من توقيف المسار الانتخابي ذريعة له، لذلك فقد رفضت من قبل قانون الوئام المدني بزعامة مؤسسها حسان حطاب، ثم رفضت جملة وتفصيلا قانون السلم والمصالحة الوطنية بزعامة أبو مصعب عبد الودود (عبدالمالك درودكال) الذي خلف أميرها نبيل صحراوي بعد القضاء عليه من طرف قوات الأمن في جوان 2004، وقد رفض أخيرا دعوة مدني مزراق أمير ما يسمى سابقا بالجيش الإسلامي للإنقاذ دعوته لإلقاء السلاح ووصمه بالعمالة للمخابرات، أما بالنسبة لحسان حطاب مؤسس الجماعة فقد استجاب للمصالحة وأصبح من عرابيها والمنظرين لها، وإن كان لحد الساعة لم يعلن رسميا عن إجراءات تستهدفه هو ومن معه، بالرغم من إد! راجه في كثير من المحاكمات لدورات جنائية أسفرت عن تأجيل أغلبها، مما يوحي بوجود أمر ما يحاك في الخفاء سيختار له الوقت المناسب وطبعا في فترة تتعلق إما بتعديل الدستور أو الرئاسيات القادمة أو استحقاقات أخرى يعرفها الرئيس ومن معه… وقد إنضم للتنظيم عبد الرزاق البارا "عماري صايفي" وهو العسكري والحارس الشخصي لوزير الدفاع خالد نزار وكان أمير المنطقة الخامسة وكذلك مختار بلمختار "لعور" أمير الجنوب الجزائري، وكلهم من الجيل الثاني للعمل المسلح الذي لا يمت بصلة لحزب الإنقاذ المحظور مما أعطى النفس العقدي للجماعة، الذي يستند في مراجعاته الفكرية على كتب أسامة بن لادن وأبو قتادة المصري وأبو بصير والمقدسي وأيمن الظواهري وأبو جهاد اليمني وسيد قطب وغيرهم، لقد اعتمدت هذه الحركة على الضربات ذات الصدى الإعلامي التي من خلالها تهدف إلى تبييض وجهها خارجيا وداخليا بعد السواد الذي خلفه أميرها والعسكري الفار عنتر زوابري وغيره ممن تورطوا في النشاط الدموي للجيا، ثم أظهرت معارضتها المطلقة للنظام في كثير من المواقف حتى تكسب الدعم اللوجستيكي ويتجند لها الشباب المحتقن من جراء الفقر والإقصاء داخليا والهجمة الأمريكية الصهيونية على العالم الإسلامي والعربي خارجيا، أيضا تغطي على النزيف والخسائر التي تتكبدها من طرف القوات النظامية بمختلف مكوناتها، سواء بالوسائل العسكرية أو السياسية والإجراءات القضائية بدأ من قانون الرحمة وإنتهاء بقانون المصالحة…

…الطريق نحو القاعدة

منذ تأسيسها كانت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تسعى من أجل الانضمام إلى ما يسمى بحركة الجهاد العالمية، وقد عاقتها ما اقترفتها "الجيا" في حق المدنيين، ولذلك سعت بكل الوسائل لتبييض وجهها إعلاميا وإعطاء مشروعية إسلامية في مقصدها وأطرها العقدية ومنهجها الفكري وحتى العسكري الذي يحظر الاعتداء على المدنيين حسب ميثاق التأسيس المعروف، غير أنه تأخر بعض الشيء لأسباب تبقى مجهولة وإن كان ما باح به لنا بعض الأفغان ممن كانوا قريبين من معسكرات أسامة بن لادن، أن جرائم "الجيا" وأسباب اندلاع العمل "الجهادي" لم تكن واضحة لدى "الشيخ" طبعا يقصد بن لادن… وقد أقبلت الجماعة على عمليات استهدفت بها الأجانب من أجل كسب ود التنظيم الأم، وإن كانت "الجيا" بنفسها قامت من قبل بعدة عمليات استهدفت الأجانب كرهبان تبحرين في 27 مارس 1996، وتفجيرات باريس مابين أوت ونوفمبر 1995، وخطف الطائرة الفرنسية في 24 ديسمبر 1994… الخ، إلا أنها ظلت أعمال تصب في خانات مشبوهة توحي إلى الصراع القائم بين أجنحة النظام، وبالأحرى بين "الباريسيين" و"الواشنطيين"… تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" قام بإختطاف 32 من السواح الأوروبيين (16منهم ألمانيا) في الصحراء الجزائرية في مايو 2003، وقد عرفت القضية تداعيات وحضور إعلامي كبير وصلت حد زيارة المستشار الألماني السابق جيرهاردر شرويدر ولقائه بالرئيس بوتفليقة في 30 أفريل 2003، وأيضا وزير خارجيته يوشكا فيشكر في 12 مايو 2003 للجزائر، انتهى الأمر بتحريرهم بعد دفع ألمانيا لفدية تتراوح مابين 3 إلى 5 ملايير دولار… بعدها باركت إعدام الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين من طرف "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" بقيادة الأردني الزرقاوي، بل دعته من قبل غلى تنفيذ ما سمته "حكم الله" فيهم، والقضية من تداعياتها توقيف علي بن حاج لأكثر من نصف سنة بسجن الحراش وأفرج عنه في مارس في إطار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، حيث غتهمت السلطات بدعوة قاعدة العراق إلى نحرهم من خلال حديثه لقناة الجزيرة القطرية، وهو ما نفاه علي بن حاج لنا شخصيا لأن القناة لم تسمح له بإكمال ح! ديثه، ال زرقاوي بدوره أشاد من قبل بعبدالمالك درودكال أمير التنظيم الآن في الجزائر في شريط سمعي تناقلته مواقع الأنترنيت، عده الكثير من المراقبين بداية لتزكية التنظيم للمتمردين في الجماعة السلفية، وقد حاولت من قبل إستغلال الأفغان الجزائريين من أجل تحقيق الهدف الذي ترجو منه نتائج متعددة وفوائد كبيرة، وقد أكد لي الأفغاني السابق جمال مكراز وهو أيضا مقاتل سابق في البوسنة من أن أسامة بن لادن رفض من قبل تبني التنظيمات المسلحة الجزائرية التي حاولت بعدة وسائط تحقيق ذلك، ومن بين الأسباب التي ذكرها هو قتالها للنظام من أجل أسباب سياسية، وهذا لذي حاولت من بعد الجماعة السلفية الابتعاد عنه، مما يوحي بأن الأمر مخطط له من قبل، حتى أن السجين ألإسلامي السابق بلال موسى قبل الإعلان حدثني قائلا: "الجماعة – يقصد الجماعة السلفية للدعوة والقتال – تمر بمآزق كبيرة من نقص "المجاهدين" والمجندين الجدد والتموين والشرعية العقدية وهذا الذي لن يتحقق إلا إذا قبل الشيخ أسامة بن لادن أن تصبح تنظيم القاعدة في المغرب العربي أو الإسلامي"… وقد رصدت أجهزة التصنت التابعة للمخابرات الجزائرية إتصالات مجهولة بباكستان وقد تم معرفة مصدرها وهو سجن البليدة مما دفعها إلى الهجوم ليلا على قاعات الإسلاميين وتم مصادرة هواتف محمولة، وتواصلت العملية في الحراش وسركاجي وباقي الوطن بعد أحداث أخرى ساهمت في الحملة… إذا الطريق إلى القاعدة مهدته من خلال خطفها للسواح وما تحدث به أحد المقبوض عليهم من طرف الحزب المتمرد في تشاد، حيث صرح للقناة الفرنسية الثانية بأن لهم إتصالات بالقاعدة، والأمر نفسه بالنسبة لعبد الرزاق البارا، فضلا عن إدراج الولايات المتحدة للتنظيم ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الدولية الذي اعطاها طابع عالمي ومناهض لأمريكا… ومما يمكن تسجيله أن الإسلاميين في سجن الحراش في أيام ميثاق السلم والمصالحة وخاصة الفاعلين في الجماعة السلفية أكدوا بأن مفاجأة ستعلن قريبا، وإن كان مقتل الزرقاوي قد كاد أن يعصف بالأمر لولا الجزائريين الذين إلتحقوا بالعراق وبمساعدة عناصر الجماعة السلفية، وأيضا حادثة بوشاوي بالجزائر والعملية التي إستهدفت الهجوم على ثكنة لمغيطي الموريتانية في جوان 2005 وتبنته الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وأعتبر حينها كمؤشر آخر يضاف لرصيد الجماعة في طريقها نحو القاعدة… تحقق المراد وأعلن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بمناسبة الذكرى! الخامسة لأحداث 11 من سبتمبر إنضمام الجماعة للقاعدة، ليعلن رسميا في بيان بتاريخ 24 جانفي 2007 ميلاد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي…

1 2 3 4 5

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version