ربما سيكون هذا التقرير الأول من نوعه عن حرية المعتقد في الولايات المتحدة، وعن تأثير نشاط الجمعيات الإسلامية  هناك، وما مدى تأثير نشاطها على الإدارة الأمريكية في إصدار تقاريرها التي تصدرها الخارجية الأمريكية و المتعلقة بحرية المعتقد في العالم الإسلامي خاصة، وكمثال أثرنا قضية إقامة امرأة لصلاة الجمعة بكنيسة بنيويورك Cathedral of St John the Divine.
   
أثارت قضية أمينة ودود Amina Wadud أستاذة في الدراسات الإسلامية  بجامعة كومنولث بفيرجينيا التي أمت الناس لصلاة الجمعة  بكنيسة سان جون بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 18 مارس 2005 دهشة و جدلا كبيرا لدى المسلمين في أمريكا خاصة و العالم عامة.
    
لكن الغريب في الأمر أن هذا الحدث لم يكن تحركا فرديا بل كان منظما بدأ على شكل  استطلاع للرأي قامت به منذ سنة 2003 الدكتورة أنغريد ماتسون Ingrid Mattson أستاذة في الدراسات الإسلامية بكندا و رئيسة الجمعية الإسلامية  لأمريكا الشمالية INSA ومن أهم الشخصيات المقربة للإدارة الأمريكية تقول فيه إن المرأة في المساجد لم تعامل معاملة حسنة، و أنه تم استبعادها من مناصب صنع القرار، كما يقتصر عمل المرأة على أعمال السكرتارية  ورعاية الأطفال والطبخ و التنظيف.

إضافة إلى هذا أطلقت سليمة عبد الغفور Saleemah Abdul-Ghafur خريجة جامعة  كولومبيا وهي مديرة سابقة لمجلة عزيزة azizahmagazine موجهة للمرأة المسلمة في أمريكا الشمالية  وهي تعمل حالية كمديرة لتحالف القادة الأفارقة ضد الملاريا ALMA دعوة للنساء المسلمات في أمريكا الشمالية  للتغيير داخل المنظمات الإسلامية و المساجد من أجل الحصول على مناصب قيادية.
   
هذا ما كشفته الكاتبة الأمريكية في شؤون الديانات  لوري قودستاين Laurie Goodstein بجريدة نيويورك تايمزNew York Times الأمريكية  في مقالها الصادر بتاريخ 22 جويلية 2004 بعنوان المرأة المسلمة تبحث عن مكان في المسجد   تحدثت فيه عن  أهم الشخصيات التي طالبت بالتغيير باسم حرية المعتقدات و كأنه مخطط مشروع أو ورقة طريق مكشوفة؛  هدفها التأثير على الإدارة الأمريكية وذلك بتقديمها صورة مزيفة ومحرفة عن الدين الإسلامي و باسم الإسلام.
 
مع العلم أن المنظمين لهذه الصلاة واجهوا معارضة شديدة ومنع إقامة هذه الصلاة في مساجد نيويورك؛  وذلك لمخالفتها للعقيدة و الشريعة الإسلامية كما أن كنيسة سان جون التي فتحت أبوابها لمثل هؤلاء المنحرفين  لإقامة الصلاة دون التأكد أو التحقيق من صحتها  أثر ذلك تأثيرا سلبيا على الإدارة الأمريكية وسياستها الخارجية في إصدار قراراتها المتعلقة بحرية الاعتقاد  في العالم و خاصة العالم الإسلامي.
   
والسؤال هل أصبحت الجمعيات و المنظمات الإسلامية في الغرب تشكل خطرا على المسلمين في العالم ؟ وهل توافق حقا الشريعة الإسلامية ،أم أنها تريد  إسلاما على طريقتها الخاصة ؟ وهل أن مثل هذه المنظمات هي المسؤولة عن تصدير عناصر الدولة الإسلامية في العراق و الشام (داعش)؟ أم أن الإسلام الذي يدرس في الجامعات الغربية ليس هو الإسلام نفسه الذي يدرس في العالم الإسلامي؛ حتى يقع دكاترة في الدراسات الإسلامية في مثل هذه الأخطاء المخالفة للشريعة أم أن مثل هؤلاء الناس من الأساتذة و الدكاترة لهم رأي آخر أو هدف يعملون لأجله . فوجود مثل هؤلاء الشخصيات في مثل هذه المناصب يشكل أولا خطرا على الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها أقوى قوة في العالم..
   
كما أن للمسلم الذي يعيش في الغرب دورا كبيرا و مسؤولية كبيرة في إعطاء صورة حقيقية عن الإسلام والتصدي لكل الهجمات التي تهدد دينه بالتعريف بدينه بشكل صحيح وبعيدا عن الخلافات المذهبية أو العرقية .

أوشن محمد العربي
29 جويلية 2017

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version