في بادئ الأمر، كنتُ اعتقد أن مقولة جوع كلبك يتبعك هي مقولة خاصة بأويحي قالها تجبرا و طغيانا ولكنها في الحقيقة مقولة قالها أحد ملوك حيمر الذين طغوا و تجبروا واستعبدوا شعوبهم.

أويحي كان بقوله هذه المقولة يريد توجيه رسالة لم نفهمها إلا بعد فوات الأوان، كان يريد أن يضرب لنا مثلا لما حدث لملك حيمر الطاغية وأخيه وأتباعهم وكأن التاريخ يعيد نفسه رغم مرور قرون من حدوثها واليكم القصة.

أوَّل من قال هذه المقولة، ملكٌ من ملوك حِمير كان غليظًا فظًّا على رعيّته يجوّعهم ويسلبهم ما في أيديهم من المال وغيره، وقد أخبره بعض الكهنة أنّ رعيّته ستقتله يومًا، ولكنّه لم يكن يهتمّ لكلامهم، وقد حذّرته زوجته منهم؛ ذلك أنّ الرّعيّة كانت تعيش في شظفٍ من الحياة وهو وأسرته كانوا يعيشون حياة رغيدة، فكان يقول لها: “جوّع كلبك يتبعك”، وقد صارت مثلًا منذ أن قالها.

وذات يوم أرسل قومه إلى غزوة ولم يعطِهِم من الغنائم شيئًا، فلمّا خرج قومه من عنده ولم ينالوا شيئًا من الغنائم حرّضوا أخاه على قتله قائلين له إنّ المُلك لا يكون إلّا في أسرته، ولكنّ ذلك الملك قد ظلمهم بما فيه الكفاية، فاقترحوا على أخيه أن يعينهم على قتله، وكان أخوه يعلم مقدار ظلم أخيه لرعيّته، فأعانهم عليه فوثبوا عليه جميعًا فقتلوه وأردوه جثّة هامدة، وأجلسوا أخيه مكانه على كرسي الملك، ومرّ بالملك وهو مقتول، عامر بن جذيمة وقد كان سمع قول الملك قبلًا “جوّع كلبك يتبعك”، فقال له: “ربما أكل الكلب مؤدِّبه إذا لم ينل شبعه”، فصار هذا الكلام مثلًا أيضًا منذ قاله عامر بن جذيمة.

أويحي يريد القول أن عبد العزيز بوتفليقة طغى و تجبر و استولى على كل شيء، استولى على كل خزائن الدولة ولم يعط شيئا من أتباعه المقربين فذهبوا إلى السعيد بوتفليقة فحرضوه للاستيلاء على الحكم وينقلبوا على أخيه فانقلبوا عليه واستولوا على كل شيء وأكلوا الأخوين معا.

هذا ما أراد أويحي قوله في رسالته ” جوع كلبك يتبعك “

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version