هناك فرق بين ما تريده الشعوب العربية وبين ما تريده الحكومات العربية والحكام العرب والحالة التي آلت إليها الاوضاع الداخلية لأغلب هذه البلدان جعلت القمة العربية تكون بلا معنى وبلا مغزى خاصة في ظل التحالفات الجديدة في منطقتنا والصراعات العربية العربية والمؤسف أنها كلها لتحقيق أهداف استراتيجية غربية.

القمم العربية السابقة كانت دائما قمم تنديد ووعيد، قمم من كل الجوانب لا فائدة منها غير الصور التلفزيونية والخطابات النارية والتعنتر والتبختر أمام الشاشات.

فلماذا ينفخون لنا قمة موريطانيا وكأنها قمة الشفاء العربي، قمة الحلم والصلح العربي.

نحن نرى أنها قمة بلا روح ومن بين ما يدعم رؤيتنا ما يلي:

-انعقادها في موريطانيا يجعل من قراراتها قرارات لن تكون ذات صدى وذلك لأنه معلوم أن أول شيء نحلل به قوة القرار هو من يقول هذا القرار، ففرق بين صدور قرارات من أرض موريطانيا وصدورها من مصر أو السعودية. فموريطانيا لا تملك التأثير المرافق لقرار عربي بلسان مصري أو سعودي.

-غياب قادة الدول ذات الوزن عربيا عن هذه القمة في صورة ملك السعودية والرئيس المصري والسوري والجزائري.

-من القرارات المراد تفعيلها في هذه القمة هو تفعيل الدفاع المشترك وإرسال قوات عربية ممكن إلى اليمن أو سوريا أو العراق.

ونتساءل كيف يراد تفعيل هذا القرار وأغلب الجيوش العربية هي في حالة حرب، أو لا يوجد بها جيش أصلا كحالة اليمن وليبيا، والجيوش الأخرى مستنزفة كمصر، أو غياب قائد أعلى كلبنان مع غياب الرئيس.

-التاريخ يقول أن القمم العربية ومع أنها حدثت في أوضاع أقل انهيارا من الوضع الحالي لم تمنع الغزو الإسرائيلي للبنان ولم تمنع العراق من غزو الكويت ولا إسرائيل من قصف غزة وجنوب لبنان مرات ومرات، فكيف يريدون أن يقنعوننا أنها ستوقف الصراع الروسي-الأمريكي بالدماء السورية أو الصراع السني-الشيعي المفتعل.

-القضية الفلسطينية حاضرة دائما في كل القمم ولكن الأوضاع الحالية جعلتها قضية ثانوية، لن يتغير الدعم العربي لها حيث سيتم استعمال نفس عبارات التهديد والوعيد والدعم اللامشروط.

أما نحن فنرى أنه لو تترك القضية الفلسطينية للفلسطينيين فقط فيمكننا مشاهدة دولة فلسطينية حقيقية، دولة بأرض وشعب وسيادة.

في الأخير سنبقى من هذا الشعب العربي الحالم ونتمنى أن نستيقظ يوما ونفتح أعيننا وآذاننا لسماع أخبار قمة عربية لحكام عرب حقيقيين يمثلون إرادتنا نحن الشعب العربي، ويتبنون قرارات صادقة ترهب الصديق قبل العدو.

ولكن كما قال إخواننا اللبنانيون عن القمة في موريطانيا بأنها مليئة بالجرذان ونحن لا نتكلم عن الجرذ كحيوان ولكن عن الجرذان بربطة العنق.

أدين الزين
26 جويلية 2016

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version