يقول شاعر تركي:

راحة

تقول لو ينتهي هذا الصراع

تقول لو لم اجع

تقول لو لم اتعب

تقول لو لم اشعر بالحاجة للتبول

تقول لو لم اشعر بالنعاس

اذا لما لا تقول لو اموت؟

ويفسر الشاعر بانه يوجه رسالة يريد ان يقول من خلالها ان كنت تريد ان تعيش او ان كنت قررت ان تعيش فانت مجبر و الحالة هذه على قبول حقائق الحياة التي ستعيشها.

تقبل حقائق الحياة و التعامل مع كل حقيقة كما يجب و كما نريد هو احد اسرار عيش هذه الحياة.

هذه الكلمات العميقة المفهوم نحاول تبسيط بعض تطبيقاتها على حياة الجزائري البسيط ونحاول الاستفادة على قدر الامكان من رسالتها و حكمتها.

اننا يوميا نساوم و نساوم باشياء بسيطة و اشياء يراها الكثير اساسا لحياته ولكن الحقيقة ان المطالبة بها و التفاوض بشانها هو اساس صعوبة حياتنا.

كمثال السكن, فنحن نطالب به كحق لنا و الدولة تنجزه لنا و تساومنا بمنحه كهبة و كشراء سلم و كتسوية لمواجهات اخرى تراها هي اخطر.

في حين ان السكن هو واجب قبل ان يكون حقا.

واجب لان بعض الدراسات تقول ان هناك اكثر من مليون سكن شاغر في الجزائر. واجب لان الاحصائيات تؤكد ان في السنوات الاخيرة الجزائر تستورد الاسمنت و الحديد و كل مواد البناء بنسبة تفوق الخمسين بالمئة اي ان هذا الجزائري لا ينتج المادة التي يريد ان يحتمي تحت سقفها بل هو يعيش على ما تبقى من اموال الريع البترولي.

واجب لان الجزائري اصبح اكثر انانية فالكثير من العائلات تزور الوثائق وتزور الحقائق وتحصل المرة تلو الاخرى على السكن سواءا باسم الزوجة كمطلقة احيانا , سواءا باسم الابناء , سواءا بتغيير المدينة و السكن لفترة في البيوت القصديرية  الخ  وبذلك ياخذون سكن شخص اخر او عائلة اخرى اكثر احتياجا و اكثر فقرا.

كذلك ارتفاع الاسعار لاغلب المواد الغذائية فالجزائري يتعامل مع هذا الغلاء كانه ضحية في حين انه هو المتسبب الاول في حصوله , فنحن لا ننتج ما ناكل الا بعض المحاصيل , اضف الى ذلك المضاربين او بتفصيل اكثر طول السلسة من المنتج الى المستهلك حيث هناك السمسار الاول و السمسار الثاني و السمسار الثالث… وهذا السلوك غير مرفوض شعبيا بل يعتبر شطارة او قفازة كما يقال بالعامية .

هذه القفازة التي ندفع كلنا ثمنها.

كذلك سلوك التفاخر فنحن نتصارع على الموز و الكيوي كانهم من الدرجات العلمية و من الشهادات الجامعية.

ونفس الشيء يقال على اسعار الملابس فالبطال الجزائري يلبس اغلا الماركات العالمية.

كذلك السيارة فنحن لا نستثمر في تعليم الابناء او في صحة الابناء ولكن نستثمر في السيارة او حتى في اكسيسوارات السيارة و نحن هنا لا ننكر حق امتلاك سيارة و لكن نتساءل لماذا ندفع ضعف ما نستطيع من اجل امتلاك مالا نستطيع.

الامثلة كثيرة و التحليلات كثيرة ولكن الهدف واحد وهو تقبل الحقيقة.

فلو قبلت انا كجزائري انني غير متعلم و غير منتج للفكر فالحل الامثل الذي ابحث عنه هو التعلم و التثقف و الدراسة و ليس انشاء موقع على فايس بوك او التباهي بسرعة انترنت نحن في الاول و الاخير مستهلكون لها و لما تحتويه.

ولو قبلت حقيقة انني لا انتج ما استهلك فاول ما ابحث عنه هو محاولة الانتاج و التوقف عن استهلاك مالا احتاج له كضرورة.

ولو قبلت حقيقة انني اصبحت اكثر طمعا و اكثر انانية لعملت من اجل جعل الجزائر اكثر تكافلا و اكثر اخوية و خاصة اكثر انسانية.

تقبل الحقيقة في كل مجال هو بداية الطريق الصحيح لجزائر الغد.

والا يسكون كما قال الشاعر طريق الموت هو السبيل و الخيار الاخير.

أدين الزين
20 يناير 2017

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version