روبن هود (بالإنجليزية Robin Hood وبالفرنسية Robin des Bois) شخصية انجليزية عاشت في القرون الوسطى تمثّل فارسًا شجاعًا مهذبًا وخارجًا عن القانون، وكان يتمتّع ببراعة مذهلة في رشق ورمي السهام وهي تمثل اليوم قصة ذلك البطل الذي قام على سلب وسرقة الأغنياء لأجل إطعام الفقراء.

كان هذا في القرون الوسطى أو القرون المظلمة لغرب لأوروبا حيث عاشت قمة الانحطاط حتى أصبح الناس يتقبلون الحكايات الشعبية والشائعات على أنها حقيقة. وبعد مرور قرون على هذه الأسطورة الشعبية الانجليزية، ها هي الأمة الإسلامية والعربية خاصة تعيش نفس الحكاية والتاريخ يعيد نفسه حتى وإن اختلفت الأديان والأجناس.

ها هي الأمة الإسلامية والعربية تعيش قمة الانحطاط الفكري والديني الذي أدى إلى بروز روبن هود العرب وهي تارة تسمى “القاعدة” وتسمى “داعش” تارة أخرى، وهي في الأصل منظمة إرهابية تتمتّع هي كذلك ببراعة مذهلة ليس في رمي ورشق السهام بل في قتل الأبرياء من المسلمين باسم الإسلام.

هذه المنظمة استطاعت أن تحوّل صراعها الإرهابي ولا أقصد بهذا الوصف أيّ شهيد أو مجاهد في سبيل الله في فلسطين أو في العراق أو في أفغانستان أو في أيّ مكان في العالم يجاهد من أجل تحرير وطنه، بل أقصد بهذا الوصف كلّ من سوّلت له نفسه قتل النفس بغير حق باسم الإسلام.

كما قلت سابقا، نجحت هذه المنظمة الإرهابية في خلق صراع إقليمي طائفي وهذا دليلٌ على تورّط دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وعربية ساهمت بدور كبير وفعال في إشعال الفتنة بتمويلها لهذه المنظمة بالسلاح والمال. وليس هذا فحسب بل بلغ الأمر بعلمائها حتى أصبحوا يُفتون ليس بقتال العدوّ وإنما بتخريب جسد هذه الأمة طرفًا طرفًا.

هذه الانهيارات في المنطقة جعلت من الخطر الإجرامي خطرًا متنقلا يصعب التحكم فيه، خاصة في الدول مثل العراق التي غزتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وزرعت فيها أفكارها وسياستها وديمقراطيتها الاستعمارية. فهذه التنظيمات لا تستطيع أن تستمرّ في هذا النشاط لأنها زائلة لا محالة فهي تبحث عن بؤر للاستقرار تجعلها قواعد فوجدوا وسيلة لإقناع هذه الشعوب بتطبيق الشريعة الإسلامية.

إنّ هذا الصراع الداخلي وحروب الفتنة وما تركته آثار عاصفة الربيع العربي على الدول العربية والإسلامية هي أخطر سلاح صنعه الغرب لتدمير الأمة، هو سلاح التدمير الذاتي عن طريق أبنائها والعبرة لمن يعتبر فالأمّة الإسلامية أمّة غير قابلة للاستعمار أو التدمير إلا إذا استباح أهلها عرضها ودمها.
 
أليس في هذه الأمة من العلماء ورجال السياسة وحتى العامة أن يغيّر المنكر كما أوصانا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم “من رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقبله وذلك أضعف الإيمان” (رواه مسلم)؟

فهيهات هيهات، فالإسلام لا يتحقّق إلا إذا تحقّقت العدالة ولا تتحقّق العدالة إلا إذا حقنت الدماء ولا يتحقّق حقن الدماء إلا إذا تحقّقت الوحدة ولا تتحقّق الوحدة إلا إذا تعلّمنا ديننا تعلّما صحيحًا ولن يكون إلا بصفوة أبنائها. ولا يمكن لهذه التنظيمات الإرهابية أن تستمر في قتل المسلمين، أن تنصر الدين أو تطبّق الشريعة الإسلامية. إنها فتنة، بل قمّة الفتنة، فالحذر الحذر. إنّه صراع بين الحق والباطل وإنّ لهم عبرة في المصالحة الوطنية الجزائرية، عبرة للمصالحة والصلح بين الإخوة في الدين والوطن.

محمد العربي أوشن
18 جوان 2014

تعليقان

  1. Abdelkader Dehbi بتاريخ

    غفر الله لك يا أستاذ !
    [rtl] لـيـتـك رفـعـت الـقـلـم، أسـتـاذ السٌـي أشـن، عـنـدمـا أتـيـت عـلـى نـهـايـة الـجـمـلـة مـا قـبـل الأخـيـرة مـن مـقـالـك الـرقـي : “إنـه صـراع بـيـن الـحـق والـبـاطـل”… حـتـى لا تـقـحـمـنـا فـي مـا سـمـيـتـه ب “الـمـصـالـحـة الـوطـنـيـة الـجـزائـريـة”… وتـقـحـم الآخـريـن بـالاقـتـداء بـهـا !… غـفـر الله لـك !… [/rtl]

  2. أوشن محمد العربي بتاريخ

    غفر الله لنا و لكم و لجميع المسلمين
    أستاذي الكريم،لقد رفعت قلمي راجيا من الله عز وجل أن يجعله سببا في حقن دماء المسلمين

    بعيدا عن السياسة ، إن المصالحة الوطنية الجزائرية هو اتفاق توصل إليه الطرفين المتنازعين بعد قتال دام لسنوات عديدة ذهب ضحيته الآلاف من الأبرياء حقنا للدماء وليس نتيجة استسلام طرف أو انتصار طرف آخر وهذا عملا بكتاب الله و سنة نبيه الكريم .أليس هذا عملا يستحق الاقتداء ؟ أليس هذا اتفاقا لحقن دماء المسلمين ؟ هذا حال المسلمين في صراعاتهم السياسية من اجل الحكم منذ تحول الحكم الإسلامي من بعد الخلافة الإسلامية بقيادة الخلفاء الراشدين إلى الحكم الملكي .نسال الله العلي العظيم أن يحقن دماء المسلمين

Exit mobile version