أيها الإخوة والأخوات،

لا شك أنكم جميعا تتفقون معي على أنه لا يوجد شعب اليوم على وجه الأرض أكثر تخلفا من الشعب الموريتاني بسبب تعاقب طابور من العصابات الجائعة على حكمه خلال الخمسين سنة الماضية.

لا شك أنكم تتفقون معي جميعا على أن موريتانيا البائسة لا يمكن أن تقارن لا بمصر ولا بتونس ولا حتى بالصومال بسبب ما تفرضه هذه العصابات وبلطجيتها الساقطة على شعبنا الطيب من ظلم وقهر واستباحة.

لا شك أنكم تتفقون معي على أن موريتانيا اليوم بلا تعليم ولا صحة ولا ضمان اجتماعي ولا رعاية من أي شكل آخر بسبب احتقار هذه العصابة لإنسان هذا البلد المستضعف.

لا شك، إخواني، أنكم تتفقون معي جميعا على أن سياسة الأنظمة الإرهابية التي تعاقبت على بلادنا وارتباطها الأعمى بالأجندات الغربية هو ما جعل بلادنا اليوم هدفا للإرهاب في مأساة مريرة لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

إيها الإخوة والأخوات،

لا شك أنكم تتفقون معي جميعا على أن موريتانيا اليوم لم تعد قادرة على تحمل المزيد من هذا الغبن والظلم والحيف والفوضى والاستباحة والقبلية والجهوية والطائفية والأنانية والاستغلالية والهمجية …

لم تعد قادرة على تحمل نهب خيراتها من قبل هذه العصابات الجائعة، الساقطة، الناقمة، المستبدة…

لم تعد تتحمل مزيدا من النهب والتخريب والتجويع والترويع والاضطهاد والاستبداد…

لم تعد تتحمل مزيدا من الكذب والدعاية السخيفة والمبررات السخيفة والأباطيل السخيفة…

لم تعد تتحمل طوابير الأحكام المعوقة اجتماعيا وثقافيا وأخلاقيا…

لم تعد تتحمل.. لم تعد تتحمل.. لم تعد تتحمل وعليهم أن يفهموها.

لا شك، أيها الإخوة والأخوات، أنكم تتفقون معي على أنه من حقنا اليوم، مثل كل شعوب الأرض، أن نوجه نداء إلى هذه العصابات (لا نستجديهم فيه) وإنما نحذرهم فيه من غضب لن يعرفوا كيف يخرجون من جحيمه.

لا شك إخواني وأخواتي أنكم تلاحظون أنه في الوقت الذي تتصاغر فيه الأنظمة العربية أمام شعوبها، معلنة استعدادها لكل أشكال التفاهم خوفا من ما تحمله اللحظة، يرفض النظام الموريتاني (العصابة) حتى فتح حوار مع المعارضة من أجل تدارك أوضاع البلاد الغارقة في آثام أياديهم المتبجحة بذنوبها وتحديها لمشاعر الشعب.. وتمادي بلطجيتها المنافقة في التصعيد بما يطفح به قاموس خطابها الركيك من نذالة لا تعبر إلا عن حقيقة طينتهم السيئة وثقافتهم المنحطة وتفانيهم غير المشروط في الدفاع عن عصابة سخيفة، هم الدليل القاطع على مدى خطورتها وهي الدليل الأقطع على خطورة سوقية تفكيرهم.

لا شك أنكم جميعا أصبحتم تدركون أن العيش في هذا البلد أصبح مستحيلا بسبب هيمنة ثلة من التجار أصبحت تفرض ما تشاء من أسعار وبضائع مزورة ومغشوشة بحماية من هذه العصابة الحاكمة الدنيئة.

لا شك، إخواني أخواتي، أنكم تسمعون يوميا ما يكررون على أسماعنا من عبارات التثبيط والاحتقار “الشعب جبان”.. “الموريتانيون لا يمكن أن يثوروا”.. “ستمحقهم الشرطة عند أول خروج”.. “كتيبة واحدة تكفي لصدهم”.. “موريتانيا ليست مصر ولا تونس” …

هذا هو ما يبررون به تماديهم في طحن المجتمع وعدم الاكتراث بما يحدث من حولهم.

لكنني أتوقع شخصيا أن يحصل في موريتانيا ما لم يحصل في أي بلد آخر في قوة تصدي الشعب وسرعة انهيار العصابة والسيطرة السريعة على كل منافذ البلد لمنعها من الهرب.

و قبل أن يذكرونا بجبن الشعب الموريتاني وضعفه سنذكرهم بجبنهم هم وضعفهم وسوء تنظيمهم وقلة خبرتهم وسوء ما ينتظر من يرتكب أي حماقة منهم.

سيسقط ولد عبد العزيز صغيرا ذليلا لأننا قررنا أن ندفع فاتورة وجودنا وكرامتنا.

سيسقط ولد عبد العزيز لأن العالم لم يعد يقبل بحكم العصابات.

سيسقط ولد عبد العزيز لأنه عجز أن يكون رئيسا لغير ذويه.. ولم يستطع أن يقنع أي مواطن بأنه يمكن أن يكون رئيس بلد محترم .

سيسقط ولد عبد العزيز في أسرع مما تتصورون لأنه أجبن مما يمكن أن تتصوروا ..

سيسقط ولد عبد العزيز لأنه ولد ساقطا وعاش ساقطا وسيموت ساقطا.

سيسقط ولد عبد العزيز لأنه عجز حتى وهو يتربع على كرسي الرئاسة، إلا أن يكون ساقطا.

السلطة هيبة، فمن ذا يستطيع أن يحترم في نفسه عصابة سخيفة تعيش على الكذب والدعاية والتحايل والمكر؟

السلطة أبهة، فمن ذا يستطيع أن يحترم عصابة ينظر لها محسن ولد الحاج ويحرسها ولد الغزواني ويرأسها ولد عبد العزيز؟

الرؤساء لا يكذبون.. لا يصاحبون الأشرار.. لا يركبهم أحد على أحد.. لا يسمعون النميمة.. لا يسترقون السمع إلى الناس.. لا يدخلون في الصفقات الدنيئة.. لا يتاجرون في الأسواق.. لا يبنون الفلل في الأحياء الشعبية.. لا يسهرون في بيوت العامية الساقطة ..

ماذا حدث في هذا البلد حتى تصعد على رؤوسنا هذه الحثالة الناقصة الدين والعقول والقيم والأخلاق؟

من أين طلعت لنا هذه الزمرة الفاسدة الحقيرة: لا وزير يستحق أن يكون رئيس مصلحة.. لا مستشار يمكن، إذا كنت أكثر الناس تفريطا، أن تمنحة أكبر من وظيفة بواب.. لا مدير يستحق أن يكون سكرتيرا لا حتى لولد عبد العزيز ..

ربما كانت مشكلتنا نحن الحقيقية هي أننا نحاول إسقاط سلطة ساقطة!

سيدي علي بلعمش
25 فبراير 2011

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version